رسالة لكل مسيحي

[كوكب الاسقيط]

رسالة لكل مسيحي






تكررت في هذه الأيام ظاهرة اختفاء البنات المسيحيات بصورة ملحوظة وبشكل كبير جداً وبالطبع جميعنا يعلم أن هناك جماعات أسلمة تسعى بكل جهدها إلى اقتناص الفتيات المسيحيات وإدخالهن في الإسلام بأية طريقة وباي شكل، وهذا ما نراه واضح في أسلمة فتيات قاصرات رغم أن هذا مخالف للقانون وما ينص عليه الأزهر ولكن مع مثل هؤلاء لا قانون ولا شريعة.
ولكن رغم وجود هذه الجماعات ورغم مساعدة الأمن لها ومساعدة بعض الشيوخ والمحامين في المساعدة في أسلمة المسيحيات يقع جزء كبير من المسئولية علينا كأقباط ومسيحيين أيضاً أسرة وكنيسة
ففي كثير من الحالات تكون بتورط الفتاة في علاقة ما مع شاب غير مسيحي لتجد الفتاة نفسها وقعت في فخ نصب لها لا تعرف أن تتخلص منه فيما بعد وهذا ما يحدث في حالات كثيرة إذاً هناك جزء كبير من المسئولية يقع على الأسرة وعلى الكنيسة أيضاً نتيجة لخلل في دور كل منهما فالجميع مسئول سواء الأهل أو الكنيسة متمثلة في الخدام أو الكهنة الذين تركوا خدمة الافتقاد والبحث عن الخروف الضال وتفرغوا إلى أعمال بعيدة كل البعد عن البحث عن مثل هؤلاء الضحايا إذاً الجميع مسئول والكل يجب أن يصحح وضعه ويقوم بدوره فالجميع مسئولون عن ما يحدث الآن لذلك أقول للجميع أفيقوا واعلموا ما يحدث لبناتكم وأولادكم كفاكم من معاملة سلبية للأبناء تكون نتيجتها ما نراه الآن من حالات ارتداد لأتفه الأسباب.
أقول للآباء والأمهات أعلموا أين تذهب بناتكم ومن أاين تأتي وتأكدوا مما يقولوه تابعوهم في المدرسة والجامعة والكنيسة ومع أصدقائهم وفي كل مكان يترددون عليه فالمثل يقول لا تدع الحبل على الغارب والمقصود هنا هو الحرية الزيادة عن المعقول والتي بدون حكمة حتى تصبح هذه الحرية هي الحبل الذي يلتف على رقابهم ويخنقهم اعلموا مع من يتصادقون ومن هم أصدقائهم افحصوا كل شيء يقولونه لكم ولتكن الحكمة هي أسلوب التعامل معهم، اعرفوا مشاكلهم وما يعانون به من ضيقات وحاولوا أن تجدوا حلول لها خاصة الأم مع بنتها فالحوار المستمر يصعب معه الكذب ومنه نعرف ما يعانيه أبنائنا من مشاكل.
أقول هذا للآباء والأمهات لأننا كثيراً ما نسمع من الأهالي أنهم فوجئوا بهذا الأمر وأن البنت كانت تذهب للكنيسة وأنها على أخلاق جيدة إذاً كيف تحدث هذه المصيبة...
أيضاً أقول لهم انظروا إلى صداقات بناتكم وأولادكم خصوصاً مع من هم من الخارج واعلموا أن كثيرين منهم يأتون في ثياب حملان وهم في داخلهم ذئاب خاطفة ونسمع وصايا الكتاب المقدس التي تأمرنا أن نسلك بحكمة وتدقيق لمن هم في الخارج فيجب أن نعامل الجميع بمحبة وأيضاً بحكمة.
أقول هذا للآباء والأمهات حتى لا تأتي اللحظة التي يقولون فيها باليتنا في وقت لا ينفع فيه الندم شئ. وقد رأيت بعيني الألم والحسرة والكسرة التي تلحق بهم بسبب هذه الصدمة.
أقول أيضاً لكل شاب أو شابة انظروا واعلموا مِنْ مَنْ تتعاملوا ومع من تتصادقوا ولا تأخذوا أي شخص صديق تحكوا له همومكم ومشاكلكم وخصوصياتكم فللصداقة شروط يجب أن تتوافر في من نصادقه أهمها التوافق في معظم جوانب الحياة واهما التوافق الفكري والديني ...الخ كذلك لا تصدقوا كل كلمة تقال لكم على أنها نصيحة ولا تبوحوا لأي شخص بما تعانون به من مشاكل فكثيرون يلعبون على هذا الوتر ويقوموا بدور المنقذ من هذه المشاكل أيضاً لا تتهاونوا في أي شيء مع أي أحد ضعوا لكم حدود في التعامل مع الآخرين ولا تدعوهم يتعدوها مهما كانت الأسباب ومهما كان هذا الأمر بسيط فالتجاوزات الكبيرة تكون بدايتها الصغيرة فحددوا علاقتكم مع الجميع وسدوا كل الطرق التي ممكن أن تؤدي إلى علاقة غير سليمة.
