عرض مشاركة مفردة
  #155  
قديم 12-01-2007
honeyweill honeyweill غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
الإقامة: EGYPT
المشاركات: 7,419
honeyweill is on a distinguished road
قال: نعم.

قلت: كيف تفسر أنه لم يصب؟

قال: إرادة الله.

قلت: هل تري فيها دلالة؟

قال: معناها أن الله يحبه.

قلت: هل تعتقد أن الله يحب رجلاً سلم بلاده للإنجليز؟

قال: لا.

قلت: إذن ماذا؟

قال: لا أعرف.. وسكت قليلاً ثم استطرد.. إن الإنسان حينما يفكر في مثل الذي فكرت فيه لا يحس بما يفعل إلا بعد أن ينتهي من كل شيء.

قلت: هل تحس الآن؟

قال: نعم أحس.

قلت: هل عرفت كيف استقبل الشعب جمال عبدالناصر؟

قال: سمعت.

قلت: ما رأيك؟

قال: يظهر أني نفعته ثم استطرد بنفس الصوت الذي يمزقه الضجيج.. رب ضارة نافعة.

قلت: هل سمعت الذي كان يقوله في الدقائق القليلة التي سبقت إطلاق الرصاص!

قال: لا.

قلت: كان يتكلم من الحرية والعزة والكرامة.

قال: لم أسمع أي شيء.

قلت: فيما تفكر!

قال: في الذي كلفت أن أفعله.

قلت: والذي كلفك نفسه لماذا لم يجئ معك!

قال: لا أعرف.. وبدأ يلتقط أنفاسه بصوت مسموع.. مبحوح وحتي في نهاية هذا أيضاً بدأ صوته كأسطوانة قديمة مجروحة تخرج منها أصوات متحشرجة.


< <
الحوار الثاني نشرته «أخبار اليوم» في 6 نوفمبر 1954 يقول فيه هيكل: عندما قابلت حسن الهضيبي في السجن الحربي بثكنات العباسية كان يعيش تحت تأثير تجربة من نوع جديد، كانت الساعة الواحدة ظهراً وهي الساعة التي يخرج فيها للنزهة والسير في فناء السجن الحربي مع غيره من أعضاء جماعة الإخوان المعتقلين، وفي كل يوم في هذه الساعة يسمع حسن الهضيبي والذي معه تسجيلين تخرج أصواتهما مجلجلة من ميكروفون ينقل ما فيهما بأعلي صوته ويدفعه إلي فناء السجن الحربي، أولهما تسجيل للخطبة التي ألقاها السيد الرئيس ووجهت إليه الرصاصات الثماني أثناء إلقائها والثاني تسجيل لأغنية أم كلثوم التي تهنئ فيها الرئيس والتي مطلعها «يا جمال يا مثال الوطنية».
الرد مع إقتباس