|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
![]() |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
|
#1
|
|||
|
|||
مشاركة: الاقبــــاط في مصر يختارون العُـــزله......(مدموج)
مصر الاسلامية بلد الامن والامان للجميع
جميع الاديان بما فيهم المسيحية واليهودية والتاريخ خير شاهد على ذلك مهما تفننتم فى الاكاذيب والادعاءات بانكم مظلمون ومضطهدون فمنكم الوزير ومنكم الغفير ومنكم الممثل ومنكم الصحفى ومنكم المزارع ومنكم الشماس وتاجر الذهب تشربون وتأكلون من ماء مصر ومن زروع مصر التى انبتت اجسادكم وتطعنونها بأكاذيبكم الحاقدة التى يراد بها هدم ذلك الصرح العظيم الذى اوى الكل تحت سمائه بدون تفرقه هل تتذكرون استفان روستى ماهى جنسيتة عمر الشريف وليلى مراد ماهى جنسيتهم الاصلية وديانتهم لبلبة ونيللى وايمان ومريم فخر الدين وشادية ومارى منيب وغيرهم من الممثلين والممثلات الكثير من الهند ومن اليمن ومن تونس ومن اليونان والبوسنة والهرسك ومن تركيا ومن روسيا عائلةالاباظية ومنهم رشدى اباظة وفكرى اباظة انهم فى الاصل من روسيا نجيب الريحانى من العراق وغيرهم وغيرهم عمر افندى وجاتينيو وهانو وشكوريل والطرابيشى وعدس وريفولى والصالون الاحمر والصالون الاخضر والامريكيين وغيرها من المحلات الشهيرة من كان اصحابها خان الخليلى .......اليهود عاشوا فى مصر واحبوها ورحلوا عنها ويتذكرونها بكل الخير هل احد منكم سمع عن تعداد اليهود المصريين المتواجدين الان مصر ورغبوا فى العيش فيها ولم يرغبوا فى الذهاب الى اسرائيل؟؟؟؟؟؟؟؟ كفاكم حقدا على مصر لن تكون لكم دولة مستقلة ولن تنقسم مصر ابدا ابدا ابدا مصر لكل المصريين مسلمين ومسيحيين ويهود يعيشون فى سلام بها والتاريخ خير شاهد على ذلك عاشت مصر الاسلامية بلد الازهر بلد جميع الاديان بلد الامن والامان اما الحاقدين امثالكم فموتوا بغيظكم وحقدكم الاسود لانكم لا تقولون الحقيقة بل اكاذيب وافتراءات وافك مفتعل آخر تعديل بواسطة thetruth15815 ، 19-01-2009 الساعة 07:38 PM |
#2
|
|||
|
|||
مشاركة: الاقبــــاط في مصر يختارون العُـــزله......(مدموج)
[QUOTE=thetruth15815;317140][center][size="6"][font="arial"]مصر الاسلامية بلد الامن والامان للجميع
جميع الاديان بما فيهم المسيحية واليهودية والتاريخ خير شاهد على ذلك مهما تفننتم فى الاكاذيب والادعاءات بانكم مظلمون ومضطهدون فمنكم الوزير ومنكم الغفير ومنكم الممثل ومنكم الصحفى ومنكم المزارع ومنكم الشماس وتاجر الذهب تشربون وتأكلون من ماء مصر ومن زروع مصر التى انبتت اجسادكم وتطعنونها بأكاذيبكم الحاقدة التى يراد بها هدم ذلك الصرح العظيم الذى اوى الكل تحت سمائه بدون تفرقه هل تتذكرون استفان روستى ماهى جنسيتة عمر الشريف وليلى مراد ماهى جنسيتهم الاصلية وديانتهم لبلبة ونيللى وايمان ومريم فخر الدين وشادية ومارى منيب وغيرهم من الممثلين والممثلات الكثير من الهند ومن اليمن ومن تونس ومن اليونان والبوسنة والهرسك ومن تركيا ومن روسيا عائلةالاباظية ومنهم رشدى اباظة وفكرى اباظة انهم فى الاصل من روسيا نجيب الريحانى من العراق وغيرهم وغيرهم عمر افندى وجاتينيو وهانو وشكوريل والطرابيشى وعدس وريفولى والصالون الاحمر والصالون الاخضر والامريكيين وغيرها من المحلات الشهيرة من كان اصحابها خان الخليلى .......اليهود عاشوا فى مصر واحبوها ورحلوا عنها ويتذكرونها بكل الخير هل احد منكم سمع عن تعداد اليهود المصريين المتواجدين الان مصر ورغبوا فى العيش فيها ولم يرغبوا فى الذهاب الى اسرائيل؟؟؟؟؟؟؟؟ كفاكم حقدا على مصر لن تكون لكم دولة مستقلة ولن تنقسم مصر ابدا ابدا ابدا مصر لكل المصريين مسلمين ومسيحيين ويهود يعيشون فى سلام بها والتاريخ خير شاهد على ذلك يا مغيب جميع من كتبت عنهم من عهد قبل الثورة و ما هو موجود يسمي البواقي بمعني اصح كان زمان و راح ... و من يريد لمصر الخراب هم اخوانك المسلمين من جماعات متطرفه جهاد اسلامي الجماعات الاسلامية اخوان الخراب بالاضافه الي ازهرك المنبع الرئيسي للارهاب العالمي .. مصر ليست اسلامية لان لازال تدق اجراس كنائسنا كل يوم و حتي الساعه .. و من يضع مصر تحت الحكم الدكتاتوري و الاستبداد الديني و السياسي هو ابناء دينك ان كان هناك قبطي ممثل او وزير او اقتصادي ناجح هذا بفضل هؤلاء انفسهم وليس بفضل سماحتكم لم و لن نسعي لدولة مستقله لان مصر بكل ذرة رمل ملك لنا .. كما هي ملك لأي مصري مسلم او يهودي او ملحد المهم ان يكون انتمائه لها وليس لدين او عقيده باليه اولا .. لا عروبيه ولا اسلاميه عاشت مصر دائما مصريه
__________________
واجب علي جميع المصريين المساهمه في بناء مصر لتكون دولة ديمقراطية . ليبراليه . منتجه . و لنتعاون جميعا حتي تتغلب رسالة الحب و النور و الحياة علي ثقافة الكراهية و الظلم و الموت
|
#3
|
|||
|
|||
مشاركة: الاقبــــاط في مصر يختارون العُـــزله......(مدموج)
إقتباس:
1-ارى ان لغة الحوار الصادرة منك ابتعدت كل البعد عن الحوار المنطقى الرصين. 2-تحولت لهجتك فى الحوار الى لغة العنصرية والعصبية والتحدى ولى سؤال لك هل هذا بفعل الصدمة مما وجدته يدين النظام الأسلامى المتطرف فى مصر ؟ 3-ظهرت العدائية واضحة فى مداخلاتك بعد قيامى بتفنيد مشاركتك هل هذا دليل صدمة؟ 4-اتجهت لهجتك الى الأنشائية بينما أننى آتى بمقالات اكاديمية فما السبب؟ 5-بدأت فى التخبط فى حديثك حينما قلت:"تعال اريك بالقنطرة شرق اكبر كنيسةعلى مساحة اكبر من عشرين فدانا بناء حديث "لتدل على عدم وجود فتنة طائفية فى مصر ثم عدت لتقول:"اتحداك ان تقول لى ان هناك كنيسة تدق اجراسها فى مصر كلها" والذى يدل على أنك لاتعلم شيئا عما تقول حيث ان جميع الكنائس تدق اجراسها وقت القداس الألهى ولم تتوقف كنيسة عن دق أجراسها أبداً كما انك لم تأتنى بدليل على كلامك هذا 6- أثبت أنك جاهل بالشأن القبطى حينما قلت :"فانكم تطالبون بدوله فى الصعيد تكون عاصمتها اسيوط " حيث ان اول من أطلق هذه البدعة الحمقاء كان الرئيس السادات وذلك لكى يلهى بها الشعب وقت أتفاقية السلام حيث ان الشعب وقتها لم يكن موافقا على الأتفاقية فاخترع هذه الكذبة البلهاء ليلهى المصريين بقضية داخلية وهمية . |
