|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
الصليب، علامة تُقاوَم !
الصليب، علامة تُقاوَم ! بقلم| الحمامة الحسنة إستشاط دعاة الكراهية من الظلاميين لمشهد تلقائي وعابر لم يستغرق سوى ثواني لمثلث الرحمات قداسة البابا شنودة وهو يصلي ويبارك النائب محمد أبو حامد بعلامة الصليب المقدسة، وكان سبب الكراهية لهذا المشهد هو علامة الصليب المقدسة التي باركه بها قداسته، رغم أنه مشهد بسيط يعبر عن محبة حقيقية لأبونا الطوباوي بابا كل المصريين الأصلاء، ولكنه أظهر شحنة الكراهية الدفينة عند هؤلاء الداعيين للرجوع لفكر البداوة والجاهلية، وإلى أي مدي وصل الحال بنا من تعصب ديني في ظل تصاعد الفكر المتطرف وبثهم لثقافة الكراهية ونبذ الأخر، فقداسة البابا محبته حقيقة بلا رياء ولا تكلف ولا تمييز بين مسلم ومسيحي، وهذا ما أكده النائب أبو حامد حين قال: «إنه لما سلم على قداسة البابا حلت البركة لأنه رجل صالح بمعتقده ولما بيدعيلك بيعطيك طاقة إيجابية، وإنه يتشرف بأنه سلم على قداسة البابا»، فلماذا إستفز المشهد الظلاميين على حد تعبيرهم، إلى هذا الحد أصبح الصليب علامة مرعبة تسبب الإستفزاز والقلق والذعر للجُهلاء، حتى أن مجرد رؤيتهم إعتلاء صليب فوق قبة كنيسة يتوجب معه هدم الكنيسة لأن الصليب يستفزهم ويثير شيطانهم! ماذا حدث لنفوس المصريين وماذا طرأ على مجتمعنا من جديد!، صحيح أن الإنجيل أخبرنا قبل أكثر من ألفين عامٍ: «بإن الصليب عند الهالكين جهالة » «1كو1: 18»، وأنه علامة ستُقاوم من قبل الإظلاميين الهالكين والجُهلاء: «و لعلامة تُقاوم» «لوقا2: 34»، فجاء المسيح المُخلِّص كحجر عثرة للهالكين في كل أحداث ومراحل حياته منذ ميلاده وصلبه وقيامته وصعوده، جاء لتقديم فدائه للعالم على هذه العلامة المقدسة التي سيقاومها أبناء الهلاك. ولكن مهد الله فكر البشرية لقبول حكمته الإلهية في إتمام فدائه على هذه العلامة المقدسة، فربما لو سُئل داود النبي عن ترنيمته بالمزمور الثاني والعشرين، ليعطيهم جواباً عن نبوأته: « إنفصلت كل عظامي ... ثقبوا يدي و رجلي أُحصي كل عظامي...»«مز22: 14، 16» بالتأكيد لن يستطع إعطاء إجابة عن مفهومه الإنساني لثقب الأيدي والأرجل وإلى أنها نبوأة تشير إلى لسان حال المسيح المصلوب الذي حكي لنا تفاصيل صلبه وعن الكيفية التي سيتمم بها خلاصه للعالم على تلك العلامة المقدسة التي سيُقاوَمها أبناء الهلاك، فداود النبي لم يكن يعلم بأن الرومان سيحتلوا أرض أحفاده من بني إسرائيل بعد مئات السنين، وأنهم سيطبقون شريعتهم في عقوبة الإعدام صلباً،فثقب الأيدي والأرجل نبوأة صريحة عن موت المُخلِّص بطريقة رومانية لا يهودية، وهي طريقة لم تكن معروفة عند اليهود وقت داود النبي، لأن اليهود كانوا يطبقون عقوبة الرجم، ثم يعلقون المرجوم على شجرة أو خشبة طوال النهار ليكون عِبرة لغيره، فالمجرم يظل معلقاً بين السماء والأرض على خشبة حتى لاتلمس جثته الأرض فتنجسها لأنه ملعون، فتدفن جثته في نفس يوم رجمه:«فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم لأن المعلق ملعون من الله فلا تنجس أرضك... »«تث21: 23». فصار تعليق المجرم على خشبة رمزاً للخزي والعار في المفهوم اليهودي ولدى الأمم الوثنيين. والسيد المسيح أشار كثيراً لصليبه كعلامة لتحمله الألم والعار وخطايا العالم، وإنه ينبغي له أن يقدم خلاصه الأبدي للبشرية الهالكة، وكما رفع موسى النبي الحيَّة النحاسية لشفاء وخلاص الناس من الموت نتيجة لدغات الحيَّات «والتي ترمز للعنة الخطية الشيطانية»، «هكذا ينبغي أن يُرفع على الصليب إبن الانسان يسوع المسيح» «يوحنا3: 14»،هكذا ذكر السيد المسيح عن موسى النبي وإلى ماذا ترمز«الحية النحاسية» والتي كل من ينظر إليها يبرأ ويحيا من لدغات الحيَّة، فكتب موسى بوحي النبوءة عن أية ميتة مزمعاً بها الله أن يقدم خلاصه الأبدي للعالم«عدد21: 8». وبالرغم من هذه نبوآت وإشارات التوراة عن صليب الخلاص الأبدي، لكن ظلت الحكمة الإلهية مكتومة عن الأفهام لخلاص الإنسان على هذا الصليب:«بل نتكلم بحكمة الله في سر الحكمة المكتومة التي سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا. التي لم يعلمها أحد من عظماء هذا الدهر. لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد» «1كور2: 7- 8»، ولم تُفك هذه النبوآت والرموز إلا بصلب المسيح الذي كثيراً ما أشار أنه يجب أن يتمم وعوده التوراتية بالفداء على عود الصليب . وكثيراُ ما أشار في تعاليمه لليهود إلى أنه سيموت طواعية وبإرادته على هذا الصليب: «وأنا إن إرتفعت أجذب إلىَّ الجميع، قال هذا مشيراً إلى أية ميتة كان مزمعاً أن يموت»«يو12: 32- 33». ولكن لماذا إختار المسيح خصيصاً أن يتمم فدائه على علامة الصليب؟، ليصير صليبه الخلاصي «المذبح الجديد» لعهد نعمة جديد مُدشناً بدمه المقدس عهداً أبدياً للخلاص، ليصير المُخلِّص ذبيحة فصح أبدية «لأن فصحنا أيضا المسيح قد ذُبح لأجلنا»«1كو5: 7»، فهو خروف الفصح الحقيقي الذي حلَّ محل ذبيحة العهد القديم التي كانت تُقدم على مذبح الهيكل السُليماني، فبدا خروف الفصح الحقيقي قائماً على المذبح الجديد «مذبح الصليب» وكأنه مذبوحاً «خروف قائم كأنه مذبوح»«رؤ5: 6»، فهو في الحقيقة لم يكن مذبوحاً بل بدا «وكأنه» مذبوحاً لأنه لم يمت موتاً أبدياً، «إذ لم يكن ممكناً أن يمسك ويتمكن الموت منه«أع2: 24»،«ولا يسود عليه الموت»«رومية6: 9»، فيقيمنا معه لأبدية ملكوته، أيضاً إختار المسيح موته الجسدي على الصليب «فاتحاً ذراعيه» لأنه الكاهن الأعظم والذبيحة الحقيقية في آنٍ واحد: «إذ أنه قرَّب ذاته قربان ذبيحة حقيقية لله الآب» «عب 8: 3- 5» ليصير شفاؤنا وخلاصنا أبدياً بمفعول علامة الصليب المباركة، إرتفع على الصليب فاتحاً ذراعيه ككاهنٍ يصلي لقبول كل جنس البشر الذين آمنوا به كإله مخلِّص وآمنوا بقوة عمله الخلاصي على الصليب لأنهم يرون في تلك العلامة المقدسة طوق النجاة وسِرِّ خلاصهم الأبدي، إنها علامة الصليب المباركة التي حيرت العالم بسِرِّها المكنون عن أعين وأفهام الجُهلاء والهالكين، لهذا إختار الرب أن يتجسد في ظل الحكم الروماني لتطبيق عقوبة الصلب عليه، وإختار أبشع أنواع عقوبات الموت إيلاماً، إختار صليب اللعنة والعار، ليحمل عنا عارنا وكل لعناتنا التي وقعت علينا بسبب خطية السقوط الأولى التي دخلت إلى العالم بحسد إبليس، وكنائبٍ عن جنس البشري، تحمل الآلام ليرفع عنا الحكم الأبدي بالهلاك ليهب لنا الحياة الأبدية، فـ «المسيح إفتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب ملعون كل من علّق على خشبة» «غلاطية3: 13»، بعد أن كنا «أمواتاً بالخطايا» «أف5:2»، فجعل من نفسه لعنة لأجل أن يموت «ميتة اللعنة»، والتي كانت مستحقة أن تدفعها البشرية كلها لأنها قبل تجسده كانت هالكة هلاكاً أبدياً، تحمل الصلب بإرادته وحده لننال الشفاء والبركة والميراث الأبدي، إذ أنه:«إحتمل الصليب مستهيناً بالخزي»«عبرانيين12: 2» فحول علامة الصليب من علامة خزي وعثرة إلى علامة قوة وخلاصاً أبدياً. فإبليس هزم «آدم الأول» وأسقطه بثلاثة أسلحة وهم «عذراء» والتي هي حواء و«شجرة» معرفة الخير والشر، و«موت أبدي» كان ينتظر آدم وكل نسله من بعده.. فإنتصر«آدم الأخير» على إبليس بنفس الأسلحة الثلاث، فولد من عذراء، وصُلب على «خشبة» الصليب المقدسة ليقيمنا ونحيا أبدياً في قيامته بعد أن كنا أمواتاً بالخطية، لهذا يرتعب الشيطان وأتباعه من الهالكين من علامة الصليب لأن الصليب أدان إبليس فصُلب عليه، لهذا نحن كمسيحيين نكرم ونقدس الصليب لأجل المصلوب عليه، ولانعبد الصليب كما يدَّعي الهالكين الذي يجهلون أن قوة الله خلصتنا وأحيتنا أبدياً بهذا الصليب الذي يقاومونه لأنه يستفز ويرعب شيطانهم الذي كانت نهايته تحت دم المسيح المسفوك على الصليب ، فإيماننا اليقيني بفداء «يسوع المصلوب» جعل الصليب مفتاح أبواب الحياة الأبدية أمامنا،لأن فيه سر وقوة خلاصنا الأبدي لهذا يرهبه إبليس وأتباعه لو لم يُصلب السيد المسيح لم يكن ممكنا أن يموت جسدياً أبداً لأنه الوحيد الذي لم يكن ممكنا أن يُطبق عليه حكم الموت البشري لأنه الإنسان الوحيد الذي لم يحمل الخطية الموروثة ولم يفعل خطية وبالتالي جسده الإنساني غير خاضعاً لحكم الموت الجسدي ولا للموت الأبدي الذي كان ينتظر كل إنسان، ولكنه كان ينبغي أن يخرج السيد المسيح من طبيعتنا الإنسانية التي تواضع وتجسد تحت ناموسها ليعود ليدخل لمجده الإلهي الأزلي الأول كما قال: « أما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده»«لو24: 26» ، ولكن قبل دخوله لمجده الإلهي كان ينبغي أن تقع حبة الحنطة أولاً وتمُتّ، فمتى ماتت تأتي بثمر أكثر:«الحق الحق أقول لكم : إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير»«يو12: 24». لم تكن تصلح أي طريقة أخرى لإتمام الفداء إلا بطريقة الصلب على خشبة الصليب المقدسة والتي قاومها ومازال يقاومها غير المؤمنين منذ صعود المسيح وحتى يومنا هذا، فالصليب هو وسيلة الموت الملائمة التي خطط الله لتقديم فدائه للبشرية من خلاله، لأنه أعطى الإبن الكلمة يسوع الفرصة ثلاثة ساعات لإتمام عمله الفدائي، وأن يقول السبعة آيات التي من بينها وعده للص اليمين بأن يكون معه في الفردوس الذي فتحه لأول مرة أمام الإنسان يوم صلبه «لو23: 43»، ثم إختتم كلماته بآية «قد أُكمل»«يو19: 30»، والصليب هو وسيلة الموت الوحيدة التي يمكن بها الحفاظ على عظامه فلا تنكسر تحقيقاً لنبوآة:«يَحْفَظُ جَمِيعَ عِظَامِهِ. وَاحِدٌ مِنْهَا لاَ يَنْكَسِرُ»«مزمور34: 20»، فالشنق والرجم عقوبات سريعة للموت ولابد فيهما من كسر عظام الرقبة لو العقوبة شنقاً أو تكسير عظام الرأس والجسد لو العقوبة رجماً. ولكن هل من دليل على أن العمل الخلاصي ليسوع المصلوب وتقديمه للفداء قد حوَّل الصليب من رمز للعنة إلى رمز للبركة والحياة الأبدية؟ كان الصليب سبب موته وقيامته فأقام معه طبيعتنا البشرية المائتة لإن في قيامته محى لعنة الخطية ورفع عنا حكم الموت الأبدي: «هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم»«يو1: 29»، فلم نسمع قبل صلب المسيح أن العالم إستخدم علامة الصليب لشفاء المرضى أو لإخراج الأرواح الشيطانية ! واليوم نجد غير المؤمنين يذهبون للكنائس طلباً للشفاء «بالإيمان» بهذه العلامة العجيبة المباركة مثلما يخرج أبونا مكاري يونان الشيطانين بعلامة الصليب بإسم يسوع المسيح وبقوة دم صليبه، فلو لم يكن الصليب مباركاً ماكان يؤمن غير المسيحي بقوته في إخراج الأرواح الشريرة، حتى في الحياة اليومية للمصريين ومنذ مئات السنين نجد أن المصريين تعلموا عمل صليبٍ من عجين ويضعونه فوق العجين كله ليتبارك ويختمر العجين ويزداد حجمه، كذلك نجد المصريين البسطاء حين تُنمِّل أطراف أيديهم وأقدامهم يقومون برشم علامة الصليب مكان التنميل ليزيلوا آثاره، وهم يفعلون هذا ببساطة لإيمانهم بأن علامة الصليب علامة مباركة تزيل الأذى والأمراض ويحل بها البركة. الصليب هو «إنجيل مُعاش» يحمل في طياته قصة حب وفداء وبذل من الله للإنسان لذلك فهو يحمل صُلب الإيمان المسيحي وجوهره لهذا «نحن نكرز بالمسيح مصلوبا»«1كو23:1»، ففي كل مرة نرشم علامة الصليب فنحن بهذا نعلن عقيدتنا بالثالوث القدوس«الآب والإبن والروح القدس» الذي هو إله واحد، ونعلن بالصليب إعترافنا بعقيدة التجسد الإلهي لأجل إتمام الفداء والقيامة، فعندما نرسم علامة الصليب من فوق إلي تحت، ومن الشمال إلي اليمين، إنما لنتذكر أن الله نزل بتجسده من فوقٍ من السماء إلي تحتٍ إلي أرضنا، لينقلنا بفدائه من اليسار إلي اليمين، ومن الظلمة إلي النور، بعد أن كنا «أمواتاً بالخطية»« أفسس2: 5» نقلنا إلي الحياة الأبدية،ونتذكر ونبشر بمحبة الله الغير محدودة للعالم حتى بذل إبنه الوحيد فداءاَ للعالم كي لايهلك العالم« يو3: 16»، فالصليب هو ذبيحة حب إلهي تكفي لخلاص العالم كله، لأن الله به: «يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلاً الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ،»«كو1: 20»، لهذا فالصليب هو علامة الحياة الأبدية للمؤمنين، حين تظهر وتراها البشرية كلها في السماء، فنعلم أن مجيء إبن الإنسان يسوع المسيح الملك كديان للبشرية قد إقترب، وحينها لن يستطيع إنسان في كل المسكونة أن يقاوم علامة الصليب المقدسة:«و حينئذ تظهر علامة إبن الإنسان في السماء و حينئذ تنوح جميع قبائل الأرض و يبصرون إبن الإنسان آتيا على سحاب السماء بقوة و مجد كثير»«متى 30:24»
__________________
(من يُقبل اليَّ لا أُخرجه خارجاً )( يو6: 37) (حينئذ يسلمونكم إلى ضيق و يقتلوكم و تكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل إسمي) ( مت 24:10 ) مسيحيو الشرق لأجل المسيح http://mechristian.wordpress.com/ http://ibrahim-al-copti.blogspot.com/ آخر تعديل بواسطة الحمامة الحسنة ، 22-04-2012 الساعة 08:07 PM |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
لماذا يخاف أتباع الشيطان من علامة الصليب؟؟؟ | amoni | المنتدى العام | 77 | 07-01-2012 03:33 PM |
تكفير الشيفروليه | abomeret | المنتدى العام | 2 | 01-11-2011 08:29 PM |
عمامة النبي صلى الله عليه وسلم تحيط بالفلوجة | Pharo Of Egypt | المنتدى العام | 24 | 29-12-2004 11:08 AM |