أقول للفتيات لا تصدقوا الذئاب التي تأتي في ثياب حملان واعلموا أن هناك مخطط بالفعل لاقتناص الفتيات المسيحيات بهدف أسلمتهم بل ووصل الأمر إلى تدريس طرق جذب الفتيات المسيحيات من الشباب المسلم يدرس لهم كيف يخدعوا الفتيات بأسلوب كاذب وكيف يتعاملون معهم إلى أن تصدق الفتاة المسكينة هذا المخادع وتنجذب إليه وتجد نفسها قد تورطت في علاقة مع هذا الشخص لا تستطيع أن تتخلص من نتائجها كذلك هناك شقق معدة لحالات الزواج والاختطاف لهؤلاء الفتيات إذاً يجب على كل فتاة أن تعي ذلك جيداً وتعرف مع من تتعامل وتحدد علاقتها مع كل من تتعامل معهم وخصوصاً من هم من الخارج كما قال لنا الكتاب المقدس.
أقول إلى من يبيعون مسيحهم الذي فداهم بدمائه الثمينة من أجل شخص خدعوا فيه أو من أجل عاطفة كاذبة أقول لهم انظروا ما أنتم تفعلوه وفكروا فيه جيداً وانظروا إلى من سبقوكم في هذا الطريق ماذا كانت نتيجته لهم وكم حصدوا منه من أشواك وآلام ومرارة نفس وندم بعد الضياع اسمعوا ممن سبقوكم كم ذاقوا الذل والهوان من أيادي من كانوا يعتقدون أنهم سوف يجعلوهم في سعادة دائمة وعلموا أن كل الأمر ما هو إلا خدعة وصفقة تجارية يقبض صاحبها ثمناً بعد أن يجذب فريسته له وانظروا إلى حالتهم فمنهم من أصبحت خادمة للزوجة الأخرى ومنهم من رميت في الشارع ومنهم من انحرفت وتوجد الكثير من القصص لمن سلكوا في هذا الطريق ولم يحصدوا إلا المرار والألم لهم ولأهاليهم أيضاً أقول هذا لكل فتاة تجري وراء عاطفة كاذبة أو مخدوعة في شخص هو من الداخل شيطان يريد أن يفترسها بأسنانه أقول لها تذكري مسيحك والذي لم يعوضك عنه أي شئ في هذا العالم.
أخيراً
أوجه كلامي للكهنة والخدام والخادمات ورغم أنني قلت هذا من قبل ولكنني أكرره نظراً لأهميته فالمطلوب منكم هو المزيد من الافتقاد والبحث عن الخروف الضال وإنقاذه قبل أن يهلك فالافتقاد عليه دور كبير جداً وما نراه الآن نتيجة لقلة الافتقاد بالرعية أقول للكهنة أن دوركم الأهم والأكبر هو الافتقاد والافتقاد والصلاة وليس أي عمل آخر هناك بيوت لم يدخلها كاهن قط هناك بيوت لم يعرف الكهنة شيء عنها هناك مسيحيين لا تفتقدهم الكنيسة أو تعرف عنهم شيء هناك عائلات مسيحية لا تجد قوت يومها ولا تعلم الكنيسة عنهم شئ وهم بذلك يكونون فريسة سهلة لهؤلاء الذئاب فهم لا يشعرون أبداً باحتضان الكنيسة لهم وشعورهم بانتمائهم لهذه الكنيسة من الأساس والمبرر دائماً موجود وهو عدم وجود وقت وكثرة المسئوليات والمشاغل نقول للكهنة والخدام أن الافتقاد والبحث عن الرعية هي أساس الخدمة وهي الشيء الأول الذي سيسأل عنه الرب هؤلاء الخدام ولنتذكر جميعنا مثل الخروف الضال والدرهم المفقود
فقد سمعت من كاهن من قبل أنه منذ سيامته من ثلاث سنوات ونصف لم تحدث حالة ارتداد واحده وذلك نتيجة الافتقاد وإنقاذ الحالات قبل ضياعها وأنا أعرف كهنة هذه الكنيسة وكيف يقومون بخدمة رائعة رغم كبر حجم منطقتهم وانشغالهم بالبناء والتعمير في كنيستهم فلا توجد حجة أو مانع يشغل الكاهن عن افتقاد الرعية والاهتمام بهم فالرب سوف يسأل عن النفوس وليس المباني والإنشاءات والأنشطة فيجب أن تفعل هذه وتلك أيضاً.
أخيراً أكرر ما قلته سابقاً يجب علينا نحن الأقباط من صحوة وأن نفكر في كل ما نفعل و نصحح أخطائنا مهما كانت.
والرب قادر أن يعين شعبه ويحفظه في الإيمان المستقيم إلى النفس الأخير آمين.
وللحديث بقية...
ملحوظة : كتب هذا الموضوع منذ ثلاث أعوام وأكرره اليوم لان ما يحدث من حالة اختطاف واختفاء لبناتنا يتكرر منذ أعوام بنفس السيناريو ولكننا للأسف لا نتعلم من أخطائنا ولا نحاول إصلاحها ولأنه لا جديد تحت الشمس .