
22-05-2006
|
|
http://www.wataninet.com/article_ar.asp?ArticleID=7464
مواصفات المصري الجميل
بقلم :محمد عبد القدوس
من فضلك...لا تكن أعمي!
بدأت الأسبوع الماضي الحديث عن ظاهرة صديقي المرحوم أنطون سيدهم مؤسس جريدة وطني.كان رحمه الله مخلصا للكنيسة ومحبوبا من رموز التيار الإسلامي!! طيب إزاي؟ الإجابة أنه رغم انحيازه للأقباط وحقوقهم لم يكن يعرف التعصب الأعمي...كان صديقي أنطون سيدهم سليم البصر والبصيرة يري الآراء والأفكار التي تخالف رأيه ولا يتعامي عنها أو يتعصب ضدها! لم يكن إنسانا منغلقا علي نفسه ولا يري سوي أفكاره!
وهناك خطوة متقدمة جدا في هذا الطريق تلخصها تلك الحكمة التي تقول:رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب! يعني يمكن أن تقتنع بوجهة النظر المخالفة لآرائك وتقول أنا غلطان وهذا لعمري لا يحدث إلا نادرا في عالمنا!! فإذا فعلتها فأنت إنسان عظيم!
وفي عصرنا من الصعب جدا أن تجد من يعترف بخطئه!! وكل منا يظن أنه صح والآخر غلطان! ومادام الأمر كذلك فالمطلوب علي الأقل أن تحترم وجهة النظر المخالفة.وإذا بادلت صاحبها المودة فإنك في هذه الحالة تستحق تعظيم سلام لأن فيك مواصفات المصري الجميل الذي لا يعرف التعصب!وياسلام عليك لو كنت صديقا لإنسان يخالفك معتقداتك ومواقفك,وكل واحد يحترم الآخر...ولو سادت تلك النظرة في بلادنا لتغيرت الدنيا وعاد عصر الزمن الجميل!
والحد الأدني المقبول أن تتعايش في سلام ووئام مع من يختلف معك في أفكارك ومش ضروري تحبه إذا كان قلبك لا يتسع لهذا الحب! لكن ما يثير الشقاق في المجتمع أن يعتقد الإنسان أنه وحده الذي يملك الحقيقة المطلقة! وكل الآراء الأخري لا قيمة لها ويتصرف علي هذا الأساس!! فتراه يتعصب لأفكاره وينظر بعداء إلي غيره! ويقتصر أصحابه علي طائفته! أراه في هذه الحالة أعمي ويحتاج إلي نظارة!! ولو كان سليم النظر فلا بصيرة له! وراسب بجدارة في مواصفات المصري الجميل.
|