دعوة لإدانة وإيقاف جرائم الفاشية الإسلامية ضد المسيحيين
دعوة لإدانة وإيقاف جرائم الفاشية الإسلامية ضد المسيحيين بقلم: د. عبد الخالق حسين
أخبار مروعة تناقلتها وكالات الأنباء عن جرائم يندى لها الجبين ترتكب ضد المسيحيين وغيرهم من أصحاب الديانات من غير المسلمين في العراق من قبل الفاشية الإسلامية، من السنة والشيعة على حد سواء. كذلك جرائم لا تقل بشاعة ترتكب في مصر ضد المسيحيين الأقباط منذ سنوات. ففي العراق تفيد الأنباء أن أتباع منظمة القاعدة الإرهابية يطرقون أبواب بيوت المسيحيين من سكان مدينة الدورة الواقعة جنوبي بغداد، يضعونهم أمام ثلاثة خيارات: أما التخلي عن دينهم واعتناق الإسلام، أو الرحيل عن العراق وترك ممتلكاتهم غنائم للمسلمين، أو يواجهوا القتل. وفعلاً تم قتل المئات منهم وأحرقت كنائسهم وذبح العديد من القسس والرهبان ذبح النعاج باسم الله والإسلام، وفرَّ معظمهم عن مناطق سكناهم إما في هجرة داخلية أو هجرة خارجية.
قد يعترض البعض من الإسلاميين على مصطلح (الفاشية الإسلامية) ويعتبرونها تجاوزاً على الإسلام!! فأوضح لهؤلاء بأن الفاشية هي أية حركة تعادي الإنسان بسبب انتمائه العرقي أو الديني أو الاختلاف في اللون أو اللغة وغيرها. وعليه وكما أن هناك فاشية قومية قادت شعوبها إلى كوارث، كذلك هناك فاشية إسلامية تهدد البشرية بالدمار، ولا بد أن يسحقها التاريخ كما سحق الحركات العنصرية الأخرى. فالنصر النهائي للأخوة الإنسانية والحضارة البشرية ولا بد أن تنتصر الحضارة على الهمجية.
هذه الجرائم ترتكب من قبل أتباع القاعدة في العراق الذين جاءوا من خارج الحدود ل"الجهاد" ضد الاحتلال الأجنبي كما يدعون. ولكن لا يمكن تبرئة الغلاة العراقيين من هذه الجرائم، إذ كيف لهؤلاء الأجانب أن يعرفوا أماكن سكن المسيحيين دون مساعدة الغلاة العراقيين من أبناء المدينة؟ كذلك يتعرض المسيحيون الأقباط في مصر إلى اعتداءات متكررة بين حين وآخر منذ سنوات من قبل الغلاة الإسلامويين وعلى مرأى ومسمع من رجال السلطة ورجال الدين هناك وآخرها تلك الجرائم التي وقعت يوم الجمعة 11/5/2007 حيث تم حرق العشرات من بيوت ومحلات تجارية للأقباط في قرية (بهما) بمركز العياط في محافظة الجيزة المجاورة للعاصمة أثناء الاشتباكات التي اندلعت عقب صلاة الجمعة.(بي بي سي العربية).
والسؤال الذي يفرض نفسه هو: لماذا هذا الصمت المطبق من قبل الحكومة ورجال الدين وحتى أولئك الذين يدعون الاعتدال، إزاء الجرائم البشعة ضد أصحاب الديانات الأخرى من غير المسلمين في العراق ومصر وغيرهما من البلاد العربية؟ كذلك ندين صمت الكتاب الإسلامويين الذين كرسوا أقلامهم فقط للدفاع عن الإسلام السياسي والترويج له ومواجهة أي كاتب علماني ينتقد جرائم هذا الإسلام السياسي. إذ يعتبر هؤلاء أي نقد لهم بهذا الخصوص هو نقد موجه ضد الله ورسوله وضد الإسلام. فجرائم الإرهابيين الإسلاميين هي نتاج لما يتلقونه من تحريض من أئمة المساجد وفقهاء الموت.
الإسلام يصف الساكت عن الحق بأنه شيطان أخرس. لذلك من حقنا أن نسأل الفقهاء المسلمين المعتدلين، من السنة والشيعة وغيرهم من أصحاب الحل والعقد، لماذا إذنْ هذا الصمت المطبق إزاء الفاشيست الذين يرتكبون أبشع الجرائم باسم الإسلام بحق المسيحيين المسالمين العزل، و المعروفين بحبهم للسلام
يتبع
|