مشاركة: عم عدلي و المسأله القبطية
هكذا تحدث "عم عدلي"، وكانت هذه الكلمات هي آخر ما سمعته منه في آخر مرة التقيته فيها قبل نحو عام في زيورخ.. وحين بلغني نبأ وفاته لم أحزن، ليس فقط لأن الموت حق علينا جميعاً ولأنه الحقيقة الثانية المؤكدة في هذه الدنيا بعد حقيقة الميلاد، بل ولعل هذا هو الأهم لأنه عاش رجلاً مرفوع الرأس، ومات سيد الرجال وأنبلهم، وأكثر من عرفتهم اتساقاً مع النفس وإخلاصاً لقضيته، لقد ذاب "عم عدلي" في المسألة القبطية، حتى أصبحت أهم مشروعات حياته، لكن دعوني اعترف ببساطة أنني افتقد هذا الرجل بشدة، وهو الآن في "دار الحق"، في ملكوت ربه، ولا يملك لي ولا لغيري نفعاً ولا ضرّاً، من هنا فكل كلمة أكتبها هي لوجه الله والحقيقة، بحق رجل كبير، شرفت بالاقتراب من عالمه الواسع، ونهلت من حكمته، ورضعت من شهامته وحماسه، ولمست إنسانيته الفياضة، وكلي ثقة أن هناك كثيرين ممن رباهم "عم عدلي" سيحملون راية النضال من أجل وطن أجمل، ومستقبل أفضل، لا أشك في هذا مطلقاً، لكن كل ما يحزنني الآن ويكسر قلبي، أنني لن أرى "عم عدلي" مرة أخرى، فارقد بسلام أيها الرجل النبيل، وأبناؤك ماضون على الدرب حتى نلقاك جميعاً، وكما نقول في مصر "إللي خلف ما ماتش".. وما أكثر أبنائك الروحيين، فمثلك لا يموتون..
والله المستعان
نبيل شرف الدين
http://www.elaph.com/Web/opinion/2010/1/529195.html
__________________
واجب علي جميع المصريين المساهمه في بناء مصر لتكون دولة ديمقراطية . ليبراليه . منتجه . و
لنتعاون جميعا حتي تتغلب رسالة الحب و النور و الحياة علي ثقافة الكراهية و الظلم و الموت
|