عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 19-11-2003
Mirage Guardian Mirage Guardian غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
المشاركات: 899
Mirage Guardian is on a distinguished road
ويقول التقرير: لقد عملنا منذ عهد الرئيس السابق أنور السادات في أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات علي التوافق مع هذه التأثيرات المصرية ونجحنا بفعل هذا التوافق مع التأثيرات المصرية في أن نزحزح مفهوما عنيدا سيطر علي هذه المنطقة لفترة طويلة، وهو عدم الاعتراف بتعايش إسرائيل مع الدول العربية، علي الرغم من أننا في البداية صدمنا برغبة العرب في انحسار التأثيرات المصرية عليهم في السلام مع إسرائيل، من خلال المحور الذي كونه الرئيس العراقي السابق صدام حسين، إلا أن التجربة أثبتت لنا أنه سرعان ما عادت هذه التأثيرات من جديد، وأصبح حديث العرب جميعهم يركز علي كيفية تحقيق السلام مع إسرائيل، وبدأ الجميع يتخلي عن النزعة العسكرية للعلاقات مع إسرائيل، وأصبح التفاوض مقصورا علي كيفية وضع كيلومترات من الأراضي إما في الحقيبة العربية أو الحقيبة الإسرائيلية، لذلك لا ننكر أن السادات عندما قاد مصر للسلام مع إسرائيل إنما غير من وجه منطقة الشرق الأوسط بأسرها!!

ويقول التقرير: لقد حافظنا في الماضي علي قوة الدفع المصرية من خلال برامج المعونات والمساعدات الاقتصادية، إلا أن هذه الحقبة وهذه الأهداف تغيرت كثيرا في الفترة الراهنة ولعل أحد الأسباب المهمة التي يجب أن نقف أمامها بالتحليل هو أن ثورة الإرهاب الشرق أوسطي بمعناه البدائي ومفهومه الأولي بدأت أساسا في مصر، وأن الجماعات الإرهابية والقيادات المتعددة للإرهاب، والتي عملت لفترة طويلة علي زعزعة الاستقرار الداخلي في مصر عندما نجحت في الهروب من الأراضي المصرية تحالفت مع الجماعات الأخري غير المنظمة، وإليها يعود الفضل الأساسي والأكبر في نشوء تنظيم القاعدة علي الساحة الدولية.

إلا أن التقرير يري أن الخلاف المصري الأمريكي بدأ عندما كانت هناك رغبة مصرية ملحة في أن تساعد بلادنا الحكومة المصرية في مواجهة إرهابها الداخلي، فراحت الحكومة المصرية تعارض سرا تارة وعلانية تارة أخري المصالح والتوجهات الأمريكية في المنطقة، حتي جاءت ولاية الرئيس بوش الأب وتعمقت العلاقات مع مصر وكان لذلك تأثيره الهام والجوهري في أن تقود مصر موقفا اقليميا مهما في حرب تحرير الكويت.

ويقول التقرير: إن تحليل هذه الأسباب قد يبدو هاما وجوهريا في تحديد الآليات التي يمكن التعويل عليها لجذب مصر من جديد إلي الحفاظ علي هيبة وقوة المصالح الأمريكية في المنطقة، وعلينا أن نتساءل في البداية: لماذا نستمر في برامج المعونات والمساعدات الاقتصادية الممنوحة لمصر علي الرغم من معارضتها السياسية لنا في الكثير من الأحيان؟ وهل يعود ذلك إلي الخلاف حول التوجه الأمريكي في السلام الفسلطيني الإسرائيلي؟!
هنا يقول التقرير: علي الرغم من معرفتنا الأكيدة بأن مصر تمتلك أدوات تأثير مهمة علي الفلسطينيين، إلا أنها تتحرك وفقا لمصالح معينة في القضية الفلسطينية، وأن هذه المصالح هي التي تزيد من حدة الخلافات المصرية مع الجانب الأمريكي في بعض الأحيان.

ويشير التقرير إلي أن تجربة التأثيرات المصرية في المنطقة هي التي تدفع للقول بأهمية أن تكون مصر إحدي الدول الرائدة ديمقراطيا التي تقود التحول، وأن التأثيرات المصرية في المنطقة بالفعل الديمقراطي يمكن أن تتزايد أهميتها لضبط ايقاع الأحداث في الكثير من الأجزاء الأخري.

واقترح التقرير أن يتم التوصل لاتفاق مبادئ بين مصر والولايات المتحدة حول المفاهيم الديمقراطية الواجبة التطبيق، وكذلك الإجراءات الفعلية للممارسة الديمقراطية، إلا أن التقرير يري وقبل الاتفاق علي نوعيات هذه المفاهيم أنه لابد من الاتفاق المبدئي حول ديمقراطية التعليم في مصر والذي يعتبره التقرير مسئولا بدرجة كبيرة وأساسية عن انتشار التطرف وكذلك القيم المغلوطة التي تؤدي إلي تكريس انتشار الديكتاتورية.

