عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 06-12-2006
boulos boulos غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,586
boulos is on a distinguished road
تابع....
- ولكن كيف تقيم دعاوى الإصلاح السياسى فى مصر؟
-- هو إصلاح كلامى فقط، فبالطبع كما تعرف أنه تم الالتفاف التشريعى من قبل ترزية قوانين النظام على المادة 76، أما المادة 77 فقد علقت عليها لافتة كبيرة تقول لا مساس.
- إذا ما حدثت انفراجة دستورية مفاجأة وتمت الدعوة لتغيير دستورى شامل، ففى تصورك أى الدساتير لدينا أكثر توافقاً مع متطلبات مصر السياسية، ولن يقتضى الكثير من التعديلات؟
-- مسودة دستور 54 فهذا الدستور اعتبره أساساً قويا يمكن أن نصوغ عليه دستوراً جديداً ولعلنى انتهز الفرصة للدعوة لتأسيس جمعية تأسيسية متمثلة من كافة الأطياف السياسية لصياغة دستور جديد يتوافق مع المستجدات الداخلية والخارجية على أن يتم هذا بعيدا عن محامى الشيطان وبعيدا عن عبث مشرعى النظام.
- وما رأيك فى تجديد دعوة مبارك لإلحاق تعديل بالتعديل الذى جرى للمادة 76؟
-- سيكون أكثر سوءاً من التعديل السابق، لأنه لن يفارق غرضه الأساسى وهو التمكين للحزب الوطنى ووضع المعوقات ونفس الشروط التعجيزية لأى شخص يريد ترشيح نفسه للرئاسة وكل هذا التهريج السياسى يحدث لأن هناك حزب أغلبية أكثر ضرراً وخطرا من الحزب الوطنى وهو حزب المتفرجين وهو يمثل 77% من المصريين، وهذا الحزب لم تصوت منه سوى نسبة 23% فقط وما حدث فى الانتخابات الأخيرة هو تزوير لإرادة المصريين.
- معنى هذا أنه لم يعد من الصواب ولم يعد بمقدورنا أن نعول على الشعب المصرى فى المطالبة بغد أفضل وإصلاح سياسى ودستورى حقيقى مادام هذا الشعب يمثل حزب الأغلبية أعنى حزب المتفرجين؟
-- للأسف مصر تنطلق بسرعة الصاروخ إلى الفوضى، وهناك سيناريو متفائل إلى حد ما، وهو أن تقوم الأقدار بدورها، أو يفعل التاريخ فعلته والطبيعة تقوم بدورها حيث يجب أن ينتهى هذا النظام المعلق بشعرة ولا يمكن أن نقطع الأمل تماماً فى الشعب المصرى فهناك جذوة بداخله قد تكمن وتخمد لبعض الوقت لكنها جذوتها تتقد فى الأوقات الحالكة.
- يعنى مازلت تعول على الشعب المصرى رغم مصطلحك هذا حزب الأغلبية؟
-- لأننا لو عدمنا هذا الأمل سندفن أنفسنا أحياء.
- بعد خطاب مبارك الأخير هل ترى أنه قطع فرض موضوع التوريث؟
-- لا يمكن الوقوف على موقف ثابت لمبارك فهو مانع قبل ذلك فى إجراء تعديل دستورى لكنه عاد وطالب بتعديل بعض مواده، وقال قبل ذلك ما حدش يلوى دراعى بمعنى أنه لا يستجيب لأى ضغط إعلامى يمثل الرأى العام، ثم عاد وتحدث عن هذا الرأى العام ووضعه فى الاعتبار ونحن نتمنى الصحة لمبارك ويا حبذا وهو بيننا لو دخل بمصر إلى مرحلة انتقالية وأشرف على فكرة نقل السلطة لغيره ليجنب مصر التى يحبها أى مخاطر متوقعة لو ترك الأمر على هذا النحو للأقدار.
وأتمنى أن يضع حلولا جذرية للمشاكل المزمنة التى تواجهها مصر فهذه المشاكل تتعاظم وتتعقد ولم تفلح أى حكومة من الحكومات التى أتى بها فى حل أى من هذه المشاكل والوضع يزداد سوءاً.
نريد الرئيس مبارك بيننا رئيساً شرفيا وحارساً على مرحلة انتقالية ورئيساً دستوريا فقط على أن يكون الحكم الفعلى والسلطات الأكثر فى يد رئيس الوزراء. لكن فى خطابه الأخير يبدو أنه داخله قدر من عدم الاقتناع بفكرة التوريث.
- تقول إن المشاكل لم يتم حلها وقد تعقدت وتعاظمت فهل نعيش عصر انحطاط عام؟
-- نعم فى كل المناحى وعلى كل المستويات فى الاقتصاد والأدب والفن والسياسة والأخلاقيات وكل شيء.
- فما ظلال هذا الانحطاط على الدراما المصرية؟
-- كانت الدراما المصرية من أجمل المنتجات الإبداعية، وكان التليفزيون هو الراعى الرئيسى لتقديم خدمة درامية رفيعة للمشاهد وكان حريصا فى الحفاظ على الأداء الفنى الرفيع ثم حدث مستجد أن التليفزيون الذى كان أداة خدمية للناس نزل إلى السوق يتاجر فانتهت الرسالة والخدمة وحل محلها المتاجرة وأصبح أكبر همه فى التجارة والحصول على أكبر قدر من المال، وما أن بدأت فوضى الإعلانات حتى تورط فيها لأذنيه، ولم يعد مطلوباً نصوصا جيدة، فى مقابل الحرص على جلب نجم شباك للعمل الدرامى الذى - بدوره - يجلب أكبر قدر من الإعلانات.
- كلامك يؤكد تفوق الدراما السورية ويضع مبرراً لهذا التفوق؟
-- أنا معجب بالقفزة السورية فى مجال الدراما، وهذا أمر لا يحزننى بل يبهجنى، وربما سبب تفوقها أنهم يعملون بالقوانين والشروط التى كنا نعمل بها قديما حيث الاهتمام بالكيف لا الكم، حيث الاستشارة الآن، أصبحنا فى التليفزيون بنشتغل بالفهلوة وتسديد الخانات، وإذ لم نقم بوقفة مراجعة وحساب مع الذات سننهار حتماً انهياراً لا تعقبه قائمة أخرى ولابد أولاً أن نفصل بين الإعلام والدراما كخطوة أولى فى إصلاح حال الدرما المصرية.
- لماذا يثير الزعيم جمال عبدالناصر أشجان الناس الآن حتى أننا وجدنا فى غير مظاهرة نقابية وجامعية ترفع صورته؟
-- لأن عبدالناصر رمز عفة وشرف وفكرة وشعار ونموذج، فهو الداعى للاستقلال والبعد عن قوى الأحلاف ونحن الآن غارقون إلى ذقوننا فى التبعية، لأسوأ قوة فى العالم إلى بلطجى العالم أمريكا ونتلقى أوامرنا منها وعبدالناصر كان صاحب يد نظيفة وكذلك كان عهده ونحن الآن غارقون فى الفساد إلى ذقوننا وأزكمت رائحته أنوف الجميع وهذا الفساد توحش وتعاظم فى ظل النظام الحالى وبرعايته وحمايته وعبد الناصر كان رمز تحرر وطنى وقومى ولم يكن قابلاً للإفساد، حتى أنه لما حدث انحراف فى جهاز أمنى كبير حاكم المسئولين عنه، عبدالناصر اهتم بالفقير ورق لحاله الفقراء الآن يتزايد عددهم وتتزايد حالتهم سوءا لدرجة أنهم باعوا أطفالهم.
والناس ترفع صورة عبدالناصر عملاً بمقولة الشاعر وفى الليلة الظلماء يفتقد البدر.
- فى عملك عصفور النار بدا الأمر وكأنك تعرض لفكرة الحاكم المستبد العادل؟ وتبدو أعمالك الدرامية متزامنة فى الغالب مع مرحلة سياسية معينة أو مراجعة لمرحلة أخرى؟
-- نعم لأنه كما قلت لك انه لا بد أن يكون للكاتب موقف ورؤية ودور توصيلى وتنويرى للجماهير، أما طرحى الدرامى فى عصفور النار فقد يتفق مع ما تقول بدرجة وأخرى وأنا أعتبر رأيك رأيا نقديا، لكن هناك خلفية أخرى أكثر اتساعا، إذ ناقشت فى هذا العمل كيف يفقد بلد شرفه إذ آثر الخرس وتعرض أهله لاعتقال الألسنة وكون أن صقر الحلوانى يشبه فى ملامحه حاكماً ما فهذا أمر اخر وإنما هو رمز للديكتاتور فى العموم وفى أى بلد وأى زمن فهو ديكتاتور يطرح مبررات لديكتاتوريته فهو أب يمتلك كل المقدرات.
- هل نقف على هذه الخلفية السياسية فى الشهد والدموع ففى أحد العبارات ان الابن يريد تسلم المسئولية من ابيه وفى ليالى الحلمية أيضا بين البدرى الأب، والبدرى الابن؟
-- هذه الفكرة بين العملين إنما هى تجسد مواجهة بين جيلين على القيادة والزعامة.. فالكاتب فى العموم تزعجه دائماً فكرة السلطة المؤبدة؟
الرد مع إقتباس