تم صيانة المنتدي*** لا تغير فى سياسه من سياسات المنتدى اكتب ما تريد لان هذا حقك فى الكتابه عبر عن نفسك هذه ارائك الشخصيه ونحن هنا لاظهارها
جارى تحميل صندوق البحث لمنتدى الاقباط

العودة   منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة > المنتدى العربى > المنتدى العام
التّسجيل الأسئلة الشائعة التقويم جعل جميع المنتديات مقروءة

المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 12-06-2003
christian_warrior christian_warrior غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2003
المشاركات: 216
christian_warrior is on a distinguished road
هل ينطبق مفهوم "الأقلية" على الأقباط؟ (المهندس مايكل منير)

هل ينطبق مفهوم "الأقلية" على الأقباط؟
الأربعاء 11 يونيو 2003 15:16
مايكل منير






أثارت الكلمة التي القيتها خلال الجلسة التاسعة و الخمسين للجنة حقوق الإنسان بمقر الأمم المتحدة فى جنيف بسويسرا كثير من الجدل، وكان ذلك الجدل قد تفجر علي صفحات الجرائد المصرية عقب انعقادالمؤتمر واستنكر البعض استخدامي لكلمة "اقلية" عند وصف الاقباط واحتج البعض الاخر علي مطالبتنا للامم المتحده بضمان حقوق الاقباط طبقا للقوانين والمواثيق الدولية الخاصة بالاقليات والمعروفة دوليا ومصدق عليها من قبل الحكومة المصرية. وقد استحضر المعارضون ترديد وهمْ وإدعـاء تدخل الدول الأجنبية لارهابنا حتي نكف عن المطالبة بحقوقنا المشروعة دوليا- وهو ادعاء استخدم مرارا في الماضي عندما التفت العالم لهموم اقباط مصر.
لعله من المناسب الآن أن نناقش باختصار معنى اصطلاح "أقلية" لنكشف عما إذا كان ينطبق على أقباط مصر أم لا. وخصوصاً إنه اصطلاح أثار – ولا يزال يثير – ليس فقط كثير من الجدل، بل وللأسف كثير من المراوغة والدجل.
وقبل أن نتناول هذا الموضوع بشكل علمي، نرى أنه من المفيد أن نستدعي فقط الجدل الماثل الذي ثار بين مجموعتين من المثقفين المصريين عام 1994، إحداهما اعتقدت أن الاصطلاح ينطبق على أقباط مصر، بينما أنكرت الأخرى انطباقه عليهم.
وكان ذلك الجدل قد تفجر علي صفحات الجرائد المصرية والعربية قبيل وأثناء انعقاد مؤتمر حول أقليات الوطن العربي، نظمه مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية في شهر مايو من عام 1994 في العاصمة القبرصية ليماسول، بعد ما تعذر انعقاده بالقاهرة. وجاءت وجهة نظر الكاتب محمد حسنين هيكل، الذي قاد تلك الحملة الصحافية في مقالة بجريدة الأهرام يوم 22 أبريل من عام 1994 بعنوان "أقـباط مصر ليسوا أقلية وإنمـا جزء من الكتلة الإنسـانية الحضارية للشعب المصري" وأقام الكاتب وجهة نظره هذه علي أساس أن:
"... الأقباط ليسوا أقلية ضمن أقليات العالم العربي والشرق الأوسط لا بالمعنى العرقي مثل الأكراد في العراق، ولا البربر في المغرب العربي، ولا بالمعنى الطائفي مثل الدروز أو الأرمن في إسرائيل أو لبنان، ولا بالمعنى الديني وحده. وذلك هو سر الخصوصية المصرية طوال التجربة الإنسانية في هذا الوطن ".

الملاحظ أنه بعد أن لفّ الكاتب و دار حول هذا الوصف المجازي الذي نحته للأقباط، أي أنهم"جزء من الكتلة الإنسـانية الحضارية للشعب المصري"، إذ به يكشف عن منطقه السياسي لرفض الاعتراف بأن الأقباط أقلية، فيقول مخاطبا رئيس تحرير الجريدة التي أرسل لها المقالة:
"وتذكر وأذكر كلمة القس سرجيوس [فليمت كل قبطي في هذا البلد، ولكن لتحيا مصر] حين شاء الاستعمار البريطاني أن يستبقى في يده المسئولية عن حماية الأقليات"

من نافلة القول أن الكاتب استدعى هذه العبارة عام 1994، وقت لم يكن للاحتلال البريطاني وجود في مصر لأكثر من خمسين عاما، متناسـيا أيضاً أن ظروف اليوم لا تسمح – بمثل هذه السهولة – لأية دولة بالتدخل بإرادتها المنفردة في شئون دولة أخرى بذريعة حماية الأقليات. فمثل هذا العمل عدوان علي سيادة الدولة، وهو أمر غير مشروع دوليا.
وحتى مع إدراك هيكل حقيقة التطورات الدولية الحالية المتعلقة بحقوق الأقليات وما توليه منظمة الأمم المتحدة من اهتمام كبير بشأنها، وهو ما أشار إليه في مقالته هذه، إلا انه- واصحابة في الراي- لا يزال يرى أصابع قوى كبرى "جديدة" تعمل من خلال تلك المنظمة لا لشيء إلا تحقيق مصالحـها الذاتيـة. ففي معرض حديثه عن المواثيق الدولية، نراه يحذر، قائلاً:
"ولقد وردت نصوص من هذا الاختصاص في بيانات صادرة عن الأمم متحدة. ولم تكن هذه النصوص صادرة عن خبراء المنظمة الدولية المكلفة
بحماية القانون الدولي في صورته الأكمل، وإنما كانت من صياغة خبراء واحدة أو أثنين من القوى الكبرى التي لا تبحث عن الأكمل في هذا العالم
ولا تأبه له، وإنما تبحث وتأبه لمصالحها الاستراتيجية، وتنقب عن ثقب إبرة تستطيع أن تنفذ منه إلي ما ترغب فيه وتقصده".

وهنا أيضاً يجب ملاحظة أن جدل هيكل الذي خلط فيه مسألة تطبيق القانون الدولي - الذي ارتضته دول عالم اليوم – والتدخل البريطاني المشارإليه، وكان في الواقع لصالح الأقليات الأجنبية وليس الأقليات القومية، قد تضمن الاعتراف بوجود "مشكلة قبطية " في مصر، وهو ما عبر عنه "بثقب الإبرة" التي تتدخل القوى الكبرى من خلالها لتحقيق مصالحها الاستراتيجية!
وهكذا يواصل بعض المثقفون ترديد وهمْ وإدعـاء تدخل الدول الأجنبية بدعوى حماية "الأقلية القبطية". وهو إدعاء مُحمّل بشحنة سلبية لا تساعد على تقوية العلاقة بين المصريين، أقباطا ومسلمين، بل على العكس، فيها الكفاية من سم الإثارة الكفيل بإشعال ثورة الأغلبية المسلمة ضد الأقباط كلما اشتكوا من ممارسات التمييز الواقعة عليهم أو الاحتجاج علي انتهاك حقوقهم.
ولاشك أن مثل هذا الأسلوب، الذي يدور خارج لب المشكلة ولا يطرح بدائل عملية للتعامل معها، لا يشارك فقط في التعتيم علي انتهاك حقوق الأقلية القبطية، بل ويساهم في ازدياد تعقيد المسألة وتأثيرهـا السلبي علي الوضع الاجتماعي المصري العام، كما أنه يسئ إلي صورة مصر على المستوى الدولي.
وقبل أن نغلق الباب على هذا الجدل، نتساءل ومعنا كل المصريين المخلصين: إذا كان البعض لا يزال مصراً على ربط مسألة الأقباط - باعتبارهم "أقلية" - بالمفهوم السلبي الذي يستخدمه هؤلاء - وحتمية التدخل الأجنبي، فلماذا إذن لا يتحركوا، وتتحرك الدولة قبلهم، لغلق باب التدخل أو "ثقب الإبرة" - حسب تعبير هيكل - وذلك بالتعامل الجِدي مع وضع الأقباط في إطار قومي وإنساني يحفظ لهم حقوقهم المشروعة، أُسوة بالمواطنين المصريين المسلمين، يجمعهـم معا وطن مستقر كامل السيادة، في ظل مواثيق العدالة والحرية والمساواة؟!

يبدو أن عدم وضوح معنى اصطلاح "أقلية" عند الكثيرين – سواء العامة منهم أو حتى بعض المثقفين – يلعب دورا هاما في لف المشكلة القبطية بالغموض، وبالتالي عرقلة وضعها في الإطار الصحيح، الأمر الذي يستخدمه البعض لتمييع القضية أو نفي وجودها كلية.
لذلك، وبعيدا عن أي جدل سوفسطائي، ينبغي دراسة اصطلاح "أقلية" لنرى مدى انطباقه على أقباط مصر، وبالتالي يمكن تفهم العلاقة التكاملية بين جماعات الوطن الواحد، من أغلبية وأقلية، وإدراك أهمية وضع الضوابط اللازمة لعلاقة صحية، طبقاً للشرعية الدولية واجبة التنفيذ.

ونبدأ من خلال الرد على بعض النقاط الهامة المتعلقة بالموضوع، كمدخل لمناقشة أوسع وأعمق، مُؤسسة على المفهوم الدولي المتعارف عليه من الناحية اللغوية والمنطقية. هناك بعض التشوهات التي وجب الرد عليها وهي كما يلي:

اولا - الاقباط ليسو اقلية!!

إذا لم يكن الأقباط أقلية ٍ[عددية] فلا بد أنهم أغلبية.... كما أن مفهوم الأقلية في إطار علم الاجتماع يعني أية جماعة تختلف في خاصية ما عن جماعة أخرى أكبر عدداً. والخاصية التي تجعل من الأقباط أقلية بهذا المعنى هو اختلاف الدين. فالأقباط [المصريين] مسيحيون يعيشون في نفس الوطن مع جماعة دينية أخرى، أكبر عدداً، وهم [المصريون] المسـلمين.
وهكذا، ففي ضوء هذا التعريف الشائع، لا يمكن أن ننكر أن الأقباط أقلية. … على أن البعض يعتقد أن هناك عنصراً آخر يمكن إضافته إلي هذا التعريف، وهو عنصر التمييز ضد الأقلية. وفي حالة الأقباط يظهر هذا التمييز في عدم تمتعهم بكامل حقوق المواطنة وفرص المساواة.
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 12-06-2003
christian_warrior christian_warrior غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2003
المشاركات: 216
christian_warrior is on a distinguished road
أما التشوه الثاني والذي جاء به هيكل، فهو:
"أن الأقلية ليست جزءا من النسيج الوطني.... وهنا يبدو واضحاً أن حماس هيكل وغيره لنفي كون الأقباط أقلية مبني على افتراضهم أن كل أقلية لا يمكن أن تكون جزء من النسيج الحضاري والإنساني المصري. ومن قال هذا؟ فهذا المجتمع مليء بالأقليات من كل نوع: لغوية (النوبيون) ودينية( أرثوذكس، وكاثوليك وبروتستانت) وهذا لا يقلل بأي حال من وطنية أية جماعة أو من إحساسهم بالإنتماء إلي الحضارة القومية والكتلة الإنسانية المصرية.

ثالثا- نفى أن الأقباط يواجهون أية مشاكل :
أن نفيّ هذا الواقع ربما يمثل أكبر خطأ فاضح ورد في اعتراض المعارضين. فللأقباط هموم حقيقية، بعضها يرجع إلى تراكمات قديمة، ولكن أغلبها يتعلق بحالة التطرف المعاصر باسم الدين، والتي ازدادت حدته في السنوات القليلة الماضية. وقد اصبح العالم في غني عن اعتراف الحكومة المصرية او المثقفون المصريون بهذة المشاكل لان المجتمع الدولي قادرا علي المتابعة من ذاتة.

مفهوم "الأقلـية" - التعـريف المعمول به في الأمم المتحدة ومنظمات دولية وإقليمية أخرى:

نشرت الأمم المتحدة عام 1991 دراسة للمقرر الخاص فرانسيسكو كابوتورتي(1)، تتبع تطور مفهوم "الأقلية" منذ عام 1930 حيث أورد رأيا استشاريا لمحكمة العدل الدولية كانت قدمت فيه تفسيراً للمفهوم، و جاء فيه:
"تُعرف الجماعة (الأقلية) بأنها مجموعة من الأفراد يعيشون في قطر ما أو منطقة، وينتمون إلي أصل، أو دين، أو لهم لغة أو عادات خاصة، وتوحدهم هوية قائمة على واحدة أو أكثر من هذه الخصائص. وفي تضامنهم معاً يعملون علي المحافظة على تقاليدهم، والتمسك بطريقة عبادتهم، والتأكيد على تعليم ونشأة أولادهم طبقاً لروح هذه التقاليد، مقدمين المساعدة لبعضهم البعض". وفي عام 1950 ناقشت اللجنة الفرعية لمنع التمييز وحماية الأقليات التابعة للأمم المتحدة، خلال عدة اجتماعـات، العناصـر الأساسية المحددة لمعنى اصطلاح "الأقلية"، فقالت:
" أن الجماعات التي تُعرف عادة بأنها أقلية قد تنتمي إلي أصل عرقي، قد يكون لها تقاليد دينية أو لغوية أو خصائص معينة تختلف مع خصائص بقية السكان. ومثل هذه الجماعات ينبغي حمايتـها بإجراءات خاصـة على المستويين القومي والدولي حتى يتمكنوا من المحافظة على هذه التقاليد والخصائص، ودعمها." وقد كان هذا ما طالبت بة خلال كلمتي في الامم المتحة وفي حضور السفير المصري و البعثه المصريه. وهذه هي اجراءت خاصة من المجتمع الدولي الممثل في الامم المتحده وليس اي دوله بذاتها.

وفي دراسة لاحقة قام بها المقرر الخاص كابوتورتي حول تفسير مفهوم" الأقلية"، شاركت عدة حكومات بملاحظاتها وآرائها في هذا الموضوع. وجاء في نهاية تلك الدراسة: "... التأكيد على ضرورة إضافة عنصر ذاتي Subjective إلي تعريف الأقلية. ويتمثل هذا العنصر في رغبة الجماعة (الأقلية) في المحافظة على تقاليدها وخصائصها". بالإضافة إلي ذلك، "... تشكل كل أقلية شـخصية اجتماعية وثقافية". من جانب آخر "يظل العامل العددي (أي صغر حجم الجماعة مقارنة مع بقية سكان البلد) عنصراً لا يمكن التقليل من أهميته، إذ أن الحاجة إلي حماية الأقليات تنشأ أساساً من ضعف وضعها حتى في محيط الدولة الديمقراطية...".(2)
وفي منتصف التسعينيات، جرى تطور جديد على مفهوم "الأقليـة"، مع التأكيد على العناصـر الأساسية المحددة له، والتي سبق الإشارة إليها، وانعكس هـذا على بعض المواثـيق الإقليمية المتعلقة بالأقليات. فعلي سبيل المثال، جاء في "إعلان فـيينا" لحماية الأقليات القومية في الدول الأوروبية والصادر عن مجلس أوروبـا في عام :1993
"إن الأقلـيات القومـية هي المجموعات التي صارت أقليات داخل حدود الدولة تيجة أحداث تاريخية وقعت ضد إرادتها. وأن العلاقة بين مثل هذه الأقلية والدولة علاقة مستديمة وأفرادها من مواطني هذه الدولة."(3)
وجاء في المادة - 1- من قانون حماية حقوق الأقليات الصادر عن المبادرة الأوروبية المركزية بتورينو في 18 من نوفمبر 1994:
"أن اصطلاح الأقلية القومية يعني جماعة تقل عددا عن بقية سكان الدولة، ويكون أعضاؤها من مواطنيها، ولهم خصائص اثنية، أو دينية، أو لغوية مختلفة عن تلك الخاصة ببقية السكان، كما أن لديهم الرغبة في المحافظة علي تقاليدهم الثقافية والدينية".(4)
وهناك تعريف مشابه لذلك ورد في المادة -1- من العهد الضامن لحقوق الأشخاص المنتمين إلي أقليات، والصادر بموسكو في 21 من أكتوبر 1994 عن رابطة الدول المسـتقلة عن الاتحاد السوفيتي سـابقا حيث تُعـرّف الأشخاص المنتمين إلي أقليات قومية بأنهم الأشخاص الكائنين بشكل دائم في إقليم أي من الدول الموقعة علي العهد ويحملون جنسيتها، ولكن لهم من الخصائص العرقية، أو اللغوية، أو الثقافية، أو الدينية ما يجعلهم مميزين عن بقية سـكان الدولة".(5)
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 12-06-2003
christian_warrior christian_warrior غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2003
المشاركات: 216
christian_warrior is on a distinguished road
وإلى هذا التعريف، أُضيف التأكيد بأنه: "لا يجوز تفسير اصطلاح الأقلية بشكل يحض على – أو يُجيز – اتخاذ أي إجراء يهدف إلي حرمان أي شخص من إقامته الدائمة أو من وضعه كمواطن".(6)
في ضوء كل هذا يصعُب على المرء إنكار انطباق اصطلاح "أقلية" على أقباط اليوم، بصفتهم أعضاء مجتمـع مسيحي، امتد وجوده في مصر لأكثر من ألفي عام، ورُدت أصوله العرقية إلى أسلافهم – المصريون القدماء – الذين استقروا على ضفاف النيل(7)، منذ ما قبل التاريخ.
كذلك فقد خضع الأقباط بدءا من منتصف القرن الثامن الميلادي لضغوط سياسية واجتماعية واقتصادية كانت عاملا أساسيا في انكماش تعدادهم تدريجيا ليصبحوا أقلية دينية. ولذلك، يصبح واضحاً أن أي جدل حول انطباق مفهوم "الأقلية" علي جماعة – كالأقباط – محددة بخصائصها الدينية والثقافية، التي تختلف مع خصائص أغلبية المصريين اليوم، أمر غير علمي ولا منطقي، بل وعقيم أيضاً. ومما لاشك فيه إن بعض الذين يرفضون الاعتراف بأن الأقباط أقلية دينيه، هم في واقع الأمر يصرون على حرمانهم من حقوقهم الجماعية التي تكفلها لهم القوانين الدولية بصفتهم هذه. ومثل هذه المحاولات – وإن غُلفت بعبارات ناعمة، أو لفها الغموض عمداً، إلا أن وراءهـا نيات مشكوك في نزاهتها – وبالتالي فهي مرفوضة ومُدانة من المجتمع الدولي في عصرنا هذا. ولذلك تقرر: "إن عدم الاستجابة إلي شكاوي الأقليات فيما يتعلق بوضعهم المتدني يمثل خرقا للحقوق المدنية والسياسية."(8)، حتى وإن لم يُطلق عليهم اصطلاح "أقلية" بشكل رسمي.
لقد تأكد للمجتمع الدولي أن ممارسات التمييز والاضطهاد الواقعة ضد الأقليات تشكل مصادر مباشرة للصراع المجتمعي، والمصاعب الاقتصادية والاضطراب السياسي، ليس داخل الدولة فقط بل ولسلام العالم. ولذلك نلاحظ، بالإضافة إلي الاهتمام المتزايد الذي توليه منظمة الأمم المتحدة بموضوع الأقليات، أن معظم الدول الأوربية قد نصت في دسـاتيرها على حماية واحترام حقوق أقلياتها. وهذا ما حدث أيضا في العديد من الدول الأسيوية والأفريقية وأمريكا الشمالية.(9)
لكل هذه الأسباب، أصبح من الضروري استخدام مفهوم الأقلية للاعتراف بالجماعات العرقية والدينية واللغوية داخل حدود الدول. وهذه هي الخطوة الأولى لتنفيذ القوانين الدولية المتعلقة بهذه الجماعات على المستوى القومي من أجل حمايتها وضمان احترام حقوقها الجماعية طبقا للعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية( المادة : 27)
"لا يجوز في الدول التي توجد فيها أقليات أثنية أو دينية أو لغوية، أن يحرم الأشخاص المنتمين إلي الأقليات المذكورة من حق التمتع بثقافتهم الخاصة أو المجاهرة بدينهم وإقامة شعائره أو استخدام لغتهم، بالاشتراك مع الأعضاء الآخرين في جماعتهم".
الواقع إذن، أن القضية - في جوهرها - ليست خلاف حول اصطلاح "أقلية"، كما أنها ليست قضية أقلية أو جماعة أو طائفة تطالب بامتيازات علي حساب الأغلبية، إنما هي قضية مساواة حقيقية للكل. وبمعني آخر هي قضية حقوق إنسان خاصة بكل عناصر أو مكونات المجتمع الذي لا يزال في حالات كثيرة متعدد الثقافات أو الأديان أو القوميات، أو خليط من كل هذه الجماعات، في حالات أخرى. لقد هبت رياح التغير علي الشرق الاوسط واصبح التغير قادم لامحالة. لقد ولي عصر التغيرات الشكلية ولن نقبل الا التغيرات الجوهرية لاعادة المواطنة الكامله لمسيحى مصر.
ربما تفهّم المرء مخاوف هولاء الذين ارهبونا لسنوات بعبارة "الحمايه الاجنبيه"، إذا كان واقع اليوم تحكمه ذات الظروف التي كانت سائدة من مائة عام مضت. فقد كانت حماية الأقليات آنذاك مبنية على اتفاقيات تضمنها القوى الكبرى، التي كثيراً ما كانت تتخذ تلك الحماية ذريعة لتدخلها في الشئون الداخلية للدول. أما الأمر اليوم فليس كذلك، فمواثيق الأمم المتحدة، التي صدقت عليها الدول الأعضاء، هي الآلـيات القانونية النافـذة التي تنظـم العلاقات بين الدول، كما أنها هي المبادئ التي علي أساسها تُنظم العلاقة بين الأفراد والحكومات من أجل الاستقرار والسلام والتنمية.
ان هؤلاء الذين يقفون عقبه امام استخدام تعبير "الاقلية" الدولي علي الاقباط انما هم في الحق يساندون الحكومه المصرية في اغتصابها لحقوق هذة الاقلية ويقدمون الاعزار لتلك الحكومة حتي تتنصل من مسؤليتها امام المجتمع الدولي.

المراجع
(1)Francesco Capotorti, Study on the Rights of Persons belonging to Ethnic, Religious and Linguistic Minorities, (United Nations: New York, 1991),
pp. 5-10.
(2) Athanasia Spiliopoulou Åkermark, Justifications of Minority Protection in International Law, (London/ The Hague/ Boston:
Kluwer Law International, 1997), p. 226.
(3) tanislav Chernichenko, Definition of Minorities (E/CN.4/ Sub.2/AC.5/1997/WP.1), p.3
(4) Stanislav Chernichenko, Op. cit., p. 3
(5) Ibid., p. 6
(6) Bishop Gregorius, Op.Cit.,p. 21-34
(7) The Concept of “Minority,” E/CN.4/Sub.2/1999/NGO/11
(8) Franceso Coptorti, Op. cit., pp. 13-14
الإعلان المصري - ورقة عمل من أجل مصر ديمقراطية حديثة(9)



رئيس منظمة اقباط الولايات المتحدة
mike@copts.com


http://www.elaph.com.:9090/elaph/ara...44457370514400
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح

الإنتقال السريع

مواضيع مشابهة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
رسالتي للسيد حسني مبارك والسيد مايكل منير .حول مايحدث للأقباط .من جروب مشجعين مايكل م john mark المنتدى العام 0 02-10-2008 09:37 AM
احب المنتدى وانا عضو فيه ولكن ( لماذا تهاجمون رجل الله الانبا بيشوى) melo@eygpt المنتدى العام 10 24-09-2008 03:57 PM


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 03:56 AM.


Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط