|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
|||
|
|||
الوحوش لا تستحق إلا الموت
![]() قد تتساءل أيها القارئ الكريم لمن تعود هذه الصورة ؟ أول ما قد يخطر على بالك أنها صورة قديمة تعود للسبعينات أو الثمانينات لأسرة سعيدة: أب شاب تحيط به طفلتاه الصغيرتان يجلسون خلف طاولة تعلوها شموع قد تكون لإحدى المناسبات الدينية ، وإحدى الطفلتين تقبل والدها بحب ، قد تقول في نفسك ما أجمل هذه الأسرة وما أسعد هذا الأب بين ابنتيه ، وإن كنت أب ولديك أطفال فستفهم أكثر معنى هذه الصورة وهذه اللحظة الدافئة من حياة الإنسان ...... لكن قد لا يخطر في بالك أن هذا الأب السعيد وطفلتاه المحبتين كانوا أبطال لمأساة مروعة شهدها شمال إسرائيل في نهاية السبعينات من القرن الماضي والوحش الذي صنع تلك المأساة يخرج اليوم حراً طليقاً من السجن يدلك أنيابه الحادة بلسانه ويتأمل مخالبه بفخر ويطقطق بعنقه وترتسم ابتسامة شيطانية على سحنته سعيداً منتشياً بينما تتحضر جموع الغوغاء وال**** والسفلة والأقزام والشياطين والإرهابيين ومصاصي الدماء ومنتهكي الإنسانية وأعداء الحضارة لاستقبال ذلك الوحش وتهنئته بحريته و( انتصاره ) الإلهي المزلزل الذي صنعه رب الإرهاب ورسوله .... في نهاريا هذه البلدة الإسرائيلية الشمالية قرر " داني هران " أن يؤسس أسرته و عالمه الصغير مع زوجته " سمادار " وكان المستقبل مشرقاً أمامهما و رغم صعوبات الحياة التي يعاني منها كل إنسان إلا أن داني وسمادار كانا متفائلين بالمستقبل وهما ينظران لهاتين الطفلتين " عينات و ياعيل " ولم يكونا يتصوران للحظة ما كان سيجرى والذي سيغير حياتهما إلى الأبد هذا إن بقيت لكليهما حياة ... ليلة 21 نيسان / أبريل عام 1979 كان زورق مطاطي قوي يشق عباب البحر متجهاً من لبنان إلى السواحل الإسرائيلية وعلى متنه أربع إرهابيين مجرمين قتلة و يقودهم الوحش سمير القنطار اللبناني الدرزي من مواليد 1961 والعضو في منظمة "جبهة التحرير الفلس طينية " الإرهابية بقيادة أبو العباس ، وكان الأربعة مستعدين جاهزين لتنفيذ تعاليم إلههم ورسوله مملوءين بكافة أشكال وأنماط الأحقاد والعنصرية والشرور والمعاداة لكل شيء .. ![]() رسا القارب على شواطئ نهاريا واندفع الإرهابيون في طريقهم لتنفيذ اعتدائهم ، لكن فجأة ظهرت سيارة شرطة معترضة سبيلهم فأطلقوا النار وأردوا الشرطي الإسرائيلي قتيلاً وأكملوا طريقهم إلى شارع جابوتنسكي وكان ذلك نحو منتصف الليل حين دخلوا أحد الأبنية واقتحموا منزل " عائلة هران " وصادفهم الأب " داني " 32 عاماً وابنته " عينات " 4 سنوات فقاموا باحتجازهم تحت تهديد السلاح، و صعقت الأم بما يجري فسارعت للاختباء في خزانة في غرفة النوم هي وطفلتها " ياعيل " وإحدى الجارات ولم ينتبه الإرهابيون إليهم لكن صراخ الوحوش الغاضبة و بكاء الصغيرة عينات وصراخها تبحث عن أمها جعل "ياعيل " ذات السنتين تصاب بالذعر وبدأت بالبكاء فحاولت الأم إسكاتها بما تستطيع .... أم الإرهابيين الأربعة فقد خرجوا واتجهوا نحو الشاطئ مصطحبين معهم الرهينتين الأب داني و الطفلة عينات ولم يكادوا يقطعون مسافة قصيرة حتى كانت تطاردهم قوة من الشرطة والجيش فأسرع الأربعة بالهروب وكان القرار بالتخلص من الرهائن والطريقة الوحيدة التي تتقنها الوحوش هي القتل بأبشع الطرق ، فقد أمسك الإرهابي سمير القنطار بالأب داني وجعله يقف مواجهاً لابنته الصغيرة وعلى بعد خطوات منها ليضمن أن تراه ثم أطلق النار عليه من الخلف أمام ناظري طفلته مباشرة ، ثم سحبه واتجه به نحو البحر حيث أغرقه حتى تأكد من موته ، ثم استدار للطفلة وقد أخذته نشوة الوحشية والشيطانية وأمسك بها بعنف ثم جرها إلى أقرب صخرة ورفع سلاحه يريد أن يهوي به عليها لكن الطفلة ووسط دموعها وصراخها تحركت بغريزية وحاولت أن تحمي رأسها بذراعيها الصغيرتين فحاول القنطار بوحشية إبعاد ذراعيها حتى تمكن من أن يرى رأسها بوضوح فهوى بعقب بندقيته على رأس المسكينة " عينات " مباشرة وعلى جسمها بعدة ضربات حتى استكانت حركة الطفلة وأخذت الدماء تتدفق من أذنيها وفمها ، لكن القنطار لم يتوقف بل واصل الضرب بعقب البندقية على رأسها حتى تهشمت جمجمتها وتناثرت الدماء والعظام وأجزاء الدماغ ، فوقف الوحش منتشياً فخوراً بجريمته بحق طفلة بريئة لم يرحم طفولتها ولم يرحم ضعفها بل حطم جمجمتها بسلاحه الشيطاني وتعاليم إلهه ورسوله ... ولحظات كانت قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية محيطة بالمكان وبدأ اشتباك عنيف سقط فيه شرطي إسرائيلي واحد بينما قتل إرهابيان اثنان وسقط سمير القنطار وزميله في الإرهاب أحمد الأبرص في الأسر .... إلا أن فصول المأساة لم تنتهي ففي منزل عائلة هاران كانت الأم سمادار تحتضن باكية طفلتها "ياعيل" التي توفيت اختناقاً بعد أن كانت أمها تحاول كتم نفسها كي لا يسمع الإرهابيون بكائها إلا أنها اختنقت وتوفيت في حضن أمها وبذلك يكون الوحش القنطار و عن طريق غير مباشر تسبب في موت الطفلة ذات السنتين ..... كانت تلك نهاية لرحلة "عائلة هران " في هذا العالم هذه النهاية التي لم يكن أحد يتصورها .... الطفولة تسحق بيد الوحوش والأبوة تداس تحت حذاء القسوة والوحشية .. والإنسانية لا تسبح في بحر من لفظتهم الإنسانية ...... هذه هي بطولة سمير القنطار وهذا هو إنجازه الجبار ، أما عقوبته فكانت السجن فقط ، ومن ثم تزوج في السجن وتابع دراسته واليوم يطلق حراً وقطعان المجرمين من الإرهابيين يستعدون لهز أروبهم ولحاهم فرحاً بإطلاق سراحه والإرهابيات يستعدين لهز أدبارهن وضروعهن فرحاً ببطولة القنطار ونصره الإلهي الجبار المستمد من رب الإرهاب.... هكذا تنطلق الوحوش إلى الحرية وحفلات العربدة وأناشيد العهر اللاتوي أما دماء الأبرياء تضيع .... تعلمنا منذ الصغر أن الصياد في الغابة إن هاجمه ذئب مفترس فأول ما يفعله هو رسم ثقب أحمر بين عينيه وليس أن يأسره ويحبسه في قفص ويطعمه ويعلمه أصول الحياة ويحضر له ذئبة يكمل معها نصف دينه على قولة رسول الشيطان ، ويوماً ما يطلق سراحه ليبتهج به رفاقه الذئاب ورفيقاته الذئبات فرحاً بنصره الذئبوي المقدس ..... كنت أتساءل ترى هل كانت عدالة السماء في هذا العام هي التي جعلت أناس شجعان يقتلون الإرهابيين مباشرة ولا ينتظروا أن يوقعوهم في الأسر ، بداية في - مركاز هاراف - المعهد الديني اليهودي ومؤخراً في شارع يافا أثناء هجوم الجرافة ؟ هل هي عدالة السماء أن يقوم شرطي خارج الخدمة بإطلاق النار على الفلس طيني المهاجم وفي رأسه مباشرة ليضمن قتله وليس أسره ليوضع في السجن وقد يفرج عنه ذات يوم في صفقة هنا وصفقة هناك؟ في كلمة أخيرة أقول لتسقط كل ديمقراطيات واستراتيجيات العالم وتكتيكاته وأيديولوجياته ومحاكمه وعدالاته وحقوق إنسانه ومفاوضاته إن كانت تفرض أن يطلق سراح وحش كالقنطار ليخرج ويتابع حياته الطبيعية وكأنه لم يفعل شيء ..... " فالوحوش يجب أن تموت قبل أن تجف دماء ضحاياها على أنيابها" حكمة أحفظها منذ زمن وكثيراً ما أدركت كم أنها حقيقة ... آخر تعديل بواسطة maya ، 16-07-2008 الساعة 02:18 PM |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
حقوق الوحوش | iwcab | المنتدى العام | 3 | 27-12-2006 10:16 AM |
----((( وجهة نظر تستحق المناقشة )))---- | غلاباوي | المنتدى العام | 26 | 03-08-2005 11:38 PM |
مقالات تستحق القراءة | yaweeka | المنتدى العام | 1 | 14-05-2003 12:05 PM |