عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 15-06-2004
الصورة الرمزية لـ Pharo Of Egypt
Pharo Of Egypt Pharo Of Egypt غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: USA
المشاركات: 2,497
Pharo Of Egypt is on a distinguished road
-5-


إذن، كيف يريد الشيخ القرضوي أن يطبق منهاجاً سياسياً لم يعرفه الإسلام، ويدّعي أنه من جوهر الإسلام.

لقد بدأ الإسلام ديناً سياسياً حتى قبل أن تتم دعوته، فأسس في المدينة "دولة المدينة"، ثم بسط الامبراطوريات السياسية الواسعة. ولكن ذلك كان قبل 1500 سنة ضمن شروط تاريخية معينة لم تعد قائمة الآن. ولم يعد الإسلام في الظروف الحالية وبعد تغير مفهوم الدول والحكام والشعوب التي أصبحت مواطنين وليست رعايا كما كانت في السابق.

لقد كان الإسلام باستطاعته أن يقيم حكماً لشعوب عاشت قبل 1500 سنة أو قبل حتى 500 سنة. ولكن الإسلام أو أي دين آخر غير قادر على ذلك الآن. لقد انتهى عصر الدول الدينية.

فالإسلام لم يعط المرأة حقوقها التي تتمتع بها في المجتمعات الديمقراطية المتقدمة، مما يعني عدم حرية المجتمع الإسلامي. والحرية هي أساس الديمقراطية المكين. وإلإسلامويون لا يؤمنون بالتعددية، ولا بالبرلمانات، ولا بالانتخابات، ولا بحكم الشعب للشعب ومن الشعب، ولا يعزلون الحاكم الفاسد، ولا يحاكمونه، ويتركون محاكمته لله في الآخرة.. الخ. فقد روى الحسن البصري حديثاً نبوياً يقول:

"لا تعصوا أولي الأمر منكم، فإن عدلوا فلهم الأجر وعليكم الشكر. وإن بغوا فعليهم الوزر وعليكم الصبر، فهو امتحان من الله يبتلي به من يشاء من عباده، فعليكم أن تتقبلوا امتحان الله بالصبر والأناة، لا بالثورة والغيظ".

فكيف يمكن أن تقبل شعوب القرن الحادي والعشرين الحرة بهذا النظام السياسي، الذي وضع لشعوب كانت تعيش قبل قرون غابرة؟

في الماضي كان الشيخ القرضاوي على حق حين قال متسائلاً صدقاً:

"كيف يستغل الإسلاميون الديمقراطية وهم غير مؤمنين بها، حتى يصلوا إلى الحكم فقط، وحينئذ يحكمون على غيرهم بالإعدام؟"

أما الآن فما قاله في خطبة الجمعة السابقة الذكر كان باطلاً وزائفاً.

وسبحان مُغيّر الأحوال، ولا يتغير!

http://www.elaph.com.:9090/elaph/arabic/index.html
الرد مع إقتباس