استقالة مسببة بسبب الإضطهاد الدينى لكونى مسيحيا من رئيس قسم التخدير و طب الإسكندرية

[Iweavedreams]

أنت لؤلؤه ثمينة لا يستحقونها

عزيزى الدكتور هانى خيرى المدرس المساعد بقسم التخدير ، كلية الطب جامعة الأسكندرية
قرأت بأسى شديد وقائع إستقالتك المسببة بالتعصب من القسم و التى تم نشرها على عدة مواقع بشبكة الأنترنت … يا إلهى !! هل هذا هو الدكتور هانى خيرى الذى كان نبوغه و تفوقه مثار حديثنا و مضرب أمثالنا و نحن بعد طلبة بالكلية !
لقد هالنى ما قرأت يا صديقى و مع ذلك فأنا لا أجد بنفسى أى شعور بالأسى نحوك ، بل كل الفخر بك و بكل ما حققت من منجزات علمية ، فحصولك على درجة الماجستير و إلتزامك بعملك الشاق و إتمامك لجميع أجزاء المعادلة الأمريكية (على الرغم من صعوبتها) فى هذا الوقت القياسي و سعيك الدئوب لإتمام بحث الدكتوراه الخاص بك فى الخلايا الجذعية (المجال الذى هو مثار إهتمام جميع الدوائر العلمية) ، لهى دلائل على موهبة حقيقية و عقلية فذة لا تتكرر كثيراً ، فالاجتهاد لا يكفى لتحقيق ذلك و إنما هو عقلك الرائع و نبوغك الواعد و صبرك الجميل .
أستطيع يا صديقى أن أفهم معاناتك و التى لا أتصور أنها تنبع من التعصب و الصلف الذى واجهته و لا من الحرمان من مستحقاتك الأدبية و المادية ، فمثلك لا أظنه ساعياً وراء منصب أو مأرب مادى ، و إنما هى بسبب هذا الشغف العلمى و التعطش المعرفى الذى يحرمونه عليك ... لا لشيء و إنما لأنك تذكرهم بما لم يستطيعوا هم تحقيقه و لأن نبوغك يكشف جهلهم و صدقك يفضح زيفهم – لقد أثرت حقدهم حينما رأوك ناجحا ، واعداً و مشهود لك ، فلم يحتملوا أن يروك تحمل قيمتك فى ذاتك و ليــس فى الكراسى التى يجلسون عليها و لا فى النفوذ الذى يرتكنون إلية و ل فى جماعة (طـظ) التى يعتنقون جهالاتها فى السر و العلن … من أجل هذا أقول لك لا تحزن يا صديقى فعداوة الجهال هى شهادة للعلماء.
دكتور هانى ،،، انت لؤلؤة ثمينة لا يستحقونها – فلا تطيل الوقوف يا صديقى أمام هذا الباب المفضى إلي لا شيء ،، و لا تعد تلقى بذورك على هذة الأرض الصماء التى إمتلأت بمثل هذة الأشواك ،،، كُن كالزارع الذى مضى فى الطريق و لم يلتفت إلى بذوره التى تلقفتها الأشواك و إنما مضى يبذر بذوره متيقناً أنها سوف تصادف الأرض الطيبة التى تثمر فيها.
دع الحنق و المرارة جانباً، فملكاتك أثمن من أن تضيع فى مثل هذة الترهات و وقتك أثمن من أن تقضية فى نزاع هؤلاء الأغبياء – فلتجد طريق بلا تأخير إلى دولة العلم و العلماء التى شهدت لك لا بسبب دينك و إنما لإجتهادك.
أحمل بداخلى يقيناً أنه لن تمضى سنوات قليلة مشرقاً فى بلاد العلم ، آخذاً قدر حقك – و هنا عندى طلباً منك ،،، حينها أرجوك أن تقبل دعوتهم لك فى برنامج البيت بيتك !! و تتركهم يتشدقون بأنك مصرى من نبت هذه الارض الطيبة التى لا تعرف التعصب و لا الإرهاب و تصدر العلماء للعالم !!! بعدها فلتقرأ عليهم ما فعلوا بك (على الهواء مباشرة) لعلهم يستحون و لا أظنهم يستحون !!!
أخيراً لم أجد يا صديقى ما يصف هذا الواقع المأزوم سوى تلك الثلاثية الساخرة التى يقول قائلها
موهوب ! … هـــايلـوعـوك … شريف ! … هـــايـجوعـوك
هايؤلولك : علمك مالوهـش لزمة … و بعدين يا أخى إحـــنا فى أزمة
لكن لو تبقى جــــزمة !!!! يمـــــكــن يــلـمـعـوك
فلترحل يا صديقى غير أسفاً على هذا الوسط الذى لا يعرف لمعان اللالئ و إنما لمعان الجِزم و لا يقيم حواراً إلا بالجِزم و لا أظنه يستحق ســــــــوى ضرب الجِزم
هم الخاسرون و مصر خاسرة بسببهم.

*********@Hotmail.com