عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 09-07-2006
الصورة الرمزية لـ Ibrahim Al Copti
Ibrahim Al Copti Ibrahim Al Copti غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: May 2005
المشاركات: 2,143
Ibrahim Al Copti is on a distinguished road
تكملة الموضوع

الأولى الإيجابية تسمح بمزيد من الحرية ، و لكنها تسمح أيضا بمزيد من الفصل العرقي و الديني بين المواطنين ، ومع الوقت قد تؤدي إلى تفتت المجتع إلى عرقيات و جيتوهات يفقدون فيها الانتماء الوطني العام ...
أما الثانية السلبية فتحد من حرية التعبير إلى حد ما ، و لكنها تحمي المجتمع من النعرات الدينية المتطرفة ، وتسمح (نظريا على الأقل) بمزيد من التجانس بين مواطني المجتمع الواحد .

* ثالثا: أما ثالث مثال على مشاكل العلمانية ، هو أن الحيادية المطلقة يصعب تحقيقها ، فالإنسان مخلوق متدين بطبعه ، حتى الإلحاد هو موقف ديني في أصوله ، و إن كان موقفا سلبيا ، والحكم المحايد في مباريات كرة القدم قد يكون من العسير الحصول عليه في الكثير من الأحيان ، ومن هنا كان وصول أي شخص للحكم ، يمكن أن يؤثر على هذه الحيادية ... فحتى وأن كان النظام السياسي يسمح بالتعددية الثقافية ، إلا أن الطبقة الحاكمة (6) بلا شك لها ميولها الدينية ، و التي تؤثر بالتأكيد على هذه الحيادية المطلقة ... وهنا تعتمد العلمانية على ضمير وأمانة وشفافية الطبقة الحاكمة ، وكلها قد يصعب الوصول إليها ...
ولهذا كانت اليمقراطية كنظام سياسي توءما لازما للعلمانية ... فهي تسمح بوجود دور لعامة الناس في الحكم وتقلل من سلطة الطبقة الحاكمة ، مما يسمح بمزيد من الحيادية ومزيد من الكفاءة وتوازن القوى.

في النهاية فالعلمانية مادية (لا روحية) وأرضية (لا سمائية) وحيادية و إنسانية وعقلانية ، العلمانية تحتمل جميع الأديان و لكنها لا تحتمل الشرائع الدينية (والتي تعني أن يكون الحَكَم متضامنا مع فريق ضد الآخر) ، إلا أن هذا هو سر جمالها وضعفها في آن واحد ، فهي بالتأكيد لا تجيب على كل تساؤلات الإنسان ، فالإنسان ليس مادة فقط ، و الوجود الإنساني ليس سياسة فقط ، و الحياة الإنسانية لا تكتفي بالأرض فقط ، ولكنها بحيادتها وإنسانيتها وعقلانيتها هذه تسمح بمزيد من الوقت والجهد الإنساني من أجل أن الإجابة على أصعب الأسئلة الوجودية التي تواجه الإنسان ، عن معنى هذا الوجود وغايته ، تسمح له أن يمتحن إيمانه ، أو يشك في إلحاده ، وان يحيا حياته إلى كامل ملئها...
أن يكفر و أن يرتد عن كفره ، أن يعشق ، أن يثور ، أن يمارس حريته و اختيارته إلى أقصي الحدود الممكنة ...

ولهذا كانت العلمانية أعظم الوسائل من أجل تحقيق ما هو أعظم من العلمانية ... الحرية الإنسانية بأجمل صورها ...


------------------
المصادر والمراجع:
1) http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=67884
2) مصادر المعلومات * http://www.newadvent.org/cathen/13676a.htm
* http://atheism.about.com/library/FAQ.../blrel_sec.htm
3) * فهي الخطيئة التي سقط فيها تلاميذ المسيح ومازال الكثير يسقطون فيها "وداخلهم (أي التلاميذ) فكر من عسى ان يكون اعظم فيهم . فعلم يسوع فكر قلبهم واخذ ولدا واقامه عنده . وقال لهم . من قبل هذا الولد باسمي يقبلني.ومن قبلني يقبل الذي ارسلني.لان الاصغر فيكم جميعا هو يكون عظيما" (لوقا9: 46-48)
* ويعود المسيح ويؤكد :" انتم تعلمون ان رؤساء الامم يسودونهم والعظماء يتسلطون عليهم. فلا يكون هكذا فيكم.بل من اراد ان يكون فيكم عظيما فليكن لكم خادما. ومن اراد ان يكون فيكم اولا فليكن لكم عبدا. كما ان ابن الانسان لم يأت ليُخدم بل ليَخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين" (متى 20: 25-28)
4) المسيح يؤكد على أن الإنسان يسبق الشريعة: "ثم قال لهم السبت انما جعل لاجل الانسان لا الانسان لاجل السبت." (مرقس 2: 27)
5) المسيح يفصل بين قيصر و الإلهي: "فاجاب يسوع وقال لهم اعطوا ما لقيصر لقيصر وما للّه للّه.فتعجبوا منه" (مرقس 12: 17)
6) الطبقة الحاكمة المقصود بها: كل من له دور مباشر في الحكم من رئيس أو رئيس وزراء أو عضو في البرلمان أو عضو في الحزب الحاكم ... إلخ
__________________
اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟ (رومية 8: 32)

مسيحيو الشرق لأجل المسيح
مسيحيو الشرق لأجل المسيح (2)
الرد مع إقتباس