|
عزيزى يوساب..
لكل أمر فى الدنيا كما يقول المنطق 4 تفسيرات..
تفسير دينى - تفسير علمى - تفسير فلسفى - تفسير أسطورى
انظر لصاعقة تضرب منزلا فتهدمه كمثال...
التفسير الدينى: غضب من الله على أصحاب ذلك البيت فضربهم بالصاعقة
التفسير العلمى: شحنات كهربية انجذبت للبيت بمجال معاكس فولدت شرر فيما يعرف باسم الصاعقة
التفسير الفلسفى: سيبحث فى هل أصحاب البيت داخله أم خارجه ومدى تأثير ذلك على أفكارهم ومستقبلياتهم نتيجة الصاعقة
التفسير الأسطورى: إله البرق يرحب بأصحاب البيت "طوباهم من تزورهم الآلهة"
العاقل هو من لا يخلط الأمور ببعضها..
فالتفسير الدينى هو المناسب لشخص ضربت الصاعقة منزله بالفعل فيتقبل الأمر بصبر ويطلب عون الله
والتفسير العلمى مفيد فى اختراع مستقطبات الصواعق لتجنب خطرها على الانسان فنتفادى صواعق أخرى
والتفسير الفلسفى مفيد لدراسة نفسية وسلوكيات من تعرض لظروف الصاعقة
والتفسير الأسطورى هو من لم يجد تفسيرا فى الثلاث الأولى أو دمج بينهما فاستسلم للخرافة
المشكلة تحدث عند محاولة تقييم أمر ما بمعايير غير متناسبة معه... فلكل منها معاييره الخاصة التى لا تصلح للأخر كمقياس
التفسير الدينى يعتمد أساساً على الإيمان المسبق بأمر غيبى لم نراه..
التفسير العلمى يعتمد أساساً على الشك كوسيلة للإثبات ولا يعترف إلا بالماديات
التفسير الفلسفى يعتمد على خبرات السابقين ودراسة العينات وتحليل السلوكيات ولا يعترف إلا بالقيم المطلقة مثل الحق والعدل والحب الخ الخ
التفسير الأسطورى هو تفسير ارتجالى دون معايير.. هو تفسير فطرى لمن فشل فى الوسائل السابقة (أو لمن خلط بينهم)
وبالطبع لكل عقل "منتالتى" معينة... فمنا من خلق ليكون متديناً.. وأخر عالماً.. وآخر فيلسوفاً.. وآخر مشعوذاً.. ومن الصعب تحويل "المنتالتى" من صنف لآخر وإلا سقط فى المحظور
ذكر لى أستاذى السابق فى الهندسة انه عند تصحيحه لامتحانات الأزهر وجد الإجابة النموذجية لتعريف الخطان المتوازيان كالتالى:
الخطان المتوازيان: هما خطان لا يتقابلا مهما إمتدا إلا بإذن الله
الجملة بكل تأكيد صحيحة دينياً... لكنها مثيرة للسخرية علمياً.. لأن العلم قائم على الثوابت.. فلو تقابل الخطان فهما إذن لم يكونا متوازيان تلك حقيقة ثابتة لا تقبل الجدل ولذلك سميناها (قاعدة) أى أنها مبدأ لا يتغير... لو سرحنا بتفكير مريض إلى قدرة الله (الغير محدودة) على جعل الخطان المتوازيان يلتقيان نكون سقطنا فى فخ الخرافة والتفسير الأسطورى... لأن ببساطة دينياً هذا يسمى معجزة.. ومعجزة تأتى من كلمة إعجاز أى خارق للمألوف والقواعد المسلم بها... فلابد أن نعترف بالقواعد أولا لكى تتضح قيمة المعجزة ثانياً
بالمناسبة.... فلسفيا الخطان المتوازيان يلتقيان فعلا... لكن فى الانهائية (والعلم لا يرفض هذا التفسير أيضا)
تحياتى ومحبتى
|