لضمان تجمع غالبية مسيحية في منطقة جغرافية واحدة
لضمان تجمع غالبية مسيحية في منطقة جغرافية واحدة
حكومة كردستان العراق تسعى لإلحاق مناطق مسيحية بالإقليم
العربية نت
الاثنين 16 أكتوبر 2006م، 24 رمضان 1427 هـ
دبي- العربية.نت
تشهد العشرات من القرى والبلدات المسيحية التابعة لمدينة نينوى في العراق حركة هجرة معاكسة واسعة في عودة سكانها الذين غادروها قسرا أو طوعا خلال العقود الأربعة الماضية بالتعاون مع حكومة إقليم كردستان.
وتقوم حكومة الإقليم بالتنسيق مع لجنة شؤون المسيحيين التي يشرف عليها وزير مال الإقليم آغا جان على تنظيم هذه العودة لإلحاق هذه المناطق المسيحية بالإقليم، وذلك في إطار الإحصاء السكاني العراقي لعام 1957 لتحديد التوزيع الجغرافي والسكاني والقومي والديني.
وبحسب تقرير أعده الزميل جميل روفائيل ونشرته صحيفة "الحياة" اللندنية الاثنين 16-10-2006، تسعى غالبية مسيحيي سهل نينوى وما جاوره شمالاً وشرقاً وغرباً إلى التجمع في إقليم كردستان العراق وتغيير التبعية الإدارية لبلدات وقرى "بخديدا وكرمليس وبرطلة وتلكيف وباطنايا وباقوفا وتللسقف وشرفية والقوش وغيرها" التي يبلغ عدد سكانها حوالي 150 ألف نسمة، من محافظة نينوى التي لا تزال ضمنها بحسب ترتيبات العهد السابق، وذلك بانتقالها إلى الإقليم كردستان.
ويوضح عضو برلمان إقليم كردستان روميو هكاري، أن هذا التغيير "سيضمن تجمع غالبية المسيحيين العراقيين في منطقة جغرافية وإدارية، كما أنه سيجعل نسبتهم تزيد على 15 في المائة في الإقليم الذي يبلغ عدد سكانه بين 4 و5 ملايين نسمة، وذلك على رغم أن نسبتهم تبلغ ما بين 3 و 4 في المائة ضمن العراق الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 25 مليون نسمة".
ويضيف أن "تجمعهم في إقليم واحد سيوحد أنظمة شؤونهم في المجالات المختلفة، ويعزز أهمية صوتهم ويرسخ صمودهم ضد محاولات احتوائهم".
"إعادة البلدات إلى هويتها السكانية الأصلية"
ويوضح نائب محافظ دهوك كوركيس شليمون خائي، موقف حكومة اقليم كردستان من هذه الموجة الكبيرة من العائدين والإجراءات الرسمية لمتطلباتها، قائلا "تصلنا توجيهات مستمرة من رئيس الإقليم مسعود البارزاني ورئيس مجلس وزرائه نيجرفان البارزاني لمعالجة الظلم الذي لحق بمسيحيي الإقليم خلال العهد السابق، وإعادة بلداتهم وقراهم إلى هويتها السكانية والجغرافية الأصلية وتقديم أنواع الدعم اللازم لراحة العائدين منهم الى ديارهم وأعمالهم واستقرارهم فيها، وفي مقدم ذلك بناء المساكن لهم واتخاذ الإجراءات السريعة ليتصرفوا بأراضيهم وممتلكاتهم، إضافة إلى توفير الكنائس والمراكز الثقافية والملاعب الرياضية وقاعات الاحتفالات".
ويضيف خائي ان وزارة تربية الإقليم "تهتم بضمان التعليم في التجمعات الكلدانية الأشورية السريانية باللغة السريانية، وحالياً تدرس 29 مدرسة بين ابتدائية وثانوية في محافظة دهوك وحدها كل موادها باللغة السريانية، وسيتم فتح مدارس مماثلة اخرى قريباً بعد تدريب الكادر التعليمي اللازم لها نظراً الى ان التعليم بالسريانية بدأ من نقطة الصفر لأنه كان غير معمول به في ظل النظام العراقي السابق".
ويمضي قائلا إن الجهات الحكومية في الإقليم " تتحمل كل نفقات هذه المدارس وطبع الكتب اللازمة لها. وقبل ايام انتهت أعمال مؤتمر اللغة السريانية الذي عقد في بلدة عنكاوا المسيحية المجاورة لعاصمة الإقليم اربيل وشارك فيه فريق من المهتمين بهذه اللغة، واتخذ توصيات لتعزيز تعليمها والاهتمام بتراثها الإنساني والأدبي ونشر نتاجاتها الراهنة".
ويشير خائي إلى أن حكومة الإقليم "تسعى الى تطبيق نظام إداري ذاتي متطور موحد شبيه بالكانتونات الأوروبية في كل بلدات المسيحيين وقراهم في الإقليم، وهو الأفضل الذي اقترحته اللجان الاختصاصية نظراً اإلى تباعد الكثير من هذه التجمعات السكانية عن بعضها بعضاً وعدم ترابطها في منطقة جغرافية محددة خاصة بها".
ويؤكد خائي "أن بناء مستقبل أي شعب بصورة ناجحة ودائمة ينبغي أن يتم بحسب خطوات مدروسة وفاعلة وواقعية متواصلة، وهو ما يجري تنفيذه وصولاً الى كيان مسيحي (كلداني، أشوري وسرياني) يتمتع بكل الحقوق الإنسانية والذاتية التي توفر استقراره الآمن الدائم ضمن أماكن وجوده في المنطقة الجغرافية لإقليم كردستان".
يتبع....
__________________
فليتك تحلو والحياة مريرة___ وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر__ وبيني وبين العالمين خراب
|