تم صيانة المنتدي*** لا تغير فى سياسه من سياسات المنتدى اكتب ما تريد لان هذا حقك فى الكتابه عبر عن نفسك هذه ارائك الشخصيه ونحن هنا لاظهارها
جارى تحميل صندوق البحث لمنتدى الاقباط

العودة   منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة > المنتدى العربى > المنتدى العام
التّسجيل الأسئلة الشائعة التقويم جعل جميع المنتديات مقروءة

المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 02-05-2005
الصورة الرمزية لـ just_jo
just_jo just_jo غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2003
الإقامة: الهرم الاكبر
المشاركات: 2,043
just_jo is on a distinguished road
المكان الذي شهد غواية المسيح وتجربته

*جدلية الروح والجسد في دير جبل التجربة


أسامة العيسة من القدس: في قمة أعلى جبل يطل على مدينة أريحا، واحة بيداء البحر الميت، عاش السيد المسيح، وفقا للمأثور الديني أربعين يوما، صام خلالها متحديا غواية الشيطان وإغراءاته، وانتصر على متطلبات الجسد، في المكان الذي يحمل الان اسم جبل التجربة.
وبعد نحو ألفي عام على تلك التجربة، يقتفي الاف المؤمنين والسائحين أثار تلك القصة الدينية، التي ارتبطت فيها الغواية بالتجربة، والروح بالجسد، في مثل يحمل دلالات ميثولوجية لا تخفى، ويصلون إلى جبل قرنطل، الذي شهد الغواية والتجربة.


الأربعون
يرتفع جبل قرنطل نحو 350 مترا، ويقع إلى الغرب من مدينة أريحا وعلى منحدراته توجد كنيسة مقامة على الكهوف التي كانت عامرة بالنساك والرهبان، وتعود إلى فترة الازدهار الكنسي التي شهدتها فلسطين بعد تبني الإمبراطورية الرومانية للمسيحية، وجزء من هذه الكنيسة هو عبارة عن امتداد كهوف في الجبل، بينما باقي أجزاءها يبدو معلقا وآيلا للسقوط في كل لحظة، ولكنه لا يسقط "لان المسيح يحميه" كما يقول الراهب اليوناني الذي يشرف على الكنيسة.
وكلمة قرنطل هي مشتقة أو محرفة من الكلمة اللاتينية (قوارانتانا) والتي تعني (أربعون) إشارة إلى المدة التي قضاها السيد المسيح علي الجبل، صائما ومتعبدا، ويطلق على الجبل أيضا اسم (جبل الأربعين).
والصليبيون هم الذين أطلقوا هذا الاسم على الجبل عام 1112، وتعتبر الكنيسة أو الدير، التي تدار الان من قبل بطريركية الروم الأرثوذكس، جزءا من مدينة أريحا البيزنطية التي تحوي العديد من الأديرة والكنائس هنا، من أهمها هذا الدير على جبل قرنطل أو جبل التجربة.
وحسب المأثور الديني فانه بعد أن عمد يوحنا المعمدان، المسيح في نهر الأردن القريب، اعتكف المسيح في هذا الجبل، ولحقه الشيطان ودار بينهما أحداث فصلها انجيل لوقا.
وفي هذا المكان قال المسيح لإبليس "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان".
وفي العهد الروماني انشأ الرومان حصنا على الجبل، جدده الصليبيون، أما الكنيسة الحالية فيعتقد أنها تعود إلى عام 1874، بعد أن استولى الرهبان اليونان الأرثوذكس على المغاور والكهوف ورمموها وأضافوا إليها هذه الكنيسة الفريدة.
وليست فقط الكنيسة، هي، التي تميز الجبل، فهناك على المنحدرات الشرقية للجبل يوجد نحو 40 كهفا آوت الرهبان في سنوات الاضطهاد التي تعرض لها المسيحيون الأوائل، والتي يعتقد أنها الني عاش فيها المسيح خلال تجربته مع الشيطان، وكذلك بقايا البرج الروماني، على راس الجبل، ولكن لا احد من الزائرين يستطيع الوصول إليه، بسبب سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي عليها، التي توجد لها مواقع عسكرية وأبراج مراقبة.


عين ودير
ومن الصعب وصف انحدار الممر الذي يؤدي إلى الدير، ولكن يمكن تسلقه، بجهد وصعوبة، للوصول إليه، حيث يصل المرء متعبا لاهثا، وعندما ينظر من هناك ويرى أريحا ووادي الأردن والبحر الميت وأجزاء من المملكة الأردنية منبسطة أمامه، يشعر بان ما رآه يستحق العناء.
ومنذ سنوات، أنشا مستثمرون، بعد تأسيس السلطة الفلسطينية مشروع للعربات المعلقة (التلفريك) ينقل الراغبين من موقع عين تل السلطان في أريحا إلى الجبل.
وتقع هذه العين الذي يربط المختصون بينها وبين أعمار دير قرنطل، في ما يعرف بتل السلطان حيث بنيت مدينة أريحا القديمة، التي تعتبر أقدم مدينة في العالم.
وأظهرت الاكتشافات الأثرية التي نفذها عالم الآثار البريطاني ك. كينيون وجود مستوطنات تعود إلى 9000 سنة قبل الميلاد، وتحدد هذه الفترة، فترة الانتقال من البداوة إلى الاستقرار الزراعي، ويعتقد بوجود بقايا لـ 23 حضارة قديمة في هذا الموقع، ويمكن رؤية العديد من الهياكل القديمة ومن بينها أقدم نظام درج في العالم، وأقدم حائط وأقدم برج دائري للدفاع في العالم حيث يعود إلى 7000 سنة قبل الميلاد وهو موجود في وسط الموقع.
وربما بسبب هذه الاكتشافات، اعتبرت أريحا المدينة الأقدم في العالم، وجعلت اثاريون يشيرون إلى ان ما اكتشف في تل السلطان سبق بناء الأهرامات في مصر بنحو 4000 سنة.
ومن سفح هذا التل تنطلق العربات المعلقة الى الدير، ويفضل غالبية المواطنين وزوار الموقع استعمال هذه العربات، رغم ما ينتاب معظمهم من خوف عندما تتحرك هذه العربات وتتوقف معلقة في الهواء لفترات، ولكن الطريف بان الزوار الأجانب، وكثير منهم، من كبار السن، يفضلون سلوك الطريق الجبلي شديد الانحدار للوصول إلى الدير، مختبرين قوة إيمانهم، على الأرجح.


راهب ملول
يشرف على الدير ويعيش فيه راهب يوناني، مثلما هي الحال في مختلف الكنائس والأديرة المنتشرة في برية القدس وبيداء البحر الميت وأماكن أخرى في فلسطين، التي يتوزع عليها رهبان يونان يسيطرون على بطريركية الروم الأرثوذكس التي يشكل العرب غالبية رعاياها، ويطالبون بتعريب الرئاسة الروحية لبطريركيتهم.
ويبدو الراهب الذي تجاوز الستين من عمره، ملولا، من استقبال الزائرين، خصوصا وان كثيرا منهم، وبعد ان سهل (التلفريك) الوصول إلى الدير، تلاميذ وصغار وفضوليين، لا يعبأون، كما قال لمراسلنا بقيمة الدير الدينية أو لا يعرفونها.
وعندما تدخل أفواج منهم إلى الدير، خصوصا من التلاميذ، يصاب الراهب بقلق، ويبدأ في إغلاق بعض الغرف وقاعات الصلاة كي يقلل من أية خسائر محتملة يسبب وجود هذه الحشود في الدير، ويمنع أي منهم الوصول إلى شرفة الدير الخشبية التي تمكن الواقف عليها الإطلال على باقي منحدرات الجبل ومنها الحصن الروماني في أعلى الجبل والذي بني ليحمي وادي الأردن.
ويتحدث الراهب العربية المكسرة، وفي كل المرات التي زرت فيها الدير كنت أراه دائما غاضبا، ويبدو كشخص وجد نفسه خطا في هذا المكان الفريد المنعزل.
وعندما وجهت له بعض الأسئلة قال انه نذر نفسه للرب، وانه لا يفكر بالعودة إلى اليونان وان مصيره ارتبط بهذا الدير وبفلسطين، وأبدى ضيقه من الهجوم الذي يتعرض له الرهبان اليونان، بسبب تسريب رجال دين يونان لأراضي من أوقاف البطريركية الأرثوذكسية للإسرائيليين.
ولا يفضل الحديث عن تلك القضية لكنه يشير إلى لباسه المتواضع ليقول بأنه يعيش حياة فقر ونسك، وان كثيرا من الرهبان مثله، ولا يباه بالعقارات والأموال.



آخر تعديل بواسطة just_jo ، 02-05-2005 الساعة 09:56 PM
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 02-05-2005
الصورة الرمزية لـ just_jo
just_jo just_jo غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2003
الإقامة: الهرم الاكبر
المشاركات: 2,043
just_jo is on a distinguished road
تابع

عهدة واستتكو
وتوجد في الدير أيقونات قديمة تصور تجربة المسيح الفريدة مع الإغواء الابليسي، والتي ألهمت المؤمنين المسيحيين صيام الأربعين يوما.
ولكن أهم ما يلفت هو ما يعرض في الدير على اعتبار أنها وثيقة العهدة العمرية التي أعطاها الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب، للبطريرك صفرونيوس بعد أن تمكنت الجيوش العربية من فتح مدينة القدس، بعد سلسة أحداث تاريخية، سجل فيها الفاتحون العرب، انتصارات ما زالت مثار بحث، خصوصا لدى باحثين غربيين، ولا تجد نفس الاهتمام العلمي لدى نظرائهم العرب، الذين يكتفون بالترويج لقصص ذات طابع فلكلوري عن تلك الانتصارات ومن أهمها مثلا معركة اليرموك، التي وضعت بشكل حاسم ونهائي حدا لوجود الإمبراطورية الرومانية في الشرق الأوسط.
ولا يعرف كثيرون في فلسطين، وخارجها من المهتمين، بأنه توجد عدة نصوص مختلفة لهذه العهدة، والنسخة التي تعرضها الأديرة والكنائس الأرثوذكسية، تعطي بشكل واضح صلاحيات وحقوق للأرثوذكس أكثر من الطوائف الأخرى التي وجدت خلافات تاريخية بينها، على خلفية الأدوار والحقوق في الأماكن المقدسة، وخلال الحكم العثماني كانت الدول الغربية تحاول التدخل في الشؤون الفلسطينية متكئة على دعمها ورعايتها لهذه الطائفة أو تلك، بعدما نصبت هذه الدول نفسها حامية للطوائف المختلفة.
وأدى توازن القوى الدولية، إلى تحديد صلاحيات وحقوق كل طائفة عبر ما يطلق عليه هنا (الاستتكو) وهي كلمة تعني الحفاظ على الوضع القائم، ووفقا لهذا الاستتكو تتم احتفالات الطوائف وصلواتهم في كنيستي المهد في بيت لحم والقيامة في القدس.
وأي محاولة لإدخال تغيير على الاستتكو يواجه بمشاكل عديدة بين هذه الطوائف نفسها، مثل قضية دير السلطان القريب من كنيسة القيامة وهو محل نزاع بين الكنيستين القبطية والحبشية، وحل مشكلة هذا الدير لصالح الأقباط هو، احد شروط البابا شنودة للسماح للأقباط بالحج إلى القدس وبيت لحم.
وينظر الأقباط لسيطرة الأحباش على الدير كخرق لا يمكن التهاون به للاستتكو.
وتوجد الان مشكلة بين الروم الأرثوذكس والأرمن الأرثوذكس في تحديد المكان الذي يجب ان يخرج منه النور المقدس يوم سبت النور في كنيسة القيامة.
ويتهم الأرمن، الروم بأنهم خرقوا الاستتكو، وقبل ثلاثة أعوام تشاجرت الجماعتان وسقط بينهما جرحى لهذا السبب ويتوقع ان يتجدد الاشتباك في هذه الأيام بمناسبة سبت النور الأرثوذكسي.
وربما يكون من الطريف ذكر ان حرب القرم الشهيرة التي اندلعت في القرن التاسع عشر بين تركيا وروسيا ثم توسعت لتضم دولا أخرى وتصبح حربا عالمية، كان سببها المباشر، وربما الشكلي، هو محاولة من احد أفراد طائفة اللاتين سرقة نجمة الميلاد الفضية من مغارة المهد في بيت لحم، كنيسة المهد في بيت لحم مما أثار غضب الروس الذي اعتبروا أنفسهم حماة للأرثوذكس.
ومثل نص العهدة العمرية هذا الذي لا يمكن التسليم به بدون تدقيق علمي، يمكن النظر إلى صورة يقال أنها لعمر بن الخطاب راكبا جملا ويظهر بها وهم يتسلم مفاتيح المدينة المقدسة من بطريركها صفرونيوس.
وينظر الزائرون لدير التجربة إلى دير أخر، يقع في وادي القلط القريب، على انه توأم للدير الذي اعتكف فيها المسيح أربعين يوما.
ويحمل دير وادي القلط، اسم (السان جورج) ويمكن الوصول إليه بطريق ضيقة وهو مبني في معظمه في الجدران الصخرية المجاورة والتي ترتفع شاهقة.
وكان النساك والرهبان سكنوا وادي القلط منذ القرن الثالث الميلادي، في الكهوف ثم في كوات صغيرة في الصخر، ونجحوا في بناء أديرة في القرنين الخامس والسادس، ولكن دير السان جورج هو الوحيد الذي نجا من التدمير خلال فترة الغزو الفارسي لفلسطين عام 614 بعد الميلاد، حيث تم تدمير هذا الدير وقتل العديد من رهبانه ونساكه، في داخل الدير يتم عرض العديد من الجماجم والمومياوات للرهبان الذي قضوا في هذا المكان الذي يعتبر قاع العالم.

أسامة العيسة -أيلاف
===============
لا تعليق

آخر تعديل بواسطة just_jo ، 02-05-2005 الساعة 09:51 PM
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح

الإنتقال السريع

مواضيع مشابهة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
ضع بصمتك علي موقع المنظمة الان admin المنتدى العام 36 28-10-2008 09:22 AM
لمن هو المسيح؟ ماري الاول المنتدى العام 22 06-10-2008 02:13 PM


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 01:04 AM.


Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط