* المعايير والسلطة
اما اذا انتقلنا الي مجال المعايير
فينبغي ان نؤكد ان العصر الحديث يتميز بانه عصر المعايير بمعني ان إحدي سمات الحداثة ان هناك معايير واضحة تمنع الاختلافات بين الناس ومن تلك المعايير مفهوم الاغلبية - بشرط ان تكون اغلبية سياسية - ومنها اهل الخبرة والاختصاص . ومنها ايضا حرية الانسان الفرد فيما لا يؤذي الاخرين .
ولكن الخطاب الاسلامي لا يعترف بأي من تلك المعايير. خذ عنك مثلا قضية فوائد البنوك التي يعتبرها الشيخ طنطاوي شيخ الازهر حلالا. بينما يعتبرها جمهور غفير من المسلمين حراما بينا . ماهو المعيار الذي يمكن ان يحدد من علي صواب ومن علي خطأ. من هنا تتكون جماعات العنف. تاسعا : ان المواطنه ستعني فصم العلاقة بين السلطة والعنف . فالمواطنة تقوم علي أساس مأسسة الدولة فهناك المواطنون المتساوون في الحقوق والواجبات وهناك القائمين علي صناعة التشريع وهناك القائمون علي اصدار الاحكام تبعا لتلك القوانين . ثم هناك اخيرا القائمون علي تنفيذ تلك القوانين من اصحاب السلطة التنفيذية وفي مثل هذه الحالة سيكون بمقدور اي انسان ان يفعل مايشاء وان يقول مايريد حتي ولو كان ما يقوله هو الكفر البواح او ما يفعله هو الفسق الصريح. ولن يستطيع انسان كائنا ما كان او جماعة كائنة ما كانت ان تتولي بنفسها اتخاذ اجراء بشأنة او ردعه او عقابه . وسيكون غاية ما يتاح هو ان تتقدم للنيابه العامة. هذه هي المواطنة فانظر كيف تعامل الاسلاميون مع العديد من قضايا الفكر والرأي قي مصر. انظر الي اغتيال فرج فودة ونفي نصر حامد ابو زيد ومحاولة اغتيال الراحل نجيب محفوظ وتكفير المستشار سعيد العشماوي والمفكر سيد القمني ونوال السعداوي وغيرهم.
هذه هي بعض ما اتصوره عن اسباب تخوف الاسلاميين من المواطنة ...وهي كما اظن اسباب حقيقية وواقعية اكدت عليها بأقوال واحداث عرفناها وعشناها ولن ينقذنا منها سوي الشعار الخالد الذي صنعناه بالدم والدموع " «الدين لله والوطن للجميع» .
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
|