(أ) مشوربا ... وهكذا حلقهما له الكفيل
ويواصل العامل المعذب سرد رحلة عذابه بقوله «اخبرني الكفيل بعد ذلك بأنني لن أستطيع ان أفعل شيئا فأشقاؤه منتشرون في كل مكان في الحرس الوطني وفي أمن الدولة وفي كل مكان لهم نفوذ، ثم أحضر عددا من الأوراق البيضاء وأجبرني على التوقيع عليها ببصمة الاصبع ثم سحب مني بطاقتي المدنية كما ان جوازي لديه، وبعد ذلك أبلغ أحد المرافقين له بأخذي الى سيارة وانيت والقائي من حيث أحضروني».
ويكمل (أ) «اسودت الدنيا في وجهي بعدما رموني أمام المركز التجاري في المنقف وشعرت بالألم والمرارة وانطلقت الى أحد المستشفيات لاحضار تقرير طبي أفاد وجود آثار حروق من الدرجتين الأولى والثانية في الكتفين اليمنى واليسرى والظهر من الأعلى والفخذ اليسرى والقدم واليدين ووجود اعتداء على (...) ثم أحالوني على طبيب الجراحة لاستكمال التقرير الطبي، وبعدها توجهت الى محقق المستشفى وشرحت له ما حصل فقال لي: «توجه الى مخفر ميناء عبدالله مكان الواقعة»، فقلت له: «أخاف ان اذهب إلى هناك فكفيلي واسطاته كثيرة هناك، وفي كل مكان وسبق ان لفق لزملائي العمال الكثير من القضايا على الرغم من وجود اثباتات تفيد ظلمهم، فتوجهت بعد ذلك الى السفارة وأبلغوني انهم سيوكلون محامية للترافع عني لكنهم لم يأخذوا بياناتي، وبعد ذلك انطلقت الى قصر العدل لمقابلة النائب العام فلم استطع وسلمت الأوراق لسكرتيره».
وناشد الوافد (أ) وزير الداخلية الذي توعد كل ظالم بكسر قلمه ووزير الشؤون جمال الشهاب والنائب العام والسفير المصري فتح باب التحقيق فيما وقع عليه من ظلم جعله يهرب من سكنه ويفترش الحدائق لينام فيها خشية ان يطاله الاذى ويعايره زملاؤه بما حدث معه، وحتى يعود إلى أولاده الثلاثة وذويه الذين يراسلونه يوميا ويقولون له: «أهم شيء ترجع لنا بالسلامة أولادك عايزينك... مش حتلاقي حل والفلوس مش حتنفع... الله معك».
من «الراي» إلى السفارة المصرية: أهكذا يحتفل بحقوق الإنسان؟!
على ايه زعلان ياباشا... على ايه زعلان ياسعادة المستشار في السفارة المصرية لشؤون العمالة محمد سعد...؟
اسئلة من «الراي» التي أرسلت لها عتبك شفاهة، وكان منتظراً كما وعدت محررها بالرد كتابيا، بعدما ورد في مشكلة الـ 75 عاملاً الذين لجأوا الى الصحيفة لطرح قضيتهم، قولهم بأن «السفارة لم تفعل لهم حاجة».
«الراي»... المنبر للمواطن والمقيم على حد سواء، وخلال انتظارها للرد وصلها «الرد اللاإنساني» في يوم الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان، الرد المتمثل بتعرض أحد هؤلاء الضحايا للتعذيب على يد الكفيل الذي استقبلتموه قبيل لجوء الـ 75 عاملاً الى «الراي» لعرض قضيتهم واستقبلتموه ايضاً بعد معرفتكم بتعرض الوافد (أ) من خطف وحبس حرية وضرب وتعذيب واهانات طالت السفارة نفسها... وكأن شيئا لم يحدث له.
الوافد (أ) بعد ان خرج الى «الحرية» لجأ اليكم يوم الأحد (9 / 12 / 2007) وأخبركم بما تعرض له على يد الكفيل من اهانات وضرب وتعذيب ولم تفعلوا ما يمليه عليكم ضميركم الإنساني كونه ابن بلدكم لاسترداد حقه وكرامته كإنسان وكمصري، بل عدتم واستقبلتم مساء الثلاثاء (11 / 12 / 2007) الكفيل ذاته المتجاوز للقانون وحقوق الإنسان، استقبلتموه للتفاوض من أجل حقوق العمال الذين لم يتقاضوا رواتبهم، بل تركتم الكفيل ينفرد ببعضهم حتى يمتص ما بقى من دمهم وذلك بطلبه مبلغ 200 دينار من كل عامل مقابل تسليم جواز سفره، فإذا كان حقاً تؤمنون بالدفاع كسفارة عن حقوق العمال... فأين ذهبت حقوق العامل (أ) وهل السكوت عما تعرض اليه هو الحل في نظركم؟
... ومنا الى وزارة الخارجية المصرية.
|