عزيز الحاج :
الغرب أمام التطرف والإرهاب الإسلاميين..
ثمة نقطتان أخريان:
1 ـ إن بعض الصحف الأوروبية التي أعادت نشر الرسوم تنتمي لليسار المصاب بهوس العداء لبوش وأمريكا، والمعروف بالدفاع عن حق الشعب الفلسطيني والوقوف ضد حرب تحرير العراق. إنها أعادت النشر تضامنا مع الصحيفة الدنيماركية من منطلق حرية الصحافة ورفض تدخل دول أجنبية في حرية الإعلام في الغرب وضرورة اتباع الطرق الأصولية لو حدثت إساءة ما. وكما قلنا، فعندما تسئ صحيفة ما وتعتدي على شخص أو مقام أو جهة بالقذف فهناك محاكم وقضاء، وهذا طريق تعمدت التنظيمات الإسلامية والحكومات العربية عدم اللجوء إليه في حينه "لغرض في نفس يعقوب"؛ وبالتالي فإن هذه الصحف لا تقوم بتنفيذ "مؤامرة" ما ضد المسلمين ولخلق حالة صدام، إذ لا مؤامرة أصلا، وحتى الرسام الدانيماركي لم يقولوا إنه من عناصر أقصى اليمن العنصري وإنما دفعته المبالغة وشهوة الإثارة لاستغلال الحرية على نحو ما فعل.
2 ـ مواقف الحكومات العربية الأخرى. إن هذه المواقف تتميز بالمزايدات الغوغائية على الإسلاميين ومحاولة كسب التأييد الشعبي على حسابهم؛ ولكن النتائج ستكون العكس كما حدث للسادات ومسايرته للإسلاميين الذين اغتالوه فيما بعد.
إن من حسن الحظ أن العديد من الكتاب العرب الشجعان قد تصدوا للحملة المفتعلة، وفضحوا أهدافها، وكشفوا مدى ضررها على سمعة الإسلام والمسلمين في العالم. إن هذه النخبة من كتابنا يعبرون عن أفكارهم السليمة وسط حملة هوجاء ضدهم وضد أية صحيفة تنشر لهم، وهم يواجهون أنواع الشتائم والاتهامات من معلقين متشنجين موتورين ترعبهم الكلمة الصادقة، ولا تكفيهم، [كما أشار معلق منصف]، سيطرة الغوغائية التي يدينون بها على معظم الصحف والفضائيات، من عربية وإيرانية. فتحية صادقة لمثقفينا الأحرار، وتعسا للمرعوبين من نور الحقيقة وعبدة الظلام والدم!
http://65.17.224.235/ElaphWeb/ElaphW...6/2/125962.htm