البابا الاصل والبابا التيواني

[honeyweill]

.. و«ماكسيموس» لـ«روزاليوسف» :
طلب التنازل عن رتبتى الكهنوتيةمخالف للعقيدة الأرثوذكسية

من جديد فتح «ماكسيموس» النار على الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وتجاوز حين رد على عدم اعترافهم به وبكنيسته معلنا هو الآخر عدم اعترافه بالكنيسة القبطية!!
ماذا عن البيان الذى أصدرته.. وفسره البعض أنه اعتذار منكم وطلب عودة للكنيسة القبطية ؟! - لم أخطئ حتى أعتذر.. فأنا تركت الكنيسة القبطية منذ 30 عاما وفى هذه الأثناء شققت طريقى منفردا وذهبت للكنيسة الأرثوذكسية فى أمريكا سعيا وراء الدراسة التى قادتنى للرسامة أسقفا.
لكن لغة البيان ارتفعت فيها نبرة طلب السماح عن أى إساءة لقداسة البابا وأعلنت فيه جاهزيتك للتفاهم والاحترام والتعايش ؟!
- تم تأويله خطأ فليست لدينا نية الوحدة مع الكنيسة القبطية، ولكن التفاهم المنشود هو تفاوض كنيسة مع كنيسة، فأنا لم أنشق عن الكنيسة القبطية، ولكنى أتيت من كنيسة أخرى.. ولفظ المنشق لا ينطبق علىَّ إلا إذا كنت قسيسا أو أسقفا لديهم وانفصلت عنهم!!
حتى هذا البيان لم يقنع البابا شنودة، وكان رده أنه لا جدوى لك سوى التنازل عن رتبتك الكهنوتية وعودتك إليه ابنا بارا له على حد قوله ؟!
- إجابة البابا شنودة مخالفة للاهوت الأرثوذكس الذى يقول إن الكهنوت رسم لا يمحى، لأنه داخل النفس كما تعلمنا من الآباء.
لكنه يشكك فى رسامتك أسقفا وفى الأسقفية التابع لها ؟
- عليه أن يقدم دليلا واحدا، ولكم منى التراجع حيث قدمت للمحكمة عشر وثائق.
هناك إشكالية أخرى.. بسبب عدم اعتراف الكنيسة القبطية والمجامع الكنسية الكبرى بالمجمع التابع أنت له؟!
- الأرثوذكس فى العالم 250 مليون نسمة وأكبر كنيسة أرثوذكسية هى الكنيسة القسطنطينية، والأقباط الأرثوذكس لا يشكلون من هذه النسبة سوى 4% فقط على مستوى العالم وهم التابعون للبابا شنودة، أما المجمع التابع أنا له من الأرثوذكس الذين هاجروا إلى العالم الجديد وأسسوا مجامع جديدة فى أمريكا!!
لكن البابا شنودة يقول إن المجمع التابعة له الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لا يعترف بالمجمع الذى أتيت منه ؟!
- هذه مسألة ليست ذات قيمة، لأن مجمعنا هو الآخر لا يعترف بالكنيسة القبطية والمجمع الذى تتبعه، ولا أحب أن أقول هذا الكلام فى وجهه حتى لا يحسبها إهانة!! لكن البابا شنودة نفسها لا يعترف بالكنيسة الكاثوليكية الأكبر فى العالم، ولا هم يعترفون به من الأساس ومع هذا لم يبطل وجود أى من هذه الكنائس!!
بعض المثقفين من الأقباط يرون أن قضيتك تم تضخيمها، وأن عودتك فى الأساس لتصفية حسابات شخصية بينك وبين البابا شنودة وأن أسباب طردك من الكنيسة غامضة ومازالت مجهولة

- ليس هناك أسرار، فالمقال الذى كتبته فى مجلة «مرقص» التابعة للأب «متى المسكين» - ونشرتموه فى روزاليوسف- وكان عمرى وقتها 27 عاما، كان سبب الطرد لمجرد أن البابا كان على خلاف مع الأب «متى المسكين»، فذهبت مع مئات غيرى كوقود لمعركة البابا مع الأب «متى»، وبمجرد نشر المقال تم طردى من الكنيسة دون أن أعرف ما هو الخطأ فى المقال، ولا أحد أجابنى حتى الآن!!
هل مازالت مصرا على انتقاداتك للكنيسة القبطية ودعوتك لإصلاحها؟!
- بالطبع، وأرى الإصلاح فى ثلاثة محاور: أولها علاقة الكنيسة بالدولة والمجتمع، وهى جزء أساسى من تاريخ الكنيسة، والمحور الثانى: هو الإصلاح الكنسى والثالث: هو التعليمى. وإذا تكلمنا على المحور الأول نجد أننا دخلنا فى منعطف خطير!
بمن تقصد ؟!
- أقصد نحن الأقباط، تحولنا إلى فئة أو طائفة فى حالة متوترة مع الدولة.
من السبب فى ذلك ؟
- الطريقة التى أدير بها الصراع مع الرئيس السادات من قبل البابا شنودة هى التى حولت الأقباط إلى «جيتو»، أصبحت الكنيسة كهفا ومغارة داخل الدولة.. وهذا لا يعنى تبرئة السادات!!
كيف ترى السبيل للخروج بالأقباط من هذا الـ «جيتو»؟
- الحوار مع الدولة هو السبيل.. وأعتقد أن الرئيس مبارك حسم الأمر فى خطابه حول تعديلات الدستور، عندما أعلن أن المواطنة هى أساس الحكم والجميع مصريون ومواطنون وعلاقة الدولة بالأقباط لا تمر من خلال الكنيسة وإنما من مفهوم المواطنة. فالكنائس للعبادة.
معنى ذلك أنك تتهم الكنيسة القبطية بالغرق فى بحر السياسة ؟
- كل مواطن له حقوق فى رقبة الدولة، وللدولة دين لدى المواطن وهو خضوعه للقوانين.. لذلك فعلى القبطى أن يخوض معركته السياسية بصفته الشخصية من خلال المنابر السياسية وليس من خلال الكنيسة!! الوضع الحالى جعلنا مواطنين درجة ثانية ودخل الأقباط فى مغارة الكنيسة وأصبح قائد الكنيسة هو الممثل للنظام الطائفى، وهذه القيادات دخلت فى مصادمات مع الدولة، وأحيانا مهادنة أو تفاوض فى علاقة متوترة انعكست على شعب الكنيسة!!
هل ترجع مظاهرات الأقباط أمام الكنائس إلى ذلك ؟
- بالطبع، وهذا دليل الانعزال، بعد أن خرجت الكنيسة بيدها من مفهوم المواطنة. فأنا مؤمن برأى أبينا«متى المسكين» وأظنه رأى المسيح وهو «اعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله»، فالكنيسة ليست ملعبا للسياسة، ولكنها مكان للعبادة والتنوير وخدمة المحتاجين وبناء المجتمع، ومن يريد لعب دور سياسى، فليعتزل من الكنيسة وينزع عن نفسه رتبة الكهنوتية، ويعمل من خلال الأحزاب السياسية بصفته مواطنا، لكنى أرفض خلط الدين بالسياسة!!
على الجانب الآخر هاجمت بشدة الكنيسة فى تجاهلها لتعاليم الآباء الأوائل ؟
- مازلت مصرا على هذا الاتهام مائة بالمائة، ولم يحدث تغيير فى فكر الكنيسة والكارثة جذورها عميقة وتاريخية، بعد انقطاع الشعب القبطى عن لغته وانخراطه فى اللغة العربية، فقد تواصله بالتراث وتعاليم الآباء الأوائل، ولكن هذا التراث تم نشره وترجمته باللغات الحية «الإنجليزية والفرنسية»، ولكنهم يتجاهلونها!!
الكنيسة القبطية تراه اتهاما فى غير محله وأن القمص«صليب متى ساويرس» يعكف حاليا على جمع تعاليم الآباء الأوائل الموجودة فى الكتب الصادرة عن الكنيسة مؤخر؟!