وأشار التقرير إلي أن ديمقراطية التعليم في مصر تبدأ بالتخلص من التعليم الديني المسيطر علي قطاع عريض من الجماهير المصرية، وفي هذا الإطار فإن هناك اقتراحا بتخصيص 100 مليون دولار أمريكي سنويا من أجل دمقرطة التعليم في مصر.

وعلي الرغم من أن هناك مذكرات وتقارير سابقة أشارت إلي المناهج التعليمية أو الخطط الأمريكية في التعليم إلا أن المذكرة انتقدت هذه الخطط وأشارت إلي أن الغرض الرئيسي من دمقرطة العملية التعليمية في مصر هو تحويل المبادئ والسياسات الديمقراطية التي قد تلتزم بها الحكومة المصرية كسياسات مستمرة ودائمة حتي لا تتعرض الديمقراطية لانتكاسات جديدة.

ويقول التقرير: إن تمرس الديمقراطية كسلوك حاكم ومبادئ ثابتة في فكر المواطن المصري يتطلب الإعداد والتدريب والتعليم بحيث إنه في الفترة القادمة يكون من حق الشعب نفسه أن يتدخل للحفاظ علي مكاسبه بدلا من التدخل الأمريكي، إلا أن المشكلة كما حدد التقرير هي: هل تستطيع الولايات المتحدة السيطرة مستقبلا علي التوجهات الديمقراطية في مصر أو غيرها من دول المنطقة؟!

هنا يعترف التقرير بأن العملية الديمقراطية إذا كان هدفها صالح الشعوب وزيادة المساحة المخصصة لحقوق الإنسان والتأكيد علي القيم الأساسية كالحرية، إلا أن هذه الحرية لابد وأن يتم ضبطها في إيقاع متوائم تماما مع المصالح الأمريكية العليا، بحيث لا تظهر جماعة مناوئة أو معارضة للسياسة الأمريكية في المستقبل.

ويعتقد التقرير أن بداية ذلك تكون في الدمقرطة التعليمية التي تتطلب إلغاء كل أنواع التعليم الديني ليحل محله التعليم العلماني، وانتقد التقرير أن يكون هناك تدخل من الجانب الأمريكي في تحديد نوعية المناهج أو النصوص التعليمية ذاتها، لأن مثل هذه المسائل تثير حساسيات كثيرة لدي حكام وشعوب هذه المنطقة.



ويقترح التقرير أن يتم الاتفاق علي الإطار العام للمقصود بالتعليم الديمقراطي الحر وفقا للأسس التالية:

أن هذا التعليم يكون هدفه الانفتاح علي العالم الخارجي، وكذلك البدء في استيعاب مفاهيم العلم والتكنولوجيا الحديثة والتعرف علي الانماط والأساليب الأمريكية في إدارة العلم والتكنولوجيا وكذلك مفاهيم القيم الحديثة.

أن هذا التعليم يكرس مفهوم حماية الحريات الأساسية للإنسان وأن يكون المواطن علي وعي وعلم كامل بأي إجراءات بوليسية يمكن أن تتخذ ضده في أي موقف أو كيفية حصوله علي حقوقه الكاملة في مواجهة السلطة إذا حاولت اغتصاب هذه الحقوق.

إدخال تحسينات جوهرية علي نظم التعليم المصري علي أن تتضمن هذه التحسينات كيفية إعداد أساليب جديدة من أجل نشر الأفكار التحررية التي تحث علي الاعتماد المتبادل والتفاهم والتعايش مع الآخرين، ومن هذه الأفكار الشروع في التعاون معهم في إصدار كتاب تعليمي أساسي يطلق عليه 'المنتخب'.

وفكرة كتاب 'المنتخب' هي بمثابة دستور تعليمي يجمع _في رأي الخبراء الذين أعدوا التقرير_ بين المبادئ الدينية الثابتة والمستقرة مع المبادئ العلمانية في الحرية والديمقراطية، إلا أن الأساس في 'المنتخب' هو أن الفكرة الدينية حول المبادئ والتعايش لن تتعلق فقط بالدين الإسلامي ولكن أيضا باليهودية والمسيحية، فالمنتخب سيشير إلي فكرة الإخاء بين البشر فيورد ما جاء بشأنها في القرآن ثم التوراة ثم الإنجيل، وأن كل الأفكار والمبادئ الدينية التي تمثل اختلافا بين الأديان الثلاثة سيتم تجاهلها وعدم الإشارة إليها.

(يتبع)
الرد مع إقتباس