
13-03-2006
|
Registered User
|
|
تاريخ التّسجيل: Mar 2003
المشاركات: 3,027
|
|
بـريــد الأهــرام
43561 السنة 130-العدد 2006 مارس 13 13 من صفر 1427 هـ الأثنين
أكتب اليكم من كندا عن قضية الإساءة الي
الرسول ـ صلي الله عليه وسالحكمة والغضب!
لم ـ وبعد جولة قمت بها بين عدد من الدول الأوروبية: فلقد وجدت أن هذا الموضوع لا يشغل السواد الأعظم من الناس ومن سمع به كان عن طريق فيلم الكارتون والمقالات من الإعلام الغربي الناقل لردود فعلنا بطريقة أكثر خطورة من الرسوم المسيئة, ويضعوننا في صورة مسلمين متعصبين, فمثلا حزب الله وجماعات أخري أخذت تلوح وتهدد الغرب بالدم بطرق همجية توحي بأنهم يمثلون خطرا علي الثقافة والحضارة الغربية, إن معظم الغربيين لا يؤمنون برسول الله لكنهم ينظرون اليه كشخصية تاريخية عظيمة التأثير تثير فضولهم وتشير الاستفتاءات هنا إلي ان نسبة كبيرة من الناس لا يمانعون مشاهدة وعرض هذه الرسوم وكثيرون من مثقفيهم يستنكرونها عندما يفهمون منا الصورة, فالإعلام الإسلامي غائب تماما لأنه إعلام لا يخاطب للأسف إلا نفسه,
ويمارس اليوم نفس الخطأ الذي مارسه الإعلام العربي ومازال يمارسه منذ خمسين عاما في شرح القضية العربية حتي خسرناها أو كدنا واليوم نواجه قضية أخطر بكثير, فالمسألة ليست فقط الهجوم علي رسولنا لكن الموضوع مخطط والبعض يريد قيادة العالم العربي والإسلامي في مواجهة ويجب ألا ننقاد الي محاولاتهم الاستفزازية ونقود شارعنا وجماهيرنا الي سلوكيات توحي بأننا نكره الغرب ونتمني زواله ويجب أن نخاطب تلك الشعوب كما علمنا رسولنا الكريم بالحكمة والموعظة الحسنة, وعلي مستوي ثقافتهم, كما أمرنا أن نخاطب الناس علي قدر عقولهم ويجب أن نعلم أن رسولنا الحكيم لم يغضب لنفسه قط بل كان يدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم.
ولابد من الرد القوي علي الاساءة بصورة يقبلها العقل الأوروبي ويفهمها ويتعاطف معها, فالتظاهرات السلمية المنظمة الحاشدة أمام السفارات وغيرها ملائمة, فهم اعتادوا في إعلامهم وأفلامهم أن يتم انتقاد الدين المسيحي وغيره, فكم من أفلام تعرضت لسيدنا المسيح وموسي والباباوات والقساوسة والحاخامات في مواقف وبصورة كاريكاتيرية وكوميدية وساخرة أو ملهاة تاريخية إجتماعية وكانت الكنيسة وغيرها تغضب أحيانا أو تتخذ إجراءات قانونية أو تصدر بيانات تستنكر أو حتي تطرد فيها صاحب العمل المسيء من رحمتها,
أما الصورة التي ينقلها الإعلام هنا فتبدو وكأن العالم الإسلامي وجموع المسلمين يرفضون ثقافتهم بصورة عنيفة دموية همجية إرهابية وإنهم أي المسلمين بصدد مواجهة إرهابية مع ثقافتهم وضد حضارتهم وأنهم الخطر المقبل علي هذه الحضارة لدرجة تدعو وزراء في حكومات غربية واعضاء مجالس نيابية الي شن حرب صليبية, فيجب عقد مؤتمر للدول الإسلامية يتم الاتفاق فيه علي رصد ميزانية تكون الأكبر تاريخيا يقوم عليها علماء مخلصون في الإعلام والثقافة والعلم لعمل خطة إعلامية ثقافية عالمية تخاطب بها الغرب والشعوب الغربية وتعيد رسم صورتنا الحقيقية وقضايانا والشكل الحقيقي لرسولنا الكريم ولإسلامنا دين السلام والمحبة والحضارة والعلم والتواصل مع الآخرين وقبول الآخر وحبه إنسانيا أيا كان دينه, وهكذا نرسم صورة حقيقية للثقافة الإسلامية تشرح ترحيبنا بالتعاون مع ثقافتهم وحضارتهم مع شديد اعتزازنا بحضارتنا وثقافتنا ويجب إعداد جميع البعثات الدبلوماسية الإسلامية بالخارج واستخدام إمكاناتها بعد تأهيلها لمواجهة هذه المواقف مع الحكومات والجهات المختلفة.
وأن يتم التنسيق بينها في اتخاذ الإجراءات القانونية الحاسمة, ويجب ألا نعطي الفرصة أبدا للمتآمرين والمغرضين لأن يقودونا الي مواجهة وعداوة مع الغرب لأننا بالفعل لا نرغب في ذلك ولا يقبله ديننا أو يدعو إليه ولا مصلحتنا وسنكون الخاسر الوحيد.
والمطلوب الآن هو أن نعبر عن غضبنا بكثير من الحكمة, كثير من العمل والتخطيط العلمي والإخلاص والجهد, فهذا أحفظ لديننا وأكرم وأصون لنا ولرسولنا, كما يجني لنا الخير ويدفع عنا الشر.
سامي القريني
|