عرض مشاركة مفردة
  #157  
قديم 12-01-2007
honeyweill honeyweill غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
الإقامة: EGYPT
المشاركات: 7,419
honeyweill is on a distinguished road

قال: الذي حدث بعدها أن هذا النظام السري انحرف عن هدفه الأصيل واتجاه إلي أعمال العنف والاغتيال، فلما جئت أنا من ثلاث سنوات وتوليت منصب المرشد العام، كان أول ما فعلته أن قلت إني لا أريد أنظمة أسرية وأخرجت من الجماعة فعلاً أولئك الذين عرفت أنهم كانوا يتزعمون الإرهاب المسلح، وأقمت مكان النظام القديم نظاماً جديداً حددت له أهدافه وهي أن يقوم أفراده بنشاط رياضي وكشفي.

قلت: هل التدريب علي السلاح والمفرقعات يدخل ضمن الأعمال الكشفية والرياضية؟

قال: لقد أعدت النظام الخاص إلي أصل دعوته أعدته لكي يحارب أعداء الإسلام وحاولت أن أبعده عن الإرهاب، فقلت له: هذا سيقودنا إلي الرصاصات الثماني، فقال: مالها، قلت: الذي أطلقها أحد أفراد النظام الخاص المسلح، فقال الهضيبي والمحاولة التي كان يبذلها ليتمسك بالثبات تتخلي عنه كما تخلت الابتسامة: إذن يكون النظام الخاص قد انحرف مرة أخري، ولكن ذلك بغير علمي، ومرت فترة صمت أطرق فيها برأسه مرة أخري.

قلت له: لماذا اختلفت مع الثورة ولماذا خرجت تحاربها؟ قال: هل أنا حاربتها؟ قلت: إذا تركت جانباً الرصاصات الثماني ومخازن السلاح التي ليست لها عدد لبقي شيء آخر، قال: وما هو؟ قلت: المنشورات السرية التي وزعتها؟ قال: أنا.. هل أنا وزعت منشورات سرية، ما ذنبي إذا كان الشيوعيون والوفديون لا يملكون الشجاعة لكي يوقعوا بأسمائهم الصريحة علي المنشورات التي يوزعونها فينتحلوا لها اسمي، أنا لم اكتب أي منشورات، ولكن الوفديين والشيوعيين طبعوا منشورات ووضعوا اسمي في ذيلها وأنا لا أعلم عن أمرها شيئاً.

ومرت فترة صمت وكنت أفكر في السؤال التالي الذي أوجهه للهضيبي ولكنه رفع رأسه وقال: هل أوجه أنا إليك سؤالاً، قلت: تفضل، قال: لماذا قتلوا أولادي جميعاً! قلت: أولادك، قال في إصرار: نعم قتلوهم كلهم أبادهم الجيش، قلت، غير معقول، قال: أقسم بالله العظيم أن هذا حدث.. لقد بلغني بطريقة لا أشك في صحة روايتها أبداً، قلت: لا أستطيع أن أصدق، قال في إصرار عنيف: يا رجل لقد أقسمت لك بالله العظيم قتلوهم جميعاً وأنت لا تعرف ولكنهم قتلوهم ولست أريد منهم إلا أن يقتلوني أنا أيضاً.

وتدخل في المناقشة البكباشي أحمد أنور مدير البوليس الحربي وقال في دهشة: نحن قتلنا أولادك؟ قال الهضيبي: نعم أظنك تريد أن تنكر لا يهمك أن تراني ثابتاً متجلداً رغم أن أولادي كلهم قتلوا وقتلت زوجتي أيضاً ولكن هكذا الصابرون المجاهدون، وقال أحمد أنور: ولكن الذي تقوله غير صحيح، ووقف الهضيبي وتشنجت ملامحه وقال: والله العظيم والله العظيم والله العظيم أن الذي قلته صحيح صحيح صحيح وأن أولادي كلهم وأزواجهم وزوجاتهم قد قتلوا وزوجتي أيضاً قتلت.

قال أحمد أنور علي الفور، كيف تطلق يميناً مقدسة بهذه الطريقة؟ وقال الهضيبي: أنا واثق وأنا أكرر قسمي بالله العظيم، فقال أحمد أنور: ما هو رقم تليفون بيتك؟ قال الهضيبي 279241، وبدأ أحمد أنور يدير قرص التليفون والهضيبي مازال حيث كان واقفاً متشنجاً ينظر إليه نظرة غريبة وساد الغرفة صمت مفاجئ حتي سمعنا صوت جرس التليفون يدق في الناحية الأخري، وقال أحمد أنور: منزل الأستاذ الهضيبي.. هل أستطيع أن أتكلم مع السيدة زوجته، ويبدو أن الذي رد سأله عن شخصية المتكلم؟ وقال أحمد أنور: قل لها صديق للهضيبي يحمل رسالة منه.

مرت فترة صمت وأنظارنا معلقة بالتليفون وآذاننا مسلطة عليه ثم تسرب صوت نسائي، وبدأ أحمد أنور يتحدث إلي زوجة الهضيبي، هل أنت بخير واقتربنا جميعاً برءوسنا من الجهاز نقرب آذاننا منه بقدر ما نستطيع وتسرب منه صوت السيدة تقول إنها بخير، وقال أحمد أنور: وأولادك كلهم بخير؟

نظر الهضيبي إلي أحمد أنور نظرة الذي يري شيئاً لا يستطيع أن يصدقه وقال أحمد أنور وهو يناوله السماعة: خذ وتحدث إليها أنت وتأكد أنها زوجتك، وأمسك الهضيبي بسماعة التليفون بحذر واسترابة تماماً كرجل أسلموه في يده لغماً يمكن أن ينفجر وقال: أنا حسن الهضيبي واستطرد: اسمعي كيف حال الأولاد؟ وهز رأسه في ذهول وعاد يقول في التليفون: لم يقتلوهم.. غريبة، وبدأ يهرش رأسه بيده، ومد أحمد أنور يده يأخذ سماعة التليفون ويقول لزوجة الهضيبي كلمة ينهي بها المحادثة ثم يضع السماعة مكانها ويسأل الهضيبي، هل قتلناهم، وقال الهضيبي وهو يهز رأسه ويحك شعره: يظهر أنهم لم يقتلوا.

وساد الغرفة صمت وقلت أنا للهضيبي: لقد طلبت أن توجه لي سؤالاً فهل أستطيع أن أوجه إليك سؤالاً أخيراً، قال: أجيبك عليه، قلت: ما رأيك في الإيمان التي أقسمتها بالله العظيم ثلاثة مؤكداً أن أولادك قتلوا؟ قال: كنت أظن، قلت: هل تقسم بالله العظيم ثلاثاً علي الظن؟ قال وهو يضحك: بسيطة.. يمين باطلة اكفر عنها قلت: هكذا ببساطة ما أسهل اليمين إذن؟ وقال هو: الدين يسر.

نهضت واقفاً فقد كان الوقت انتهي والتفت هو إلي أحمد أنور وقال: لقد ضاعت علي ساعة الفسحة امضيت معظمها هنا، فقال أحمد أنور: لا تحمل هما سوف أعطيك ساعة أخري، والتفت أحمد نور إلي أحد الضباط: لابد أن يتسلي ساعة الفسحة أسمعوه أغنية أم كلثوم مرة أخري، ومرقت بسيارتي من باب السجن الحربي وصوت أم كلثوم يلعلع في قصائد تغني لجمال وتقول: ردوا علي.. وكان في خيالي وأنا أندفع بالسيارة خارج السجن.. منظره.. منظر حسن الهضيبي في فناء السجن يسمع أم كلثوم ولا يرد عليها بالطبع.


< <
لا تحتاج هذه الحوارات إلي تعليق.. فإذا أردت أن تعرف كيف يفكر الإخوان وكيف يكذبون وماذا يريدون.. وكيف يعتقدون أنهم يمكن أن يصلوا إليه.. وكيف أنهم لم يتغيروا فلهم نفس الوجوه ونفس المنطق.. ربما تتغير الأسماء.. لكن الفكرة واحدة.. ولا يمكن لهم أن يتغيروا أو يتبدلوا..!!

إذا أردت أن تعرف كل ذلك.. فليس عليك إلا أن تقرأ هذه الحوارات من جديد.
http://www.elfagr.org/Elfagr_L_Detai...on_related=646
نقلا عن جريده االفجر

آخر تعديل بواسطة honeyweill ، 12-01-2007 الساعة 07:48 AM
الرد مع إقتباس