عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 01-04-2011
الصورة الرمزية لـ abomeret
abomeret abomeret غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 2,345
abomeret is on a distinguished road
تضافر الجهود لاثبات الوجود

تضافر الجهود لاثبات الوجود

د. رأفت فهيم جندى

تمر مصر الآن بدرجة عدم اتزان بعد السقوط المدوى والغير متوقع لنظامها القائم، وفى تاريخ مصر الحديث مرت على مصر مرحلة فوضى سياسية شديدة كانت بعد رحيل الحملة الفرنسية عام 1801 وبداية حكم محمد عام 1805، وفوضى هذه الايام لا تصل مطلقا بكل المقاييس للمرحلة السابقة المشار اليها، فالجيش هنا يمسك بزمام السلطة وأن كان سلطته وقدرته فى إستتباب الأمن ضعيفة بالمقارنة بقوات البوليس التى تحاول الآن أن تجمع شتاتها.

يكثر عدم تفائل الاقباط هذه الايام وهم يرون السلفيين والأخوان يبرزون وسط الأحداث، ولكن شتان عندما كان أمن الدولة والبوليس يحضون على الفتنة ويحرسون القائمين بها وبين أن يحاول جيش مصر اقامة العدالة، بالطبع سيكون هناك بعض السلبيات الناشئة عن تصرف بعض الشخصيات هنا وهناك فالتعصب صفة البشر ضيقى الافق والثقافة والروح ولن تزول بزوال اى نظام بل تجدها فى كل المجتمعات مهما كان درجة تحضرها، والفرق كبير فى وجود قانون باتر يقمعها كما فى الدول الغربية وبين قوانين تزكي نارها مثل منطقة الشرق الأوسط، وأن كان بعض الحكماء يرون فى ابقاء المادة الثانية للدستور هى حرص على مشاعر المسلمين فإن أضافة حقوق الغير مسلمين لها هو وقاية من غبنها.

شتان بين نظرتنا لحكومة مصر قبل وبعد الثورة، فبينما كان المصرى يتوجس من اى تحرك حكومى ليرى ما هو الفساد الذى يهدف اليه، ينظر المصرى الآن بقلب خفاق لرئيس وزراء مصر الحالى ويدعو له فى كل تحركاته بأن يوفقة الرب الإله.

فرق كبير بين فرعون مصر الذى كان يظن أن من واجبات المصريين هى خدمته هو وعائلته، وبين تولى اول حكومة نظيفة حقيقية حكم مصر منذ سنوات بعيدة.

بالطبع هناك متاعب فى اطفيح ودير الأنبا بيشوى وبعض القرى هنا وهناك ولكننا نثق أنه ليس هناك أوامر عليا بهذا وانما هى من موروثات العهد السابق ومن ثمار بعض القلوب المعتمة التى لن ترى النور ما دامت تعيش فى الظلام ونأمل أن يزول هذا فى القريب العاجل .

واجب اقباط دول المهجر الآن هو الدعم المادى والسياحى لأقتصاد مصر على قدر طاقتهم، ملايين الاقباط يذهبون لزيارة مصر سنويا، لماذا لا يكون هذا خلال افواج سياحية معلنة وتكون سياحتهم لمصر ملموسة ومحسوسة مع تخللها لفترات جولات حرة لزيارة اقاربهم هناك، والكثير من المصريين لم يشاهدوا اثار مصر التى ياتى لها الملايين من خارج مصر.

أيضا كل كنيسة فى المهجر لها لجنه خاصة لمساعدة اخوة الرب فى مصر، والأقباط يجزلون العطاء لهذه الجمعيات، هل من الممكن أن تتضافر الجهود الآن بين الكنائس فى بلاد المهجر لتبنى إقامة مشروعات انتاجية قى مصر توفر فرص عمل ويكون انتاجها لخدمة المحتاجين هناك، فمصر تحتاج الآن لتضافر الجهود لأثبات وجود الاقباط كقوة داعمة للأقتصاد المصرى.

رئيس تحرير جريدة الأهرام الجديد الكندية
__________________
(( افتحي يا كنيسه زراعك لكل متنصر جذبه المسيح اليه .. احتضنيه و اعترفي به فهو ابن لك و انت ام له ))

((فأنت الصدر الحنون له في محيط المخاطر و الكراهيه و الظلم و الارهاب الذي يتربص به ))
الرد مع إقتباس