عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 15-06-2004
الصورة الرمزية لـ Pharo Of Egypt
Pharo Of Egypt Pharo Of Egypt غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: USA
المشاركات: 2,497
Pharo Of Egypt is on a distinguished road
-2-


يقول القرضاوي في خطبته عن الديمقراطية الغربية:

إن بعض الناس يقول: الديمقراطية حكم الشعب، ونحن نريد حكم الله.

وهذا يعني أن القرضاوي يريد أن تكون سلطة الحاكم ( الذي هو ظل الله على الأرض) من الله وليس من الشعب. وأن الحاكم مختار من الله وليس من الشعب . وأن الحاكم لا يتنحى إلا بأمر من الشرع وليس بأمر من الشارع. وهو ما قاله عثمان بن عفان منذ أكثر من خمسة عشر قرناً عندما طلب منه الثوار التنحي فقال: "إن الله قمّصني قميصاً إن شاء خلعه وإن شاء تركه". وهو يعني أن لا عزل لحاكم فاسد إلا بأمر من الله؛ أي أن يموت الحاكم الذي لا يترك القصر إلا إلى القبر.

وهذه من فتاوى شيوخ الحكام وليست من الإسلام. ولا دخل للإسلام بكل هذا الهراء الديني السياسي المزيف الذي يقول به القرضاوي ويردده. وما هذا القول إلا دعوة "الحاكمية" التي قال بها سيد قطب في كتابه "معالم في الطريق"، وكان قد نسخها عن المفكر الباكستاني أبو الأعلى المودودي، صاحب نظرية "الحاكمية" التي تتلخص في أن الحكم لله وليس للشعب. وما الحاكم إلا أمين الله وخليفته على الأرض. وتلك دعوة باطلة ومزيفة لا علاقة للاسلام بها. وانما هي دعوة دينية سياسية من رجال دين حُواة، يُخرجون الاستبداد والطغيان من الباب ويدخلوهما ثانية من النافذة. ومن هنا اتخذ سيّد قطب موقفاً حازماً ضد أي محاولة للتوفيق بين الإسلام والديمقراطية، وعارض بشدة وصف الإسلام بأنه ديمقراطي، ودعا إلى ديكتاتورية عادلة تضمن الحريات السياسية للصالحين فقط. وكان يتساءل إذا كان نظام الحكم الديمقراطي قد أفلس في الغرب، فلماذا نستورده نحن في الشرق؟

وحاول مالك بن نبي المفكر الإسلامي الجزائري في محاضرة بعنوان "الديمقراطية في الإسلام" ألقاها في نادي الطلبة المغاربة عام 1960، الإجابة على سؤال "هل في الإسلام ديمقراطية؟" مشيراً إلى أن تعريف مفهومي الإسلام والديمقراطية بالطريقة التقليدية (وهي الطريقة التي يتبعها القرضاوي الآن) قد يؤدي إلى استنتاج عدم وجود علاقة بينهما من حيث التاريخ والجغرافيا، منبهاً في ذات الوقت إلى أن تفكيك المصطلح في معزل عن محموله التاريخي، وإعادة تعريف الديمقراطية في أبسط أشكالها تحريراً من القيود اللغوية والأيديولوجية قد يوصل إلى استنتاج مختلف.

ومن هنا يتبين لنا أن الديمقراطية الإسلاموية التي ينادي بها القرضاوي ليست من الإسلام في شيء، ولكنها فتوى حواة دينيين، يريدون إرضاء السلاطين الذين يتخذون من الديمقراطية والدعوة إلى مؤتمراتها في هذا الزمان زينة وبهرجة ليس إلا. ويلتقي القرضاوي في هذا مع الرئيس بوش الذي أقرَّ هو الآخر لأسباب سياسية معينة بعدم وجود تناقض بين الإسلام والديمقراطية في كلمته أمام المجلس الوطني لتنمية الديمقراطية بواشنطن!
الرد مع إقتباس