تم صيانة المنتدي*** لا تغير فى سياسه من سياسات المنتدى اكتب ما تريد لان هذا حقك فى الكتابه عبر عن نفسك هذه ارائك الشخصيه ونحن هنا لاظهارها
جارى تحميل صندوق البحث لمنتدى الاقباط

العودة   منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة > المنتدى العربى > المنتدى العام
التّسجيل الأسئلة الشائعة التقويم جعل جميع المنتديات مقروءة

المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 23-05-2012
الصورة الرمزية لـ الحمامة الحسنة
الحمامة الحسنة الحمامة الحسنة غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2007
الإقامة: فى جنب يسوع المجروح
المشاركات: 6,398
الحمامة الحسنة is on a distinguished road
في محراب الحب ناجيتك ربيّ

في محراب الحب ناجيتك ربيّ








بقلم| إبراهيم عرفات


يارب، يأتي التعب فلا أشعر بحضورك ولا سلام أو طمأنينة في داخلي. الناس تلبس الأقنعة ولا تفهم وتوبخني وتتهمني بقلة الإيمان. وسط المحنة لا أشعر سوى بالجفاف الروحي. أين حرارة الروح؟! أعلم يا رب أن مشاعري عابرة ومتقلبة وكثيرًا ما خدعتني وتظل تخدعني للآن. أطلب إليك يا رب أن تزيدني إحساسًا بك، بكل ما فعلته معي لأن تعبان جدًا ولا يصح أن أتظاهر بأني أقوى مما أنا عليه في حقيقة الأمر وأنا أعرف أنك لا تريد مني ذلك لأنك تقبلني بجميع أحوالي، وأنا في القمة عال العال وأيضا وأنا "زفت وحالتي طين". أعلم أنه يكفي أن أكون جالسًا معك حتى لو لم أقل لك أي شيء يا رب.

أمامك وقفت وفي حضرتك أنا قائم الآن يا إلهي وشرعت أخاطبك لأن محبتك قد فاضت فيّ بالروح القدس المُعطى لي. من فيض محبتك علمت يا أبي السماوي كيف أنك قد فِضت بالكامل في المسيح، فيه حللت حلولاً كاملاً، وتلك عقيدة التجسد، فيض المحبة. أقرأ كلامك وأتدبره وأتلذذ به وكم هو حلو لحلقي فأتشرب به ويروي عطشي.

الضجيج يحيط بنا من كل جانب يا رب ونسمع مائة صوت وألف صوتٍ حولنا ونحن أنفسنا نخلق الأصوات لنلهي أنفسنا بها ولأننا نخشى الوحدة فنختلق حياة اجتماعية وهمية تزيد من شعورنا أكثر فأكثر بالعطش؛ ذلك أنك أنت وحدك مَنْ تروي العطش. خذني يا رب إلى الصحراء حيث الصمت. خذني إلى الرهبان والأباء النساك حيث صموا أذانهم عن كل ضجيج العالم وقالوا لك: تكلم يا رب لأن عبدك سامع. اجعلنا نطمئن إليك يا رب في خلوتنا معك ولا نخشى الصمت ولكن لتسكن كل حواسنا قدامك الآن يا رب ولنستمع إليك في خشوع لأن الإنجيل المقدس يُتلى على مسامعنا، لأنك سوف تهمس لقلوبنا ويا ويلنا لو هرب منا المعنى وفاتنا سماع صوتك. في الصمت، قلبي يتحرقً شوقًا إلى أحكامك يا إلهي، يتحرّق شوقًا لسماع صوتك الحلو فأقول مع الترنيمة: صوته الحلو أتاني وبحنان حبه فداني. من ترى حبه عجيب إلا شخص ذا الحبيب. ينبغي أنك تزيد فأمرن ماذا تريد. أريدك يا حبيب أن تحمل عني أحمالي وأنا في المقابل آخذ عنك نيرك لأن نيرك خفيف وفيه راحتي وسلامتي، وعندها أهتف من أعماقي لنفسي ولكل العالم: أنا لحبيبي وحبيبي ليّ.

تكثر الأوجاع وتقف في طريقنا العراقيل ويخبو القلب وتفتر همة نفسي، ولكني سوف أتجاوز مشاعري وأصرخ إليك وأطلبك أنت لذاتك لا لما قد أحصل عليه من وراء تعبدي لك فلا تحرمني من سماع صوتك لأني أريد أن أستشعر بوجودك الحقيقي في حياتي. يقولون لي إنك معي ولكني أريد أن أشعر وألمس أنك فعلاً معي فلا تخذلني ولا ترفضني ولا تتركني يا سيدي ولكني ارحمني. وسط حالتي هذه وحيث السواد يخيم على نفسي أطلب إليك أن توقظ نفسي وتُحييها وتنعشها. أحييني بروحك من فضلك وتكلم إلى قلبي بهذا الروح الناريّ الذي يُشعل القلب حبًا لك. برغم أني في هذه الحالة من الإحباط فلا تحرمني أن أكون مثمرًا لمجدك فأفرح بك وأشترك في تمجيدك.

كلمتك يا رب نور لسبيلي، ومن كلمتك يأتي النور وبه أضع كل شيء في مكانه الصحيح ولا أعطيه أكبر أو أقل من حجمه. وضعتني في هذا الوجود فهبني أن أكون إنسان كما أنت سبقتني واخترت أن تكون إنسانًا وتشترك معنا في إنسانيتنا بالتجسد ولخيرنا نحن. ولأنك تلاحمت معي في إنسانيتي فهبني أن أعيش إنسانيتي وأن أُقاسم إنسانية جميع إخواني البشر فلا أضيع لحظة أحيا فيها إلا وأمارس فيها إنسانيتي مع الجميع على اختلاف أديانهم وطوائفهم وكل هذا لمجد الله الآب بالمسيح يسوع.

أنظرُ إليك يا يسوع ناظرًا إلي، تتطلع أنت إليّ، عينك عليّ، وأصغي لكل كلمة تقولها لي فأنت لا تشهد عن الحق ولا تبلغني ما جاءك به الحق تعالى بل أنت هو الحق ذاته. أنت لست مجرد سبيل إلى الحياة أو الفضيلة بل أنت هو الحياة ذاتها وأنت لست شعاعًا من نور يهدي به الله من يشاء بل يا سيدي يسوع المسيح أنت هو النور ذاته. عندما أخاطبك يا يسوعي الحبيب فأنا أعلمُ علم اليقين أني أخاطب الحق ذاته جل شأنه. من يقتبلك فإنما هو يقتبل الحياة في كيانه وتسري في بدنه حياتك أنت فيحيا. ومن يرفضك فهو ميت وإن كان يمشي على قدمين وضغط دمه سليم. أريد لك أن تزيد في داخلي يا يسوعي الحبيب، أن تكبر وتنمو داخلي أكثر فأكثر فيتصور المسيح بداخلي وبه أتصور كل الخليقة بداخلي أيضًا وأقف أمامك أصلي لأجل خلاصها وفدائها من عقاب الجحيم. فِض فيَّ الآن يا يسوع المسيح واملأني بالتمام. لا شيء فيّ سوى المسيح. لا أنا بل المسيح.

