تم صيانة المنتدي*** لا تغير فى سياسه من سياسات المنتدى اكتب ما تريد لان هذا حقك فى الكتابه عبر عن نفسك هذه ارائك الشخصيه ونحن هنا لاظهارها
جارى تحميل صندوق البحث لمنتدى الاقباط

العودة   منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة > المنتدى العربى > المنتدى العام
التّسجيل الأسئلة الشائعة التقويم

المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 21-08-2007
Zagal Zagal غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2004
المشاركات: 4,351
Zagal is on a distinguished road
lol اخوان الخراب اتمسح بيهم البلاط

حوار مفتوح . . . مع أبي الفتوح

سيد القمني
elqemany@yahoo.com
الحوار المتمدن - العدد: 2015 - 2007 / 8 / 22


في حوار هام ، بل و خطير ، مع القطب الإخواني الأشهر الأستاذ عبد المنعم أبو الفتوح ، منشور على موقع الإخوان و إسلام أون لاين و مواقع إسلامية أخرى عديدة ، قدم الأستاذ أبو الفتوح تعريفه لمصطلح الدولة الإسلامية ، و اعتبر أن دولاً مثل مصر أو الأردن هي دول إسلامية بالفعل ، فهل قرر الإخوان التخلي عن فكرة الاستيلاء على الحكم لإقامة دولة إسلامية ؟ ثم إنه يقول في هذا الحوار إن الإخوان مع دولة مدنية لا دولة دينية ، و أن من يحكم في هذه الدولة متخصصون مدنيون ، فماذا تبقى إذن من الإخوان ؟ نحاول هنا أن نعيد قراءة ما قال أبو الفتوح عسانا نعثر عند الإخوان على موقف واضح غير ملتبس من موضوع الدولة المدنية أو الدينية ، فيما استجد على فكرهم هذه الأيام .
يقدم أبو الفتوح في البداية تعريفه و فهمه لمصطلح الدولة الإسلامية بأنها ؛ هي التي تعيش فيها أغلبية مسلمة ، و عملاً بالمبدأ المنحاز للأغلبية فإنها تكون دولة مسلمة و ديموقراطية في آن معاً . و هو تعريف إضافة لكونه غير دقيق ، بل و غير صحيح بالمرة كما سنرى الأن ، فإنه يشير إلى أن الإخوان مع ارتباكهم امام الإنفتاح على العالم ، بعد حضور هذا العالم إلى بلادنا بعد سبتمبر 2001 ، لم يعودوا بقادرين حتى على تحديد مفاهيمهم الخاصة بهم بشكل واضح ، فقد اعتادوا الخطابة في زمن ما قبل 2001 ، و اعتاد الناس أن يسمعوا تلك الخطب و ما فيها من مفاهيم و مصطلحات ؛ مثل : الأمة ، و المجتمع المسلم ، و الدولة الإسلامية ، و ديار الإسلام ، دون تحديد واضح دقيق لمثل هذه المفاهيم التي أزعم أنها جميعاً بلا دلالات حقيقية أو واقعية و أنها كلام واهم ، و وهم كلام ، بلا معنى و لا دلالة واحدة سليمة . و نموذجاً لذلك ما يلقيه علينا هنا الاستاذ عبد المنعم أبو الفتوح ، الذي قرر أن يقدم الإخوان للعالم عبر مفاهيم و اصطلاحات جديدة تتفق و الوجه المطلوب للعالم الجديد .
لنبدأ بتعريفه للدولة الإسلامية بتلك التي تسكنها أغلبية مسلمة ، و هو ما يعني أن دولة عمر بن الخطاب أو دولة الأمويين لم تكن دولة إسلامية ، لأنها حسب تعريفه معظم سكانها لم يكونوا مسلمين ، و لم يحكم العرب المسلمون هذه الدولة إذن بالمبدأ الديموقراطي ( الأغلبية ) الذي يأخذ به أبو الفتوح اليوم و ينسبه للدولة الإسلامية ، لأن الحاكمين كانوا هم الأقلية بل كانوا أقلية الأقلية ، و لم يحكموا بحكم الأغلبية بل بحكم الغلبة و القوة المسلحة الغاشمة .
إن تعريفاتهم تتغير بحثاً عن قناع جديد يناسب المستحدثات العالمية ، و لأنها يتم تفصيلها فإنها عادة ما تأتي غير علمية و زئبقية و ملتوية كالحرباء . لقد كان تعريف الدولة المسلمة زمن الخلافة الراشدة هي الدولة التي يحتلها المسلمون لأنهم كانوا لا يعرفون لأنفسهم دولة . و لأنهم لو أخذوا بتعريف أبو الفتوح و بمبدأ الأغلبية الديموقراطي لكانت دولة أبو بكر غير مسلمة ، لأن ثلاثة أرباعها كانوا مرتدين ، و دولة عمر ، و عثمان ، و عليّ ، التي ضمت الشام و العراق و مصر كانت غير مسلمة بدورها لأن غير المسلمين كانوا هم أغلبية السكان الساحقة ، و الأمر ببساطة هو أن مفهوم الأغلبية و الأقلية كمفهوم سياسي حديث لم يكن معلوماً و لا مفهوماً للمسلمين ، لا في دولتهم البدائية الأولى بالحجاز ، و لا بعد تشكيل الإمبراطورية الإسلامية . و لم يحكم هذه الإمبراطورية سوى السادة العرب ، ثم من بعدهم الترك العثمانيين بحكم قدسية الخلافة المستبدة بالعنصر و الدين وحدهما ، لا بالأغلبية و لا بالأقلية ، فهذا نظام لا يعرفه الإسلام فهو نظام غير إسلامي ، فما لأبي الفتوح و مصطلحات قانون الغرب الذي يطلق عليه المتأسلمون إخواناً و إرهاباً اسم : الطاغوت ؟
هذا وجه من وجوه الإخوان ، و هناك وجوه أخرى ، و كل له دورر مقسوم يقوم به ، فالمرجع الفقهي للإخوان و بقية الجماعات الشيخ قرضاوي ، و لأنه ليس شريكاً فعلياً في العمل السياسي المباشر و الحركي ، أو هو يزعم ذلك ، تفرغا منه كمرجع فقهي للجميع . فإنه يملك مساحة أوسع للمناورة و للقول الأصرح ، فهو يصر على تعريف الدولة الإسلامية بتلك التي تحكم بشرع الله ، و لا يرى دولاً مثل مصر و الأردن دولاً إسلامية كما رأى أخوه أبو الفتوح ، أبو الفتوح يناور و قرضاوي يعلن منافيستو واضح المعالم يقول : " إن إقامة الدولة المسلمة التي تحكم بشريعة الله و تجمع المسلمين على الإسلام و توحدهم تحت رايته ، فريضة على الأمة الإسلامية . . و على الدعاة إلى الإسلام أن يعملوا بكل ما يستطيعون للوصول إليها و يهيئوا الرأي العام المحلي و العالمي لتقبل فكرتهم و قيام دولتهم / كتابه : الصحوة الإسلامية بين التطرف و الجحود / ص 222 ، 223 " . و أبو الفتوح و قرضاوي كلاهما قطب بل و قرن من قرون الإخوان المسلمين . و كلاهما له أهداف سياسية ، الثاني حركي ، و الأول تنظيري مهمته الدعاية و التوجية المعنوي ، يحض الدعاة لترك ضمير المسلمين و دينهم الذي هو وظيفتهم الحقيقية ، للإنخراط في العمل السياسي الحركي المباشر.
لكن مشكلة مشايخنا و الإخوان معاً ، أن زادهم من العلم السياسي يعاني من فقر مدقع / كما هو شأنهم مع كل المعارف الإنسانية و العلوم المختلفة ، لذلك عندما يتحدثون في السياسة تسمع منهم عجبا . كما سمعنا من هنيهات تعريف أبي الفتوح للدولة المسلمة بأنها ذات الأغلبية المسلم حسب المبدأ الديموقراطي ، خالطا بين زمن و زمن أتى بعده بأربعة عشر قرناً ، مستخدماً المصطلحات المعاصرة كالديموقراطية مع دولة بدائية عتيقة ، خالطاً بين معنى الشعب و معنى الدولة ، فالدولة مجموع مؤسسات و هيئات وظيفية ، بينما الشعب المصري مثلاً غالبيته من المسلمين حقاً ، لكن دولته تقوم على المؤسسات و الهيئات ، و ليست مسلمة و لا مسيحية ، منذ فجر تاريخ البشرية على الأرض و هي دولة يعيش عليها شعب مصري تتغير دياناته ، و معتقداته ، و ثقافاته ، و تتعدد روافده ، و يظل مصرياً في دولة مصرية .
و لو لزم القول بأن مصر دولة إسلامية للزم التوضيح هل هي شيعية أم سنية ، وهابية أم حنفية أم إخوانجية أم طالبانية ؟ ، بينما تظل الدولة المصرية مصرية حتى لو سكنها الجان من أي ملة أو عنصر . و لو كانت الدولة ضمن اهتمامات الدين الإسلامي ، لو كان السلف الصالح على قناعة بدولة إسلام ، لقاموا هم بتعريف هذه الدولة المسلمة و أجابوا هم عن السؤال ، و هم لم يقولوا في ذلك شيئا ، و هم الأعلون ، فهل من حق الإخوان أن يقولوا ؟ ثم ما حكاية : ( إسلامية بالأغلبية ) حسب المبدأ الديموقراطي ؟ فمتى آمن الإخوان بالديموقراطية ؟ و من أين حصلوا عليها ؟ و هي غير موجودة في إسلامنا و لم يعرفها سلفنا الصالح و لا نبينا ، لأنها لو كانت موجودة لكانت دولة الخلافة دولة غير إسلامية بحكم الأغلبية . إن سلفية الديموقراطية لا تعود إلى الحجاز إنما تعود إلى أثينا و روما قبل ظهور الإسلام بقرون طوال تصل إلى الألف عام ، و لم تعرفها بلاد الحجاز من يومها و حتى يومنا هذا !!!
__________________
We will never be quite till we get our right.

كلمة الصليب عند الهالكين جهالة و اما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله "كور 1 -1:18"


( سيظل القران اعجاز لغوى فى نظر المسلمين الجهلاء فقط.
لان معظمهم لايستطيع الكتابه بدون اخطاء املائيه )

الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 21-08-2007
Zagal Zagal غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2004
المشاركات: 4,351
Zagal is on a distinguished road
في نظام الحكم الإسلامي ليس هناك شئ اسمه الديموقراطية ، لا يعرف أغلبية و أقلية ، لأنه لا يوجد شئ اسمه رأي الرعية ، بدليل أن الأقلية العربية هي التي كانت تحكم بمشاركة الفقهاء فقط و لا وجود للرعية . الخليفة عثمان كان يتصرف دون أن يأخذ رأي أغلبية أو أقلية .و قتله بعض المسلمين من خيار الصحابة و أبناء الصحابة دون أن يأخذوا رأي أغلبية و لا أقلية و دون أن تخرجهم جريمة قتل الإمام من الملة ، فهذا القتال هو الوحيد في تاريخ المسلمين الذي لا يأثم فيه المسلم إن قتل مسلماً من أجل الجاه أو السلطان ، أو المال . و كان القتلة رعية عرب مسلمين يقومون بمهمة نشر الإسلام في مصر ، فلما علموا أن هناك أموالاً تؤخذ و مناصب توزع ، تركوا مهمتهم السامية و عادوا إلى يثرب يطالبون بنصيبهم حتى قتلوا خليفتهم ، فهل هذه هي الديموقراطية و تلك هي الدولة التي يقصدها أبو الفتوح ؟ أم تراه يرى دولته ستكون أكثر إسلاماً و أقل عيوباً من دولة الراشدين ؟
لو كان هناك رأي لأغلبية لأخذ أبو بكر و هو خليفة برأي الصحابة و علي رأسهم عمر بعدم قتال مانعي الزكاة ، و لما أنفذ رأيه المتفرد و أعلن عليهم الحرب على عدم رغبة الأغلبية من كبار الصحابة .
لو كان هناك أي اعتبار لمعنى الأغلبية لأخذ عمر برأي تسعة من عشرة من خيار الصحابة استشارهم في قيادته لجيوش الفتوح بنفسه ، و قالوا بوجوب إمارته للجيوش ، لكنه أخذ برأي العاشر وحده ، و هو عبد الرحمن بن عوف الذي قال بوجوب بقاء الخليفة سيداً للمدينة ، و إرسال الجيوش تحت قيادات أخرى ، و لم يأخذ برأي التسعة .
إن الإسلام كما نعلم عنه جميعاً هو علاقة عبد بخالقه و لا علاقة له بدولة و لا حكومة و لا سياسة ، لو كان مهتماً بذلك لوضع شكلاً محدداً لنظام الحكم و مؤسساته ، و طرق تبادل السلطة ، و أساليب توزيع الثروة ، و لما تقاتل الصحابة الأجلاء على الأموال المنهوبة من البلاد المفتوحة ( تراثنا الإسلامي يسمي ذلك بوضوح : نهب ) كل هذا القتال ، لأنه كان سيكون لديهم طرقاً سياسية مقدسة محددة سلفاً لكل مسلم ، لكن لأن ذلك كله لم يكن في الإسلام ، فقد حدثت الفتنة الكبرى ، و عندما تم التعامل مع الدين في السياسة لم يكن أبداً لصالح الدين ، و ألحق أفدح الضرر بالسياسة ، مما أدى لمقتل عثمان و بداية الفتنة الكبرى ، و محاربة عائشة أم المؤمنين لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه حرباً دموية وحشية بكل المقاييس ، و محاربة كاتب الوحي معاوية لعلي مكرم الوجه ، و محاربة الخوارج لكليهما ، بل و انقسام دين المسلمين إلى قسمين لا يلتقيان و لا يلتئمان أبداً : شيعة و سنة و يستبيحون دماء بعضهم البعض و كلاهما مسلم ؟ !! ، و لأن نظام الحكم لم يكن اهتماماً إسلامياً تمت استباحة مدينة رسول الله ثلاثة أيام في وقعة الحرة ، الكريهة ، و تم ضرب الكعبة و حرقها بالمنجنيق على المتحصنين فيها . كل هذه الأضرار الفوادح لحقت بالدين عندما تم إلحاقه بالسياسة و هو غير مشغول بها ، مما أدى إلى ضرر مماثل على الجانب السياسي .
و لأن الإسلام لم يهتم بمسألة أنظمة الحكم و الإدارة ، فقد ترك المسلمون الفاتحون البلاد المفتوحة تدار كما كانت تدار بالأساليب الرومانية و الساسانية ، و هي أساليب غير إسلامية اخترعتها شعوب غير عربية و غير مسلمة منذ قرون طويلة ، بل و أمر الخليفة عمر بإنشاء دواوينا عربية هي نموذج لما كان في السابق في دولتي الفرس و الروم .
***
نتابع القطب الإخواني عبد المنعم أبو الفتوح و هو يقوم بتحديث الفكر الإخواني ، طلباً للأنخراط في العملية السياسية ،في ظرف عالمي جديد يختلف بالمرة عن زمن نشأة الإخوان ، فيقول : " إني أرى أن كل الدول التي أغلب سكانها من المسلمين هي دول إسلامية حسب المبدأ الديموقراطي سواء مصر أو الأردن ، و ذلك لا يعني أننا نوافق أو نرضى عما لحق بهذه الدول من فساد و عطب ، متمثل في استبداد سياسي و فساد اقتصادي و خلقي " .
لو حاسبنا أبو الفتوح هنا على قدر ما قال هو ، لقلنا له : أنه حسب المبدأ الديموقراطي ، فإن أبا الفتوح يتكلم باسم جماعة الإخوان و هم أقلية في مجتمعنا المصري ، و مع ذلك يتكلم كما لو كان أغلبية ، و يفعل جميع الإخوان فعله ليترسب في الأذهان بالتكرار ، أنهم ليسوا أقلية ، و أنهم ليسوا منشقين على شعبهم ، متمردين علي الحكومة القائمة ،و الأقلية كما قال هو لا تفرض رأيها على الأغلبية ، ناهيك عن كون هذه الجماعة أقلية خارجة على القانون و جماعة غير شرعية حسب قانوننا المدني .
