ملاحظات على الوحدة مع المسلمين

[iwcab]

الوحدة الشديدة مع المسلمين هى أمر مستحدث ولم تكن الوحدة موجودة قبل القرن العشرين
لو أخذت نفسى مثال .. فجيل الجد لم يعرفوا الوحدة إطلاقاً فلم يأخذوا التعليم الحكومى ولا الوظائف الحكومية ولا الأموال الحكومية
وجيل الأب والأم ( والخالات والأعمام إلخ ) حصل نصفهم على التعليم الحكومى ( ولم يعمل كل المتعلمين منهم فى الحكومة ) ، والنصف الآخر لم يحصل على التعليم الحكومى ولم يعملوا فى الحكومة ، ولم يكن التليفزيون موجوداً فى ذلك الوقت
وجيلنا حصلنا كلنا على التعليم الحكومى بالإضافة لوجود التليفزيون ، وإن كانت قلة تعمل فى الحكومة .. البعض هاجر والبعض يعمل فى أعمال خاصة أو فى القطاع الخاص
والتليفزيون لم يكن موجوداً فى جيلنا منذ الميلاد لكن أخذنا فترة من الطفولة بدون تليفزيون
الجيل الحالى بيتم وضعه أمام التليفزيون منذ الميلاد
وبعدين دخول المدارس ، وقراءة الجرائد والجيرة بتكون معظمها مسلمين
نقدر نقول إن الجيل الحالى مغمور تماماً بالوحدة مع المسلمين فى كل مكان وفى كل زمان
جيل الجد كانت الوحدة صفر %
وجيل الأب كانت الوحدة 30 %
وجيلنا .. الوحدة 90 %
والجيل الحالى .. الوحدة 100 % ( فيما عدا وقت الصلاة .. المسيحى يصلى فى الكنيسة والمسلم فى الجامع )

[iwcab]

الوضع الحالى بيقول ان الحصار أصبح مكتمل والإرادة الإسلامية متحققة حولنا فى كل مكان
لكن التغيير الوحيد هم أهل المهجر اللى عاملين منظمات سياسية غير تابعة للحكم الإسلامى ، وبيشاركوا فى الفضائيات والإنترنيت ، وبالتالى الثلاث حاجات دول ( منظمات المهجر والفضائيات والإنترنيت ) هم الإختراق الوحيد للحصار المميت المفروض علينا
ليس عبثاً إننا محرومون من إدارة نشاط سياسى أو ثقافى أو مدارس أو جرائد أو إذاعة أو تليفزيون
فكما تم منع لغتنا لتتواجد لغة الغزاة وحدهم .. فيتم منع كلمتنا ورأينا ليتكلم الغزاة وحدهم ويتواجد الغزاة وحدهم فى كل المجالات لنختفى نحن ووجودنا كله

[iwcab]

الوحدة إبتدأت فى المدارس والمدن
سابقاً كان المجتمع الذى يعيش فيه الإنسان هو الأسرة ( الأب والأم والإخوة والأخوات ) ، والأسرة الأكبر ( العم العمة الخال الخالة ) ، وفيه أسرة أكبر واكبر ( إبن عم الأب إبن خالة الأم إلخ )
، ولم تكن تحدث خلطة مع المسلمين
وحتى الناس اللى كانوا بيشتغلوا عند الأمراء والأغنياء ، كانت لهم ثقافتهم الأصلية ومجتمعهم موجود ويعيشون فيه ، لكن الرابط مع المسلمين كان فى العمل فقط ( دون الثقافة أو المجتمع )
لكن حالياً أصبح الإندماج فى كل شىء .. التعليم والعمل والتليفزيون والمال والجرائد والسياسة والحروب وكل شىء

[iwcab]

الوحدة مع المسلمين تنتهك فقرة كاملة فى الكتاب المقدس فى 2 كورنثوس 6 : 14
لاتكونوا تحت نير مع غير المؤمنين
لأنه أية خلطة للبر والإثم
وأية شركة للنور مع الظلمة
واى إتفاق للمسيح مع بليعال
واى نصيب للمؤمن مع غير المؤمن
وأية موافقة لهيكل الله مع الأوثان
فإنكم أنت هيكل الله الحى كما قال الله أنى سأسكن فيهم وأسير بينهم وأكون لهم إلهاً وهم يكونون لى شعباً
لذلك إخرجوا من وسطهم وإعتزلوا يقول الرب ولاتمسوا نجساً فأقبلكم
وأكون لكم أباً وأنتم تكونون لى بنين وبنات يقول الرب القادر على كل شىء

[iwcab]

موضوع الوطنية بيقول ان اهل الوطن متساويين ، وإننا نحب أهل الوطن ، ولا نحب أهل غير الوطن أو لانهتم بهم
فكل مانهتم به هو الوطن والوطنيين
والفكرة العلمانية أن البشر متساويين
وكل من الفكرتين : الوطنية والعالمية تتعارض مع الفكر المسيحى
الفكر المسيحى يقسم الناس لنوعين : أبناء النور وابناء الظلام ، ابناء الله وابناء إبليس
وفى فيليبى 2 : 15 : لكى تكونوا بلا لوم وبسطاء أولاداً لله فى وسط جيل معوج وملتوى تضيئون بينهم كأنوار فى العالم
إذا جماعة البشر جماعة معوجة وملتوية ومظلمة يضىء فبهم أولاد الله
والكتاب يقول أن معظم الناس لايؤمنون : كثيرون يدعون وقليلون ينتخبون
ويقول اننا غرباء ونزلاء ننتظر وطناً سماوياً أفضل

[iwcab]

الكتاب يقول أن البشر نوعين : أهل العالم واهل الإيمان
أهل العالم هدفهم : شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة والرقعة والعلو فى الأرض
وبعد أن يستكملوا أحلامهم الأرضية ويستوفوا خيراتهم يموتوا وفى العالم الآخر يعذبون للأبد
وطبعاً محبة العالم عداوة لله ، ويستلزم التمتع الكثير بخيرات الأرض إرتكاب الجرائم من غش وسرقة وقتل وإغتصاب إلخ

وأهل الإيمان يتكفل الله بمستلزماتهم الأساسية ويعدهم لميراث الملكوت عبر التجارب والضيقات والإضطهادات وفى الحياة الأخرى يأخذون أجورهم ووطنهم وميراثهم الأبدى

فإذا طالب أهل الإيمان بالمساواة مع أهل العالم فهذا يعنى رغبة فى ترك الطريق الروحى ، لأننا لايمكن أن نشارك أهل العالم خيراتهم الأرضية إلا إذا شاركناهم فى حياتهم الروحية وحياتهم الأبدية