ما أجمل الصلاة المسيحية يا إلهي لأني فيها أناجيك بعفوية وبدون تكلف وأحكي لك عما بداخلي كطفل صغير يحكي لأمه عن كل شيء حصل معه على مدار اليوم وهي تسمع له بلهفة وفرح ودون ملل. أريد أن آتيك بقلب طفل وأنا واثق أنك تهتم بكل كلمة أقولها ولم يحدث أبدًا أنك تأخذ موقف اللا مبالة حيال همومي أو تستخف أبدًا بما أقول لأني أنا منك يا رب وبك وإليك. ما يشغلني يهمك جدًا فأرفع إليك كل ما يشغلني والحب لك يغمرني لأني واثق من رضاك عليّ وبثقة البنين هذه أتقدم منك وأعانق مذبحك. أتقدم إليك فتتحدث إلي في عمق أعماق نفسي وتُنعم عليّ بالشركة معك. لا يهم أن أفهم فورًا كل شيء تقوله لي ولكنك تريدني أن أتمتع بالشركة معك وأن يمتليء قلبي وعقلي بأفكارك أنت. وفيما بعد يا رب أقدر أن أترجم وأفسر الأمور التي لم أفهمها فيما مضى، ربما لن أفهم الآن ولكني سأفهم فيما بعد، في توقيتك أنت، والمهم الأن هو أنت والتمتع بشركة المحبة معك. بقلب طفل أسجد لك الآن يا رب، واثقًا من وعدك أنك قد أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال، وكل شيء في وقته سوف يُستعلن. قلبي يتشقق وقد أضناه الظمأ. اروني بك يا رب، ومن هو عطشان فليشرب حليب فكرك ويكون له فكر المسيح. أنت هو النور وبهذا النور تشتد نفسي وتقوى روحي وتصفو أفكاري ويزول ما بي من غم وكدر وتقدم لي الحلول لما يعترض طريقي من مشاكل. أريد أن أكون أداة طيعة بين يديك يا رب كي ما تستخدمها حيث تشاء ومتى شئت وأقول لك بصدق: تمام يا فندم! أنا جاهز! ولكن من أين أنا جاهز وأنا لا زلت أتشبث بأرائي وخططي وميولي؟ أريد أن أتجرد من نفسي ويكون لسان حالي هو لسان حال العضو لأني عضو فيك أنت يا رب، فإن عشت فبجسدك أنت أعيش يا رب وأنت سبب معاشي وغاية وجودي وهدف حياتي. أدعوك طالبًا المعونة. أدعوك في عطف الوداد ورقة الوجدان وشغف الحب لأني أوقن أن قلبك يتحرك لهذه ولا تقابلها أبدًا بالجفاء فالحب لك لا يكون حب بالإسم وإنما ليخرج لك بأرق المشاعر وأصفاها لأنك تستحق كل هذا. أتيك وأخبرك بما كان عليه يومي وأحكي لك بالتفصيل الممل ما دار في حياتي لأنك أبي وأمي وتريد أن تسمع مني كل شيء كما عشته وكما حدث وكيف تأثرت أنا به. أحدثك عندها بما أتمناه وأشتاق أن أحصل عليه وأرجوه. أحدثك بمشروعاتي وبمكنونات نفسي وخططي وبما قد يعتبره أصحابي أمور ساذجة و"هايفة" ولكنها مهمة جدًا على قلبك ولا تستخف بها أبدًا وأنا واثق لأنك أبي فسوف تمد يدك بالعناية والرعاية والاهتمام في كل هذه جميعًا. أيضا أحدثك بمن أعرفهم وتعتصرهم المعاناة من كل شكل ولون، معاناة عقلية، معاناة عاطفية، معاناة وحدة، معاناة فقر، معاناة اضطهاد، معاناة حرمان، معاناة في كرامتهم الضائعة، واثقًا من أنك أب لهؤلاء جميعًا وتنظر لهم نظرة عطف واهتمام شخصي ودوري أن أرفعهم إليك في الصلاة لأنك أنت هو المفتاح لكل مشكلة تعترضنا ولا تتركنا نضطرب في حيرة بل نؤمن أنك سوف تعطينا الجواب حالاً وتتدخل بروحك أو بما تدبر له أن يحصل. أطمع في أن أرى كل البشرية لك، ملكك، تحتويها وتريها مجدك فيكون حضورك في قلب كل البشر. وكما دعوتني بالإسم واخترتني لك فإني أطمح في أن يأتي إليك كثيرون وكل فرد منهم يتيقن أنه لك وأنه محل اهتمامك الشخصي.

أريد أن أكون مرنًا بين يديك كالعجينة تشكلها كيفما تريد لها أن تكون وبالهيئة التي تروق لك أنت يا إلهي، طيّعًا، سهل الانقياد بين يديك الحانيتين، أتخلى عن خططي وتجهيزاتي وأجلس عند قدميك وبالأحرى أكون قريبًا من قلبك أنت حتى أفهم مرادك وبالإشارة. ليتك تجعلني متيقظًا لكل حركات عمل النعمة في قلبي فأفهم بالإشارة إشارات الروح القدس لتلك النفخة من روحك، من فيض فكرك أنت. لا أريد لحديثي معك أن يقف عند حد ما أو بانتهاء أوقات الصلاة بل أريد لحديثنا أن يستمر وأن أبقى دائما في محضرك. بالحب أرفع عيني إلى العلاء فأبصرك فأصمت وتأخذني نشوة حضورك. فليتك يا إلهي تجعل من حياتي كلها سلسلة أحاديث موصولة ببعضها البعض ولا يقطعها شيء إذ لا متعة كمتعة الحوار معك يا إلهي يا من تقيم في صميم وجودي ترقب كل خلجات نفسي وحركات قلبي وحيثما مالت أشواقي ورغائبي. سأتكلم معك ببساطة وبدون تكلف ودون أن ألتفت إلى طريقة التعبير في الكلام معك فأنت لا يهمك الكلام المنمّق أو سحر البيان لأن ما يهمك في صلاتي هو أنا وما في قلبي ويوشك أن يخرج بالتعبير من فمي إليك لا العبارات وهل هي روحانية أم ركيكة أم كتابية إذ لا تقيس مثلما يقيس البشر.

أنت هو الكلمة يا إلهي، كلمة لا تصمت، ومن أراد الاستماع لصوتك فعليه أن يُصغ بانتباه إلى صوتك في أقل الأشياء وضاعة وأكثرها تفاهة وأعلاها منزلة كذلك ولا يضيع فرصة حضورك في الأشياء الحاضرة حولنا إذ أنك ناطق ونطقك لا يحدّه شيء من حولي. في ظروف الحياة الاعتيادية اليومية أنت تنطق وتتكلم إلي فأطلب إليك بالنيابة عن إخواني البشر الذين يمرون بكل هذه الظروف ولا يرون إلا ظروف طبيعية مادية وينقصهم الإيمان وأنا أعلم أن الإيمان هو عطية وهبة منك ولا أقدر أن أهبه لأحد بالوعظ والإرشاد. آه لو عشنا لك يا رب أكثر مما نعيش لأنفسنا فأقل نخسة صغيرة من نخسات الإيمان في قلوبنا سوف نستشعرها عندئذ، تلك الهمهمات، ونّة القلب، عن بعد ونعيش متعة التواصلات بيننا وبينك وتأنس قلوبنا بك ويغمرها الدفء والحرارة. لذلك، ساعدني كي ما أعيش لك أكثر مما أعيش لنفسي حتى أحيا في علاقة حميمة معك.

الضباب يكتنفني يا رب وتفكيري ضبابيّ لذلك أدعوك حتى ما ترسل أنت الصفاء لذهني، والنيران لقلبي لأنك ربي نيران آكلة فتلتهب طاقاتي بقوة هي أنت، كن لي نعم الخلِّ والصديق. تريد أن تشاركني بأفضل ما عندك لتستقيم به حياتي وتريد أن تكون مخلصي الذي يطهرني من أدران أنانية نفسي وتريد أن تكون إلهي الذي يستولي على كل كياني وأنا لا أزال هنا بعد على الأرض إلى أن تأخذني لسماء مجدك في نور الأزل. لذا أدعوك إلهي وأحبك وأشعر بحبك لي هذا الحب الجارف الفائق للوصف برغم ما لي من حدود وضعف ونقائص وعيوب وصلاتي هي أن أصبح كما تريد لي أن أكون، جمرةً حيّة مضطرمة في نيران المحبة الإلهية. وعندها وقبل أن أفكر في نفسي سوف أفكر فيك أنت أولاً وكذلك الآخرين. لن أبديّ نفسي على الآخرين أو عليك بل مصلحتك أنت يا رب فوق مصلحتي، وبهذا أحيا في شركة حية معك وفي شركة كونية مع الآخرين كذلك، أعيش في توّحد معك ومع الآخرين كذلك.

قبل أن أحدث الآخرين عنك يا رب أريد أن أتحدث إليك أولاً. أتحدث إليك بتلقائية وبدون تكلف حديثًا عاديًا في أريحية تعلوه الابتسامة ودائمًا بابتسامة، إذ كيف أتحدث للآخرين عنك دون أن تتحدث أنت إليهم من خلالي؟ ماذا أقول عندها؟ أهرف بما لا أعرف؟ تكثر الأفكار ويكثر الكلام عنك يارب ولكني أريد لك أن تقول أنت كلمة فتقولها في قلبي فأتحدث بها للآخرين عنك فيعرفونك وربما يلتصقون بك. قل كلمة، يا رب.

كم أحبك يا يسوع فأنت أنشودتي وبك يخفق قلبي نشيد حبي. تعالى إليّ يا يسوع حتى ما أُري النفوس خطة محبتك لهم، مخطط خلاصك الإلهي. هم لا يعرفونك كما أعرفك أنا بصورة شخصية. أريد أن أحبك كما تريد لي أن أحبك، أنا أبادلك الحب بالحب يا من بادئتني بالحب.
يسوع يا حبيّ، أحبك.
يسوع يا نيران يشتعل بها قلبي، أحبك.
يسوع يا قوتي، أحبك.
يسوع يا نوري، أحبك.
يسوع يا كفايتي، أحبك.
يسوع يا قرباني أمام الآب، أحبك.
يسوع أيتها الذبيحة المقدسة، أحبك.
يسوع يا صلاتي، أحبك.
يسوع يا كُليّ، أحبك.
يسوع يا كلّ كياني، أحبك.

بحبل الرجاء والإيمان والمحبة، أعتصم. بكل كياني أجوع لك يا إلهي. حضورك حقيقي وأستشعره في كل خلية من خلايايّ. وأنت هو جوهر كياني.

حرِّر روحي يا رب وأطلقها من أي شياطين ساكتة خرساء تقيم في نفسي وأنا في كل هذا لا أشعر كأن تكون هذه شياطين الكبرياء أو شياطين الرغبة في التحكم أو السيطرة. حرّر نفسي يا إلهي أرجوك من شياطين العدوان الداخلي تجاه الآخرين؛ تلك الشياطين التي تتسرب خفية إلى النفس. حرّرها من شياطين الإثارة الجنسية، إثارة النفس بطرق مباشرة وغير مباشرة. طّهر نفسي بدم المسيح والذي بموته قد جرّد الشيطان وجميع أبالسته من جميع أسلحتهم فبطل كل مفعول لها وصارت الغلبة للحمل، ابن الله الحيّ، قاهر إبليس على الصليب. أريد يا رب لأفكارك أن تنطبع على عقلي وكل كياني وأن تتشرب بها روحي فلا يكون في كياني إلا يسوع المسيح؛ يستريح هو بروحه في نفسي وأيضا تستريح نفسي فيه ولا تهوى إلاّه هو فاديّ الحبيب. في راحتك يا سيدي المسيح يبطل كل غضب وكل اندفاع وكل أرق وكل رغبة في التحكم والسيطرة وكل فكر نجس وكل تفكير قبيح. أحفظ أنا كلمتك وكلمتك تحفظني، تقدسني، تقويني. لا تجعل يومًا من حياتي يمر عليّ من دون أن أرتكن على كلمتك وهي تغرس بذار الحق في نفسي وبذا تكشف لي نفسي على حقيقتها يا فاحص القلوب ومختبر الكُلى. بك أستضيء يا إلهي وأستنير وأنال السعادة الحقيقية لأنها لا تكون إلا بك أنت يا إلهي. كلمتك يا رب هي غرس الأبدية وبها تتغير حياتي بكل وضاعتها البشرية فأصبح مشابهًا لك، مقيمًا في مجدك. إلهي، أبي أنت وأحمدك لذلك وأسبحك لأجل مجدك العظيم.

يستريح إلهي بروحه في نفسي وأيضا تستريح نفسي فيه. نريد لربنا أن روحه يستريح فينا وهذا يتطلب إزاحة الكركبة، الحاجات اللي متننتورة هنا وهناك وبتشتتنا وتبعدنا عن الرب عشان نكون بالكامل للرب. إزاي هو هايستريح في مكان مش بيته؟ وقلبنا هو بيته اللي مفروض ييجي يستريح فيه: خِدر القلب (بكسر الخاء). واحنا لازم نستريح فيه وما يريحش قلبنا حاجة في الدنيا قد الرب ولا يشبعنا ولا يبسطنا ولا يهنينا غير الرب وحياة الرب وأمور الرب.

يا أبي أحبك لأنك أنت الذي بدأت وأحببتني فهبنيّ بذلك الحب أن أحب كل الناس، بواسطتك أنت، وبقلبك أنت، وبهذا يكون حبي لهم بسعة قلبك أنت، دون حد، دون شرط. في حبي لهم، أريد لهم أن ينجذبوا إليك لا إليّ ويرونك أنت لا أنا؛ وبهذا يعرفونك حق المعرفة ويصبحون أبناء وبنات لك فيتحدثوا إليك حديث القلب إلى القلب ويطلبوا وجهك الكريم، لا لأجل هبات وحسنات ينالونها من وراء التحدث إليك بل يتنعمون فقط بالأنس بك. لا نشتهي سواك يا رب، وأي شيء ما عداك فهو زهيد وعابر وزائل. لذلك، يا رب، اجعل في قلوبنا دائمًا هذا التوق الدائم إلى الآب والرغبة في الآب ولذات الآب، وأنعم علينا بالصحة في كل كياننا، من صحة جسمانية وأخلاقية وفكرية ورسولية. فيك أريد أن أكون مطمئن وفرحان وواثق ولا يهزني شيء. محبة شديدة أريد أن أحبك يا سيدي يسوع المسيح فاجعل محبتي قوية بكامل الكيان وبكامل أفكاري وبكل ما في داخلي وأنا متحد بك وبأمي مريم وسائر القديسين والملائكة فأحيا هذه الشركة ويكون لي على الأرض قسط ولو قليل من نصيبي في السماء. . . فأنعم عليّ بأكبر نصيب من هذه الشركة وأنا بعدُ هنا يا إلهي.

أحبب المحبة. استنشق المحبة، ولتنتشّ بعبير عطرها الفواح. دعه يجدد شبابك ثم عانق إلهك أو بالأحرى دعه هو يعانقك فيلتهب قلبك بالحب له. أسألك يا روح قدس الله أن تضمني بالعناق إليك، وهبني الصلاة العميقة والتي فيها باطني يعانقك. لك الآن أقدم كياني بالكامل كي ما تستولي عليه بالكامل يا روح الله.

أعرف أنك قريب مني يا رب. أنت داخلي بروحك ومع ذلك لا أحس بحضورك. ماذا أفعل؟ أريد أن أحس بحضورك وأن أستشعره من حين لآخر (من حين لآخر، يا أخي القاريء، اطلب هذه النعمة من ربنا ولن يبخل بها عليك مقابل تواضعك ومثابرتك في الصلاة). أعرف يا رب أنك لا يمكن أن تغيب عن عيني فلتكن عيني هي كذلك عليك. نظرتك لنا يا رب كلها رقة وحنان وكرم واهتمام شخصي وإحساس لا يقف عند حد؛ فاجعلني أبادل نظرتك هذه بإيمان واشتياق إليك وكليّ رجاء. بالإيمان ألقاك، بالرجاء أتوق إليك، وبالمحبة أقدم نفسي لك، لحظة بلحظة. في كل لحظة أريدك دائما على بالي يا رب، فليتك تتكرم بنعمة من عندك تهبها لي حتى ما أتذكرك ولا تغيب أبدًا عن بالي ولو لحظة.

أعرف جيدًا يا رب أنك محبة بل أنت محبة أكثر مما يمكن لعقلي الصغير أن يستوعب ومحبتك تفوق كل ما يخطر على عقلي. أهيم بك وأثق بك وأشكرك على المفاجآت التي تجهزها لي فكم هي جميلة جمال لا يخطر على بالي بل كل ما يتصل بك يارب لا يمكن لعقلي الصغير أن يتصوره حقًا فاجعل الغلبة في حياتي تكون دائما للمحبة وبهذه الغلبة نتجاوز كل محدودياتنا ونعيش في حيزك أنت، حيز المحبة اللا محدودة.

أعرف جيدًا يا رب أنك أنت الذي تتكلم في داخلي الآن. أنت يا من كلمتك هي روح وحياة لي. أريد لقلبي أن يسمع لك بتركيز وتدقيق حتى أتقبّل كلامك وأتمثله في داخلي. عندما تتكلم يا رب تأتيني الأفكار التي تنير عقلي ويتم هذا تحت تأثيرك فاجعلني أمينًا لروحك وأنا أنتظرك وأترقّب على أحر من الجمر وصول الندى الإلهي، ذاك القَطر الإلهي الذي يزيل الجفاف عني فتصبح حياتي خصبة.

كُن حريصًا، يا أخي ويا أختي، على أن تقضي وقتًا تكشف نفسك فيه للإشعاعات الإلهية القادمة من روح الله القدوس. يا روح القدس، أيها الشعاع الإلهي، اخترق نفسي وانتشر فيها وتوغّل في كل كيانيّ واشف باطني وهبه السلامة واجعل كياني يلتئم كله ببعضه بعضًا بالشفاء فيصبح كيانا واحدًا سليمًا مُعافًا بك.

من الداخل، يدير الله العالم، ولكن هل نحن حقًا واعون لدورنا؟ هل نصغي ونستجيب له؟ هل نلتزم بجدية بمسئوليتنا نحو مسحنة البشرية، نحو بث المسيح في كل زوايا المعمورة، في كل شبر من أشبار الكون؟ هل يفوح الكون برائحة المسيح بسببنا؟ هل نسعى نحو بث البشارة لكل الإنسانية؟ أم أننا نمر بالآخرين مرور الكرام ولا فرق بيننا وبين بقية الناس؟ البشارة أتتنا ومعها تأتي المسئولية وتقع على عاتقنا، وأمام هذه المسئولية نحن مُطالَبون بالوفاء بالالتزام للمسيح والفعلة قليلون. فلننزل إلى كرمه وهو هناك بالانتظار ويريد منا أن نمثله في كرمه خير تمثيل؛ تلك هي أمانة البشارة.

اغتنم كل فرصة ممكنة لتقترب من الله وتتحد به. اغطس فيه بثقة تامة قبل أن يداهمك الفتور وربما الجفاف الروحي المريع. لا تنتظر حتى يأتي عليك كل هذا بل كن نشيطًا. الله يريد لحياته أن تنبض بل أن تنتفض في داخلك ويريدك أن تحس بكل هذا الحب الجبّار وأن يشتعل هذا الحب في قلبك وأن يسطع نوره في عقلك بقوة وهّاجة. ولكن وقبل أن يحدث شيء من هذا لابد من امحّاء ذاتك أولاً بأكبر قدر ممكن.

يا رب، يا أرحم الراحمين، أنت هو جوهر نفسي وباطن كياني وليس في داخلي إلا أنت. لا شريك لك. الملك لك وحدك. أنا لك وحدك. ولكن يا رب كيف أقول أنه لا شريك لك في حين هناك أمور تصرفني عنك لـ لحظة، للحظات، لساعات، لأيام... كم أنا كاذب! أرجوك يا إلهي أن تطهر قلبي من أدران ذاتي واعتدادي النرجسي بنفسي فيكون الله عندها بحق هو الواحد الذي لا شريك له في حياتي. في الوقت ذاته، أتوسل إليك أن لا تحرمني من الشركة معك، شراكة الحب، شراكة بالروح، تفيض من روح قدسك في باطني فأرنو إليك، أتحد بك، ألهج بك، تكون دائمًا لي على لساني وفي قلبي. أنا لك وفي شركة معك وفي شركة مع القديسين كذلك. أنا لحبيبي وحبيبي لي.


__________________

(من يُقبل اليَّ لا أُخرجه خارجاً )( يو6: 37)
(حينئذ يسلمونكم إلى ضيق و يقتلوكم و تكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل إسمي)
( مت 24:10 )
مسيحيو الشرق لأجل المسيح

http://mechristian.wordpress.com/
http://ibrahim-al-copti.blogspot.com/
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح

الإنتقال السريع

مواضيع مشابهة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
شهادة الحب من المسيحيين للمسلمين- الفقرة الأولى الحمامة الحسنة المنتدى العام 0 09-03-2012 07:49 PM


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 03:39 PM.


Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط