عزيزي
عزيزي الدكتور
أنا أتفق معك إلى حد كبير وإليك التوضيح
أنا لا استبعد الاطروحات الدينية كما فهمت إلا لأن الموضوع في المنتدى العام ذو الصبغة العلمانية
ولكن هذا لا يعني أنني لست مؤمن بدور المسيح في أن يحرك التاريخ لصالحنا
فهناك طريقان للاقتراب من المشاكل القبطية عموما من أجل حلول
الطريقة المدنية بالتفكير المنطقي العقلاني المنظم والاستعداد المقنن وعقد المؤتمرات واعلام العالم بقضيتنا وحتى الكفاح المسلح إذا سدت الطرق السلمية
والطريقة الروحية بالصلاة ولبس سلاح الله الكامل
ولا مانع من اللجوء للأثنين لأنهما لا يتعارضان بل بكمل بعضهما بعضا
واحدة تتعامل على مستوى الواقع المادي والسياسي
والأخرى تتعامل مع حروب الروح ومع رئاسات وأجناد الشر الروحية مصدر كل ألم
لكن الخلط والزفلطة بين الاثنين هو مكمن الخطر
فالكثير (وليس الكل) ممن لا يمكلون قوة الروح والعلاقة الحية مع الله تجدهم يلتجأون للهروب إلى الحل الديني من أجل الهروب لا أكثر من حلول المواجهة والدفاع عن الأهل
ومع هذا لا يصلون بحرارة الروح من أجل أهلهم وزويهم ومن أجل الخلاص من نير الإسلام ... وهذا ما اسميه الدروشة
يحترفون الدين كمجرد طقوس وأفعال بلا روح أو قوة حقيقية
يحترفون الماسوكية والبكائيات بلا بحث حقيقي عن حلول
هل من الممكن أن تذكر أي تجرية شخصية لك في صلاة رفعت في أي كنيسة من كنائسنا مع رائحة البخور من أجل الخلاص من الاحتلال الاسلامي
ولا واحدة في الأغلب (من تجربتي أنا على الأقل) ... هل تعرف لماذا؟
لأنهم ساعتها يهربون إلى السياسة قائلين ليس من الحكمة أن نرفع صلاة بهذا المعني .... هذا يضر بالوحدة الوطنية
فإذا طرحت حلول سياسية ... قالوا الرب يتولانا وهو المدافع عنا (هروب للدين) ... وهم لا يطلبون
وإذا سألتهم هل يطلبون في صواتهم الخلاص من الإسلام (حلول دينية) ... قالوا الوحدة الوطنية (هروب للسياسة)
ونقف محتارين بين من يطلبون الحل الديني من الله بلا صلاة
وهربون من الصلاة من اجل الخلاص خائفين على الوحدة الوطنية
المهم أن يبقى الوضع على ما هو عليه بلا حل في مفترق الطرق
ولهذا تعمدت استبعاد الاطروحات الدينية من المداخلات من أجل محاولة التفكير العقلاني والبعد عن التدين الظاهري ...
وربما أتبعها بموضوع موازي في الساحة الدينية عن حرب الروح
ومع هذا لم استبعد تماما الحل الديني كما تقول .. فوضعت الاختيار الثالث
الصمت وتحمل الآلام ومزيد من الإضطهاد (تفكير ديني)
من أجل ألا يشعر الأخرون أنني استبعد قوة الروح وقوة المسيح العامل فينا بروحه
مع الوضع في الاعتبار أن تحمل الآلام لابد أن يتبعه صلوات وتضرعات إلى ملك الملوك لكي يخلصنا بذراع قوية كما فعل مع بني اسرائيل .. كما رصدت أنت في مداخلتك
وألا نكتفي بالبكاء والاستمتاع بالألم
نقطة أخرى هامة جعلتني أركز على السياسي لا الروحي ...
أن معظم مطالبنا كأقباط هي سياسية بالأساس
فالمسيح يمكن أن نعبده في أي مكان ولا يشغله وطن بقدره ما يشغله وطننا السمائي ... وليس شرطا أن نعبده في مصر أو في أمريكا (بخلاف يهود العهد القديم وأرض الموعد)
والمسيح لا يحتاج إلى الغاء الخط الهمايوني لأنه من الممكن الصلاة في أي بيت وعلى أي مذبح مكرس
والمسيح لا يحتاج إلى وجود أقباط في البرلمان ، بل يريد وجوده في قلوب الأقباط
إذا فدفاعنا عن حقوقنا وأن لم يتعارض مع المسيح ، ولكنه لا يؤثر على حياتنا الروحية مع المسيح كثيرا
وأما الحل الروحي الديني فهو في الأساس ليس لكي يضرب الله مصر بضربات عشر ليخلصنا كما خلص اليهود ، بل هو أن يضرب الرب أجناد الشر الروحية الحاكمة باسم محمد فوق أرض مصر ، فيعود الشعب المصري كله للمسيح ... وهذا يريده المسيح لأنه يريد خلاص الأنفس "وفتيله مدخنة لا يطفئ"
أرجو أن أكون قد أوضحت
+ سلام المسيح +
آخر تعديل بواسطة Ibrahim Al Copti ، 23-01-2007 الساعة 10:47 PM
|