|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
|||
|
|||
صورة الإسلام بين محاضرة البابا وأفعال المسلمين
أحمد عصيد
الحوار المتمدن - العدد: 1702 - 2006 / 10 / 13 اتخذت ردود الفعل التي أحدثتها محاضرة البابا منحاها الاعتيادي داخل العالم الإسلامي ، إذ لم تتجاوز حدود الصخب والتنديد والاستنكار والوعيد مع بعض أحداث العنف المرتقبة من مجتمعات أثقلت كاهلها أوضاع التأخر، وكاد يصيب أبناءها اليأس من الخروج من التخلف . لم يتعود المسلمون التفكير في انتقادات غيرهم . إنهم يبدون في الغالب كما لو أنهم مهيأون للانفجار وصبّ غضبهم على العالم المتقدم الذي ما انفكوا يصابون أمامه بالهزائم والخيبات والإهانات المتلاحقة على مدى قرن كامل . والحقيقة أن الإسلام - الذي يعيش في أيامنا إحدى أسوأ فترات تاريخه ![]() وإذا كان البابا ، بحكم الموقع الذي يحتله في العالم على رأس الكنيسة الكاثوليكية ، في غنى عن إيراد بعض عبارات التنقيص في حق النبي محمد والدين الإسلامي ، وإن على لسان أحد الأباطرة القدامى ، متناسيا بدوره التاريخ الأسود للكنيسة في القمع الوحشي ونصب محاكم التفتيش والمقاصل والمحارق ، فإنّ على المسلمين التفكير بجدّية في عدد من الإشارات التي وردت على لسان البابا والتي تدلّ على مقدار يأس العالم من حالة المسلمين المستعصية ![]() تضمنت محاضرة البابا أربعة انتقادات للإسلام والمسلمين لا تختلف في شيء عما قاله عدد من المفكرين المسلمين من رواد التنوير والتجديد أنفسهم ، وهي على الشكل التالي : 1 ـ أن الإسلام قد انتشر بالسيف والغزوات لا بالتبشير والحوار السلمي والحضاري . 2 ـ أن الإسلام لم يأت بأي جديد بالنظر إلى الديانات الأخرى التي سبقته ، وبالنظر إلى الحضارات والثقافات القديمة . 3 ـ أن إرادة الله في العقيدة الإسلامية تحتل كل مساحات الوعي والإيمان ولا تدع أي متنفس للعقل ، مما همّش دور العقل في حضارة المسلمين . 4 ـ أن هناك قدراً كبيراً من العنف في النصوص الدينية الإسلامية وكثير من المضامين اللاإنسانية . إن فحص هذه الانتقادات القوية على ضوء العقل لا العاطفة من شأنه أن يسمح للمسلمين بإعادة قراءة تاريخهم ![]() ![]() فكون الإسلام قد انتشر بالسيف حقيقة لا يجادل فيها من اطلع على أخبار "جيوش الفاتحين" الذين لم يكونوا بلا شك يدخلون بلدان الشعوب المختلفة حاملين الورود و المصاحف ![]() إن كون الإسلام لم يأت بجديد هو أمر يسْهل التيقن منه بالتساؤل عن الحكم الشرعي أو العقيدة التي جاء بها الإسلام دون أن يكون لها وجود سابق في العقائد والديانات والثقافات السابقة . أما الذي يعوق المسلمين عن التفكير بنزاهة في موضوع كهذا فهو فهمهم للإسلام خارج أي حسّ تاريخي ![]() ![]() ![]() وأما عن تهميش دور العقل في الإسلام فلا نحتاج حتى إلى المحاججة أو البرهنة عليه ، فواقع المسلمين اليوم وغربتهم في العالم ، وانعدام أية مشاركة لهم ، ولو بسيطة ، في الثورات العلمية المعاصرة وشططهم في السياسة حتى تنعدم لديهم أية رؤية واقعية مما يؤذن في كل مرة بهزيمتهم ، هي مظاهر كافية لفهم مدى اختناق العقلانية في فضاءات الإسلام ، ليس بسبب " عدم تطبيق المسلمين لتعاليم دينهم الذي يدعو إلى العقل " كما يزعم مروّجو الكليشيهات الجاهزة ، بل لأن أسلوب الإيمان ، الذي ساد منذ البداية ووجد له وسائل السلطة والهيمنة في دولة الخلافة عبر القرون وفي ظل الدولة الإسلامية حتى اليوم ، هو الذي يقوم على تغليب سلطة النص على العقل ، وينتصر للإتباع وعبادة الماضي على الاجتهاد والإبداع ، وهل هناك حجّة على ذلك أكثر من استمرار وجود من يرفض من المسلمين المساواة القانونية بين الرجل والمرأة بحجة وجود " نصوص ثابتة " ؟! ![]() أما بخصوص العنف ، فمثل كل الديانات الأرضية والسماوية ![]() ![]() ![]() ![]() لا شك أن في الإسلام ، كغيره من الديانات ![]() ![]() ![]() ![]() وقد يقول قائل : وما بال البابا قد عمي بصره عما في المسيحية مما هو أكثر من ذلك ؟! والحقيقة أن ما يشفع للبابا هو أنه لا يعود للمسيحية كما كانت عليه من قبل ، ولا يفخر بماضيها الأسود ، ولا ينادي كمثل ما يفعل المسلمون بضرورة " العودة " اليوم إلى أشكال الفهم والتفسير السابقة واتباعها وتطبيقها كما هي رغم أنف الواقع والتاريخ ، بل ينطلق من السياق الراهن الذي فهم فيه الغربيون مسيحيتهم على ضوء ثوراتهم الفكرية والاجتماعية والسياسية ، وفي بلدان كفى المؤمنين فيها شر القتال باسم الدين ، بعد أن فصلوا الدين عن الدولة وطلقوا أسباب الظلم والتخلف إلى غير رجعة . ![]() إن الإسلام بحاجة ، أكثر من أي وقت مضى ، إلى اجتهاد أبنائه لإضفاء نزعة إنسية على صيغة إيمانهم بدينهم وإنقاذه من براثن المقلدين والإرهابيين ، وإشاعة وعي نسبي بالانتماء إلى العقيدة الإسلامية يترك متنفسا للعقل و يمكن المسلم من احترام غيره .
__________________
We will never be quite till we get our right. كلمة الصليب عند الهالكين جهالة و اما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله "كور 1 -1:18" ( سيظل القران اعجاز لغوى فى نظر المسلمين الجهلاء فقط.
لان معظمهم لايستطيع الكتابه بدون اخطاء املائيه ) آخر تعديل بواسطة Zagal ، 12-10-2006 الساعة 11:53 PM |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|