و أن أبا الفتوح إذ يلزمنا بصفته كمفكر و حركي إسلامي إخواني ، فإنا نلزمه بهذا الإسلامية و أن يطبق على نفسه قوانين الشريعة الإسلامية ، لأن معارضته للنظام الحاكم هي تمرد على دين الإسلام نفسه الذي أمرنا بطاعة ولي الأمر ، و " أطع الأمير و أن ضرب ظهرك و أخذ مالك ، و لو كان عبداً حبشياً فاسقاً فاجراً / أحاديث صحاح " حرصاً على عدم الفتنة كما تؤكد المراجع السنية ، التي هي مراجع الإخوان بوصفهم وهابية حنبلية سنية ، فهو إما أن يعارض لكن بعد أن يخلع صفة الإسلامية عن سياسته و مواقفه ( حتى نصدقه ) و إما أن يتمسك بصفته الإسلامية و يصمت و لا يشارك في الفتنة لعن الله من أيقظها ( حتى نحترمه ) .
في دولتنا الحالية و التي أنشأها محمد علي كدولة حديثة ، يلزمك كي تتهم غيرك بالفساد أن تحصل على حكم قضائي يدين الفاسد أولاً ، و حديثه عن الفساد في الدولة الإسلامية يلزمه أولاً تقديم وثائقه و الحصول على حكم قضائي بذلك ، و إلا كان حسب الشريعة الإسلامية قاذفاً يستحق الجلد عارياً على ملأ من المسلمين . ثم عليه في المقابل أن يثبت هو نزاهة نفسه و جماعته كمدعين بالفساد على الحكومة ، و تقديم سيرة واضحة تحترم القانون و الأخلاق و القيم ، و هو كجماعة لا يتصف بمثل هذه السيرة بالمرة ، و صحيفة سوابقهم تمتلئ بألوان الجرائم أشكالاً و أنواعاً .
إذا تحدثنا لغة الإسلام فإن ما يراه من فساد اقتصادي في الدولة القائمة ، رآه عثمان حقاً له كخليفة ، و رآه العرب المصريون فساداً فقتلوه ، لأنه ليس في الإسلام قانون واضح يحمي المال العام ، لذلك فجريمة الاختلاس من المال العام تقع تحت شبهة المشاركة فيه ، فلا تصبح سرقة ، كذلك فإن سرقة سيارة ليست سرقة لأنها حسب الشرع سائبة كالبغال و الحمير ، و الإبل و الماعز التي ترعى سائبة ، أما سرقة الكاسيت الموجود بداخلها فهو جريمة سرقة تستحق القطع لأن الكاسيت كان في حرز مغلق . و لأنهم لا يعترفون بأن ذلك زمان يختلف في قيمه و شرائعه عن زماننا ، يسقطون في شراكهم اللفظية و الشرعية . نحن بالطبع ضد الاستبداد و الفساد الاقتصادي و الأخلاقي ، لكن أسوأ الفساد هو الانتهازية بالدين ضد الوطنية مما يبذر بذورالشقاق و الفتنة في المجتمع .
في جملة واحدة يقول أبو الفتوح نقيضين : " هناك فساد أخلاقي و نحن ضد الخروج عن المبادئ الإسلامية " . . . لأن تعريفهم للفساد غير تعريفنا اليوم للفساد ، فالمبادئ التي يقول إنها إسلامية ترى العبد الآبق كافراً حتى يرجع إلى مواليه ( حديث صحيح قام عليه فقه بكامله ) ، و مبادئنا تراه مناضلاً عظيماً في سبيل الحرية يستحق أن تقام له التماثيل في الميادين ، المبادئ التي يقول إنها إسلامية تبيح تجارة الرقيق و ركوب الجواري و التمثيل بالأحياء قطعاً و رجماً ، فتحت أي بند من مبادئ الأخلاق تقع هذه المبادئ الإسلامية ؟ أو ليس من حقنا كمسلمين ملتزمين أن نحصل على ملك اليمين ، و هو شرع شرعه ربنا و بنى عليه مفكرونا فقهاً كاملاً ؟ لماذا لا تعيدون إلينا الجواري كما فرضتم الحجاب ، تكافحون من أجل شئ ليس في شرعنا اسمه الدولة الإسلامية و لا تكافحون لتنفيذ شريعة الله في أرضه بعودة نظام العبودية . إنهم يرون نكاح ملك اليمين فضيلة و نراه نحن اليوم بمنطق عالمنا اغتصاب يعاقب عليه بالإعدام . يرون تعدد الزوجات فضيلة و لا نراه كذلك ، يرون السياحة و البنوك من فعل الشيطان الرجيم ، و نرى نحن بنوكه الإسلامية تمثيلية هزلية رخيصة يشارك فيها البنك و المودع لخداع الذات ، حيث يذهب كل المال إلى مساره الطبيعي الربوي في حركة الأموال العالمية .
أليس هذا تدليساً على الرب ؟ ثم ألا يشير إلى أننا أصبحنا ذهانيين ؟ نحن كليبراليين نرى سياحتنا وحدها كفيلة ببروز مصر إلى صدارة الأمم المحترمة إن أحسنا استخدامها كأكبر كنز أثري في العالم كله ، وفق تقنيات العصر و أساليبه ، و هم يرونها فسقاً و فجوراً و وثنية .
__________________
We will never be quite till we get our right.

كلمة الصليب عند الهالكين جهالة و اما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله "كور 1 -1:18"


( سيظل القران اعجاز لغوى فى نظر المسلمين الجهلاء فقط.
لان معظمهم لايستطيع الكتابه بدون اخطاء املائيه )

الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 21-08-2007
Zagal Zagal غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2004
المشاركات: 4,351
Zagal is on a distinguished road

هم يرون أن قراءة الموظفين القرآن أثناء العمل فضيلة ( و إلاما فعلوها ) ، و نراها نحن تعطيلاً لمصالح العباد ، فهذه هي الرذيلة المرذولة و النطاعة المكروهة نفسها .
إن الفساد يعني الخروج على قاعدة أخلاقية أو قانونية وضعية كما يفهمه العلم الإنساني ، أو هو حسب الفهم الديني خروج على قاعدة شرعية دينية سماوية . فإذا قصد أبو الفتوح من الفساد جانبه الوضعي : كسياسات جمارك ، و بنوك ، وجنسية ، و ضريبة ، و محاكم إدارية ، و جنائية ، فإن جماعة الإخوان حسب هذه القوانين الوضعية هم أول الفساد ، لأنهم جماعة غير شرعية فسدت بخروجها على القانون الوضعي بوجودها رغماً عنه ، فسدت بإصدار صحف و نشرات دون تراخيص ، فسدت بشركات توظيف الأموال و نهب أموال الفقراء ، فسدت بغسيل الأموال بعد أن تم القبض مؤخراً على حوالي 135 شركة إخوانية تغسل الأموال القذرة الملوثة ، فسدت بجمع الأموال لتمويل جماعات الإرهاب الدولية ، فسدت باختراقها قواعد الاستثمار البنكي بما يدمر اقتصاد الوطن .

أما النوع الثاني من الفساد الذي يكون بالخروج على قاعدة دينية شرعية ، فإن شر الفساد في هذا النوع ليس بالخروج على القاعدة فقط ، بل ضربها بالحذاء علناً ، فقد ساهم الإخوان بالصمت و السكوت على تعطيل شرع الله فصمتوا على تحريم العقوبات البدنية ، و الرق ، و السبي ، و يعدوننا أنهم سيقطعون أيدينا إن شاء الله بالشريعة عندما يحكمون ! ! ألا يوجد بين الإخوان سارق واحد أو زاني واحد الآن لتطبقوا عليه شريعة الله ، التي تزعمون أنكم حراسها . . . . حتى يصدقكم المسلمون ؟ أم تنتظرون الوصول إلى حكمنا لتكونوا أنتم الحاكمين القاطعين . . . . و نحن المقطوعين ؟
***

يتابع القطب الإخواني عبد المنعم أبو الفتوح مبرراً فشل التجارب الإسلامية الحديثة في إقامة دول إسلامية قوية ، أو ديموقراطية ، بقوله : " حسب المبدأ الديموقراطي . . ليس غريباً أن يفشل الإسلاميون هنا أو هناك مثل غيرهم ، فليس عيباً أن يفشل فصيل إسلامي فيأتي فصيل آخر ، لأن العبرة بالمبادئ و القيم و ليس بالبشر ، و ان الإخوان ليسوا كغيرهم من الفصائل التي تكفر المجتمع " . و هو قول يعني أن المبادئ و القيم تقتصر على الإسلام و الإخوان باعتبارهم حماتة و المتحدثين باسمه ، و يعني أيضاً اعتراف الإخوان أنهم بشر يخطئون و يصيبون ، و في حال فشل فصيل في الحكم لا يعني فشلهم مطلقاً ، بل يمكن أن يأتي فصيل آخر و ينجح حسب المبدأ الديموقراطي ، ثم يميز بين فصيلة و بقية فصائل الإسلام السياسي بأن الإخوان ليسوا كغيرهم من الفصائل التي تكفر المجتمع ، و بذلك هم ليسوا ضد المجتمع و لا الديموقراطية ، و من ثم يحق لهم الانخراط في العملية السياسية .

إخواننا الإخوان لا يروننا دولة عمرها المؤسسي سياسياً و اقتصادياً و قيمياً و قانونياً يمتد لأكثر من عشرة آلاف عام إلى الوراء ، فهذا تاريخ يستحي منه الإخوان ، لأنه تاريخ قوم وثنيين و غير عرب و غير مسلمين ،لذلك لا تجد له آي ذكر في أدبياتهم بل و لا أي اعتبار ، باعتباره شئ غير موجود ، و باعتبار أن تاريخ مصر يبدأ مع وفود الجيوش العربية فاتحة لها ، مع ركوب أول عربي لأول إمرأة مصرية في العريش .
الإخوان لا يرون بأساً في إخضاعنا لعمليات تجريب و وضعنا حقل تجارب لجهلاء السياسة و أغبياء الاقتصاد ، و يعطون هذا الحق لأنفسهم بعد أن قصروا المبادئ و القيم على التجربة الإسلامية ، منكرين على البشرية كلها مبادئها و قيمها قبل الإسلام و بعد الإسلام ، بل و منكرين على الأنبياء السابقين أن يكون لهم مبادئ و قيم كما للتجربة الإسلامية .
القيمة التي يركز عليها الإخوان هذه الأيام هي الديموقراطية و الحريات ، و هو ما يجعل المسلم البسيط يتساءل ، إذا كانت الحريات كما نعرفها اليوم ، و إذا كانت الديموقراطية السياسية ، من قيم الإسلام و مبادئه ، و أن لها أسساً إسلامية في ديننا أياً كانت التسميات : شورى ، بيعة ، . . . ، فلماذا لم يطبقها أبو بكر أو عمر أو عثمان أو علي أو معاوية ، و هم كبار الصحابة و ملوك الإمبراطورية في عزها و مجدها ؟
إن الديموقراطية هي تداول السلطة بشكل سلمي ، فلماذا لا يذكر لنا أبو الفتوح خليفة واحداً تولى الحكم ديموقراطياً منذ ظهر الإسلام و حتى سقوط دولة طالبان غير مأسوف على شبابها . أو هل كان الولاة يتم اختيارهم من قبل أهالي الأقاليم ؟ إن هذا كلام يفضح تمسك أبو الفتوح و إخوانه بالفلسفة العربية للفتوحات التي لم تعرف للبشر حقوقاً و لا كرامة ، و تبعاً لها تحول الناس الأحرار في بلادهم بعد الفتوحات إلى عبيد و موالي و أهل ذمة و سبايا ، عليهم دفع الأموال للفاتحين ، و لا مساواة ، و لا أي حقوق . فشريعتنا تنص على عدم قتل المسلم بذمي ، فلا يلزمه سوى الدية بل و نصف دية المسلم ، يعني العربي يقتل عشرة ذميين و يدفع قيمتهم ، هذه هي المبادئ و القيم التي تخبرنا بها التجربة الإسلامية و شرائع الإسلام . إنها فلسفة السيد المالك و العبد المملوك ، كلام أبو الفتوح فلسفة تحمل بداخلها و تستبطن الاحتقار العربي القديم للمفتوحين و لكن في صورة حديثة ، ألا تراه لا يجد مانعاً مطلقاً من جعلنا فئران تجارب لورثة السيادة العربية، يفشل فصيل فيأتي غيره ؟
ثم ألا ترون تكلم أبي الفتوح و إخوانه عن دولة إسلامية عتيقة بدائية برطانة الدولة القومية المعاصرة ، يحدثوننا عن الحرية و المساواة و الديموقراطية و المدنية ، و هو ما يعني أن الإخوان يكتشفون لنا اليوم مشروعاً إسلامياً للحكم بعد مرور أربعة عشر قرناً و ثلث قرن على ظهور الإسلام ! !
أين كان المسلمون يوم دخلت أوروبا عصر النهضة و التنوير لتبدأ على الأرض العصر الصناعي و زمن الديموقراطية ؟ أين كانوا و ماذا غيبهم عن حضور هذا المشروع و المساهمة فيه والإستفادة منه ؟

و إذا كان من غير الغريب أن يفشل الإسلاميون في الحكم ، فلماذا نتحمل هؤلاء الفشلة بعد مرور أربعة عشر قرناّ و ثلث القرن من الفشل المتواصل ، في إقامة العدل و الحرية و المساواة و إحقاق حقوق الإنسان و كرامة بني آدم ؟ لماذا نتحمل هؤلاء و أمامنا ما هو مؤكد النجاح في بلاد الغرب الحر ، أو لنطل في المنور المجاور فقط !! .
إن أسلوب أبي الفتوح إضافة لكذبه على الذات و على المسلمين و تضمنه حديث السيد للرعية ، فهو أسلوب خال من الذوق ، و خال من المسئولية .
فهو يتضمن ازدراء و استهانة بنا و بأمتنا المصرية التي تحضرت من فجر البشرية ، محققة سبقها بلا منازع أو زاعم ، إن نصوص هذه الحضارة سجلتها الكتب المقدسة جميعاً ، إن فجر الضمير الأخلاقي القيمي كان هناك على اتفاق بين المؤرخين .
حديثه عن فشل فصيل ليأتي فصيل يعني تناوب الفشلة على حكمنا ، و هو حديث بدوي بدائي يتهاون في مخاطبة أهله و ناسه ، فيخاطبهم خطاب السيد للرعية ، و هم أهل الدولة و أصحابها و أول من وضع لها في التاريخ نظام مؤسساتي هرمي بيروقراطي من عشرات القرون .
__________________
We will never be quite till we get our right.

كلمة الصليب عند الهالكين جهالة و اما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله "كور 1 -1:18"


( سيظل القران اعجاز لغوى فى نظر المسلمين الجهلاء فقط.
لان معظمهم لايستطيع الكتابه بدون اخطاء املائيه )

الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 21-08-2007
Zagal Zagal غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2004
المشاركات: 4,351
Zagal is on a distinguished road
إن قوله أن العبرة بالمبادئ و القيم التي هم حراسها ، يعني أننا قبل الغزو العربي الاستيطاني لم نكن نعرف الضمير أو الأخلاق أو القيم أو البعث و الحساب ، و كلها مدونات مصرية قديمة محفورة في مختلف متاحف العالم ، عرفنا المساواة مبكرين لأنه لم يكن عندنا فقه حنفي أو حنبلي في أصول العبودية و نكاح السبايا و مفاخذة الرضيعة ، فلم يكن عندنا حر و لا مملوك و لا ذمي و لا جارية و لا أم ولد ، كانت حرية العبادة مكفولة لكل مواطن ، و في دولتنا المسلمة الحالية و كما يرى أبو الفتوح ، فإن حرية العبادة مفقودة ، كما هي مفقودة في مشروع الإخوان البديل لحكمنا كعبيد لورثة الفاتحين .
و في إنكار أن يكون الإخوان كبقية الفرق ممن يكفرون المجتمع ، و استنكار لهذا التكفير ، يؤكد : أننا نحن الإخوان لسنا كبقية الفرق التي تكفر المجتمع .
إذن ماذا يعني اسمكم العلم ( الإخوان المسلمون ) ؟ ألا يعني أنكم الإخوان المسلمون ، و أننا و بقية شعب مصر المسلم الطيب من غير المسلمين ، يعني كلنا ( الإخوان الكافرين ) ؟ ! أليس أسمكم وحده تكفيراً علنياً واضحاً لكل شعب مصر ؟
اللهو الخفي في مضامين كلام أبي الفتوح ، أنه يرى أنهم عندما يصلون إلى السلطة فلن يكون هناك أحزاباً أخرى تخوض المعركة الديموقراطية للوصول إلى الحكم ، لأنه كما قال في فلتة لسانية : " ليس غريباً أن يفشل فصيل إسلامي فيأتي فصيل آخر " ، و المعنى إنهم عندما يصلون إلى الحكم سيكون تداول السلطة بين الفصائل الإسلامية وحدها . يفشل فصيل فيأتي فصيل ، هذا كلامه هو و ليس كلام غيره .
هل تسمعون يا أهل مصر ؟ هل ترون إلى أين يأخذكم الإخوان ؟
***
تتالى فلتات القطب الإخواني عبد المنعم أبو الفتوح اللسانية و تتكاثر و هو يقول : " نحن ضد الخروج على المبادئ الإسلامية ، و ضد الاستبداد السياسي في العالم الإسلامي ، و نحن مع الإرادة الشعبية الحرة و الحريات ، و مع أن الدولة مدنية و ليست دينية ، فيحكمها المدنيون المتخصصون في مختلف النواحي ؛ إلا أنها إسلامية في شتى المناحي " .
بداية حتى نفهم أبا الفتوح نتساءل : هل يشير إلينا أين هي الإرادة الشعبية في فقهنا ، و أين هي الدولة المدنية في الحديث النبوي ، و أين هي الحريات في تاريخ الخلافة كلها راشدة أو غير راشدة ؟ أين سورة الدولة المدنية في القرآن ؟ أين آية الدستور ؟ أليستا أهم من الفيل و البقرة و النمل و الجن ؟ إذا كانت الدولة مدنية أو غير مدنية ضمن اهتمامات الإسلام ، فلماذا لم يتنزل وحياً سورة الإرادة الشعبية ، لماذا ليس لدينا باب في صحاح الأحاديث بعنوان حقوق الإنسان مثله مثل باب النكاح ؟ إن إخواننا الإخوان يفرشون بيتنا العتيق المسكون بالأشباح و الإخوان و الغيلان ، من أحدث بيوت الخبرة السياسية العالمية ، من بيت فولتير و جان جاك روسو و مونتسكيو ، من مبادئ الثورة الفرنسية ، ومن قيم الأمم المتحدة ، و هي مبادئ و قيم لم تكن موجودة في قاموس البشرية كلها قبل ظهور أصحابها .
و ضمن انتصارات جماعة الإخوان غير المشرفة لاستخدامها أساليب صراع غير نظيفة ، هو تمكنها من تزييف وعي الناس بهدف خلق وعي مزيف و رأي عام مصنوع ملعوب فيه ، فئوي ، طائفي ، رأي عام لا يعبر عن الصالح العام ، بينما الصالح العام هو الغرض النهائي للعملية الديموقراطية برمتها ، فإن لم يعبر الرأي العام عن الصالح العام تكون اللعبة كلها مزيفة ، و على مثل هذا الرأي العام الفاقد الوعي بصالحه العام يراهن الإخوان . لقد تمكن الإخوان عبر أجهزة الدولة الإعلامية جميعاً من عقل الناس و تزييف وعيه ضد مصالحه ، من أجل مكاسب فئات بعينها على حساب الوطن كله بناسه و أرضه و تاريخه و مستقبله ، إنها جريمة إبادة شاملة لوعي الإنسان بمصالحه ليكون إنساناً حراً غير مسير ، هي إبادة أجيال بكاملها بخطب منبرية ، فيتحول المسلم في لحظة إلى وحش كاسر ضد أشقاء الوطن لأن رساماً بالدانمرك تكلم بالسوءعن النبي . و هذا الكاسر هو الإنسان الجاهل المتخلف العاري الحافي الجائع المريض ، و مع ذلك كله يسير مهموماً بفلسطين و العراق و يتظاهر ضد أمريكا ، و لا يتظاهر ضد الفقر و الجهل و المرض و الاستبداد و ثراء السادة الفاحش و السفيه من ( سلاطين و فقهاء و راقصات ) ، على حساب باقي بني الله في الوطن . المأساة أن ما يحدث بين الحكومة و الإخوان من مظاهر اختلاف خادعة ، لا يخفي مدى الاتفاق على الكذب على الناس و تبرير كل فساد ممكن عند الطرفين ، و تزييف الدين و هم يقدمونه للناس على اتفاق بينهما ، بذات المنطق الذي حكمت به الخلافة عبر تاريخها الطويل ، تاريخ لم يعنيه يوماً الصالح العام ، بل صالح الحاكمين و الملتحقين بهم و على رأسهم المشتغلين بالدين على المواطنين .
إن أبا الفتوح يطرح علينا نظاماً إسلامياً لدولة الإخوان المرتجاه ، فهلا أشار لنا أين توجد هذه الدولة في إسلامنا ، فقهاً أو حديثاً أو قرآناً أو سيرة أو حتى شعراً ؟ الموجود في كل هذه المصادر نظام عقابي لا نظام قانوني حقوقي ، الموجود لدينا فقه عبودية و جهاد و حرب و سبي و جزية و تقطيع أوصال البشر أحياء ، نظام عقابي انتقامي لا نظام تهذيبي تأديبي .
و هو حين يطرح هذا النظام الإسلامي لدولته ، يقدم لها المبررات ، موضحاً أنها صلب الإسلام و جوهره المتين ، فلا يجد بعد جهد و لأي سوى القول : " الإسلام كدين مختلف عن الأديان التي سبقته مثل المسيحية ، فالمسيحية كانت تعلن أن ما لله لله و ما لقيصر لقيصر ، و أعلنت بوضوح أنها لا دخل لها في أمور دنيا الناس ، و بالتالي لا علاقة لها بالسياسة و الاقتصاد ، لكن حين جاء الإسلام و كان النبي ( ص ) إلى جانب أنه نبي مرسل كان قائد دولة ، و لأن النبي و الصحابة من بعده كانوا إلى جانب أنهم دعاة و أصحاب عقيدة كانوا حكاماً ، و لا يوجد حكم دون أفكار مرجعية و توجه و إدراك سياسي " .
و هذا كلام يحتاج إلى وقفة طويلة تحاول الترتيب و الفهم و إعادة التفسير ، فمثلاً مما هو بحاجة إلى إعادة تفسير ، لأنه يحتمل فهماً آخر ، هو إعلان المسيح ترك ما لله لله و إعطاء ما لقيصر لقيصر .
إن تفسيراً آخر سيرى المسيح يريد بهذا المبدأ طمأنة الروم على فلوسهم و أملاكهم مما ينشئ هدنة سلامية بين الطرفين . و حين فعل ذلك فإنه قد جعل نفسه اليد العليا و السلطة الموزعة للسلطات ، فهو من يقوم بتقسيم الأرزاق و توزيعها ، و توزيع السلطات أيضاً باعتباره ممثلاً للسلطة الإلهية طالباً اعتراف الرومان بهذه السلطة . و هو ما حدث ، و لكن إلى حين . نذهب إلى صورة أخرى تبدو مطابقة لهذه الصورة في الإسلام ، فقد بدأ الإسلام في الزمن المكي بهدنة سلامية بطمأنة مكة و ملئها على مصالحهم و مالهم و تجارتهم ، و اعتبر القرآن النبي نفسه مجرد مبلغ نذير لا يملك أى سلطان عليهم ، و بعد الهجرة إلى يثرب و قوة عود الدعوة ، جاء النسخ في الوحي لتلغي آيات الحرب و السيف كل آيات الهدنة السلامية جميعا ، لأنه من حق صاحب القرار العودة عن قراره ، فجاء النسخ في القرآن في السور المدنية بالمواجهة العسكرية ، و هو ما حدث في المسيحية عندما أصبحت الكنيسة هي صاحبة اليد العليا حتى على الملوك و القياصرة .
إن مثل تلك الأمثال تشير إلى عقل قروسطي يريد ان يعود بنا إلى القرون الوسطى الظلماء . كلاهما أباح مؤقتاً أن تؤخذ الدنيا منه مؤقتاً في شكل هدنة سلامية تضمر الرجوع عن القرار ، فأخذ كلاهما الدنيا و الآخرة عندما تمكن . في الإسلام بدا ذلك واضحاً في إعطاء النبي للمؤلفة قلوبهم و حرمان الأنصار أصحاب الإنتصار على المؤلفة قلوبهم ، و الخليفة عمر كان يوزع حسب منازل و درجات العرب ما يأتي به جيش الفتوح ، و المعنى أن الإخوان عندما يحكموننا هم من سيقوم بتوزيع الأرزاق . و النظام الاقتصادي الإسلامي لا يعرف ملكية أرض لأهلها المقيمين عليها ، لأنها جميعاً وقف على العرب الفاتحين حسب القرار العمري الأشهر .
__________________
We will never be quite till we get our right.

