ترقية قواد مصر الأول إلي رئاسة مجلس الشورى المصري

[Pharo Of Egypt]

المجلس يمتلك كافة المؤسسات الصحافية ويختار رؤساءها:
الشريف إلى رئاسة الشورى المصري:
تصعيد أم تهميش أم "تكميم" للصحافة ؟
الثلاثاء 22 يونيو 2004 10:40
"إيلاف"من القاهرة: وسط قراءات متباينة للحدث، وفي ظل أجواء ملتبسة تحيط بالتكهنات الرائجة، أعرب عدد من الصحافيين في القاهرة عن قلقهم البالغ من أن تكون خطوة تعيين وزير الإعلام المصري، صفوت الشريف، رئيساً لمجلس الشورى، كما أفادت بذلك الأنباء المتواترة منذ أمس، بداية لفرض مزيد من السيطرة الحكومية على المؤسسات الصحافية في مصر.

إذ أنه وفقاً للقانون، فإنه على الرغم من عدم هذا المجلس بصلاحيات تشريعية كتلك التي يباشرها مجلس الشعب لكنه المالك القانوني لكبريات المؤسسات الصحافية، وهي مؤسسات "الأهرام، وأخبار اليوم، ودار التحرير، وروز اليوسف، ودار الهلال، ودار التعاون، ودار المعارف ووكالة أنباء الشرق الأوسط "، وغيرها من المؤسسات الصحافية التي تبدو أوضاعها ملتبسة، في ما يتعلق بالاستقلالية والتبعية للحكومة.

لكن في مقابل هذه المخاوف يرى صحافيون آخرون في مصر أن هذه الخطوة تهميش لصفوت الشريف بصفته أحد أبرز رجالات الحرس القديم في الحزب والحكومة، لصالح فريق جمال مبارك الإصلاحي داخل الحزب، ويهونون من شأن إمكانية سيطرة الشريف على الصحف، بالنظر إلى أن هذه الملكية المنصوص عليها في القانون، لا تزيد عن أن تكون شكلية، فرؤساء مجالس إدارات وتحرير تلك الصحف يملكون سلطة اتخاذ القرار الحاسم في كل صغيرة وكبيرة بها، وهم جميعاً بلا استثناء ممن يحظون برضا رئاسي وتربط معظمهم صلات جيدة بمؤسسة الرئاسة، وبالتالي فلن يكون بوسع الشريف ولا حتى مجلس الشورى، أن يلعب دوراً له وزن في إدارة هذه المؤسسات، أو التأثير في سياساتها التحريرية وشؤونها الداخلية.

وظل صفوت الشريف، الذي يجمع بين حقيبة الإعلام منذ اثنين وعشرين عاماً (تعليق: خلالها كان المسؤل عن توريد وتوفير كافة أصناف العاهرات وأفخر أنواع الحشيش لكبار الشخصيات فى حكومات الرحوم المخرم السادات وحسنى مبارك)، ومنصب الأمين العام للحزب الوطني (الحاكم)، يحاول السيطرة على الصحافة في مصر مراراً، وكانت أبرز تلك المحاولات هي السعي لضم العاملين في الإذاعة والتلفزيون المصري إلى نقابة الصحافيين، وهو ما كان يعني ببساطة أن يصبح قرار النقابة وأمرها بيد "سيد ماسبيرو"، لأن العاملين في اتحاد الإذاعة والتلفزيون أضعاف مضاعفة لعدد الصحافيين في كافة المؤسسات الصحافية القومية والحزبية والمستقلة، ويذكر الصحافيون المصريون أن نقيبهم السابق إبراهيم نافع لم يشهد عهده استضافة الشريف إلى منصة النقابة أبداً، لكن خلفه الحالي الصحافي جلال عارف، المحسوب على التيار الناصري استضاف الشريف متحدثاً وخطيباً عدة مرات، وهو أمر له دلالاته الواضحة في صلة النقابة بالحكومة، ومدى استقلاليتها، التي طالما حافظت عليها في أعتى الظروف، ولعله هو أيضاً المسوغ الوحيد الذي اختار على أساسه الصحافيون جلال عارف نقيباً لهم في الانتخابات الأخيرة.
وفضلاً عن كون رئيس مجلس الشورى، وهو المنصب المرشح له الشريف، هو رئيس المجلس الأعلى للصحافة في البلاد، فهناك أنباء أمست شبه مؤكدة أن مجلس الشورى سوف ينتخب يوم الخميس المقبل في أول انعقاد له بتشكيلة الجديد صفوت الشريف رئيساً للمجلس، الذي سيقدم استقالته كوزير للإعلام بعد اثنين وعشرين عاما قضاها في المنصب، ليرأس مجلس الشورى الذي يمتلك الصحف القومية طبقا للمادة 55 .

وحددت اختصاصات مجلس الشورى في المادتين 194،195 من الدستور إذ تنص المادة 194 على أن يختص مجلس الشورى بدراسة واقتراح ما يراه كفيلاً بـالحفاظ على مبادئ ثورتي 23 يوليو سنة 1952، و15 مايو سنة 1971، ودعـم الوحدة الوطنية، والسلام الاجتماعي، وحماية تحالف قوي الشعب العاملة والمكاسب الاشتراكية، والمقومات الأساسية للمجتمع وقيمه العليا والحقوق والحريات العامة والواجبات، وتعميق النظام الاشتراكي الديمقراطي وتوسيع مجالاته".


http://www.elaph.com.:9090/elaph/ara...99915320135400