11 -سبتمبر (ونظرية المؤامرة)

[elnesr]

في هذه الأيام يتذكر العالم كله ما حدث في نفس الوقت منذ عامين

وينقسم البعض في موقفهم تجاه ما حدث فالبعض يشعر بالاسي لما حدث
ويحزن لموت أبرياء مهما كان انتمائهم الديني أو العرقي (شعور انساني نبيل)
والبعض الأخر يشعر بالفخر والزهو لأنه نجح في بث الرعب في نفوس الملايين
ويتم الالاف من الاسر ودمر العديد من الممتلكات (فخرهم في خزيهم)


المهم
تعود بي الذاكرة الي جرائدنا المصرية في ذلك الوقت
فالجميع (صحافة ورأي عام) سارع بنفي ان يكون للقاعدة اي علاقة بما حدث
وقدموا بدائل مقترحة للجاني وجميعها مضحكة فمثلا أقترحوا أن يكون الفاعل أحد هؤلاء:
- جماعة من السود الامريكيين الذين يعانون الاضطهاد (مع ان التمييز حسب اللون انتهي من حوالي 40 عام)
- جماعة من اليابانيين ينتقمون لالقاء امريكا القنابل النووية في الحرب العالمية (التي انتهت من حوالي 60 عام)
- جماعة من الفيتناميين تنتقم من أمريكا (مع أن الأنتقام تأخر حوالي 30 عام)
لكن علي اي حال فهي ليست القاعدوة ولا المسلمون فهم أبرياء.

وأستمر هؤلاء الاشخاص في تكذيب ادلة امريكا بان القاعدة هي الفاعل
واعتبروها مؤامرة (امريكية - صليبية - يهودية) لمحاربة الاسلام ولقتل (أتقياء وأبرار القاعدة)
واستخرجوا العديد من الاثباتات المضحكة لتأكيد ذلك
(فزعموا ان اليهود لم يذهبوا لمبني التجارة ذلك اليوم) مع ان كثير من القتلي كانوا يهودا).

المهم انها دائما مؤامرة ضد العرب وضد الاسلام
ودائما الفاعل هو الصليبيون والصهاينة (وحي علي الجهاد ضدهم)

حتي عندما جاء شريط بن لادن الذي اعترف فيه - حاولوا تكذيب الشريط واعتبروه مزورا
وعندما توالت الشرائط من بن لادن سكتوا ولم نسمع عن أدلتهم المزعومة عن المؤامرة

==============================


موضوعات أخري تعاملت معها الصحافة بفكر المؤامرة:
1- الطائرة المصرية التي سقطت علي سواحل امريكا من 3 سنوات
سقطت بسبب صاروخ امريكي بمؤامرة اسرائيلية
أو بعيب في تصميم الطائرة التي طارت من قبل عشرات المرات بدون اي مشاكل
او اي سبب اخر
(لكن الامريكان المتأمرين يلصقونها في الطيار الورع البطوطي)

2- موت الاميرة ديانا ودودي الفايد (مؤامرة صهيونية صليبية) لمنع مصر من استعمار بريطانيا
عن طريق ابن ديانا المنتظر من دودي والذي سيكون اخ لملك بريطانيا مستقبلا
(حسن ابو باشا - وزير داخلية سابق قال هذا الكلام في جريدة الدستور)

3- حتي موت سعاد حسني
فقد دفعها متأمر مجهول وسقطت من البلكونة
ولكن لم تنتحر (رغم انها كانت تعالج نفسيا)

============================

المصيبة ان البعض مازال يصدق تلك المؤامرات المزعومة
وهو فكر يقود مصرنا الي الخلف لانه يعمينا عن مناقشة السبب الحقيقي لكل مشكلة في حياتنا
ونضعه علي شماعة المؤامرات الخارجية
فمثلا:
1- انتشار المخدرات مرجعه ليس ضعف الشرطة بل لمؤامرة اسرائيلية
2- سوء حالة المرور هو مؤامرة من الشعب ضد الشرطة التي تقوم بواجبها علي اكمل وجه
3- تحديد النسل مؤامرة عالمية لتقليل نسل المسلمين واضعافهم


فكر لا اعرف هل يدعونا الي الضحك ام الي البكاء
انا شخصيا حزين لان هذا الفكر يقود بلادي الي الخلف وليس الي الامام


النسر