http://www.alarabiya.net/Articles/2006/05/24/24047.htm
القاهرة - أ ف ب
أصدرت محكمة استئناف الأسرة الأربعاء 24-5- 2006 قرارا بتثبيت نسب لينا ابنة هند الحناوي إلى والدها احمد الفيشاوي، مسدلة الستار على معركة استمرت أكثر من عامين أمام المحاكم وأرقت الرأي العام المصري.
وقبل إعلان قراره القى القاضي المستشار احمد رجائي دسوقي قصيدة للشاعر الكبير الراحل نزار قباني ترفض فيها فتاة أن تقوم بعملية إجهاض. وتقول القصيدة من ديوان "طفولة نهد" "ليراتك الخمسين تضحكني.. لمن النقود.. لمن يجهضني.. لتخيط لي كفني .. هذا إذا ثمني.. يا بؤرة العفن.. انا ساسقط ذلك الحمل.. فأنا لا أريد أبا نذلا".
وقالت هند الحناوي التي حضرت الجلسة مع عائلتها "أنا مسرورة جدا بالقرار العادل الذي أصدرته المحكمة خصوصا بعد عامين من التعب والملاحقات القضائية والضغط على الأعصاب بسبب الهجوم الذي تعرضت له وعائلتي من قبل بعض الشخصيات في الإعلام".
وقالت إنها بعد انتهاء القضية ستقوم بوضع كل ما يتعلق بتفاصيل القضية على موقع خاص على شبكة الانترنت إلى جانب الاستعداد لإطلاق "منظمة غير حكومية للعمل على ادخال تعديلات على قانون الأحوال الشخصية في مصر".
وكانت هند الحناوي تعرضت لهجوم كبير في البرنامج الأكثر شهرة في القناة الثانية الحكومية المصرية "البيت بيتك" والذي كان يقدمه الإعلامي محمود سعد عندما ضغط على الفيشاوي الصغير حتى اعترف أنه ارتبط بهند بعلاقة غير شرعية متنكرا لعقد
الزواج العرفي المعقود بينهما.
وبدأت القضية قبل أكثر من عامين عندما أخبرت هند احمد أنها حامل فطلب منها إجهاض الجنين لكنها رفضت. وقالت إن أحد الدعاة الجدد الذين اشتهروا في الفضائيات العربية اتصل بها وهي في الشهر الثالث من الحمل ليقنعها بالإجهاض.
وقالت حينها لوكالة فرانس برس "اتصل بي داعية معروف من اصدقاء احمد ليؤكد لي أن باستطاعتي إجهاض الجنين شرط أن اصوم أنا وأبوه 60 يوما وأن ندفع دية تساوي عشرة جمال". ولكنها لم تقتنع بهذه الفتوى ورفضت الموقف برمته وأبلغت عائلتها بالأمر.
وفي خضم الجدل الدائر حول القضية قام احمد الفيشاوي بتقديم برامج دينية على محطات فضائية عربية وتردد فترة أنه سيعتزل التمثيل، إلا أنه سرعان ما عاد للمشاركة في بطولة افلام سينمائية ودراما تلفزيونية.
وأعلن احمد الفيشاوي وكذلك أبوه وأمه الممثلان الشهيران فاروق الفيشاوي وسمية الالفي اكثر من مرة أن هند الحناوي كاذبة ولم يرتبط ابنهما بها ورفضوا إجراء تحليل للحمض النووي (دي.ان.ايه) لإثبات نسب الطفلة.
وفي المقابل وقف والدا هند حمدي الحناوي استاذ الاقتصاد وأمها استاذة علم النفس إلى جانبها متجاوزين نظرة المجتمع في بلد يعتبر فيه القتل دفاعا عن الشرف من التقاليد الراسخة أسوة بالعديد من دول العالم العربي، وقاما بشن هجوم مضاد وتقديم شكوى للنيابة العامة لإجراء تحليلات الحمض النووي.
ويأتي قرار محكمة الاستئناف الذي لا طعن فيه، حيث لا يستطيع الفيشاوي اللجوء إلى القضاء ثانية لإلغاء عملية نسب الطفلة، انتصارا للموقف الصعب الذي خاضته هند ووالداها.
واسدلت المحكمة بقرارها تثبيت نسب الطفلة لينا إلى احمد الفيشاوي، نهائيا الستار على القضية التي قسمت الرأي العام المصري بين من تضامن مع هند الحناوي ووالدها الذي وقف الى جانبها رغم عدم اقراره سلوكها، ومن وقف إلى جانب الفيشاوي المدعوم بمن يطلق عليهم اسم "دعاة فتاوى الفضائيات العربية".
وتحيز غالبية المثقفين كما أبرزت كتاباتهم في الصحف المصرية إلى صف هند الحناوي مطالبين الفيشاوي بالاعتراف بابنته. واعتبر مثقفون بينهم الروائي عزت القمحاوي تعليقا على قرار المحكمة انه "انتصار لرؤية حقوق المواطنة واستقلاله عن فتاوى شيوخ الفضائيات الذين استنجد بهم آل الفيشاوي الذين لو فكروا قليلا ما كان يمكن أن تكون هناك مشكلة".
وتابع "فلو اعترف الفيشاوي الصغير بابنته لوفر على نفسه وعلى ابنته هذا المشوار الشائك، ولكنه ينتمي إلى نموذج لنوع من الرياء الديني الذي أصبح يسود المجتمع في هذه الأيام فهو يخرج ليعظ في الناس ويجد في نفسه القوة في ايذاء طفلة من دمه يريد أن يتركها في مواجهة غير متكافئة مع مجتمع متخلف في علاقته مع المرأة".
وقد يكون هذا القرار داعما لاتخاذ قرارات مشابهة لصالح أكثر من 20 الف طفل ولدوا من زواج عرفي بما يشكل حلا لمشكلة تتعلق بمستقبلهم في مصر، وفق دراسة نشرتها الصحف المصرية