عرض مشاركة مفردة
  #50  
قديم 28-11-2006
NAWAL NAWAL غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
المشاركات: 16
NAWAL is on a distinguished road
مساحة للرآي


نظرة الي المستقبل
أسئلة وأجوبة بديهية في معركة الحجاب



بقلم :
سمير غريب
sgharib@internetegypt.com


س: ما هي مهمة الكاتب؟
ج: ان يعبر عن رأيه بحرية من أجل تقدم وطنه والانسانية.
س: وما هي مهمة الحكومة؟
ج: ان ترعي مصالح المواطنين وتعمل من أجل مستقبلهم. وبالتالي فهي مسئولة عن ضمان حرية الرأي والتعبير لكل انسان، وكرامة الوطن والمواطن. وهذا جزء من القسم الذي يقسمه كبار المسئولين.
س: هل الوزير له حق التعبير عن آرائه الشخصية مثل باقي المواطنين أم انه ببغاء يردد فقط ما يطلب منه ترديده؟
ج: بالطبع، الوزير مواطن قبل ان يكون وزيرا.
س: هل للحكومة أو للحزب الوطني سياسة معلنة فيما يتعلق بزي المرأة؟ وهل سنت القوانين المنظمة لهذا الزي؟ وبالتالي نستطيع محاكمة وزير لانه اختلف مع هذه السياسة أو خالف تلك القوانين؟
ج: لا بالتأكيد.
س: هل سكان مصر هم المسلمون فقط أم لدينا ملايين المسيحيين؟
ج: سكان مصر مسلمون ومسيحيون.
س: ماذا يحدث اذا ارتدت كل المسلمات في مصر الحجاب؟
ج: لن يبقي سوي المسيحيات. وبالتالي سوف يحدث فرز مظهري فوري يميز بين المسلمة والمسيحية.
س: هل يساعد هذا الفرز علي الوحدة الوطنية؟
ج:..........
س: هل هناك اجماع من العلماء علي فرض الحجاب؟
ج: لا.. إلا اذا اعتبرت امثال المستشار سعيد العشماوي والدكتور محمود زناتي والمفكر جمال البنا والدكتورة زينب رضوان ليسوا علماء وانما باعة جائلين.
س: هل التي لا تتحجب تكون كافرة وستدخل النار؟
ج: المؤكد ان القرآن الكريم لم يقل ذلك، ولكن الله سبحانه: 'يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور'. وقال سبحانه 'أو لا يعلمون ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون'. وقال جل شأنه: 'وان تجهر بالقول فإنه يعلم السر واخفي'.
س: هل هناك اكراه في الدين؟
ج: يجيب الله سبحانه وتعالي في القرآن الكريم في سورة البقرة: 'لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقي لا انفصام لها والله سميع عليم'.
والكلام واضح لا لبس فيه، ولا يحتاج لرجل دين لتفسيره.
س: اذا كان الحجاب واجبا دينيا فلماذا يريدون اكراه الناس عليه؟
ج: ومن قال ان هناك اكراها؟
ج: رأيت بعيني شعارات مطبوعة علي حوائط مدن وقري مصرية منذ بضع سنوات تتضمن عبارات تخويف لمن لا تتحجب. والمظاهرات الاخيرة التي اخرجوا فيها المحجبات نوع من الاكراه المعنوي. امثلة اخري اترك للقارئة منال سرور من الاسكندرية ذكرها. علما بأن فتيات اخريات اكدن لي ما جاء في رسالتها التي انشرها كما هي لأن اسلوبها اصدق:
السلام عليكم مع حضرتك منال من مصر الحقيقية أنا ماليش في الكتابة بس ححاول. انا اعجبت بكلامك جدا ان مش المشكلة الحجاب او النقاب هما ناس فاضية وبعضهم ابعد ما يكون عن الدين فين التسامح انا عن تجربتي انا غير محجبة ولكن الحمد لله راضية عن نفسي ولكن في مجال عملي مش عايزين يسيبوني في حالي دائما مطاردات وشرائط دينية لناس بتتخانق علشان اتحجب وحالي ينصلح مش عارفة ازاي يسيبوني في حالي فسعدت جدا بكلامك ولكن انت مش هتغير الكون لك كل التوفيق.
س: لماذا ننشغل الي هذا الحد بموضوع الحجاب؟
ج: أولا انشغالنا بجسد المرأة بشكل عام قديم عظيم في تاريخ العرب. الثقافة العربية هي اكثر ثقافات العالم التي تتداخل فيها قيمة الشرف مع جسد المرأة. ليس شرف المرأة فقط، بل شرف الرجل ايضا. فنحن ربما ننفرد عن باقي شعوب الارض بأن شرف الرجل مرتبط بشرف المرأة. بل في تاريخنا احداث تدل علي ربط شرف الوطن كله بشرف امرأة. حتي جرد الخليفة العباسي المعتصم بالله جيشه لغزو عمورية 'في تركيا حاليا' لأن امرأة تعرت. فلقد ذهبت تبتاع من يهودي في عمورية فجلست. فقام اليهودي بغرس وتد علي طرف ثوبها. وعندما قامت سقط ثوبها وانكشفت فصرخت: وامعتصماه. وفي رواية اخري انها امرأة وقعت في اسر الروم. لا ادري كيف بلغت صرختها الخليفة. ولكن كتب التاريخ تقول انه عندما علم الخليفة بصرختها جرد جيشه لغزو عمورية رغم نصح المنجمين له بأن الوقت غير ملائم للحرب. فاذا صحت الرواية تكون هذه السيدة قد اكرمت الادب العربي! ذلك ان الشاعر المشهور * عند الأدباء بالطبع * أبو تمام كتب يصف حرب عمورية في رائعته التي يقول فيها:
السيف أصدق انباء من الكتب ہ في حده الحد بين الجد واللعب،
بيض الصفائح لا سود الصحائف ہ في متونهن جلاء الشك والريب.
ثانيا: اما في عصرنا الحالي فلقد زاد علي الموروث الثقافي مستجدات أخري. ذلك اننا تركنا عظائم الامور، وانصرفنا عن محاربة الفساد، وتطبيق الديمقراطية، واصلاح الاقتصاد والتعليم والصحة وغيرها، والارتفاع بمستوي المعيشة، والارتقاء بمستوي المواطن الاجتماعي والثقافي، وتفرغنا لأم المعارك. اما الانتصار في معركة الحجاب أو الموت الزؤام.
س: وما هو تأثير تفرغ المسلمين لأم المعارك الحجاب؟
ج: تأثير داخلي في الهاء الناس عن مصالحهم الحيوية ومستقبل ابنائهم، وتركها للمستفيدين من هذه الحالة. وتأثير خارجي في تكوين نظرة غير المسلمين في العالم عن المسلمين. وان هؤلاء المسلمين يهتمون بالمظهر فقط ولا يعنيهم الجوهر. فجوهر حياة المسلمين الآن في العالم متدن ومتخلف. كان من الممكن ان يسعد العالم بتخلف المسلمين طالما يتقدم غيرهم. لولا الاحساس بالخطر علي العالم كله من ازمات المسلمين واستفحال مشاكلهم. فلقد سارت مشكلة النقاب والحجاب في شوارع أوروبا وامريكا ودخلت بيوت كثير من الناس. ومثلت لغير المسلمين تحديا ثقافيا واجتماعيا دفع بعضهم لسن القوانين لمنعه حفاظا علي علمانية دولهم. وجعلت كبريات وسائل الاعلام تستنفر الناس ضدها، مثلما فعلت مجلة نيوزويك الأمريكية التي جعلت الحجاب ملفها الرئيسي في عددها الأخير، ووضعت صورة سيدة منقبة علي الغلاف. اذن هناك حرب بدأت تشتعل في العالم حول الحجاب.
فهل ندخل حربا حوله أم حروبنا هي في تحرير أراضي المسلمين المحتلة، وفي تحرير انفسنا ممن يستغلوننا ويسرقوننا ويقودوننا قيادة التابع للمتبوع؟ تصوروا في الوقت الذي تشتعل فيه معركة الحجاب في القاهرة يشتعل القتال بين المسلمين الشيعة والسنة في العراق. ويشتعل العداء بين الشيعة والسنة في لبنان، وبين فتح وحماس في فلسطين المحتلة اصلا!!
س: هل نريد ان تتلخص صورة المسلمة في العالم في النقاب أو الحجاب فقط؟
ج: لا بالطبع. بريد أي مسلم صالح ان تكون صورة المسلمة في مقدمة صور النساء في العالم في جميع المجالات. نريد رئيسة مسلمة. فلم تكن هناك رئيسة مسلمة في تاريخ المسلمين سوي رئيسة الوزراء بناظير بوتو في باكستان. وهي مدانة بالفساد ودخل زوجها السجن ومقيمة في الخارج ولا تستطيع العودة الي بلدها. نريد رئيسة مسلمة كما كانت انديرا غاندي في الهند، وباندرنيكا في سيلان أو ميشيل باشليه حاليا في شيلي أو حتي ايلين جونسون في ليبيريا.. وكلهن من العالم الثالث.. فهل وصلنا العالم الثاني؟؟
نريد سيدات مسلمات يفزن بجوائز نوبل، مثلما فازت العالمة الفرنسية ماري كموري بالجائزة مرتين وليست مرة واحدة عام 1903 مقاسمة مع زوجها في الفيزياء، وعام 1911 منفردة في الكيمياء. ومثلما فازت الروائية من جنوب افريقيا نادين جوردايمر بجائزة نوبل في الأدب سنة .1991 ليست هناك سيدة مسلمة واحدة فازت بجائزة نوبل في أي فرع سوي واحدة فقط هي الايرانية شيرين عبادي التي فازت بجائزة نوبل للسلام. بينما فازت خمسون سيدة غير مسلمة بجوائز نوبل في القرن العشرين منهن عشر نساء في فرع الأدب وحده. ارجو ان يستفز هذا الكلام الجميع نساء ورجالا.
س: وكيف تحقق المسلمات هذه الصورة؟
ج:¢ بأن تتفرغ الشعوب المسلمة لتغيير واقعها المؤلم، وتهتم بصنع مستقبل افضل لابنائها شبابا وفتيات. فليس هناك مستقبل للنساء وحدهن. المستقبل واحد للجميع داخل الوطن الواحد.
س: ولماذا كتبت كل هذه الاسئلة وأجبت عليها وهي من البديهيات؟
ج: لأننا وصلنا لحالة ضاعت فيها حتي البديهيات. ومن سخريات الامور ان نضطر للتذكير بالبديهات.
الرد مع إقتباس