#4
|
|||
|
|||
مشاركة: الاقبــــاط في مصر يختارون العُـــزله......(مدموج)
أبعاد مشكلة الأقباط في مصر « في: آب 01, 2008 » قال المؤرخ البريطاني جون برادلي أن مشكلة الأقباط في مصر ظهرت عندما بدأ المسلمون من أبناء مصر السفر إلى السعودية للعمل بحقول النفط، حيث عادوا متشبعين بالفكر الوهابي المتشدد، الغريب كلياً عن المذهب الديني المعتدل في مصر. جاء ذلك في كتاب له بعنوان "داخل مصر.. أرض الفراعنة على حافة ثورة" والتي قررت السلطات المصرية حظر دخوله وتوزيعه داخل مصر. وأضاف برادلي في كتابه الذي قامت صحيفة "المصري اليوم" بعرض تفصيلي له، أن العلاقة بين المسلمين والأقباط في مصر تكون ودية طالما تقبل المسيحيون أنهم مواطنون من الدرجة الثانية، لافتاً إلى أن هذا الوضع يستمر من جانب المسلمين المعتدلين، لكن المتشددين، ومعظمهم قادم من السعودية ويعيش في الصعيد - على حد قوله - لا يقبلون حتى بذلك. وتطرق برادلي في الفصل الثالث إلى طائفة الصوفيين المستهدفة من النظام المصري وجماعة الإخوان، والتي قُدر أفرادها بحوالي ستة ملايين رجل، بالإضافة إلى ملايين من النساء والأطفال الذين يحجون إلى الموالد، مشيراً إلى أن الشرطة بدأت تتعامل بقسوة مع التجمعات الصوفية لأسباب أبعد من مجرد سعيها لمنع تجمع الحشود في الشوارع. وأرجع برادلي هذا التعامل الشرس مع الجماعات الصوفية إلى طغيان الفكر الوهابي الرافض لهذه الطقوس على العقيدة الدينية والسياسية في البلاد. وأعرب عن اعتقاده بأن ثمة فائدة كبيرة كانت ستعم على الجميع لو صدّرت مصر فكرها الصوفي المعتدل إلى السعودية بدلاً من استيراد الأيديولوجية الوهابية التي عادت إلى مصر مع عناصر الإخوان الذين فروا في عهد عبدالناصر وعادوا في عهد السادات وأيضا مع ملايين العمال ذوي الثقافة المحدودة الذين أشربوا هذه العقيدة. وقال الكاتب "إن الصراع بين الوهابية والصوفية جزء من الحرب الفكرية والسياسية ذات الأصول التاريخية بين مصر والسعودية، معتبرا أن انتصار الوهابية مؤشر لغياب الزعامة عن القاهرة في جميع المجالات لصالح الرياض. وفي الفصل الخامس تناول برادلي قضية التعذيب في السجون المصرية، وقال "إن جميع التقارير الدولية المتعلقة بهذه المسألة أفادت بأن التعذيب يتم بشكل منهجي بأقسام الشرطة والمعتقلات في مصر، لافتاً إلى أن هناك أدوات رهيبة تستخدم في ذلك ويتعرض المعتقلون للصعق الكهربائي بأماكن حساسة بأجسادهم فضلا عن الاغتصاب من جانب مجرمين يتم استخدامهم في السجون لهذا الغرض. وأشار إلى أن مثل هذه الممارسات تعكس قسوة النظام الحاكم في مصر وتكشف الدور الحقيقي للأجهزة الأمنية وهو حماية القادة من الناس بدلا من حماية الناس من المجرمين. وقال "إن كثيراً من المعتقلين أخبروا منظمة العفو الدولية أنه كان يتم استجوابهم بينما يتعرض زملاؤهم للتعذيب في زنزانات مجاورة، حيث كانوا يسمعون صوت صراخهم ويرون بعد ذلك جروحا متفرقة في أجسادهم". وأضاف "هناك أطباء يفحصون الضحايا يومياً للتأكد من قدرتهم على الاستمرار في التعرض للتعذيب لافتا إلى أن البعض يتم القبض عليه لتشابهه في أسماء مع مطلوبين". وذكر برادلي أن تلك الممارسات تشبه إلى حد كبير ما كان يحدث في أحد معتقلات ألمانيا النازية، وكان يعرف باسم "سيبن هافت" مستدلا بقصة شاب جامعي في الثانية والعشرين من عمره تم اعتقاله دون أي تهم أثناء وقوفه أمام منزله في الساعة الثالثة صباحا واقتاده معتقلوه معصوب العينين إلى أحد مقار أمن الدولة في العريش حيث طلب منه التعرف على بعض الأشخاص وحين قال إنه لا يعرفهم تعرض للإهانة والضرب بقسوة في وجهه ثم خلعوا عنه ملابسه وقيدوا يديه وقدميه إلى الخلف ثم أوصلوا سلكاً كهربائياً إلى أصابعه من طرف والطرف الآخر إلى مكان حساس في جسده وتم صعقه عدة مرات واستمر على هذا النحو أربعين يوماً ثم نقل إلى السجن المركزي. وتناول كذلك موقف القانون المصري من التعذيب، موضحاً أنه لا يجرمه إلا إذا وقع نتيجة اعتقال غير قانوني من جانب الشرطة، لكنه لا يتطرق إلى التعذيب في الحالات الأخرى للحصول على معلومات من شخص ما، كما تطرق كذلك إلى الأدوات التي يتم استخدامها في التعذيب. وبدأ برادلي الفصل السادس من الكتاب الذي تناول الفساد في مصر بأسلوب ساخر للغاية قائلاً "إن الحكومة المصرية، تحرص كل الحرص على حماية السمعة الجيدة لمصر والمصريين مشيرا إلى أنها غضبت بشدة حينما طرحت مؤسسة غير معروفة سبع عجائب في الدنيا للتصويت ليس منها أهرام الجيزة، مستدركاً أن هذا الأثر الخالد بلا شك يستحق تصدر عجائب الدنيا لكن يمكن أن يكون هذا مقبولاً، لو أن وزارة الثقافة التي قادت الحملة أو النظام المصري بشكل عام يحافظ على السمعة التي طالما تمتعت بها مصر كأرض للبسمة والضيافة والآثار العظيمة، ولم يحولها إلى وطن للفوضى والاستبداد والقمع والفقر. وأشار إلى أن النظام المصري يستخدم دائما تهمة "تشويه سمعة البلاد ضد أي صحفي أو حقوقي أو إصلاحي يوجه انتقادا للأسرة