عرض مشاركة مفردة
  #74  
قديم 20-10-2003
Mirage Guardian Mirage Guardian غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
المشاركات: 899
Mirage Guardian is on a distinguished road
كنت قد عقدت العزم على عدم الكتابة فى هذا الموضوع حتى لا أكون عثرة لغيرى الذين تزعجهم رؤية اسمى.. لكن أمام رد نيومان لا استطيع الصمت... ربما نتعلم من هذا درساً فى اختلاف وجهات النظر وكيف يجب أن يكون الحوار المسيحى (الذى يحتاج تجديداً حتى فى هذا المنتدى)

اسمح لى يا عزيزى نيومان بعرض وجهة نظرى لعلنا نصل إلى نقطة تلاقى..
نحن نتحدث حاليا فى عدة موضوعات كما ذكرت.. شخصية كاتب المقال.. والمقال نفسه..
افترضت فى بداية حديثك انه لا يمكن الفصل بين المقال وصاحبة

إقتباس:
ولكني انا لا ارى فصلا كبيرا بين المقال وبين كاتبه .
لسبب بسيط ، ان القول ان لم يكن متفقا مع شخصية القائل ومواقفه ، فانها تثير من الشك والريبة اكثر مما تدفعنا الى تأييده والشد على يده
ثم استشهدت بقصة بولس مع الجارية التى تسكنها روح شريرة إلى أخر تلك الفقرة

بداية أعتقد اننا متفقان انه لا تجوز لنا إدانة بباوى لأنه مكتوب "لا تدينوا كى لا تدانوا"
كل ما نملكه هو الحكم على أفكاره من وجهة نظرنا (وحكمنا صواب يحتمل الخطأ أيضا)
وأظنك متفق معى بالعقل والمنطق بأنه لا يمكن الحكم على شخص توتاليا فى أفكاره.. أنا وأنت نتفق كثيرا ونختلف أحيانا... هناك آخرون يختلفون كثيرا ويتفقون أحيانا... لكن لا يمكن الحكم الإجمالى على شخص ما بأن كل ما يخرج من فمه أنا مختلف معه لمجرد أنه خرج من فلان

هذا من حيث العقل والمنطق.. ترى ماذا يقول الكتاب المقدس بهذا الصدد؟
"على كرسي موسى جلس الكتبة و الفريسيون. فكل ما قالوا لكم ان تحفظوه فاحفظوه و افعلوه و لكن حسب اعمالهم لا تعملوا لانهم يقولون و لا يفعلون"
تلك الآية تطلب صراحة الفصل بين القول والعمل.. الفصل بين الفكر والشخصية

ولأن كتابنا المقدس واضح وليس متناقض أو مطاط فاسمح لى بتفسير اختلافنا فى فهم موقف بولس الرسول فى القصة التى استشهدت بها حيث أن هناك فارقا كبيراً..
1) بولس الرسول لم يستنكر قول الروح الشرير.. لماذا؟... لأنه صدق.. ولا يمكن أن استنكر الصدق حتى لو خرج من روح نجس.. حتى الشياطين بهم خصال حميدة (مثل المثابرة والإصرار) ويا ليتنا نتعلم منهم (من الشياطين) ما يخدم أبديتنا... "الشياطين أيضاً يؤمنون ويقشعرون" وكمحايد أقول بأن الشيطان مؤمن بالله (الذى لا يؤمن به الملحد)
2) بولس الرسول أخرج الروح النجس.. لماذا؟... لأن الروح النجس ليس مثلنا يمتلك فرصة التوبة... فمهما قال فهو فى داخله رافض لما يقول... أما الانسان فيمتلك فرصة التوبة.. ومهما كتب بباوى أو من هو على شاكلته سأظل أسمع وأسمع وأسمع ولا أغلق فهمى وعقلى لأنه مهما كان فمن الممكن أن يتغير

نأتى لمناقشة اعتراضاتك على مضمون المقال نفسه


إقتباس:
بداية انا اعترض على اشاعة القول بان المسيحية ( ديانة ) فهذا يخالف المفهوم والايمان المسيحي الذي يقول ان المسيحية هو اسلوب حياة ، ولم يقول المسيح انه اسس ديانة ، او ان تعليمه واعماله باتباعها يكون الانسان متدينا
أعتقد أن الانسان يولد ويعيش ويموت وهو مكتوب كلمة "مسيحى" فى خانة بالبطاقة الشخصية تسمى "ديانة".. وبالطبع كل الأديان حياة معاشة (لمن يفهم ويعمل) لكن كلمة ديانة كلمة أعم وأشمل بديل بسيط.. انظر لكل من كتب فى هذا الموضوع.. جميعنا مسيحيو الديانة... هل جميع المداخلات هنا تستشف منها أن المسيحية اسلوب حياة؟... هناك فرق بين ما هو مفترض أن يكون وما هو قائم فعلياً ووصف بباوى للديانة المسيحية هو وصف أشمل وأدق من مصطلح اسلوب حياة... لأن المسيحية لو كانت هى بالفعل والواقع اسلوب حياة لما احتجنا ذلك التجديد


إقتباس:
اما عن ( تجديد الخطاب الديني الاسلامي ) وهو تعبير خرج به علينا المسلمون بعد احداث 11 سبتمبر ، لكي يكون عنوانا لتعريف الاسلام ( لغير المسلمين ) بدون العنف ، كيف يمكن ربطه بتجديد الخطاب الديني المسيحي ؟؟؟؟
هل هناك خطأ في الخطاب الديني المسيحي الان ، يحتاج الى تجديد ؟؟؟؟
بالطبع هناك خطأ فى الخطاب الدينى المسيحى مع غير المسيحيين (أنظر حولك فى كوبتس) فكل ما يكتب فى "حوارات الأديان" هى خطاب دينى مسيحى مع غير المسلمين.. إن الخطاب الدينى يا عزيزى نيومان لا يقصد به خطاب الرئاسة الدينية فهى مجبرة على الظهور بروح التسامح فى كل الأديان... المشكلة هنا.. فى الشعب

هل تعلم يا نيومان... حقيقة أنا لا ألوم الأخوة المسلمين إذا صاروا عدائيين الفكر.. فالدين الاسلامى به الكثير من الآيات والأحاديث التى تحرض على القتال وتضييق الطرقات حتى ولو كانت فكرية.. إن تغيير الخطاب الدينى معناه التقوية على القرآن المكى والتعتيم على قرآن المدينة... أما المسيحيين... فأنت بلا عذر أيها الإنسان... والفكر العدائى هو تصرف شخصى بحت فلم أجد فى الكتاب المقدس ما يجعلنى عدائى الفكر.. بل وجدت باركوا لاعنيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم.. ومهما حدث من إضطهاد فهو قد يجعلنى أعذر (كإنسان) ذلك التصرف لكنه ليس مبرر للمسيحى أمام المسيح أن يثور ويشتم الآخر لأنه مضطهد



إقتباس:
* اما عن الجزء التالي والذي تم زجه تحت مسمى وعنوان لا ينتمي اليه ، فالمقصود به ( التقريب بين الطوائف ) اما كلمة ( الملل ) فهي كلمة لا يستخدمها المسيحيون للتعبير عن الطوائف المسيحية ، ولا اجد العذر لنبيل لوقا بباوي في اختيار كلمة اسلامية ( وكأنه يترجم للمسلمين كلمة طوائف الى ترجمة اسلامية وهي لا تحتاج الى ترجمة فكل المسلمين يعرفون ان المسيحيين يتكونون من طوائف مختلفة ) .
ام لعل هذا هو تجديد الخطاب الديني المسيحي الذي ينادي به ؟؟؟ اي اقتباس المصطلحات الاسلامية وتبنيها في الخطاب الديني المسيحي ؟؟؟؟
كلمة ملة هى الكلمة المسيحية الرسمية يا نيومان (يبدو أنك لم تتزوج) أما كلمة طائفة فهى المصطلح الشعبى لا الرسمى... يكفى أن أذكر لك أن هناك مجلس أرثوذكسى يسمى "المجلس الملى" وعند تغيير طائفتك تقوم بعمل مستند كنسى يسمى "تغيير ملة" وتنشر فى الجريدة الرسمية باسم "مواطن مسيحى يغير ملته من كذا إلى كذا وعلى المتضرر إلخ إلخ"


إقتباس:
الطوائف ( حسب رأي الشخصي ) مبدئها ومنشئها ( تقسيم جغرافي ) وليس تقسيم فكري او عقائدي
كلا بالطبع فهى تقسيم فكرى وعقائدى.. البعض مختلف فى الأصول والبعض فى الجذور... الفكرة فى اختلاط الأنساب عند الزواج فترفض الطائفة السائدة فى مكان ما الزواج من طائفة أخرى دون شرط معجز فى بعض الأحيان (مثل إعادة المعمودية وتحديد أب اعتراف من الطائفة السائدة) فتضمحل الطوائف ألأخرى أمام الطائفة السائدة فتبدو كأنها تقسيم جغرافى... وبالطبع الطوائف الأقلية لا تسكت أيضاً.. فهى تشجع على الزواج من نفس طائفتها أو استقطاب أفراد الطائفة السائدة لزيادة العدد... بل إن الأمر يتخذ شكلاً كنسياً فى بعض الأحيان فالأرمن الأرثوذكس لا يتزوجون نهائياً الأقباط الأرثوذكس (رغم انهم كنائس صديقة ولا تطلب الكنيسة الأرثوذكسية اعادة تعميدهم) ويعاقب بالحرمان من الكنيسة الأرمنية من يتزوج قبطياً وبالإضطهاد اذا استعثر حرمانه

صدقنى يا نيومان الوضع مخجل للغاية مهما أنكرنا ودفنا رؤوسنا فى الرمال... انى استنكر وبشدة حروب الشركات والاهتمام بالكم لا الكيف فى كنائسنا المسيحية بمختلف طوائفها... هناك من يرى الوضع وردياً ولا مشاكل بين مختلف الطوائف لأن مشاكلنا مستترة وفضائحنا ليست علانية.. لكن من رأى ونظر وشاهد واستمع للجميع يستنكر بشدة أن نصير نحن المسيحيون هكذا... نعم أنا مع هذا المقال بكل قواى ويدى فى يد كل من سعى لتوحيد الفكر المسيحى وقبول مختلف طوائفة بمحبة... فهذا ما تعلمته من المسيح حتى ولو سمعته من فم بباوى

اعتذر للإطالة وتحياتى للجميع
ربنا يبارككم