تم صيانة المنتدي*** لا تغير فى سياسه من سياسات المنتدى اكتب ما تريد لان هذا حقك فى الكتابه عبر عن نفسك هذه ارائك الشخصيه ونحن هنا لاظهارها
جارى تحميل صندوق البحث لمنتدى الاقباط

العودة   منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة > المنتدى العربى > المنتدى العام
التّسجيل الأسئلة الشائعة التقويم جعل جميع المنتديات مقروءة

المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 24-02-2006
NEW_MAN NEW_MAN غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2003
المشاركات: 3,027
NEW_MAN is on a distinguished road
عادل حمودة: القمار الحلال‏!‏!!

القمار الحلال‏!‏
بقلم : عادل حمودة



في سينما الأبيض والأسود‏..‏ مشهد شهير‏..‏ مثير‏..‏ يعود الباشا الي قصره‏,‏ وهو يشعر بالاختناق والعرق البارد يتفصد منه‏,‏ بينما يبدو عزرائيل محلقا فوق رأسه‏..‏ وما إن تقابله زوجته السمينة‏..‏ المربربة حتي يرتمي علي أقرب مقعد ليقول لها وهو يفك بصعوبة رباطة عنقه‏:‏ أنا ضعت يازينب‏..‏ خسرت ثروتي في البورصة‏..‏ ثم تصعد روحه الي السماء أو يتمدد علي فراشه مصابا بالشلل‏..‏ عاجزا عن النطق والحركة‏.‏

لم يعد ذلك المشهد الي أعمالنا الدرامية برغم عودة كوارث البورصة المصرية الي حياتنا اليومية‏..‏ إن مئات من البشر يفقدون عقولهم قبل أن يفقدوا أموالهم وهم يضاربون بجنون علي سهم يطلع وسهم ينزل في أكبر كازينو قمار لا يحرمه أحد‏..‏ وأخطر عمليات كسب للمال الحرام لا يجرمها أحد‏.‏

لقد تغيرت صورة النصاب في مصر‏..‏ لم يعد ذلك الشخص الذي يتحايل علي ضحاياه ليكسب جنيهات قليلة بدعوي انه مريض في حاجة الي ثمن العلاج أو غريب في حاجة لثمن تذكرة السفر‏,‏ أو ثري جارت عليه الدنيا واجبرته علي بيع مجوهرات العائلة‏..‏ المغشوشة‏..‏ أصبح النصاب المودرن شابا‏..‏ أنيقا‏..‏ يستخدم اللاب توب‏..‏ ويتحدث الانجليزية مثل أهلها‏..‏ ويدخن السيجار الكوبي الفاخر‏..‏ ويعرف كيف يقنعك بإهدار ثروتك وأنت تبتسم‏..‏ ولن تجرؤ في هذه الحالة أن تقاضيه أو تبلغ عنه البوليس والا اتهمك بالسب والقذف وتشويه صورته في المجتمعات الراقية‏.‏

إن مهمة هذا الشاب هي اقناعك بأن فائدة البنوك لا تساوي همها‏,‏ وان أموالك تنتقل من خانة المئات الي خانة الملايين بضربة واحدة في البورصة‏,‏ وان سعداء الحظ الذين سمعوا كلامه أصبحوا من الموسرين بعد أن كانوا من المستورين‏..‏ ويلتقط الناس الطعم الشهي في زمن تتكون فيه الثروات غالبا بالفهلوة وخفة اليد‏..‏ ويجتاح البورصة زحام الطامعين في الملايين السهلة بعد أن سحبوا مدخراتهم من البنوك‏..‏ أو باعوا بيوتا يسكنون فيها‏..‏ أو اقترضوا بضمان مجوهرات عائلاتهم‏..‏ أو فرطوا في أموال تركوها لمراسم الموت والكفن والانتقال الي العالم الآخر‏..‏ تصوروا ان المقامرة في البورصة هي خاتم سليمان السحري الذي يحول التراب الي ذهب ويجعل الجنيه يكسب مائة‏..‏ والمليون تقفز بصاحبها من مقابر البساتين الي منتجعات مارينا‏..‏ لكن‏..‏ هؤلاء الأبرياء وجدوا أنفسهم عرايا من كل ما يملكون‏..‏ فقراء عند ربهم يحسبون‏.‏

لقد تابعت مسيرة رجل أعمال مصري سيطرت شركاته علي البورصة بصورة واضحة في وقت من الأوقات‏..‏ كان قادرا علي شراء كميات هائلة من الأسهم لايجاد طلب محموم عليها‏..‏ مستغلا بعض أجهزة الاعلام في تسريب أخبار عن شركات سيشتريها في الخارج‏..‏ وعندما يصل بسعر السهم الي المستوي المناسب يقوم هو وعائلته ببيع كميات هائلة منه تحقق له ملايين الملايين يحولها الي حساباته في البنوك الأجنبية بالعملة الصعبة التي يجمعها من أسواق الصرافة‏..‏ وهو ما جعل الجريمة مزدوجة‏..‏ جمع أموالا في الحرام وحرمان الاقتصاد الوطني من إعادة استثمارها‏..‏ ولابد أن تؤدي عملية البيع بتلك الكميات الي انهيار سعر السهم‏..‏ وعند حد معين من الانهيار يتدخل الشخص نفسه ليشتري‏..‏ فيحصل علي ما باع برخص التراب‏..‏ ليعود من جديد ويكرر اللعبة نفسها‏..‏ وبين التسخين والتبريد تنتقل مليارات الجنيهات ـ أكثر من مرة ـ من جيوب مئات المصريين المضاربين الي جيبه‏.‏

ويبدو أن هناك من عرف سر هذه اللعبة فقرر أن يلعبها بنفسه دون أن يطرح اسهم شركاته في البورصة‏..‏ يبدو هناك من قرر أن يلعبها باسهم غيره‏..‏ فتكونت عصابة من صحفيين ومضاربين ومغامرين لاستغلال سهم رجل أعمال هارب منذ سنوات بمليارات البنوك ويقيم في أوروبا ويستثمر ما حمله هناك دون أن يفكر في العودة‏..‏ لكن تلك العصابة تنشر اخبارا انه سوي مديونياته وانه لا يقدر علي النوم بعيدا عن بلاده وانه يحزم حقائبه ليعود إليها‏..‏ وللتدليل علي ذلك يسمع الناس ذلك بنفسه في حوار تجريه محطات فضائية معه‏..‏ فيرتفع سعر السهم من قروش الي جنيهات فتبيع تلك العصابة ما تملك من أسهم وتكسب في ساعات قليلة ملايين كثيرة‏..‏ ثم لا تمر سوي فترة محدودة حتي تعود العصابة نفسها الي نشر أخبار تؤكد أنه لن يعود‏..‏ وان قوي الشر حالت بينه وبين وطنه وأهله واصدقائه‏..‏ فينهار سعر السهم فتشتريه العصابة لتكرر العملية ذاتها‏..‏ تشتري‏..‏ تروج لعودة رجل الأعمال‏..‏يرتفع السهم‏..‏ تبيع‏..‏ تكسب‏..‏ تنشر انه سيعود‏..‏ ينخفض السهم‏..‏ تشتري‏..‏ وهكذا‏..‏ لا يتعلم الشطار من كثرة التكرار‏.‏

وفي الأسابيع الأخيرة شد خبراء البورصة شعورهم وهم يرون سهما لشركة لا اصول لها يرتفع بجنون دون مبرر ولو بسيط يوحد الله‏..‏ خمسين جنيها‏..‏ مائة جنيه‏..‏ ثلاثمائة جنيه‏..‏ والطلب يزيد‏..‏ يلتهب‏..‏ ينفجر‏..‏ دون أن يعرف أحد السبب‏..‏ وكأن شياطين الجن والأنس ينفخون فيه‏..‏ ثم فجأة وعند سعر معين شهي قرر المساهمون الكبار في الشركة أن يبيعوا ما يملكون من حصص‏..‏ كسبوا مليارات المليارات‏..‏ اخذوها من جيوب السذج بدعوي انهم لم يضربوهم علي أيديهم‏..‏ ثم كان الانهيار بالمائة جنيه في سعر السهم بين سعر الفتح وسعر الاغلاق‏..‏ نفس اللعبة تكررت دون حساب أو عقاب‏.‏

إن مثل هذه اللعبة حدثت في شركة أنرو الأمريكية صاحبة الفضيحة الشهيرة‏..‏ باع بعض أعضاء مجلس ادارتها اسهمهم قبل المساهمين العاديين وقفزوا من السفينة قبل أن تغرق‏..‏ لكن‏..‏ كانت كل الأجهزة الفيدرالية في انتظارهم علي الشاطيء وهي تحمل الاصفاد لتضعها في أيديهم قبل أن تسوقهم الي السجن‏..‏ علي أن ذلك المشهد لن نراه في بلادنا‏..‏ فهناك علي مايبدو حماية ومشاركة من أصحاب النفوذ ترفع قدر الفاسدين وتضعهم في لجان الحزب الوطني اعترافا ببراعتهم في مص دماء المصريين‏.‏

وتعتمد المكاسب الفاحشة في البورصة علي المعلومات الخفية التي يسهل علي المقربين من الحكومة معرفتها قبل غيرهم‏..‏ مثل طرح أسهم شركة ما‏..‏ بأصول ما‏..‏ للتداول في وقت ما‏..‏ فتسارع أسماك القرش الشرسة لالتهامها قبل غيرها‏..‏ ولا تتركها إلا وقت نهشت لحمها‏..‏ ومصت دماءها‏..‏ وسلخت جلدها وصنعت منه حقائب واحذية للسادة الكبار وزوجاتهم‏..‏ إن مثل هذه المعلومات هي مفتاح المكاسب المفاجئة التي يحققها البعض في البورصة‏..‏ سواء رجال أعمال‏..‏ أو وزراء كانوا رجال أعمال‏..‏ أو رجال أعمال يحلمون لقربهم من الحزب الوطني ان يصبحوا وزراء‏..‏ وكل هؤلاء لهم شركات يجري تداولها في البورصة‏..‏ قفزت اسعارها دون مبرر لمجرد انهم من المهمين‏..‏ الواصلين‏..‏ المحميين‏.‏

وبرغم أن نشرات البورصة اليومية تحرص علي اذاعة قائمة سوداء يومية عما تسميه الانسدار أي المعلومات السرية من الداخل‏,‏ فإنه لا أحد عوقب علي هذه الجريمة الا مدير بنك اجنبي اشتري اسهما باسماء الخدم والسائقين وقدم الي المحاكمة ودخل السجن بعد أن فقد منصبه‏..‏ وبرغم كل التلاعبات التي تقوم بها شركات السمسرة فإنه لا أحد منها عوقب بشدة تقريبا‏..‏ إلا شركة واحدة هرب أحد أصحابها بشيكات تصل الي مائة وخمسين مليون جنيه‏.‏

إن البورصة هي في الأصل مرآة للاقتصاد القومي‏..‏ ومجال طبيعي للاستثمار‏..‏ لكن‏..‏ بشرط ألا تتعامل معها بمنطق كازينوهات القمار‏..‏ قد تتضاعف أموالنا في دقائق أو نفقدها في لمح البصر‏..‏ بشرط أن نفهم أسرارها‏..‏ ونستوعب خباياها‏..‏ ونجيد التعامل معها‏..‏ وقبل ذلك كله نعرف انها في الاصل طريقة لبناء شركات ومؤسسات لا وسيلة لتبديد ثروات‏..‏ لكن‏..‏ الوصول الي هذا التصور يحتاج الي ثقافة اقتصادية عامة تسهم فيها وسائل الاعلام‏..‏ وشفافية من الكريستال تنظمها قوانين صارمة تعاقب من يخالفها مهما كان‏.‏

لقد أصيب عدد هائل من المصريين بالسكتة القلبية والشيخوخة المبكرة وبجلطات مكثفة في المخ‏,‏ بسبب ما جري لهم في البورصة‏..‏ أو بسبب اللعب في البورصة‏..‏ والجهل بالبورصة‏..‏ وفكر بعضهم في الانتحار‏..‏ بل وهناك من انتحر بالفعل وهو يمسك بيده رسالة مكتوبا فيها جملة واحدة‏:‏ القانون لا يحمي المغفلين‏.‏





الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح

الإنتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 03:21 PM.


Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط