تقرير حر كة جعفر الخابوري الثقافيه

[جعفر الخابوري]

الأطباء يرجعون وضعها الصحي إلى سقوطها على الرأس! ... مسيلات دموع مسيرة «سترة» تدخل فاطمة في غيبوبة
// البحرين
السلمانية- عبدالله الملا
أدخلت قوات مكافحة الشغب الطفلة فاطمة في غيبوبة إثر استنشاقها الغاز المسيل للدموع وسقوطها أرضاً بسبب كثافة الغازالذي أطلق على مسيرة غير مرخصة بجزيرة سترة يوم الجمعة الماضي. والحكاية بدأت عندما همّت فاطمة في الساعة السابعة مساء بالخروج مع خالتها لشراء العشاء من الكافيتيريا القريبة من منزلها... وكانت تحس بحرقة في عينيها بسبب مسيلات الدموع التي ألقيت بغزارة من قوات الشغب، ولم يكن الأهل يظنون بأنّ هناك خطورة على خروج فاطمة طالما أنّ المسيرة كانت في منطقة بعيدة عن المنزل.
فاطمة وخالتها كانتا تتسابقان إلى الكافتيريا، وعندما اقتربتا أحست فاطمة بدوار بسبب مسيلات الدموع التي ملأت المكان بعد اقتراب قوات مكافحة الشغب من المنطقة القريبة من الكافتيريا، وسرعان ما سقطت على الأرض من دون حراك! حاولت خالتها إسعافها ولكنها غابت عن الوعي تماما وأصبحت كالجثة الهامدة فما كان من خالتها إلا أنْ جرت مسرعة إلى منزل فاطمة الذي لا يبعد سوى دقيقتين أو أقل وأبلغت والد فاطمة (حسن) بالقضية فهرع إلى موقع الحادثة.وصل والد الطفلة حسن إلى فاطمة وكانت عيناه لا تصدقان ما حدث، فقبل دقائق كانت فاطمة تلهو وتلعب وتتحدث وتترقب خروجها لشراء العشاء، وها هي الآنَ كالجثة التي لا تتحرك... حرّكها وناداها باسمها مراراً ولكنها لم تكن تسمع وتعي ما يجري حولها!
ومن دون تأخير، أخذها والدها إلى مركز سترة الصحي وعندما وصلوا أخبره الممرضون بأنّ قلب الطفلة توقف، وبعد إجراء الإسعافات عاد نفسها ولكن وضعها الصحي لم يتحسن إذ بقيت فاقدة للوعي تماما.الأحداث كانت تتسارع في مخيلة حسن الذي لم يكن ليتمالك نفسه أمام سرير ابنته فاطمة في قسم الإنعاش الخاص بالأطفال في مجمع السلمانية الطبي، وبعد لحظات عاد ليكمل الحادثة» اتصل المركز بالإسعاف وأخذ فاطمة إلى مجمّع السلمانية الطبي، وحاول الأطباء تشخيص وضعها الصحي ولكنهم لم يخبرونا بأيّ شيء، وبعد ذلك جاء رئيس الأطباء وأخبرنا بأنّ فاطمة فقدت وعيها بفعل سقوطها على الأرض، وعندما سألناه عن مسيلات الدموع التي كانت تخنق الكبار ناهيك عن الصغار فردّ بأنّ الاحتمال الأكبر هو سقوطها على الأرض وهناك احتمال بأن بعض خلايا المخ ستتعرض للتلف بفعل السقوط على الرأس».
وقال حسن: «صحيح أنّ الطفلة سقطت على الأرض وربما على رأسها كما يقول الأطباء، ولكن هل ستسقط الطفلة من دون أيّ سبب، ولماذا لا يكون هناك تشخيص لما استنشقته من مسيلات للدموع».قسم الإنعاش يحتضن فاطمةلم يكن بمقدور والد الطفلة فاطمة التي تبلغ تسع سنوات أنْ يدخل ليرى حال ابنته وهي على السرير ممدة والأجهزة تحيط بها وتساعدها على التنفس والبقاء على قيد الحياة، وقبل أن ندخل تساءل» هل يرضى أحد المسئولين في وزارة الداخلية وغيرها بأن يكون حال ابنته بهذه الصورة؟ أنا أحمّل المسئولين كلّ المسئولية وإذا ما حدث أيّ مكروه لفاطمة فهم المعنيون بالأمر فكيف يتم إطلاق هذا الكم من مسيلات الدموع، وحتى لو كانت الحجّة مواجهة العنف ولكن ما ذنب الأبرياء والأطفال لكي يستنشقوا هذا السم ويذهبوا ضحية مواجهة العنف بالعنف».وفي قسم الإنعاش، أضحت فاطمة أحد أولئك الأطفال الذين تبقيهم الأجهزة على صلة بالدنيا في انتظار رحمة الله، ويبقى التساؤل المحيّر الذي يملأ مخيلة والد فاطمة: لماذا لا يعترف الأطباء بأنّ مسيلات الدموع هي السبب الرئيسي في سقوط فاطمة ودخولها في الغيبوبة؟