الحاكمة أو لمؤسسات النظام"، مشيراً إلى أن أي زائر للأهرامات العظيمة الآن يكتشف بسهولة أنها تقع تحت سيطرة عدد من المنتفعين وكثيراً ما شكا علماء مصريات وآثار من أن الأهرام عانت خلال الفترة القصيرة الماضية مع انتعاش صناعة السياحة أكثر مما عانته خلال أربعة ألاف عام. وأشار الكاتب إلى أن الفساد أصبح متأصلاً في كل القطاعات الإدارية للبلاد، فلا يمكن إنجاز أي مصلحة دون الواسطة، موضحاً أنه جرب ذلك بنفسه حيث استعان بخدمات ابن مسؤول كبير لتجديد تأشيرة الإقامة الخاصة به، وحينما تعرض للسرقة في الأقصر وتعاملت شرطة السياحة بنوع من اللامبالاة معه لجأ إلى المسؤول نفسه فتغير موقفهم كليا وعاملوه بمنتهي الود واللطف وأعادوا محفظته المسروقة. وأوضح أن الفساد في مصر لا يقتصر فقط علي النهب والسرقة بل يمتد إلي الصحة والغذاء، مشيراً إلى أن الصحفيين في الجرائد المستقلة والمعارضة بذلوا جهوداً كبيرة في السنوات الأخيرة للكشف عن كثير من مواقع الفساد في حين يتأصل النقيض في الصحف القومية التي يعين غالبية محرريها بالواسطة، مما أدى إلى تراجع هذه الصحف وانتشار الفساد فيها. وتطرق الكاتب أيضا بالتفصيل إلى جماعة الإخوان المسلمين في مصر، مشيرا إلى أن الأجندة السياسية المفصلة الأولى التي نشرت في أواخر 2007 تكشف الألوان الحقيقية للإخوان، حيث تُحرّم الجماعة تعيين النساء أو الأقباط في منصب الرئاسة، وتمنح الشيوخ دوراً رقابياً على الحكومة وهو ما أعاد إلى أذهان الكثير من المراقبين الواقع المرعب لدولة المرجعية الإسلامية في إيران. وأوضح برادلي أن الغرب يراقب الصعود التدريجي السياسي للإخوان، مشيراً إلى أن أداءهم الجيد في انتخابات 2005 دفع كثيراً من المحللين إلى مطالبة واشنطن بتغيير سياستها تجاه الجماعة، باعتبارها أقل الشريرين مقارنة بالنظام الحاكم. واستدرك برادلي في كتابه قائلاً "بالرغم مما سبق ربما ننظر بشيء من السطحية إلى نتائج العملية الانتخابية، والإخوان، برغم أدائهم، لم يفوزوا سوى بـ 20% من المقاعد، والأهم من ذلك أن 25% فقط من المصريين قاموا بالتصويت، وهذا يعني أن الغالبية العظمى من الشعب لم تصوت سواء للإخوان أو لحزب مبارك الذي يستخدم نجاح الجماعة في حصد عدد كبير من المقاعد خلال الانتخابات كفزاعة لتخويف واشنطن من صعود الإسلاميين، لكن هذا في حد ذاته لعبة خطرة من جانب نظام يستخدم أدوات متطرفة للحفاظ علي عمره القصير. وأعرب الكاتب عن اعتقاده أن جماعة الإخوان ربما تكمن في الظل انتظاراً للحظة المناسبة التي تنقض فيها على الحكم، وهي تنظم وتدرب نفسها لتكون في أفضل المواقف التي تمكنها من ملء الفراغ بسرعة عند حدوثه. ------------------------------- نقلا عن منتدى"هلوسات" |
#5
|
|||
|
|||
مشاركة: الاقبــــاط في مصر يختارون العُـــزله......(مدموج)
أقباط يكفلون مسلمين حمدي الحسيني الخميس. أكتوبر. 10, 2002 إذا كنت في حي شبرا أحد أحياء العاصمة المصرية القاهرة.. فلا تتعجب من وجود لافتة تقول بأن عم إبراهيم جرجس يدعو فيها إخوانه المسلمين إلى مائدة إفطار رمضانية؛ فالتكافل قيمة لدى أقباط مصر يتعدى أصحاب الديانة الواحدة ليتعامل مع كل المصريين كمواطنين؛ فالإنجيل يقول: "أن تحب قريبك كنفسك"، والقريب هنا يعني الأخ في الإنسانية بغض النظر عن اللون والدين والجنس والمكانة أو الثروة. وعم جرجس.. هو مجرد نموذج بسيط للعمل الخيري القبطي في مصر الذي بدأ في شكل مبادرات فردية استجابة لنداءات القساوسة، حيث اعتاد الأثرياء أن يتعرفوا كل يوم أحد على جيرانهم الفقراء وبالتالي دعمهم ماليا. أما الدعم المعنوي فإن كل أستاذ جامعي عليه أن يتجه كل فترة داخل الكنيسة التابع لها ويقدم دروسا خاصة في مادة تخصصه للطلبة المسيحيين من أبناء الطائفة كنوع من الضريبة. ولا يقتصر الأمر على ذلك، ففي بعض القرى والمدن النائية يطلب رجل الدين الذي يرعى شئون الكنيسة أن يلتزم كل قبطي بأن يعلم مهنته لأبناء منطقته سواء المسلمين أو المسيحيين، كل في مجال عمله. لكن العمل الخيري القبطي تطور في الربع الأخير من القرن 19 ليتخذ شكلا مؤسسيا، وكانت جمعية المساعي الخيرية القبطية هي الأولى التي تأسست عام 1881 للإشراف على أوقاف الكنيسة وإدارة أموالها، وأعقبها إنشاء 11 جمعية حتى نهاية القرن 19. وظل العمل الخيري القبطي من خلال جمعياته منحصرا في فكرة دعم الفقراء والمحتاجين على اعتبار أنه عمل إغاثي فقط، وساهم في عدم تطوره تغول الدولة المصرية في الحقبة الناصرية، حيث أصدرت قانون رقم 32 لعام 1964 الذي بمقتضاه تشرف الدولة كاملا على نشاط هذه الجمعيات. لكن فترة السبعينيات شهدت تحولا في العمل الخيري القبطي من مجرد دعم الفقراء إلى تحفيزهم لأن يكونوا أناسا منتجين يشاركون في التنمية الاقتصادية، وتعمق هذا الدور الاقتصادي في عقدي الثمانينيات والتسعينيات مع تخلي الدولة عن دورها إثر عمليات الإصلاح الاقتصادي التي بدأت عام 1991، حيث أصبحت هناك فئات مهمشة أضيرت من هذا الإصلاح تحاول هذه الجمعيات مساعدتها اقتصاديا. ووصل عدد الجمعيات القبطية في عام 1995 إلى 176 جمعية بالقاهرة، 45 بالإسكندرية، 43 بسوهاج ، 33 بأسيوط والمنيا، 32 بقنا، 29 بالغربية، 1 بكفر الشيخ، وذلك طبقا لتقرير الحالة الدينية الصادر عن مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام عام 1996. وأصبح نشاط هذه الجمعيات لا يضم فقط خدمات تعليمية وصحية بل أيضا أنشطة التدريب المهني والقروض الصغيرة للمشروعات، كما دخلت مؤسسة الكنيسة بثقلها في العمل الأهلي. وتمثل إنشاء الأسقفية العامة للخدمات الاجتماعية في السبعينيات علامة في هذا الاتجاه؛ حيث قامت بإنشاء برنامج لدعم المزارع الصغير وتعليمه تربية الأرانب وبرنامج للقروض الصغيرة، وكذلك دعم الأفراد كمجموعات في مشروعات صغيرة وإعداد دراسات الجدوى. تشغيل الفقراء تعد جمعية السلام القبطية التي تأسست عام 1928 وتتمركز في شبرا وتمتد فروعها إلى مناطق مجاورة نموذجا للانتقال من إغاثة الفقير إلى تشغيله، كما أنها تقدم خدماتها الاقتصادية إلى الجميع مسلمين ومسيحيين. فيقول الأب صليب متى ساويرس عضو المجلس الملي للطائفة الأرثوذكسية ورئيس جمعية السلام بأن الجمعية حددت أهدافها في مقاومة الفقر والجهل والمرض، فهذا الثلاثي خطر يهدد حياة المصريين واقتصادهم، وقد انضم إلى هذه المقاومة العديد من أهل الخير المسيحيين والمسلمين. ويضيف أن الجمعية بدأت في أول عهدها بإقامة دار لإيواء كبار السن، وكذلك ملجأ للمشردين. وتدريجيا انتقلت إلى تقديم الخدمات الجماهيرية التي تهم شرائح الفقراء، فعلى صعيد الصحة أقمنا مستوصفات بعد أن لاحظنا أن مشكلة العلاج وارتفاع تكاليفه تمثل أكبر أزمة لعشرات الأسر غير القادرة. كما حرصت الجمعية من خلال هذه المستوصفات أن تكون الأسعار في متناول الإنسان العادي، وهناك إمكانية تقديم الخدمات الطبية بدون مقابل لبعض الشرائح التي يتبين أنها غير قادرة تماما، والهدف من وراء تحصيل رسوم رمزية هو السعي لتقديم خدمة طبية متميزة تنافس فيها المستشفيات الاستثمارية التي تذبح المرضى بأسعارها الخيالية. ولا تقف الجمعية عند ذلك الحد، بل تقوم باستئجار بعض الورش وتقوم بتحويلها إلى مشاغل لتدريب السيدات على الأعمال اليدوية في التطريز والحياكة وأعمال التريكو. كما توجد ورش أخرى لتعليم الشباب بعض المهن مثل النجارة والحدادة وغيرها من الأعمال الفنية المطلوبة في السوق المصرية. ويقول رئيس الجمعية: "نجحنا في إنشاء مجمع مدارس السلام التي تعد من أهم المدارس التزاما في حي شبرا، ويتنافس الأهالي لإلحاق أبنائهم بها نظرا لسمعتها المعروفة، وبالطبع فإن عدد التلاميذ المسلمين بها أغلبية وفقا للنسبة والتناسب مع عدد المسيحيين، وتلتزم هذه المدارس بالمناهج التي تضعها وزارة التربية والتعليم". ويؤكد أنه لا يوجد أي خلط بين العقائد والخدمات التي تستهدف تخفيف الأعباء عن فئات الشعب مسلمين ومسيحيين. فعلى سبيل المثال فإن الطالب مصطفى صادق شلبي حصل على الجائزة الأولى في حفظ القرآن الكريم العام الماضي وهو أحد تلاميذ المرحلة الإعدادية بمدارس السلام. الهيئة الإنجيلية نموذج آخر من العمل الخيري القبطي، ويتمثل في الطائفة الإنجيلية التي رغم تواضع عدد أفرادها الذي لا يتعدى ربع مليون من جملة الأقباط الذين يصلون إلى 8 ملايين طبقا لإحصاءات مستقلة، فإنها الأكثر ثراء ونشاطا في العمل الخيري الأهلي من خلال الهيئة الإنجيلية التي تأسست في مطلع الخمسينيات من القرن العشرين. ويقول د. صفوت البياض رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر: إن الهيئة تعمل في كل المجالات من الثقافية حتى الاقتصادية؛ ففيها مثلا أقسام لحل مشكلة الإسكان في الأحياء العشوائية، وقسم آخر لتقديم القروض الميسرة لشباب الخريجين، وآخر للطباعة ونشر الأعمال الثقافية والفنية للموهوبين بجانب قسم لحوار الحضارات سواء على المستوى الداخلي أو من خلال قنوات الاتصال مع العالم الخارجي. ويضيف رئيس الطائفة الإنجيلية أن الهيئة صاحبة السبق في مشروع قديم لتدريب الفلاح المصري على تنظيف بيئته ومساعدته على إنشاء منازل صحية وتخصيص برنامج شامل لمحو الأمية في الريف وخصوصا بين المرأة المصرية. كما قامت الهيئة باستصلاح عشرات الأفدنة من الأراضي الزراعية في محافظة المنيا بصعيد مصر، وتم تسليمها للمحافظة التي تولت توزيعها على المواطنين وزودت الفلاحين في الوجه القبلي بسلالات نادرة من الأبقار المدرة للألبان والتي حصلت عليها من الخارج عن طريق مساعدات بعض الهيئات الأجنبية. ويقول بأن الهيئة الإنجيلية تملك حوالي 50 جمعية صغيرة منتشرة في مختلف المحافظات وتخضع لإشراف الهيئة ماليا وفنيا، وخاصة أن بعض الهيئات الأجنبية أصبحت تكلف الهيئة بمتابعة المشروعات التي تمولها لحساب تلك الجمعيات وذلك نابع من الثقة بعمل الهيئة، وهو ما سهل عملية تدفق المساعدات الخارجية التي تصب مباشرة في المصلحة العامة، خاصة أن الهيئة تخضع لإشراف وزارة الشئون الاجتماعية والجهاز المركزي للمحاسبات. ويضيف د. البياض أن 80% من المترددين على المراكز الطبية التابعة للهيئة من المسلمين والطوائف المسيحية الأخرى؛ لأننا نحاول أن نهبط بالأسعار إلى أقل درجة حيث لا تغطي بعض الخدمات ثمن التكلفة الفعلية. فالأستاذ الدكتور لا يزيد كشفه عن 6 جنيهات (الدولار = 5 جنيهات تقريبا) بينما زملاؤه في المستشفيات الاستثمارية ربما يصل سعر الكشف عندهم أكثر من مائة جنيه. معوقات أمام الجمعيات لكن العمل الخيري القبطي بمصر يواجهه عقبات من بينها -كما يرى المفكر القبطي المصري ميلاد حنا- الحساسية الأمنية المفرطة سواء بالمراقبة والتدخل المستمر بطرق مباشرة وغير مباشرة في نشاطها والتضييق على العاملين بها. وفي هذا الاتجاه يقول المحامي ممدوح نخلة سكرتير جمعية يوسف الرامي، وهي جمعية خيرية بمصر القديمة هدفها مساعدة الموتى المسيحيين وتضم 975 عضوا تنفق على 100 أسرة تدفع لكل واحدة 20 جنيه شهريا، وتعتمد بالأساس على التبرعات واشتراكات الأعضاء: المشكلة في العمل الخيري أنه لم يعد يدعو للحماس؛ لأنه لا يحقق أي فائدة للقائمين عليه في وقت أصبح كل إنسان يلهث وراء لقمة العيش، فلا يوجد مقابل مادي نظير جهد، ولا وضع