كلمة الصليب عند الهالكين جهالة و اما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله "كور 1 -1:18"


( سيظل القران اعجاز لغوى فى نظر المسلمين الجهلاء فقط.
لان معظمهم لايستطيع الكتابه بدون اخطاء املائيه )

الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 21-08-2007
Zagal Zagal غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2004
المشاركات: 4,351
Zagal is on a distinguished road
أما قول أبي الفتوح أن النبي و الصحابة كانوا حكاماً ، و أن ذلك دليلاً على وجود الدولة بل هو مرجعية و إدراك سياسي للدولة ، يفوته أن الدول أصناف ، منها ما هو في حال الابتداء الأول و منها ما أقام المؤسسات و القانون مثل أثينا و روما و بابل ، منها جزر القمر و منها أيضاً أمريكا ، و منها دولة يثرب و منها أيضاً دولة خفرع . و الثابت تاريخياً أن هذه الدول قد قامت قبل الإسلام بعضها بألوف السنين و بعضها بقرون طوال . و الثابت تاريخياً أنه عندما قامت إمبراطورية الإسلام و استولت على الدول المجاورة ، استولت أيضاً على أساليب الحكم القائمة فيها من ألوف السنين ، استولت على ماكينة بيروقراطية لا تتوقف بسبب تغير الحكام ، علقوا فقط عليها يافطة العروبة و الإسلام .
الدول كما يعرفها التاريخ تحتاج ألوف السنين لتقوم و تحمل علمياً هذا الاسم ، تحتاج ألوف السنين لتصبح ذات حضارة ، كالصين و سورها العظيم ، و مصر و معابدها و أهرامها و دولتها الواحدة دون تبدل مليمتر واحد منذ مينا موحد القطرين ، و بابل و حدائقها المعلقة ، و فينيقيا و فتوحها البحرية و الأبجدية . و من يصنع الدولة هم مواطنوها و أهلها و ليس دين من الأديان بعينه ، و إلا ما قامت دولة أو حضارة مما تمت الإشارة إليه من هنيهات ، كان الدين أحد المحاور لكنه كان سمحاً لدرجة التعددية المفرطة ، مما خلق تعددية بشرية مماثلة متسامحة متحابة تجمعها حدود دائمة إسمها الوطن ، و يعيشون في ظل نظام اجتماعي سياسي تعارفوا عليه إسمه الدولة .

الدولة لا تنشأ بقرار ، الدولة الوحيدة التي نشأت بقرار هي إسرائيل ، و مثلها تلك التي يطلبها الإخوان ، نفس منهج التفكير البدوي ، أليسا بني عمومة ؟ ! إنهم يقومون بإعادة إحياء تاريخهم القديم بخطف الدولة و تعليق يافطة الإسلام عليها ، و إلا فليبرزوا لنا برنامجاً وطنياً واحداً . ليس لديهم شئ ، كل ما يريدون هو الكرسي الأعظم في الوطن .
بيشتغلوا بالمقلوب ، فيستنتج أبو الفتوح من كون النبي و صحابته كانوا حكاما إذن فهم كانوا حكاماً على دولة ؟ إن رئيس العصابة حاكم ، و أى مجتمع بشري بحاجة لقيادة حاكمة ، و لكن ليس كل مجتمع له حاكم هو دولة بالضرورة ؛ و لو كان عمر لديه نظام دولة فلماذا أخذ بأنظمة الفرس و الروم ؟
يوجد في العالم ست مليار إنسان لا ينكرون عجيبة الهرم و لا فلسفة أرسطو و لا نظام رمسيس ، لكن 3 مليار ينكرون يسوع ، و خمسة مليار ينكرون محمداً ، بينما منتج اليونان الديموقراطي و منتج الروم القانوني مقبول من الست مليار بنسبة مئة بالمئة ، كل الناس أخذت به و لم تأخذ جميعها من أي دين أى شئ له شأن .
أى مرجعية تلك التي يحدثنا عنها أبو الفتوح ؟ أى حضارة مرجعية يستند إليها اليوم ؟ حضارة حكي و حواديت و فخر و هجاء فاضي ، كانوا عالم فاضية ، اليوم قد أصبح الوقت بالفعل من ذهب ، و كالسيف حقاً إن لم تقطعه قطعك إرباً ، بل مزقك شر ممزقً ، و هو فارق الزمن بيننا وبين من حققوا وجودهم الحضاري المتفوق في العالم .
لذلك في الدولة بمعنى الدولة كان الفرعون من فجر التاريخ لا يعطي شعبه فرصة البداوة و انتظار نضوج المحصول في استرخاء بليد غير منتج ، فكانت فترة انتظار الحصاد هي فترة الأعمال المعمارية الكبرى في مصر القديمة . بمناسبة حضارتكم و دولتكم : أين هرمكم يا أبا الفتوح ؟
المصري القديم بني المسلات بدون مساعدة إبراهيم العبراني و معه الملائكة تساعده في بناء الكعبة . و في زمن الإمبراطورية العربية فإن عاصمه الإمبراطورية الإسلامية تركت البداوة و تحركت نحو الحضارة ، فاستقرت في بغداد و دمشق و القاهرة .
كانت هذه دولتنا المصرية قائمة قبل غزو العرب الإستيطاني لها ، و كانت قائمة قبل ظهور الإخوان ، فهل عندما يتم تغيير سائق السيارة ، يأتي السائق الجديد و يقول : " أنا من صنع السيارة ؟ ! " إن السائق المرشح للقيادة يعلن ذلك علينا في أكبر عملية سطو تاريخي علني لا يخجل مما يقول و لا يستحي ، يقول أنه صانع دولتنا المقبلة دون أن يقدم دليلاً واحداً يشير إلى أن أحداً منهم يفهم أصلا ًمعنى دولة . أو عليه إذا اعتبر أن نبينا قد عمل دولة الإسلام ، أن يشير لنا أين نجد في التاريخ من صنع دولة مصر و دولة روسيا و دولة بريطانيا ، و إذا كان الدين يقيم دولاً فأين هي دولة الخضر ، و ذي الكفل ، و أليسع ، و ذي النون ؟ !
أما المفزع حقاً فهو ما وصل إليه الإخوان من حالة شيزوفرينيا ، فهم يطلبون دولة إسلامية صنعها الرسول ،ثم يقول لنا أبو الفتوح دون أن يرمش له جفن : " إن الإسلام لا يسمح بدولة الفرد الواحد الذي يعمل قاضياً و رئيساً و مشرعاً ، إن هذا نظام قبلي يجوز في حكم القبائل لكنه لا يصح في حكم الدول ، و الشعوب أصبح تعدادها بالمليارات الآن ، و إن السلطة يجب توزيعها على السلطة التنفيذية و القضائية و التشريعية " .
يا قوم : إن أبا الفتوح ينكر علنا معلوماً من الدين بالضرورة ، إنه ينكر على النبي أن يكون حاكماً فرداً في دولته ، فقد كان النبي حاكماً بنظام دولة الفرد الواحد الذي يعمل قاضياً و رئيساً و مشرعاً ، فكان هو النبي ، و هو الحاكم ، و هو القاضي ، و هو قائد الجيوش ، و هو موزع الغنائم ، و هو من يعقد العقود و العهود مع الدول الأخرى أو يفضها ، و يصفه أبو الفتوح بانه نظام قبلي يجوز في حكم القبائل لكنه لا يصح في حكم الدول ، و نحن معه مئة في المئة في ما وصل إليه ، لكنه أبدا ًلا يرى أن هذا النظام القبلي الذي لا يصح في حكم الدول كان هو نظام حكم الرسول و الراشدين من بعده ، و هو النظام الذي سيقيم على أساسه دولة الإخوان الإسلامية ؟ !!! . دولة لا تعرف تقسيم السلطات ، دولة نظام بدوي قبلي بدائي قدم له أبو الفتوح تعريفه لنا بنفسه ، تراهم و هم يأفكون علينا . . . . هل يفقهون ما يقولون ؟ ! ! !
***
نتابع الحوار الهام مع القطب الإخواني العلم عبد المنعم أبي الفتوح ، فالحوار مع الإخوان لا يمل رغم ملل ما يقولون و يرددون ، يقول أبو الفتوح : " إن كل الشعارات التي رفعتها البشرية سواء الحرية أم احترام حقوق الإنسان أم العدالة هي نفسها مبادئ الإسلام ، إلا ان الإسلام يحول هذه المبادئ إلى دين يتعبد به الإنسان إلى ربه بالالتزام بهذه المبادئ " .
هؤلاء القوم يكذبون و هم يعلمون أنهم و أيم الله لشر الكذابين ، و عندما يكذبون فيما يتعلق بمصير أمم و شعوب فإن هذا الكذب يكون جريمة خيانة عظمى للوطن و الناس و الأمة في صفقة مع الشياطين لا تستحي و لا تخزى ، و عندما يكذبون بالدين و على الدين فعلينا فوراً أن نفهم أن الدين ليس غرضاً لهم بالمرة ، بل هي شهوة السيادة والسلطان وحدها .
و الآن لنكشف معاً هذا الكذوب الشرير على أمته و ناسه و دينه و مستقبل بلاده ، و لننشر له زيفه على الملأ بادئين بسؤاله : إذا كانت شعارات الإنسانية كالحرية و حقوق الإنسان و العدالة ، كانت معروفة كمبادئ للإسلام ، قبل أن تعرفها البشرية بقرون طوال ، فهلا قدم لنا شيئاً من القرآن أو السنة يؤكد هذا الذي قال . الحرية في الإسلام هي ألا تكون عبداً تباع و تشترى ليس أكثر و لا أبعد من ذلك مليمتراً واحداً ، أو ليرد علينا بالفقه و الشريعة و الحديث و القرآن ما نقول هنا إن استطاع ، و لن يستطيع لأننا مع قارئنا لا نقول إلا صدقاً و لا نفتري كذباً لأننا لا نرتزق و لا نريد سلطانا ، و لأننا نسكر حباً بهذا الوطن و ناسه ، و لا نقف إلا على أرض صلبة من المراجع و المصادر الأمهات ، أما هم فيكذبون و يقبضون طوال الوقت دونما سند من حديث أو قرآن أو شرع أو فقه .
أي حقوق إنسان ضمن مبادئ الإسلام ؟ إن حقوق الإنسان هي آخر ما وصلت إليه البشرية في رقيها الأخلاقي بعد حروب طاحنة ، أوجبت التواضع بين البشرية على مبادئ حقوقية مقدسة للإنسان أياً كان لونه او دينه أو جنسه ، و هو مادفع الدولة المدنية إلى مزيد من الحريات و الانطلاق الفكري و العلمي إلى أقصاه ، و لم يتم ذلك إلا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية و إقرار مواثيق جنيف و قيام هيئة الأمم المتحدة .
إن القول بحقوق إنسان ، يفترض مساواة تامة و مطلقة بين أفراد المجتمع دون تمييز بينهم لأي سبب أرضي أو سماوي ، لا بسبب عنصر ، و لا طائفة ، و لا دين ، و لا جنس ، إنما يتميزون بالحقوق المتساوية لأنهم بشر يستحقون هذا المستوى الحقوقي الواضح الراقي غير الملتبس .
__________________
We will never be quite till we get our right.

كلمة الصليب عند الهالكين جهالة و اما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله "كور 1 -1:18"


( سيظل القران اعجاز لغوى فى نظر المسلمين الجهلاء فقط.
لان معظمهم لايستطيع الكتابه بدون اخطاء املائيه )

الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 21-08-2007
Zagal Zagal غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2004
المشاركات: 4,351
Zagal is on a distinguished road
هذا بينما المساواة مسألة لا وجود لها بالمطلق في إسلامنا ، فإسلامنا يفرق أولاً بين المسلم و غير المسلم في البلد الواحد و لكل منهما حقوقاً و واجبات غير الآخر ، و يفرق بين السيد و العبد ، و بين العربي الحاكم السيد و بين المحكومين ، إن كانوا من غير العرب فهم : إما أهل ذمة أو موالي و هم من أسلم منهم ، و الموالي هم العبيد ، و أهل الذمة أدنى منهم درجة ، و بين الرجل و المرأة ، و بين القرشي و بقية العرب ، و بين المضري و الحضري ، و بين العدناني و القحطاني ، لكل حقوق واجبات غير الآخر ، فالحر بالحر ، و العبد بالعبد ، و الأنثى بالأنثى ، و قد قسم الخليفة عمر الأعطيات القادمة من البلاد المفتوحة على العرب ، بعد أن كلف هيئة من النسابة تضع الناس في منازلهم رتباً ، فالمهاجرين غير الأنصار ، و أهل بدر غير بقية المسلمين ، و كذلك آل البيت ، و الهاشمي غير كل قرشي ، و المرأة غير الرجل ، فكان نصيب كل منهم حسب رتبته يختلف عن نصيب و حقوق الفئة الأخرى .
كان هناك إفراط في التراتبية الطبقية في وضع الناس رتباً و منازلاً و طبقات و بيوتاً ، و من ثم لا يصح الحديث عن أسنان المشط سوى بحسبانها لوناً من الكلام الجميل الذي لم يجد طريقة إلى الواقع و لو مرة ، و دون مساواة لا مجال للحديث عن حقوق إنسان . لقد كانت دولة الخلافة دولة من لهم كل الحقوق يحكمون من عليهم كل الواجبات ! !
و هل من حقوق الإنسان و من معاني الحرية ، الاتجار في البشر و استعبادهم في الحروب ، و ركوب نساء المهزوم و هتك عرض غير المسلم ، و ترى هل يتعبد أبو الفتوح و إخوانه لربهم بمثل هذه المبادئ ؟
المهم يختمها عبد المنعم أبو الفتوح بشرح مطول لقول حسن البنا : " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم علي أرضكم " ، و يظل يشرح و يفصل كما لو كان بصدد شرح نص قدسي ، حتى تكاد تفهم أن أرضنا اليوم ليس فيها دولة ، و أن على الجميع تهيئة هذه الأرض لقيام الدولة .
إذا لم يكن القول : " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم ، تقم على أرضكم " آية قرآنية و لم يكن حديثاً نبوياً ، فكيف جاز لأبي الفتوح أن يبني عليه كل شروحه تهيئة لدولته المنتظرة و التي يصفها بأنها إسلامية ؟ فإذا كانت إسلامية و كانت دولة فلماذا لم يقلها الله ولا نبيه و لا حتى أحد من صحابته و لا تابعيه و لا تابعي تابعيه .
أم ذلك كان سهواً من القرآن و الحديث و جاء الإخوان ليتداركوه ، و هل احتاج هذا التدارك مرور أربعة عشر قرناً و ثلث القرن ؟ أم هو دين جديد ؟ لو كانت" أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم ، تقم على أرضكم " من الإسلام لقالها الرسول ، لو كان الإسلام منشغولاً بدولة لقالها القرآن ، أو أن نفترض أن أبا الفتوح و الإخوان بيعرفوا إسلام أحسن من ربنا و النبي .
إن النبي لو قال هذه العبارة لأنفض المولد من زمان ، كل المسلمين كانوا سيطيعون و يسمعون الكلام . لا كان ظهر لنا طه حسين و لا الشيخ على عبد الرزاق ، لأنه لن يكون هناك فصال في المسألة بعد تقريرها ديناً .
و لا يوهمنك قول أحدهم أن موضوع الدولة و نظام الحكم و الحريات و المساواة و حقوق الإنسان كانت متضمنة في الآيات أو السنة ، لأنها ليست مسائل بسيطة أو هينة يشار إليها بالتورية الضمنية ، فهذا مصير شعوب و أمم و دول و أوطان ، لابد أن يكون الحديث بشأنه واضحاً قاطعاً لا يحمل أي التباس أو كناية أو إستعارة .
و إذا كان الإسلام قد اهتم بنظافة المسلم حتى علمه الاستنجاء و عد لذلك ثلاثة أحجار ذات صفات ثلاث فيجب أن تكون قالعة نظيفة طاهرة ، إذن لقال أن عدد اعضاء مجلس الشعب كذا ، لو كان ذلك ضمن اهتماماته كدين ، أم أن الدولة و نظام الحكم و السياسة أقل أهمية من طريقة تنظيف المؤخرة بعد التغوط ؟
إنهم يقيمون لنا ديناً جديداً و مقدساً جديداً ، الفاتحة فيه : " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم ، تقم على أرضكم " ، و قصار السور فيه : " الإسلام هو الحل " ، و يريدون أن يحكموا بالقرآن و السنة بينما القرآن و السنة ليس فيهما شئ عن الحكم و الحكومات ، لذلك يضيفون إلى القرآن و السنة ملحقاً هو " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم ، تقم على أرضكم " . أليس ذلك الفعل مثله مثل فعل مسيلمة الكذاب سيئ الذكر ؟ أم تراهم مسيخ آخر الزمان الدجال ؟
إن دولتنا موجودة منذ عشرة آلاف عام و هم يريدون إقامتها اليوم ، يريدون إضافة القطع و الرجم ، رغم أنهم لم يقطعوا يد واحد إخوانجي حتى اليوم ؟ أليس بينكم لص واحد تفعلون فيه الشريعة يا أبا الفتوح لتثبتوا للناس صدقكم مع أنفسكم أولاً ؟ ، و ماذا عن شركات توظيف الأموال و ماذا عن غسيل الأموال القذرة ؟ أم تريدون تطبيق الشرع علينا دونكم ؟
إن إخواننا الإخوان كذابين شر الكذب ، يتكلمون عن الشرف و لا يتراجعوا عن هتك عرض العدو ، يتكلمون عن الحرية و لا يتراجعون عن فقه العبودية ، يتكلمون عن التسامح و يسمون غيرهم كفاراً و أوطانهم ديار حرب ، يتحدثون عن حقوق الإنسان و يبيحون العدوان على الغير و سلبه و أسره لمن استطاع إليه سبيلا ، يتكلمون عن اقتصاد إسلامي غير ربوي و يبيحون الاستيلاء على كل ما يملك المهزوم فلا يبقى لديه مال حتى يرابي به ، اقتصاد خراجي ، أي اقتصاد خرابي ، فاقتصاد بدون بنوك تعمل وفق الماكينة الدولية للاقتصاد العالمي هو خراب عاجل .
هذا ما يعرضه علينا الإخوان أن نعود عبيداً في دولة خلافة خراجية ، مجتمعها رتب و منازل و طوائف و ملل و نحل و طبقات لا يحكمهم حق واحد ، لأن الحق عندهم هم ليس واحداً ، رغم إعلانهم الدائم الدائب أن الحق واحد .
ألا ترون مدى كذبهم في قولهم بحق واحد . . . . . مع تعددية في الحقوق لا تأتألف و لا تلتقي أبداً ؟
__________________
We will never be quite till we get our right.

كلمة الصليب عند الهالكين جهالة و اما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله "كور 1 -1:18"


( سيظل القران اعجاز لغوى فى نظر المسلمين الجهلاء فقط.
لان معظمهم لايستطيع الكتابه بدون اخطاء املائيه )

الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 21-08-2007
الصورة الرمزية لـ knowjesus_knowlove
knowjesus_knowlove knowjesus_knowlove غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: On the top of ISLAM
المشاركات: 9,078
knowjesus_knowlove is on a distinguished road
مدد ياشيخ سيد القمنى مدددددد

بركاتك ياسيدى القمنى

إنت فين يامعلم عنتر ياإخوانجى ياطزاوى؟؟؟؟؟

إنتى فين ياأم المؤمنين الحاجة آية اللطف ياإخوانجية ياطزاوية؟؟؟



__________________




معجزة محمد الواحدة والوحيدة هى أنه أقنع من البشرالمغفلين مايزيد على مليار ونصف يصلون عليه آناء الليل واطراف النهار

ومن المؤكد أنه لن يعترض على كلامي هذا إلا غلماانه نازفى المؤخرات وحورياته كبيرات المقعدات

" كن رجلا ولا تتبع خطواتي "
حمؤة بن أمونة

الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح

الإنتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 05:32 PM.


Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط