حقيقة الكارثة..... مذبحة الهولوكست......(مدموج)

[maya]

ولا افهم ماهى علاقه انكار المحرقه بأزدراء الساميه ؟

سؤال غريب ما علاقة إنكار المحرقة بمعاداة السامية ؟ ماذا نسمي إذاً من ينكر الهولوكست هل هو إنسان حر يعبر عن رأيه ويحب اليهود ؟

أحمدي نجاد عندما نفي المحرقة هل كان يرسل علامات محبته الشديدة لليهود ؟ وما كانت دوافعه أليس العداء والكراهية العمياء لكل ما هو يهودي وهو موقف أيديولوجي عقائدي موغل في التنشئة الفكرية والعقلية لذلك الشخص جعله يستكثر على اليهود أن يتألموا ويبكوا قتلاهم ويذكروا العالم بما حدث لهم ، وذلك ليس بدافع التوثيق التاريخي أو التحقيق الثقافي إنما كان بدافع الكراهية والحقد ، فبماذا يختلف عنه ويليامسون ؟

عندما نتحدث عن الهولوكست نحن لا نتحدث عن نظرية أو مفهوم يحتمل الخطأ والصواب ، ولا نتحدث حتى عن الدين الذي هو مصدر خلاف بين البشر بين من يؤمن بدين معين ويقدس إلهه وأنبيائه و رموزه وكتابه المقدس ويحترمها ويثق بها ثقة تامة وشخص آخر لا يؤمن بذلك الدين ولا قيمة له بالنسبة إليه ويمضي وقته في التشكيك وإبراز عيوب ومساوئ أديان الآخرين وإقناعهم أن دينه هو الصحيح وهو الطريق الحق للوصول إلى السماء ..

الهولوكست هي حقيقة تاريخية جرت قبل أقل من 100 سنة في عصر كان فيه تصوير وكتابة وأرشيف وفيديو ، نحن لا نتحدث عن حرب أو جريمة حدثت قبل ألف أو ألفي سنة حتى نقول أن ما حدث يحتمل المغالاة والتزوير والتحريف التاريخي أو لم يكن هناك صور أو وثائق أو شهود عيان يعيشون لحد اليوم ويروون ما حصل لهم ، فكيف لعاقل أن يشكك في غرف الغاز وهو يراها أمامه على شاشة التلفزة أو يراها شخصياً إن زار معسكرات الموت النازية الموجودة لحد الآن وإلى جانبها أطنان من الأحذية والشعر البشري للضحايا ؟

فما معنى أن شخص يفترض أن يكون مثقف وأمامه كل وسائل الاتصال والإعلام و الفضاء مفتوح أمامه ليرى كل الحقائق ومع ذلك ويأتي وينكر المحرقة ولا يريد أن يذهب ليتأكد بنفسه أيضاً ، بل يبحث عمن هم أمثاله من العنصريين والحاقدين والمعادين للسامية ويقرأ لهم ويقول لك انظر المحرقة لم تقع ، هذا ليس أسلوب تفكير ولا منطلق للبحث .....

فمثلاً الأقباط يتحدثون عن اضطهاد من قبل المسلمين بحقهم في مصر ويأتون بالأدلة والوثائق والصور والتصريحات ومقالات الجرائد ومقاطع فيديو ، فإن جاء شخص ما وقال كلام الأقباط غير صحيح ولا يوجد اضطهاد وكله إشاعات مغرضة من أقباط المهجر ضد الدولة ورغم كل الأدلة التي أمامه لا يقتنع فماذا يمكن أن نسمي مثل ذلك الشخص ؟ صديق للأقباط أوأن له رأي خاص ويعبر عنه ، وماذا إن جاءت السلطات وأعطته منصب رفيع رغم تصريحاته هل سيصفق له الأقباط ويقولون ليعبر ما يشاء عن أفكاره ؟ .....

وكمثال أدق ماذا يمكن أن يسمى من ينكر ما جرى في الكشح ويقول لك أنها أحداث لم تقع وفيها مبالغات ، ماذا يمكن أن يسمى هذا الشخص هل هو معادي للكشح وأهل الكشح فقط أم للأقباط عموماً ؟

سؤال غريب - ايضــا ماهى الصله بين الثقافه الكاثوليكيه والمحرقه ؟

أنا لست في مورد تفسير كلام الفاتيكان وما يقصده ، ولكن هناك وقائع تقول ( إن أخذنا الموضوع بحسن نية مفرطة ) ، أن بابا الفاتيكان في تلك الحقبة ( بيوس الثاني عشر ) متورط في قضايا الإهمال واللامبالاة وعدم الإكتراث بمصير اليهود في أوروبا ، ولم يقم بأي جهد لمحاولة تهريبهم قبل الحرب ومع ظهور بوادر الاضطهاد والإبادة ضدهم والتي تبلورت بأصدق صورة في ليلة الكريستال المهشم ، وعلى مدى الحرب لم يقم بيوس الثاني عشر بأي مجهود لمساعدة اليهود أو استغلال نفوذه ومكانته الدينية بالطلب من زعماء دول أوروبا تسهيل هروب اليهود إلى أميركا أو بلدان آمنة ، وساهم عن قصد أو غير قصد بتحويل بلدان كثيرة في أوروبا إلى أقفاص أغلقت فيها الحدود وبقي اليهود فيها ينتظرون الموت ، وحتى عندما انتهت الحرب تحدث البابا عن ضحايا الحرب ومآسيها ولم يذكر ولو لمرة كلمة يهود والمأساة الفظيعة التي تعرضوا لها ، رغم أنه زعم أنه كان يعمل ضمن سياسة هادئة متعددة الأطراف لمحاولة مساعدة اليهود وهذا غير صحيح فلا ثمار في الشجرة فكيف نثق بمجهود الفلاح ، يضاف إلى ذلك المراسلات السرية التي تمت بينه وبين هتلر والتي يرفض الفاتيكان الكشف عنها فما هو السبب ؟

كما كان من الكاثوليك من قام بالإبلاغ عن جيرانهم اليهود وتسليمهم للنازيين للخلاص منهم والاستفادة من ممتلكاتهم بسبب الطمع والكراهية الدينية بالدرجة الأولى ، ولكن هذا لا ينفي بأي صورة قيام كنائس ورجال دين كاثوليك وأشخاص عاديين كاثوليك أمناء ومحبين وشرفاء قاموا بإنقاذ أرواح آلاف اليهود وساعدوا بتهريبهم وإنقاذ أطفالهم رغم أن عقوبة مساعدة اليهود كانت الموت أو السجن لفترات طويلة ، إلا أن أولئك الناس ضحوا بكل شيء لأجل مساعدة الناس ، وحتى منهم من مات دفاعاً ومساعدة لليهود ، ولكن كل ذلك كان بمبادرات شخصية وفردية وإنسانية وليس بأمر مباشر من البابا بيوس الثاني عشر ...

وحتى ظهر تعاون رائع بين الكاثوليك والبروتستانت في مجال مساعدة اليهود على الهرب، فليست الديانة الكاثوليكية أو الكنيسة الكاثوليكية بمجملها هي المستهدفة أو المنتقدة إنما تصرفات البابا آنذاك وبعض من أتباعه التي لا نعرف إن كانت إهمالاً أم قصداً لهدف آخر .......

لكن هناك صورة لبيوس الثاني عشر في متحف ياد فاشيم في أورشليم مع شرح لم يرق للفاتيكان الذي يرفض الإتهام الموجه لبيوس الثاني عشر ويريد تطويبه ورفعه لمرتبة قديس وهذا ما أثار جدلاً كبيراً قبل أشهر قليلة ....