الأقباط فى الأمثال الشعبية 1 & 2

[AleXawy]

الأقباط فى الأمثال الشعبية 1

جورج شكري

"بالعمارة والتمارة وجيزة النـصـاري"


ان نصوص الأمثال الشعبية – كما يقول عنها الدكتور(احمد ابراهيم شعلان) فى الجزء الرابع من كتابه الثمين والسمين " موسوعة الأمثال الشعبية المصرية والتعبيرات السائرة"

"هى عبارة عن شواهد ثقافية على القيم السائدة كالعادات والتقاليد والأعراف وتقوم بدور الموجه العام للسلوك وهى دستور للعلاقات بين الأنساق الثلاثة للمجتمع وهى الفرد والجماعات كوحدات والمجتمع ككل. وهذه النصوص تعبر عن نوعية الثقافة الشعبية المازجة بين كل الطوائف، وهى تعبر عن فلسفة المجتمع بشكل صريح وتلقائى وتحمل خبرات ثقافية اختزنها اللاشعور عن طريق المعاشرة والسمع وتطفو على السطح عند الحاجة. وبأختصار هى المدخل الحقيقى لدراسة الشخصية المصرية (و دراسة الشخصية القبطية بالطبع).


ولعله حقاً واحد من الأبواب الملكية التى لابد وان تجتازها كى ما يتسنى لك ان تحصل على قدر لا بأس به من الحقائق المعرفية المُوثقة بشهادات الأولين عن حال واحوال الأقباط فى العصور الغابرة فعن طريق الأمثال الشعبية تستطيع ان تستقصى قيم الأقباط الأجتماعية والثقافية والدينية وعن طريقها ايضاً تستطيع ان تستشف التوجه العام لسلوك المجتمع نحو الأقباط.. سبق وقلنا ان الأمثال تقوم بدور الموجه العام للسلوك ونضيف هنا انها غالباً ما تتخذ احكاماً مُسبقة تُسير حياة الكثيرين من العوام طبقاً لدلالة هذا المثل او ذاك والشىء الأدعى والأهم من ذاك وتلك هو ما تستشعره فى المثل الشعبى من صراحة مُجحفة وتلقائية ساذجة إلى الحد الذى يُعينك - وانت مطمئن البال والقلب والخاطر - على وضع تحليلاً اجتماعياً مُوغلاً فى العمق لأوضاع المجتمع القبطى.

ودراسة الأمثال – كما يقول احدهم – عند امة من الأمم او عند شعب بعينه ( الأقباط فى حالتنا هذه ) يهدف إلى توسيع دائرة البحث بتجاوز الكُتاب والشعراء والقصاصين والمُفكرين إلى الناس العاديين من فلاحين وصناع وحرفيين إذ انها اوسع واشمل لانها لا تخص طبقة معينة ولا فئة ولا اقلية بعينها ذلك ان الأمثال اقوال شائعة تدور على كل الألسنة ويلجأ إليها الجميع عند الضرورة.

وحتى لا تطول مقدمتنا وتطغى على مساحة المقال ويتحول المقال كله إلى مجرد مقدمة - وانا بطبعى لا احب المقدمات الطويلة ولا افضل الحديث على البيض طويلاً إلى حد نسيان اكله -
دعونا نبدأ
ولنبدء بدءاً حسناً
سنتحدث فى هذه المرة عن مثل شعبى او قل دعاء شعبى ابنودى شهير وستُحدثنا عنه امراه عجوز اسمها فاطمة قنديل (وهذا هو ما تحدثنا عنه من تجاوز الكُتاب والشعراء والقصاصين والمُفكرين إلى الناس العاديين من فلاحين وصناع وحرفيين)
وفاطمة قنديل لمن لا يعلم هى ام الكاتب والشاعر الكبير (عبد الرحمن الأبنودى)
اعيروا السمع إذن قليلاً لعبد الرحمن الأبنودى واسمعوه ذلك الحوار الشائق بينه وبين والدته حول ذلك المثل.