تم صيانة المنتدي*** لا تغير فى سياسه من سياسات المنتدى اكتب ما تريد لان هذا حقك فى الكتابه عبر عن نفسك هذه ارائك الشخصيه ونحن هنا لاظهارها
جارى تحميل صندوق البحث لمنتدى الاقباط

العودة   منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة > المنتدى العربى > المنتدى العام
التّسجيل الأسئلة الشائعة التقويم

المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه

 
 
خيارات الموضوع طريقة العرض
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 22-10-2006
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
حول تصريحات بابا روما

حول تصريحات بابا روما

أسس الحوار والتعايش بين الأديان 1

مجدى خليل


في بداية هذه السلسلة من المقالات أود أن أقدم اعتذاري الشخصي إلى الملايين من المسلمين المعتدلين الذين جرحت مشاعرهم بسبب تصريحات البابا بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان ،والتي جاءت في سياق محاضرة لاهوتية فلسفية عن العلاقة بين الأيمان والعقل في جامعة ريجينسبورج بألمانيا يوم 12 سبتمبر 2006. وبالطبع أنا لا أعبر إلا عن نفسي فقط في هذا الاعتذار.

الموضوع الأساسي في العلاقة بين الأديان، بعيدا عن هياج المتطرفين وإندفاعهم كالثيران الهائجة للقتل والتخريب، يتعلق بأسس وقواعد الحوار والتعايش بين الأديان في عالم معولم بعيدا عن مرارات الماضي واجترارمأسى التاريخ.

في تصوري أن هناك قواعد حاكمة، يجب أن يخضع لها الجميع، وخاصة المسلمين، والذي يسعي متطرفوهم لفرض قواعد شأذة من خلال العنف والإرهاب في، مواجهة النقاش المتعقل والحوار الصريح البناء. ويمكن إيجاز هذه القواعد في الآتي:


أولا: ضرورة نبذ العنف

هناك جرائم كثيرة وحروب ومأسي مروعة أرتكبت بأسم الأديان عبر التاريخ تحت مبررات واهية ل "تقديس العنف" وأعطائه مصوغات دينية كانت وجوبية في مراحل كثيرة من التاريخ .هذا العنف المقدس والعداوات الدينية، كانت الأبرز بين الديانات الإبراهمية الثلاثة، اليهودية والمسيحية والإسلام . كما أن التاريخ ملئ بالحروب والمأسي داخل هذه الأديان سواء لأسباب سياسية أو مذهبية.

ولكن حركة النهضة والتقدم والتنوير والعقلانية المرتبطة بالحضارة الغربية قضت على العنف المقدس ومبرراته في اليهودية والمسيحية، فأرتباط اليهودية بالحضارة الغربية جعلها تقطع الصلة تماما بكل النصوص التوراتية التى تدعو للعنف والتي أستخدمت في التاريخ المبكر لليهودية، وأصبحت هذه النصوص العنيفة تشكل تاريخا غير ملزم لليهود في العالم كله منذ مئات السنين. وفي المسيحية تم فصل العنف السياسي عن العنف الديني المقدس، وأصبحت حروب الغرب حروبا سياسية صرفة ذات دوافع ومتطلبات ومبررات سياسية تقوم بها دول سياسية وليست تكتلات دينية.

الوحيدون الذين يتغنون بالعنف المقدس حتى هذه اللحظة هم المتطرفون المسلمون، وياللعجب يطالبون العالم بالأعتذار عن أخطاء العنف المقدس في حين إنهم مازالوا يمارسونه بكثافة حتى الآن. فحتى كتابة هذه السطور لم تقم هيئة إسلامية وأحدة بنفي أو تحييد ما تسمي "بآيات السيف"، بل ولم تقم هيئة إسلامية ذو قيمة بنشر فتوي واحدة لتكفير عتاة الإرهابيين مثل الظواهري وبن لادن والزرقاوي وغيرهم.

بل واستطيع أن أتجرأ وأقول أن الدوافع الوطنية للحروب فيما يسمي بالعالم الإسلامي" دوافع باهتة"، في حين تظل مقولات النصر أو الشهادة والتمتع بالحور العين وغيرها من المغريات الحسية هي الدافع الرئيسي والحافز الجذاب للتعبئة والحشد لأغلب الحروب في العالم الإسلامي ومن الأسباب الجوهرية وراء تفشي العنف وظاهرة الإرهاب الدولي. العنف المقدس حتى كتابة هذه السطور وجوبيا في الفكر الإسلامى سواء كان دفاعيا أو هجوميا، وهناك الكثير من الأسباب الواهية التي تبرر العنف ليس فقط الدفاعي ولكن الهجومى أيضا. هذا هو المنطق الأعوج غير المقبول الذي تتبنأه المجتمعات الإسلامية مع العالم. وهم يتحدثون عن البابا بنديكت السادس عشر وكأنه باعث العنف المقدس وأتحفوه بأكبر قدر من البذاءات والشتائم في حين أن العنف المقدس يمارس فعليا ويوميا من قبل المجتمعات الإسلامية.

أول أسس وقواعد الحوار هو إعلان واضح من قبل المؤسسات الإسلامية المعروفة بنبذ العنف، وتحييد النصوص العنيفة في القرآن والسنة كما حدث مع اليهودية، وإدانة لا لبس فيها لكل الإرهابيين ودعاة العنف المقدس.

كيف يكون هناك حوار حقيقي وصادق في ظل العنف الإسلامي المتواصل سواء اللفظي أو الفعلي.

أعتقد أن هذه هي الرسالة الحقيقية التي أراد بابا روما إيصالها للعالم الإسلامي ولكنها خرجت منه بطريقة غير موفقة، وهو ما أعلنه وزير خارجية الفاتيكان يوم 16 سبتمبر 2006" بأن البابا كان يقصد الوصول إلى خلاصة ترفض رفضا قاطعا واضحا ربط العنف بالدين مهما كانت مصادره"، وهو ما أكدته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بقولها " ما أكد عليه البابا بنديكت السادس عشر كان النبذ الحاسم والمطلق لكل أشكال العنف بأسم الدين".



ثانيا: الاعتذار المتبادل

في بداية الألفية الثالثة قرر بابا الفاتيكان الراحل يوحنا بولس الثاني القيام برحلة إلى الشرق الأوسط سماها "رحلة الحج الأخيرة" لزيارة الأماكن المقدسة هناك. وقبل سفره أعلن قداسته في قداس أقيم في 12 مارس عام 2000 اعتذرا عن الأخطاء التي أرتكبتها الكنيسة الكاثوليكية، وقد اعتذر لليهود عن موقف الكنيسة الكاثوليكية المتخاذل من الاضطهاد النازي لهم، وكذلك اعتذر للكنائس الأرثوذكسية الشرقية عن عنف الكنيسة الكاثوليكية واضطهادها الذي ساعد على إسقاط الكنيسة البيزنطية، واعتذر للروس، واعتذر عن محاكم التفتيش وصكوك الغفران واضطهاد العلماء والمفكرين. ولكنه رفض الاعتذار للمسلمين عن "الحروب الصليبية". وهاج العالم الإسلامي وطالبوه بالاعتذار، ولكنه لم يستجب، لأن الحروب الصليبية هي جزء من أخطاء متبادلة بين المسيحيين والمسلمين، والاعتذار يجب أن يكون من الطرفين.

وقد كتبت وقتها مقالة في القدس العربي بتاريخ 4 أبريل 2000 بعنوان "هل نأمل أن يعتذر شيخ الأزهر عن الأخطاء التي أرتكبها المسلمون".
تحدثت فيها على أن غلق ملف المرارات التاريخية يستوجب اعتذارا متبادلا بين المسيحيين والمسلمين وطالبت شيخ الأزهر في المقابل بالاعتذار عن الآتي :

1- الاعتذار عن عدم السماح بوجود وممارسة أديان أخري في شبه الجزيرة العربية بعد ظهورالإسلام فيها.

2- الاعتذار عن ممارسة قدر كبير من العنف في الدعوة الإسلامية خلال ما سمي بالفتوحات الإسلامية.

3- الاعتذار عن فرض نظام "أهل الذمة" على من لا يدينون بالإسلام من اليهود والمسيحيين، وهو نظام أشبه بالعبودية واستمر اكثر من 12 قرنا حتى الغى عام 1855.

4- الاعتذار عن الأعمال الوحشية التى قام بها الأتراك فى ظل الخلافة العثمانية.

5- الاعتذار عن كم هائل من الفتاوي التكفيرية والتحريضية، ضد غير المسلمين، وأستهداف أموالهم وأرواحهم وبناتهم المستمر حتى كتابة هذه السطور في معظم الدول الإسلامية.

ويمكن الرجوع لهذه المقالة عبر هذا الرابط.

http://www.alquds.co.uk:8080/archive...Tue/Quds19.pdf


ما قصدت أن أقوله أن الاعتذار يجب أن يكون متبادلا .المسيحيون مستعدون لذلك. ففي حين أستطيع القول أن الغالبية الغالبة من المسيحيين في العالم كله يديون "الحروب الصليبية" ، "وصكوك الغفران" و"اضطهاد العلماء وأصحاب الرأي عبر محاكم التفتيش"، فأن قلة محدودة فقط من المسلمين على استعداد لإدانة الغزوات الإسلامية... فهل هذا معقول؟

كان البابا يوحنا بولس محقا في عدم الاعتذار عن "الحروب الصليبية" وعلى العالم الإسلامي أن يصمت عن طلب الاعتذار من الآخرين طالما أنه لا يملك الشجاعة للأعتراف بأخطائه التاريخية والحالية.
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح

الإنتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 11:32 AM.


Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط