الكنيسة تهدد باللجوء للخارج لحماية الاقباط وتطالب مبارك بعزل كبار قيادات قنا

[para`o]

الكنيسة تهدد باللجوء للخارج لحماية الاقباط وتطالب مبارك بعزل كبار قيادات قنا


19/12/2007

بعد أحداث التوتر الطائفي في إسنا
القاهرة ـ القدس العربي ـ من حسام أبو طالب:
ناشدت الكنيسة الأرثوذكسية برئاسة البابا شنودة الرئيس مبارك التدخل لحماية الأقباط مما يتعرضون له من اضطهاد علي أيدي غلاة المسلمين.
وقد أكد د. نجيب جبرائيل مستشار البابا شنودة للشؤون القانونية أن عشرات القساوسة والرهبان طلبوا من قيادة الكنيسة توجيه مناشدات عاجلة لرئاسة الجمهورية من أجل الحيلولة دون وقوع المزيد من أحداث العنف ضد شعب الكنيسة وهدد باللجوء للخارج لطلب الحماية إذا ما تقاعس النظام مجددا عن حماية المسيحيين.
وجاءت تلك الاستغاثات علي خلفية الأحداث التي شهدتها مدينة إسنا بمحافظة قنا، والتي أدت لتخريب عدد من المحلات التجارية المملوكة للمسيحيين إثر قيام تاجر مسيحي بنزع نقاب مسلمة بعد أن اتهمها بسرقة جهاز هاتف نقال، وعلي إثر ذلك تجمع مئات المسلمين وقاموا بالهجوم علي عدد من المحلات التي يمتلكها أقباط حسب شهادة عدد من المسيحيين.
وقد دعت الكنيسة الأرثوذكسية بعد أن قام عدد من قياداتها بمتابعة الموقف أولا بأول الحكومة لإقالة محافظ قنا وهو قبطي ـ مجدي أيوب ـ ومدير الأمن وعدد من كبار القيادات التنفيذية بالمحافظة، وفي تصريحات خاصة بـ القدس العربي أكد الأنبا مرقص أسقف شبرا ومدير الإعلام بالكنيسة ان البابا شنودة يري ضرورة إقالة المسؤولين الذين قصروا في القيام بواجبهم وغضوا الطرف عن حماية الأقباط.
أضاف مرقص بأن مشاعر الغضب لن تهدأ في الشارع القبطي وذلك بعد أن اكتشف أتباعه أن هناك تهاونا من قبل الأجهزة المعنية في الدفاع عنهم ومنع المتشددين من الهجوم علي المنشآت القبطية، وفي سياق متصل هدد رموز من الاقباط باللجوء لجهات دولية لطلب العون في الضغط علي الحكومة المصرية كي تقوم بالتدخل من أجل صالح الاقباط وللدفاع عنهم.
وفي هذا السياق أشار نجيب جبرائيل إلي أن الكنيسة والبابا علي وجه التحديد يجد نفسه في موقف صعب وذلك بعد تزايد الضغوط التي يتعرض لها خاصة من قبل المعارضين لسياسته والذين يطالبونه بالكف عن دعم الحكومة ومبايعة الرئيس مبارك والحزب الوطني في كافة المناسبات.
وقال جبرائيل ان البابا بكي بشدة عندما أدرك للوهلة الأولي أن الذين يتهمونه ببيع الأقباط من اجل رضا النظام معذورون.
وفي ذات السياق ندد القمص مرقص عزيز خليل كاهن الكنيسة المعلقة بما جري في مدينة إسنا وأشار في تصريحات خاصة بـ القدس العربي أن تلك الأحداث وإن كانت غير جديدة إلا أنها تكشف بوضوح أن الحكومة غير عابئة بما يجري للأقباط ولا يهمها حتي لو تحولت الفتنة لرياح عاتية تحصد الأخضر واليابس بالنسبة للمصريين جميعا.
وحذر مرقص من كارثة حقيقية ستواجهها البلاد إذا ما استمرت الأوضاع علي ما هي عليه واكتشف النظام أنه غير قادر علي السيطرة علي مجريات الأمور.
ودعا لضرورة تكوين لجنة من الحكماء بعيدا عن سيطرة أي جهة لمناقشة الأسباب التي أدت لمزيد من الاحتقان في صفوف الجانبين.
وأشار مرقص الي أهمية إبعاد القوي التي تريد أن تحسم الخلاف بالقوة مشددا علي أن للأقباط مطالب تاريخية ينبغي النظر إليها بعين الاعتبار.