اجتماعي متميز، بل على العكس يصبح أحيانا محط اهتمام أجهزة الأمن التي تتدخل في عمل الجمعيات. وفيما يتعلق بمستقبل هذه الجمعيات فإن ميلاد حنا يعتقد أن أي تضييق من الدولة على الجمعيات الأهلية لن يصمد كثيرا في ظل العولمة التي ستؤدي إلى تراجع قوة الدولة وتنامي دور المجتمع المدني، والمجتمعات التي لن تساير هذه الحركة العالمية سوف تخسر كثيرا وتشعر بالتخلف والعزلة. ويضيف أن أوربا وأمريكا أقامت تطورها على الدور القوي للمجتمع المدني والعمل الخيري الذي ينافس الجهود الحكومية في مجال التنمية؛ فالأبحاث الحديثة كشفت أن المصاريف الإدارية عن طريق الحكومات على المشروعات التنموية تأكل جزءا كبيرا من الموارد، وفي المقابل فإن العمل الخيري في التنمية يحقق نتائج أسرع وتكاليف أقل. ------------------------------ نقلا عن موقع"إسلام أون لاين.نت" |
#6
|
|||
|
|||
مشاركة: الاقبــــاط في مصر يختارون العُـــزله......(مدموج)
بصراحة مسيرات الأقباط والهلع الإعلامي المصري بقلم: مدحت عويضة الجمعة,اغسطس 15, 2008 نجحت المسيرات التي قام بها الأقباط في الخارج في لفت نظر العالم كله لما يعانيه الأقباط في بلدهم الأم. والمتابع للإعلام المصري يلاحظ إنه أكتفي بنقل أخبار عن المسيرات وأقتصر ذلك علي الصحف المستقلة فقط. بينما تجاهل الإعلام الحكومي المسيرات تماما, إلي أن نظم أقباط فرنسا مسيرة أمام مقر إقامة السيد الرئيس حسني مبارك أثناء وجوده في فرنسا لحضور المؤتمر الأرو أوسطي وأمام سبعة وأربعين ملك ورئيس دولة, ثم جاءت مسيرة أقباط الولايات المتحدة بقيادة الدكتور منير داود أمام البيت الأبيض بواشنطن. وهنا أنطلق الإعلام المصري الحكومي والمستقل الليبرالي والوهابي في مهاجمة أقباط المهجر وقياداتهم بل إن الأمر وصل لمهاجمة الكنيسة وقداسة البابا شخصيا. وسبحان الله فالإعلاميين المصريين يختلفون في كل شئ فيما بينهم ويفردون صفحات من جرائدهم لسب بعضهم البعض ولكنهم اتفقوا جميعا علي مهاجمة الأقباط . وهناك من يفسر أن الهجوم جاء بناءا علي تعليمات عليا ويتفق الكثيرين مع ذلك الرأي. وأشترك كل المهاجمين علي أن حل مشاكل الأقباط لا تأتي من الخارج, ولكن الحل يأتي من الداخل . ونقول لهؤلاء (ومين إللي ماسك فيكم ما تحلوا وترونا شطارتكم), فقد تم دعوة 13 منظمة قبطية لحضور مؤتمر المجلس القومي لحقوق الإنسان وخرج المؤتمر بتوصيات ومقترحات وبمشروع القانون الموحد لدور العبادة وهي المشكلة الأكبر في حزمة المشاكل القبطية. ماذا حدث لهذا المشروع هل قدم لمجلس الشعب هل صدر القانون, هل هناك أمل في صدوره. أقول لكم لو أردتم الحل نحن لسنا في حاجة لمؤتمرات ولا حوارات فقط عليكم إخراج تقرير العطيفي وتنفيذه وهنا ستحل جميع مشاكل الأقباط. القضية القبطية معروفه ومشاكل الأقباط واضحة للجميع لا تحتاج إلا إرادة سياسية راغبة فإذا كانت لديكم الرغبة الحقيقية للحل لفعلتم منذ زمن طويل. ولكن كل ما تسعون إليه هو إسكاتنا وبدون مقابل بالطبع لا وألف لا. ثم يقولون عن مشروع قانون السناتور الأمريكي ولف, طالما لديكم القدرة علي إخراج مشروع من الكونجرس لماذا لا تساعدون في إخراج قانون لصالح الفلسطينيين. وهو منطق غريب دعني أتفق معكم إن للفلسطينيين حقوق مغتصبة ونحن مع حق تقرير المصير لهم ولأي شعب ومع حقهم في إقامة دولتهم. ولكن كيف أساعدك في نيل حقوق أخوتك الفلسطينيين المغتصبة وأنت تغتصب حقوقي أي منطق هذا وأي عقل يقبل ذلك الهراء. أعطيني حقوقي أولا أشعرني بأني مواطن مصري فحقي ليس منحة منك, فحقوقي قد اكتسبتها بانتمائي لهذا الوطن, فالوطن هم مانح الحقوق ويجب أن تعطي الحقوق لكل المواطنين بغض النظر عن دينهم وجنسهم وعرقهم ولونهم. ثم إننا علينا أن نهتم بمصر أولا وبمشاكل مصر قبل الاهتمام أو حتي الكلام عن أي بلد أو شعب أخر. أما الاتهام بأن من يقومون بالمسيرات هم عشرات ولا يمثلون كل أقباط المهجر فذلك فكر أجوف فالنشطاء والقيادات السياسية في أي مجتمع هم بضع مئات. ولكن هل لنشاطهم وفكرهم تأييد من غالبية المجتمع أم لا. أقول لكم وكفرد يعيش بين الأقباط الذين يعيشون بكندا إنني لم أجد قبطي واحد لا يؤيد هذه المسيرات. بل الكل يصلي من أجل الذين نظموها وقاموا بها أما لماذا الكل لا يشارك في هذه المسيرات ؟ فدعني أتكلم عن مسيرة كندا فهؤلاء لا يعلمون إن مساحة كندا عشرة أمثال مساحة مصر والأقباط بكندا علي أقصي تقدير لا يزيد عددهم عن النصف مليون ومع ذلك خرج ألفين قبطي هل يعلم هؤلاء مثلا إن من المسافة بين تورنتو وإتاوا تقارب من الست ساعات سفرومن يريد الاشتراك عليه الخروج من بيته الساعة السادسة صباحا والرجوع لبيته الثانية عشر في منتصف الليل. فلو ضربنا مثلا بأن هناك مسيرة في المنيا والإسكندرية بها ما يقارب من الستة إلي خمسة مليون فكم عدد الذين سيشاركون من الإسكندرية؟ ولو حسبتموها جيدا لعرفتم إننا لسنا عشرات وإننا لسنا قله قليلة. وفي النهاية أود أن أشكركم علي هذا الهجوم الضاري فلولا شدة هجومكم علينا لما شعرنا بالقيمة العظيمة لاشتراكنا في المسيرات, فقد قمتم بإلقاء الضوء علي المسيرات بطريقة لم يكن يحلم بها أكثر المتفائلين فقدتم لنا خدمة إعلامية تستحقون حقا الشكر عليها. أما إن كنتم تظنون إنكم قادرين علي إسكاتنا بدون أن نحصل علي حقوقنا كاملة فهو الوهم ذاته. سنتكلم وسنقوم بعمل مسيرات وسنملأ الدنيا صراخا وسنوصل هموم وألام وأمال المظلومين الأقباط إلي كل العالم الحر والعمل الذي يكون ثمره قليل اليوم سيأتي بثمار كثيرة غدا. --------------------------------------- (نقلا عن الأهرام الجديد الكندية) |
#7
|
|||
|
|||
مشاركة: الاقبــــاط في مصر يختارون العُـــزله......(مدموج)
الأكثر إنجازاً هم الأكثر اضطهاداً في الوطن العربي د. سعد الدين ابراهيم القاهرة:10/1/2006 من المفارقات الجديرة بالتأمل هي أن أقباط مصر خصوصاً، ومسيحيوا الشرق عموماً، كانوا طلائع النهضة العربية الحديثة، منذ بدأت، قبل قرنين ـ أي في أعقاب الحملة الفرنسية، ومع عهد محمد على الكبير. وكلاهما كانت له بصمات بارزة على مصر والشام معاً (أو المشرق، الذي شمل وقتها فلسطين وسوريا ولبنان والأردن والعراق). فرغم أن التأثير كان شاملاً لجميع سكان وشعوب المنطقة الممتدة من الفرات إلى النيل، بمسلميها ومسيحيها ويهودها، إلا أن غير المسلمين كانوا الأسبق استفادة من رياح التغيير التي هبت مع مقدم نابليون وحكم محمد علي، فقد أذنت رياح التغيير هذه بانكسار جدران التفرقة الدينية، التي كرّسها نظام "الملل"، العثماني، الذي كان تطويراً لنظام "أهل الذمة"، الذي ساد في القرون الإسلامية الأولى (من السابع إلى الرابع عشر). أن مفهومي "أهل الذمة" أو "الملة"، يعطي لغير المسلمين حقوق الحماية والرعاية وحرية ممارسة عباداتهم وشعائرهم، مقابل أداء "الجزية". ولم يكن غير المسلمين، بهذا المعنى يتمتعون بكامل حقوق المسلمين، الذين أعتبروا أنفسهم "أغلبية غازية"، فتحت بلاد غير المسلمين بالسيف. وبالتالي برروا سيادتهم عليهم. وربما كان هذا شائعاً ومقبولاً، في العصور الوسطى، حيث كان الدين هم المحدد الأساسي ، لا فقط لعضوية الهيئة الاجتماعية (المجتمع)، ولكن أيضاً "التراتبية"، أي الموقع الرأسي في الهرم الاجتماعي. وطبيعي، أنه بمجرد أخذ مصر، وبعدها بلدان الشرق العربي بمفهوم "المواطنة"، أي المساواة بين الناس في الحقوق الواجبات بدون تمييز على أساس الدين، فإن غير المسلمين، بدأوا يتركون الأحياء السكنية، التي كانوا يتركزون فيها ـ مثل حارة ال*****، وحارة اليهود، وحارة الأرمن، ويختلطون في سكنهم ومعاشهم مع الأغلبية من المسلمين. وبدأ أطفالهم يذهبون إلى نفس المدارس، وشبابهم يؤدي واجب الجندية، أسوة بالمسلمين، وكذلك لأول مرة، منذ الفتح العربي الإسلامي (أي قبل اثنى عشر قرناً)، تقلد كبارهم الوظائف العامة، بما في ذلك منصب رئيس الوزراء، مثل نوبار باشا (الأرمني الأصل)، وبطرس غالي، ويوسف وهبه، مصر، وفارس الخوري، كأول رئيس وزراء سوري قبل الاستقلال، في أربعينات القرن الماضي. هذا فضلاً عن أن معظم أبناء أقباط مصر ومسيحيوا الشرق في المجرى الرئيسي للحياة العامة ، سياسياً واقتصادياً وثقافياً. فساهموا في السينما. ونبغ منهم الأطباء والعلماء والمهندسون والمحامون وأساتذة الجامعات. ويؤكد المؤرخون أن العصر الليبرالي، الذي بدأ من أوائل القرن التاسع عشر إلى منتصف القرن العشرين، هو العهد الذهبي للأقباط وكل الأقليات في مصر والعالم العربي. بل وكان نفس ذلك العصر الليبرالي هو العهد الذهبي للنساء في مصر. فمنذ كتب قاسم أمين كتابه "تحرير المرأة" (1892)، بدأ نساء مصر يسعين على تبوأ مكانتهم المتكافأة مع الرجال. وكانت ثورة 1919 نقطة فارقة في هذه المسيرة. فقد خرجت طلائع النساء، أسوة بالرجال، لمواجهة جنود الاحتلال البريطاني، ويطالبن بالاستقلال وسقطت منهن الشهيدات، اللائي كان أولهن شفيقة بنت محمد في حي المنيرة بالقاهرة، في 24 مارس 1919. وقادت هدى شعراوي حركة نسائية نشطة، حصلت للنساء المصريات عن حقوقهن في التعليم، والسفور وتقلد المناصب العامة، لكن هذه الحركة النسائية الواعدة، جرى "تأميمها" مع ثورة يوليو 1952. فرغم تعاطف عامة الضباط الشباب الذين قادوا الثورة، إلا أنهم، ربما بسبب خلفيتهم العسكرية، لم يطبقوا معظم مبادئ حركتهم. انطبق ذلك على الحركة النسائية، كما على الحركة العمالية، كما على الحركة الطلابية، وعلى النقابات المهنية، الجمعيات والأحزاب. وكان لسان حال ضباط حركة يوليو يقول "ظلوا في منازلكم، ومصانعكم ومدارسكم، ونحن سنقوم بالواجب نيابة عنكم". وبالفعل أدت ثورة يوليو خدمات جليلة لكل هذه الفئات، ولكن مقابل ثمن اجتماعي ومعنوي باهظ، ألا وهو سلب كل هذه الفئات الاستقلالية والحركة والمبادرة. وهكذا منذ يوليو، 1952، ودّعت النساء المصريات والأقباط المصريون العصر الليبرالي الذي أينعوا فيه، من خلال أرباح، ومكاسب متراكمة. وأدخلوا عصراً جديداً، مما كانت أدق تسمية له، هو العصر "الشعبوي"، حيث رفع العسكريون الجدد شعارات شعبية جذابة لكل الفئات، مقابل ألا يتحركوا أو يتكلموا إلا بأوامر السلطة وتعليماتها. أي أن المبادرة، أو المشاركة التي صنعت العصر الليبرالي (1800-1952) استبدلها الامتثال والطاعة والتعبئة، في العصر الشعبوي (1952-2000) الذي هيمن عليه العسكريون. والجدير بالذكر أن خطى الأقباط والنساء قد تحركا معاً، صعوداً، وجموداً، وهبوطاً، طوال القرنين الأخيرين ـ لا فقط في مواجهة سلطة الدولة، ولكن أيضاً في مواجهة القوى الاجتماعية المحافظة والرجعية. ومن المفارقات أن هذه الأخيرة كان تشددها وافتئاتها على حقوق النساء والأقباط بنفس الضراوة التي مارستها السلطة الرسمية. ولا اصدق على ذلك من الانتخابات التشريعية في العقود الخمسة الأخيرة. فالنظام الشعبوي المسيطر على جهاز الدولة اختلق لنفسه تنظيم سياسي، أقرب إلى نظام الحزب الواحد. وقد سماه حينا "بالاتحاد القومي"، وحيناً تالياً "بالاتحاد الاشتراكي" وأخيراً سماه "بالحزب الوطني الديمقراطي". وتزامنت هذه التسمية الأخيرة مع الأخذ من جديد بنظام تعدد الأحزاب، أواخر سبعينات القرن الماضي. ولكن التنظيم السياسي ، تحت أي مسمى، عزف غالباً عن ترشيح الأقباط والنساء لعضوية المجالس الشعبية المنتخبة. وكان ذلك نموذجاً صارخاً لتعصب السلطة. ولكن حتى في المرات الاستثنائية التي قام فيها حزب السلطة (أي ما يدعى أنه حزب الأغلبية) لقلة من النساء والأقباط، كما حدث مثلاً في الانتخابات الأخيرة، عام 2005، فإن الجماهير تخذل هؤلاء المرشحين والمرشحات. لم يتم إلا ترشيح أربعة أقباط، نجح منهم واحد فقط، وهو يوسف بطرس غالي (وزير المالية)، وترشيح ست نساء، لم ينجح منهن إلا اثنين ، بينهم الوزيرة السابقة آمال عثمان، أي أننا هنا بصدد ظاهرة تنطوي على الازدواج والتقصير أو التجاهل الرسمي لحزب السلطة، مع التعصب الشعبي ضد النساء والأقباط. ويبدو أن الأمرين وجهين لنفس العملة، حيث من الصعب معرفة أيهما السبب وأيهما النتيجة. من ذلك أننا لو قارنا هذا المشهد البائس عام 2005 بمثيله قبل ستين عاماً، مع أول انتخابات برلمانية في أعقاب دستور 1923. رغم أن نسبة الأمية كانت ضعف مثيلتها، ولم تكن هناك وسائل إعلام جماهيرية على نفس النطاق أو المستوى، إلا أن حزب الوفد كان يرشح عشرات الأقباط لمقاعد البرلمان في كل أنحاء مصر، في ذلك دوائر لا يوجد فيها ناخبون أقباط، ومع ذلك كانوا يفوزون بامتياز. ولم يقل عدد النواب الأقباط في البرلمانات المصرية المنتخبة قبل عام 1952، عن خمسة عشر في المائة، رغم أن نسبة الأقباط من عموم السكان لم تكن تتجاوز عشرة في المائة. أي أن الأقباط كانوا ممثلين بأكثر مما كانوا يتوقعون. وحقيقة الأمر أنه في ذلك العهد الليبرالي، لم يكن الأمر الديني أو الطائفي مطروحاً أو مُلحاً في ذلك الوقت. فقد كانت "المواطنة" والانتماء السياسي يجبان "الديانة" والانتماء الطائفي. ولكن تغيرت الأمور وتبدلت الأحوال إلى ما هو أدنى وأسوأ. وربما كان لنمو الحركات الدينية المتشددة، أو ما يسمى "بالإسلام السياسي" دور في هذا التدهور. ومع ذلك فإن هذا الكاتب على يقين أنه باستعادة الأجواء الليبرالية وتكريس الحركات العامة، سيعود المجتمع المصري، ومعه بقية الوطن العربي، إلى سيرته الليبرالية الأولى. ولعل هذا اليقين يصل إلى من سيقرأ هذا الكتاب. فهو تجميع لتأملات واجتهادات، عبّرنا عنها في سلسلة من المقالات التي نُشرت في الصحف المصرية والعربية، خلال السنوات الثلاث التي أعقبت تبرئتنا وخروجنا من سجون مبارك (2000-2003). وعلى الله قصد السبيل. |
#8
|
|||
|
|||
مشاركة: الاقبــــاط في مصر يختارون العُـــزله......(مدموج)
أين مجلس الشعب من التعصب الديني في مصر المحروسة؟ د. سعد الدين ابراهيم أغسطس 2004 جاء إلى مصر في المدة من 18 إلى 20 يوليو، وفد أمريكي من لجنة الحريات الدينية في الكونجرس الأمريكي لتقصي الحقائق حول هذه الحريات في مصر. ورغم أن مثل هذه الوفود تأتي إلى مصر وغيرها من البلدان التي تتلقي معونات أمريكية، بصفة دورية، وتقابل كل من تطلب مقابلتهم من وزراء، ورجال دين، وبرلمانيين، ونشطاء المجتمع المدني وحقوق الإنسان، إلا أن الصحافة الرسمية والمعارضة تمتلأ عادة بالتعليقات التي تهاجم هذه اللجنة، واعتبار مهمتها تدخلاً صارخاً في الشئون الداخلية المصرية. وضمن حملات الهجوم هذه على اللجنة تتردد عادة تأكيدات بأن مصر "نسيج واحد"، و"سبيكة وطنية ذهبية من التبر الخالص"، وأن شعبها لا يعرف التعصب ولا التفرقة الدينية. بل ويتطوع أو يدفع حتى بعض قيادات أبناء الطوائف والجماعات التي لها مشكلات وهموم، إما بإنكار وجودها أصلاً، أو أنهم يتولون علاجها مع الأغلبية والمسئولين، بسلاسة ويسر. أي أن كل شيء على ما يرام في مصر المحروسة! وطبعاً ينطوي هذا المشهد السنوي على خداع جماعي لا يصدقه كثيرون. فمن ناحية لا تأتي هذه اللجنة إلا بموافقة صريحة من الحكومة المصرية. وحتى إذا لم تكن الحكومة راغبة أو مقتنعة بمهمتها، فإنها لا تفصح صراحة عن ذلك، مخافة أن تخسر جزءاً من المعونة التي تتلقاها سنوياً، أو المعونة بأكملها، والتي تصل إلى حوالي 13 مليار جنيه مصري، أو بليوني دولار أمريكي. ومن ناحية ثانية، فمجرد رفض زيارة اللجنة، حتى إذا لم تكن الحكومة في حاجة إلى هذه المعونة السنوية، معناه أن هناك ما تحاول أن تخفيه أو تتستر عليه، أو كما يذهب المثل الشعبي كمن "على رأسه بطحه يمعن في التحسيس عليها". ومن ثم تكابر الحكومة وتحشد الرأي العام للمزايدة عليها في إنكار وجود أي مشكلات بالمرة! من ناحية ثالثة، لا تقوم الحكومة المصرية بإعلام الناس أن لجنة الحريات الدينية، مثلها مثل وفود البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لا تأتي إلى أي بلد إلا لأن لديه مشكله حقيقية، قد نختلف على حجمها، أو درجة خطورتها، أو أسبابها أو طرق علاجها. ولكن وجود المشكلة يستدل عليه من أعراض عديدة هي التي تدفع هذه الوفود إلى المجئ إلى بلادنا. وذلك مثل شكاوى مواطنين مصريين من الداخل أو في المهجر، أو وقوع أحداث طائفية عنيفة يكتب عنها الإعلام أو منظمات حقوقية مصرية أو دولية ـ مثل أحداث الكشح أو كفر دميانة أو عزبة الأقباط. طبعاً كنا نتمنى أن تكون مصر المحروسة فعلاً بلا أي مشكلات دينية أو طائفية. وحتى ثلاثة وثلاثين عاماً مضت كانت مصر فعلاً بلا مشكلات تذكر من هذا النوع. ولكن ابتداء من عام 1971 بدأت مثل هذه المشكلات تظهر في الساحة المصرية بشكل محسوس، ولكنه غير خطير، في البداية فقد وقع تحرش بين مسلمين وأقباط في بلدة الخانكة، بمحافظة القليوبية، حول قيام أقباط البلدة بممارسة طقوسهم الدينية في أحد أنديتهم الاجتماعية، نتيجة عدم وجود كنيسة يتعبدون فيها في المنطقة. واعترض على ذلك بعض جيران مسلمين، تذرعوا بوجود "قانون" يمنع استخدام أي مبنى ككنيسة دون "تصريح رسمي". وهذا صحيح، وهو إشارة إلى القانون الذي يعود إلى مرسوم عثماني، يُعرف باسم "الخط الهمايوني" صدر في القرن التاسع عشر لتنظيم العلاقات بين الملل والنحل، التي كانت تمتلأ بهم الامبراطورية العثمانية. وقد اختفت الامبراطورية العثمانية ومعها الخط الهمايوني من كل بلدانها، إلا أنه بقي في مصر المحروسة، وهو أحد أهم أسباب ظهور التوتر دورياً بين الأقباط المصريين وأجهزة السلطة. ولأن حادث الخانكة رغم محدوديته، حيث لم يقتل أو يصاب فيه أحد بجروح خطيرة، إلا أن مصر كلها إنفعلت به. فقد كان هذا هو أول حادث طائفي من نوعه خلال ما يقرب من سبعين عاماً. وجاء في لحظة تاريخية حرجة، حيث كانت مصر ما زالت تلعق عار هزيمة 1967، وتستعد لحرب تحرير أرضها المحتلة في سيناء. لذلك عقد مجلس الشعب جلسة خاصة لمناقشة ما حدث في الخانكة، وكوّن لجنة تقصي حقائق على أعلى مستوى برئاسة د.جمال العطيفي، وكيل مجلس الشعب آنذاك، وهو قاضي سابق ورجل قانون رفيع المستوى. وضمت لجنة تقصي الحقائق علماء اجتماع وتربية وعلم نفس ورجال أمن ودين مسلمين ومسيحيين. وذهبت اللجنة إلى موقع الحدث، ثم إلى مواقع أخرى مشابهة في الوجهين البحري والقبلي، وحرصت اللجنة في تقريرها إلى مجلس الشعب إلى توثيق ما حدث بدقة وتفصيل. وأهم من ذلك فأن اللجنة قدمت تشخصياً ضافياً للمشكلة الطائفية في ذلك الوقت، وقدمت عشرين توصية لعلاجها. وقد أقر مجلس الشعب التوصيات العشرين لتقرير العطيفي. وشكر اللجنة على عملها الجليل وكان ذلك في ديسمبر 1971. مر على تقرير العطيفي 33 سنة. ولم يتم تنفيذ توصية واحدة من وصاياه العشرين. ورغم أن التقرير نبّه في مقدمته وخاتمنه أنه ما لم تؤخذ هذه التوصيات مأخذ الجد ويتم تحويلها إلى سياسات تنفيذية، فإن حادثاً بسيطاً مثل حادث الخانكة يمكن أن يتكرر ويتضخم. وهذا للأسف ما حدث بالفعل. فمنذ حادث الخانكة عام 1971، وقع أكثر من 60 حادثاً طائفياً، كان كل منها أسوأ من سابقه، وكانت الذروة في الكشح، محافظة سوهاج في رأس سنة 2000. نعم، نحن لا نحتاج إلى لجان تقصي حقائق من الخارج. ولن تستطيع أي لجنة خارجية أن تستقصي وتشخص وتقترح علاجاً أفضل مما فعلته لجنة العطيفي، قبل ثلاثة وثلاثين عاماً. أن للتدهور في مصر ألف وجه ووجه. من هذه الوجوه أن مجالس الشعب السبعة التالية للمجلس الذي ضم أمثال جمال العطيفي، لم تحرك ساكناً لتقصي الحقائق في الأحداث الطائفية الستين التي وقعت في العقود الثلاثة الأخيرة. بل ولم يكلف أي من تلك المجالس خاطره لنفض الغبار عن تقرير العطيفي والمطالبة بتنفيذ توصياته العشرين، التي ما تزال إلى يومنا هذا صالحاً تماماً. إنني أُنبه المسئولين في مصر المحروسة إلى أحد نقاط الإنفجار الكثيرة المحتملة، وهي قرية "نزلة حنا" ، مركز الفشن، محافظة بني سويف في صعيد مصر. وفي عام 1960، كان عدد أقباط تلك القرية لا يتجاوزألفين شخص، وقد تضاعف عددهم الآن إلى أكثر من أربعة آلاف. ولا توجد لديهم كنيسة واحدة يتعبدون فيها، رغم طلب تقدموا به لهذا الغرض عام 1960. وتبرع أحد أعيان القرية، وهو توفيق دوس المحامي، بستة قراريط لبناء الكنيسة. وقد زار البابا كيروس السادس الموقع، وباركه منذ أربعة وأربعين عاماً. وقد تبرع نفس فاعل الخير الموسر بأرض مماثلة لبناء مسجد لمسلمي القرية، وتم بنائه فعلاً منذ ثلاثين عاماً. ولكن بناء كنيسة نزلة حنا ما زال متعثراً في المكاتب الأمنية. لقد انتقل الرجل إلى الرفيق الأعلى منذ عدة أسابيع قبل أن يتحقق أمل حياته في بناء كنيسة لأبناء قريته من الأقباط، أسوة باخوتهم المسلمين الذين ينعمون بالتعبد في المسجد الذي بناه لهم هو أيضاً. لقد قرأت نص رسالة الدكتور شريف توفيق دوس، نجل المرحوم توفيق دوس، في صحيفة صوت الأمة، وهي رسالة تفيض باللوعة والألم والغضب، فما صادفه الابن المكلوم من تعنت وابتزاز من المسئولين عن صفحة الوفيات في صحيفة الأهرام، هو أمر لا يصدق. فقد أرسل الابن إلى الصحيفة نعياً لأبيه يبدأ بالبسملة المسيحية المأثورة "باسم الأب والابن والروح القدس، الاله الواحد، آمين" وأصر ذلك المسئول على حذف هذا المأثور المسيحي من النعي، وادعى أن ذلك تنفيذاً "للتعليمات". وعبثاً حاول د. شريف دوس أن يعرف ممن صدرت هذه التعليمات، دون جدوى. وعبثاً حاول أن يحاجج ذلك المسئول، إن ما يطلب حذفه هو بمثابة أن يطلب من أخيه المسلم حذف البسملة القرآنية (بسم الله الرحمن الرحيم). وهدد مندوب النشر بعدم نشر النعي المدفوع الثمن مقدماً، ما لم يوافق د. شريف دوس على إلغاء البسملة المسيحية من نعي شخص مسيحي، في صحيفة اسسها في الأصل مسيحيون. قرأت القصة وأدركت أن التعصب داء استشرى في دماء وعقول كثير من المصريين المعاصرين. إن الأستاذ إبراهيم نافع هو رئيس تحرير هذه الصحيفة. فأرجو أن يكون قد قرأ الرسالة الموجهة إليه لشكوى من د. شريف دوس. وأرجو أن يجري تحقيقاً في الأمر، وينشر نتائج هذا التحقيق. لقد كان إبراهيم نافع يرأس لجنة للتسامح والإخاء الديني في التسعينيات. وهو يرأس الآن لجنة أخرى لمناهضة العنصرية. فإذا كان يأمل أن يصدق الناس مساعيه الحميدة، فعليه أن يبدأ بمناهضة التعصب والعنصرية في عقر داره نفسها. وعلينا نحن كمصريين وعرب أن يكون لدينا من الشجاعة والنزاهة والإنصاف أن نصلح بيوتنا من الداخل، وبأيدينا، قبل أن تمتد يد عمرو الأمريكاني، أو عمرو الفرنساوي، أو عمرو الهندي. ولا حول ولا قوة إلا بالله |
![]() |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
خيارات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|