الموضوع: حرية الأديان
عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 26-10-2006
AleXawy AleXawy غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
الإقامة: AleXanDria
المشاركات: 5,848
AleXawy is on a distinguished road
قبل أيام، نشرت المفكرة التونسية الدكتورة رجاء بن سلامة، مقالاً بعنوان (حقّ الإنسان في أن يكون لاأدريّا أو لادينيا أو ملحدا) تطرقت فيه إلى حرية الإنسان وأن من حقه أن يؤمن أو لا يؤمن بالأديان, ولم تقل الكاتبة أنها تخلت عن دينها أو تحولت إلى ديانة أخرى أو طعنت في معتقد المسلمين، بل كل ما قالته، أن للإنسان الحق في أن يؤمن بأي دين كما يشاء، كما ومن حقه أن يكون لا أدرياً (agnostic)، علماً بأن لقولها هذا سند ديني في الإسلام نفسه وهو قوله تعالى "لا إكراه في الدين.." والآية: "فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر".. ونتيجة لطرحها هذا الموضوع صارت الكاتبة مشروعاً للشهادة، لا تدري متى يسقط عليها سيف ديموقليس ليقطع رقبتها. وحتى قبل نشر هذه المقالة، كانت الدكتورة رجاء بن سلامة قد تعرضت إلى أبشع حملة من قبل الإسلامويين نظراً لطرحها آراءها الجريئة في الدفاع عن الحداثة وحرية الإنسان.

الشيخ الأزهري، الدكتور حامد نصر أبو زيد، لم يغيِّر ديانته بل دافع عن الإسلام وكان أستاذاً لعلوم القرآن في جامعة القاهرة، فبمجرد أن تجرأ واجتهد في بعض التفاسير، حتى أصدر فقهاء الإسلام في مصر حكم الردة عليه وطالبوا بفصله من الجامعة التي كان يدرِّس فيها. ولما تم لهم ذلك، طالبو بفصله عن زوجته باعتبار زواجهما باطل لأنه مرتد!! وحتى هذا الفصل لم يكتفوا به، فتمادوا إلى أن طالبوا بفصل رأسه عن جسمه وذلك تنفيذاً لحكم الردة بحقه كما كانوا يعتقدون. راجع كتاب أبو زيد: (التفكير في زمن التكفير). فما كان من الرجل وزوجته إلا أن يفرا من وطنهما، مصر، ويقيما في هولندا كلاجئين، طلباً للسلامة والحرية والكرامة في بلاد "الكفار". أيها الإسلاميون، أخبروني بحق السماء، أين هو التسامح الذي تتشدقون به ليل نهار؟
نعم، أعرف ما سيرد به عليَّ هؤلاء الإسلاميون، لا بد وأنهم سيقولون أن حرية العبادة والمعتقد مضمونة في الإسلام وسيستشهدون ببعض الآيات مثل (لا إكراه في الدين) وغيرها، ومقولة للخليفة عمر بن الخطاب (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً) رغم أننا لسنا متأكدين، هل فعلاً قال عمر مثل هذا القول، أم قيل بعد قرون ونسب إليه، كما هي الحال في مئات الألوف من الأحاديث المزورة التي نسبت إلى الرسول محمد (ص) وتبيَّن فيما بعد أنها من صنع وعاظ السلاطين، قالوها لمرضاة السلطان الجائر وليس لمرضاة الله، وأنهم يفترون على الله ورسوله الكذب. وربما سيقولون "وما على الإسلام من جهل مسلم؟"، ولكن يجب أن نعرف أن الذين يصدرون الفتاوى بحق من يغير دينه هم الفقهاء بالدين وليسوا جهلة. وفي جميع الأحوال، أقول لهؤلاء، أن المهم ليس الأقوال، بل الأفعال. فنسمع كلاماً منمقاً جميلاً في تسامح الإسلام، وهناك آيات وأحاديث نبوية تؤكد حرية الإنسان في العبادة والإيمان، (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، إن الله غني عن العالمين).. الخ، ولكن الواقع يختلف تماماً، وأقل تبرير يقدمونه هو أن آيات السيف نسخت آيات التسامح!!

http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphW.../10/186083.htm
الرد مع إقتباس