بـريــد الأهــرام

[NEW_MAN]

بـريــد الأهــرام
43537 ‏السنة 130-العدد 2006 فبراير 17 ‏18 من المحرم 1427 هـ الجمعة


أشباه الرجــال
‏

*‏ أنا شاب مصري أعمل بإحدي دول الخليج‏,‏ وقابلت موقفا لفتاة مصرية أظن بلا شك أنها مأساة مصرية‏,‏ يجب أن يسلط عليها الضوء‏.‏

أنا أعمل بأحد الفنادق‏,‏ وشاهدت رجلا عربيا ومعه زوجته‏,‏ وعرفت أنها مصرية‏,‏ وبعد أن ظلت بالفندق فترة‏,‏ علمت أن زوجها العربي تركها بمفردها وذهب مع زوجته الخليجية لإحدي دول جنوب شرق آسيا‏,‏ المفاجأة يا سيدي أن الفتاة بعد أن علمت أننا مصريون استغاثت بنا لأن الفلوس التي لديها نفدت‏,‏ ولا يوجد معها ما يكفي لشراء وجبة غذاء‏.‏

وعندما أحضرنا لها الغذاء‏,‏ وبدأنا نعرف حكايتها‏,‏ صدمنا نحن المصريين من هول ما سمعنا‏,‏ فالفتاة تبلغ من العمر‏16‏ عاما وتزوجت بمصر منذ ثلاث سنوات أي أنها تزوجت وعندها‏13‏ عاما‏,‏ والدها باعها بحفنة من المال مع أن زوجها يبلغ من العمر‏45‏ عاما‏,‏ ولكن نوجه اللوم للذي سمح له ضميره بكتابة عقد الزواج‏.‏

لقد قالت الفتاة لنا‏:‏ إنه في قريتها الصغيرة التابعة لمحافظة الجيزة هناك آلاف الفتيات تزوجن من عرب‏,‏ وهناك من يتخذ هذا الموضوع كتجارة بأن يحضر الثري العربي مقابل جزء من المال‏,‏ والأهالي يخرجون الفتاة من المدرسة لهذا الغرض‏,‏ حتي إن الفتاة ذكرت أنها خرجت من الابتدائية للزواج‏,‏ نرجو تسليط الضوء علي هذه المأساة‏,‏ فلا يمكن أن يدفعنا الفقر وقلة الحياة لأن نبيع أطفالنا بمقابل مادي‏,‏ وهذا يخالف الشرع والأخلاق‏.‏
‏
*‏ نعم يا سيدي هذه ظاهرة في قري مصرية معروفة بالاسم‏,‏ وتعكس حالة الفقر‏,‏ وغياب الضمير‏,‏ والقانون معا‏..‏ يحدث هذا في قري الحوامدية والبدرشين والعياط‏,‏ ويتم تزوير شهادات الميلاد‏,‏ والمأذون يغض النظر عن الطفلة التي تقف أمامه في براءة‏,‏ من أجل حفنة جنيهات‏..‏ نشرت الصحف كثيرا من هذه المآسي ولم يتحرك أحد‏,‏ فالفقر يكسر هامات الآباء فتتجمد مشاعرهم ويضحون بواحدة من البنات حتي يتمكنوا من الإنفاق علي الأرانب التي ينجبونها بلا حساب وبلا مسئولية‏.‏

إني أدعو إلي وجود تشريع حاسم يمنع مثل هذه الزيجات‏,‏ ويعاقب كل من يشارك في ارتكابها أقصي العقاب‏,‏ فليس من المعقول ولا المقبول أن نبيع بناتنا في أسواق النخاسة لأشباه رجال يعتقدون أن المال هو السلاح الأقوي في الحياة‏.‏

[NEW_MAN]

المشاركة الأصلية بواسطة NEW_MAN

بـريــد الأهــرام
43537 ‏السنة 130-العدد 2006 فبراير 17 ‏18 من المحرم 1427 هـ الجمعة


أشباه الرجــال
‏

*‏ أنا شاب مصري أعمل بإحدي دول الخليج‏,‏ وقابلت موقفا لفتاة مصرية أظن بلا شك أنها مأساة مصرية‏,‏ يجب أن يسلط عليها الضوء‏.‏

أنا أعمل بأحد الفنادق‏,‏ وشاهدت رجلا عربيا ومعه زوجته‏,‏ وعرفت أنها مصرية‏,‏ وبعد أن ظلت بالفندق فترة‏,‏ علمت أن زوجها العربي تركها بمفردها وذهب مع زوجته الخليجية لإحدي دول جنوب شرق آسيا‏,‏ المفاجأة يا سيدي أن الفتاة بعد أن علمت أننا مصريون استغاثت بنا لأن الفلوس التي لديها نفدت‏,‏ ولا يوجد معها ما يكفي لشراء وجبة غذاء‏.‏

*‏ لا أعرف لماذا حدث هذا الربط العجيب في عقلي بين أحداث قصة صاحب رسالة طعنة الخريف وحملة الإساءة لرسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم‏,‏ فعندما يصر هؤلاء علي الإساءة لنبينا الكريم فهم إنما يهدفون إلي زعزعة إيمان المسلمين بنقاء عقيدتهم‏,‏ وبالتالي إنزال الهزيمة النفسية بهم وجرهم جرا للخروج من حظيرة الدين المليئة بالممنوعات والقيود الي رحب الحياة المنفلتة‏,‏ فحكاية مثل قصة صاحب الطعنة وتشجيع الأولاد لأمهم الساقطة وهي التي بلغت من العمر أرذله‏,‏ أو حكاية الفنان الشاب وممارسته للزنا وهو الذي كان يدعو لدين الله في وقت من الأوقات‏,‏ والثمرة التي نتجت عن هذه العلاقة الشائنة والأحاديث العلنية عنها بدون حياء‏,‏ وغيرها من الحكايات‏,‏ تحذرنا جميعا وتهزنا بعنف لكي ننتبه الي أننا وعلي مايبدو في طريق الهزيمة التي يراهن عليها أعداء ديننا‏,‏ وهنا يكمن التحدي الأكبر الذي يواجه المسلمين‏,‏ التحدي الذي يحتم علينا ألا نتوقف طويلا عند هؤلاء الذين تجرأوا علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وأن نلتفت لحالنا هنا في أوطاننا‏,‏ ولكل مؤمن ولكل مسلم أوجه نداء‏,‏ بل هي استغاثة بأن الخطر محدق‏,‏ وما لم تتضافر الجهود لنشر فضائل الإسلام عملا قبل القول‏,‏ فسوف يكون خطر المسلمين علي عقيدتهم أشد من خطر الأعداء عليها‏.‏

دكتور‏/‏ أحمد الجيوشي ـ الملحق الثقافي المصري بنواكشوط