تم صيانة المنتدي*** لا تغير فى سياسه من سياسات المنتدى اكتب ما تريد لان هذا حقك فى الكتابه عبر عن نفسك هذه ارائك الشخصيه ونحن هنا لاظهارها
جارى تحميل صندوق البحث لمنتدى الاقباط

العودة   منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة > المنتدى العربى > المنتدى العام
التّسجيل الأسئلة الشائعة التقويم

المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه

 
 
خيارات الموضوع طريقة العرض
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 13-07-2008
0pp0
GUST
 
المشاركات: n/a
استثمار ان تكون قبطيا

بقلم أحمد الصاوي ٢٣/٦/٢٠٠٨

لن تحتاج وقتاً أو جهداً لتدرك أن هناك أزمة طائفية في مصر، قد تختلف مع غيرك في التفاصيل أو في درجة التأزم والاحتقان،لكنه الواقع الذي أصبح جلياً، تتحسسه الدولة كبطحة علي رأسها، وتنفخ فيه «جماعات التطرف القبطي» كأحد أبرز وأهم كروت الضغط والتأثير.

ربما كنت مقتنعاً ــ مثلي ــ أن هناك أزمة وتمييزاً رسمياً يمارس ضد الأقباط، وسياسات استبعاد وإقصاء وتهميش لنخبة منهم جديرة بعلمها وأدائها العام بتبوؤ مناصب مازالت محظورة عليهم،كما أن هناك تعسفاً معهم في بناء كنائسهم،وفي ارتداء الدولة لمسوح إسلامية تستعدي بها الأقباط، ولاترضي الإسلاميين في الوقت نفسه، وتضرب بقواعد المساواة المستقرة في الدستور عرض الحائط.

دعنا نعترف معاً أن كل ذلك يحدث، لا تنكر مثل الدولة التي تحاول إخفاء عارها فإذا ببطنها المنتفخ بالاحتقان يفضحها، ولا تكن في الوقت نفسه كارثياً مثل «جماعات التطرف القبطي» فتروج لحوادث اغتصاب وإبادة عرقية، وقتل عشوائي للأقباط، وأسلمة تحت تهديد السلاح، وهي فظائع أنت مؤمن قطعاً باستحالة حدوثها،فلا النظام بهذه البشاعة، ولا هو أيضاً يمتلك ـ لو كانت تلك قناعاته بالفعل ــ الشجاعة الكافية لفعل ذلك.

لن أحدثك عن الأسباب فالدولة مدانة ولا شك، لكن علي هامش ذلك تبدو مسألة أن تكون قبطياً في مصر ليست فقط نقمة تجلب علي بطلها الاضطهاد والتمييز وغياب الفرص العادلة والمتكافئة، وإنما في مناخ مثل الذي نعيشه يمكن أن تتحول «قبطيتك» إلي مصدر قوة، وباب لخلق حالة تمييز عكسي تصب هذه المرة في صالحك، وتعطيك ميزة إضافية تتفوق بها علي أقرانك، وتتخطي بها كل مباديء المساواة وتكافؤ الفرص .

قبل أن تسألني سؤالاً أتوقعه سأحكي لك هذه القصة: «كنت في مدرسة ثانوية لا تضم بين جنباتها الواسعة أكثر من ثلاثة طلاب أقباط واثنين من المدرسين، ولم تكن هناك مشكلة في الطلاب أو المدرسين، كانت الأزمة في طالب مسلم اسمه"مكرم الله».. كان مكرم الله مغرماً بالادعاء أنه مسيحي، مستغلاً اسمه الرباعي الذي لا يثير إلا ذلك في ذهنية أي مستمع، أعجبته اللعبة فكان يمارسها مع كل من لا يعرفه، خاصة المدرسين والموظفين الجدد، يستغل ذلك في الهروب من حصة الدين الإسلامي، والذهاب إلي بيته المجاور للمدرسة في موعد الحصة الرابعة.. وعند عودته يحاول المدرس تعنيفه،يسأله: «كنت فين؟» يرد: «كنت باصلي».. يتعجب المدرس: «بتصلي إيه الساعة ١١ الضهر؟» يرد مكرم الله بتشنج: «لو سمحت ماتدخلش في صلاتي..إلا العقيدة..احترموا مشاعرنا شوية بقه».

ومع أول تلميح من مكرم بأنه مسيحي يتراجع المدرس و«يكش» ويترك مكرم يفعل ما يشاء حتي يكتشف ألاعيبه بعد مرات حين يخبره مدرس قديم بحقيقته.

لكن أخطر واقعة استخدم فيها مكرم سلاح المسيحية كانت في امتحان الثانوية العامة في عام ١٩٩٤.. كانت لجان المراقبة تأتي من محافظة أخري، ولا أحد يعرف أحداً.. وجاء امتحان المادة الأخيرة شديد الصعوبة والتعقيد.. لم يستطع مكرم أن يكتب كلمة واحدة، ولم يستطع أيضاً أن يحصل علي كلمة من زميل مجاور أو «يخلص نفسه» بأي وسيلة غش معروفة، ورئيس الدور ملتح ومتشدد ولا أمل في أن «يفك اللجنة قليلاً».. ماذا يفعل مكرم؟ مزق ورقة إجابته وألقي بها من الشباك..

وقبل أن يفيق المراقبون من الصدمة كان يبكي ويصرخ ويمسك في رقبة رئيس الدور «الملتحي»..وعندما جاءت الشرطة لتحرير المحضر قلب مكرم المسألة ونفي أن يكون ألقي ورقته من الشباك، وادعي أن المراقب الملتحي هو الذي انتزعها منه وألقاها من الشباك بعد أن عرف أنه مسيحي، وأضاف الشاب متهماً الملتحي أنه يتعمد إفساد أعصابه، وينظر له بازدراء شديد، ويتعمد المرور بجواره وهو يقرأ القرآن، ويردد: «إن الدين عند الله الإسلام».

صدقني حين أخبرك أن شاباً مثل مكرم لم يتجاوز وقتها الـ١٧ عاماً استطاع أن يتلاعب بضباط ومراقبين وموجهين، وألجم ألسنتهم وكأن علي رؤوسهم الطير،كل منهم يتحسس عرقه، ينظرون لبعضهم وكأن صاعقة أطاحت بعقولهم وألسنتهم فأبقتهم ذاهلين، وما كان من هذه اللجنة الكبيرة إلا أن أحضرت ورقة إجابة جديدة لمكرم، وبدأوا في محايلته ليكتب وهو يدعي تلف أعصابه، فيضطر رئيس اللجنة الي الموافقة علي «تهوية اللجنة» حتي يكتب مكرم إجابة سؤالين كاملين، هدية من اللجنة، أو قل إنهما كانا شرط مكرم حتي يوافق علي كتابة اسمه علي ورقة الإجابة الجديدة.

لك أن تتخيل أن نظرة صغيرة لأي من هؤلاء في أوراق مكرم كانت ستكشف كذب ادعائه، لكن المفاجأة ألجمت عقولهم ليس لعيب فيهم ولكنه عيب في مناخ عام جعل أي قضية مهما كانت تفاهتها وأحد أطرافها مسيحي قضية أمنية كبري، وهؤلاء ليسوا إلا موظفين ترهبهم كلمة «أمن دولة»،التي تكون لصيقة بأي قضية من هذا النوع، ولهذا نجح مكرم في عقد صفقته: «النجاح في الامتحان مقابل ألا تتورطوا في قضية طائفية»..

والدلالة الأخري أن مكرم ذو الـ١٧ عاماً كان في ذلك العمر المبكر علي وعي بالمناخ العام وإدراك أنه حين يتقمص شخصية القبطي المضطهد فهو قادر علي أن يحصل علي مكاسب كثيرة في ظل دولة رخوة وهشة تتحسس بطحتها وتدفن عارها ـ مثل النعامة ـ في الرمال، وتخاف من «خيالها» حتي جعلت من السهل ابتزازها، واستثمار ضعفها وعجزها عن إعمال القانون، سواء إعماله لتحقيق مساواة حقيقية، أو لردع المتاجرين بالاضطهاد والتمييز.

لا يمكن أن تتصدي لـ«المسألة القبطية» دون أن تتدبر قصة مكرم لأنها إحدي الزوايا المهمة في هذا المشهد، لا أدعي أنها ظاهرة لكنها موجودة، وتحدث كل يوم في المنيا والفيوم وطنطا وغيرها، القانون عادة في صف الأقوي، وأمثال مكرم ومن هم علي منهجه في الجانب المسيحي بالقطع أقوي ألف مرة من هذه الدولة التي تتعامل مع الأمور بمنطق «اللي عامل عملة» فتهدر بـ«عملتها» تلك حقوق المصريين جميعاً مسلمين وأقباطاً
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح

الإنتقال السريع

مواضيع مشابهة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
ادي الفرق في المعالجات الامنيه..لان احد الاطراف ليس قبطيا fanous2102 المنتدى العام 2 08-06-2008 12:03 PM


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 06:58 PM.


Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط