عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 31-01-2008
john mark john mark غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
الإقامة: EGYPT
المشاركات: 736
john mark is on a distinguished road
فايز غالي: آه بقى داخلين على سنتين.

سامي كليب: طيب فكر سنتين، جاءك جواب؟

فايز غالي: وحتى هذه اللحظة لا يوجد إجابة.

سامي كليب: رئيس الكنيسة الإنجيلية وافق، ورَفَضَ رَفْض الفيلم، يعني وافق على أن يتم إنتاج فيلم عن السيد المسيح، السيد صفوت البياض؟

فايز غالي: ما هو ده بعد نظر. هي المسألة بتعتمد على بعد النظر، وفكرة الجمود والدوغما، يعني إحنا كنا بنسميها زمان الدوغما.

سامي كليب: طيب فهمت اليوم ليش ممنوع؟ أنا لحد الآن، كل ما قرأت في الواقع لم أفهم لماذا؟

فايز غالي: وأنا زيك، أنا مثلك تماما، أنا لست فاهما لماذا يمنع... حتى كل الدعاوي اللي هي كانت بتعترض، بالرد عليها تساقطت.

سامي كليب: سقطت الدعاوى ولكن الفيلم عن السيد المسيح لم يأخذ إذنا بعد للتنفيذ. واللافت أن الدولة والرقابة والمؤسسات الرسمية في مصر حصرت الأمر في يد الكنيسة وذلك لتهدئة الخواطر وعدم صب الزيت على نار بعض المشاكل التي قامت بين الأقباط والمسلمين. تراجعت الدولة قليلا عن التدخل في قضية واضحة بغية عدم إثارة الحساسيات، رغم أن قانون الرقابة واضح في هذا الشأن.

فايز غالي: الحقيقة، وده اللي أنا حأفضل أحط عليه علامات استفهام، أنه بالفعل القانون بتاع الرقابة واضح وصريح وقيل في البداية، يعني إيه، يعني أنه نشيل عن نافوخهم، أنه معلش إحنا بناخد نوع من الاستشارة ولكنها ليست ملزمة، ثم تحولت فكرة الاستشارة غير الملزمة...

سامي كليب: إلى تسليم الأمر إلى الكنيسة.

فايز غالي: إلى تسليم الأمر وشيل الدماغ زي ما بيقولوا. طبعا ده موقف مدهش، وأنت النهارده في القرن 21، وإحنا طول الوقت.. سنين بنصارع على استقلال.. ده إحنا في وقت من الأوقات كنا بنطالب بإلغاء الرقابة، وما زلنا نطالب بتحجيم وتقليص دور الرقابة. لكن واضح أنه في شيء ما اسمه الضغط اللي جاي عبر حالة الاحتقان اللي حاصلة واللي مشكلة التطرف، لعبة التطرف والخوف، حتى وزير الثقافة امبارح في التصريح بيقول أنا كدولة فيما أنشر أنا أنتقي بينما المؤسسات الخاصة تفعل ما تشاء. فأنت هنا قدام حالة فعلا محتاجة لسنين عشان نعترف، ولا بد أن نعترف في ذلك، لقد نجحوا في أنهم يخيفوننا.

سامي كليب: مين؟

فايز غالي: هذا التطرف اللي حاصل. هذا التطرف اللي هو شغال وبيلعب دوره، ومش عايز أتكلم لأنه حأخش بقى في كلام أخطر بقى أكتر بكثير يعني.

سامي كليب: عادل حمودة قال لك في مقال في الواقع جميل جدا عن الفيلم، "يا فايز لا تصدق أن أحدا يريد عملا جادا، فكف عن تحطيم أعصابك حتى لا تصاب بالضغط والقلب والسكري". تخليت عن فكرة الفيلم؟

فايز غالي: أنا شوف. يعني تعلمت في حياتي ألا أتخلى عن شيء أنا أريد أن أفعله ككاتب. ولكن تظل المسألة مستقرة في وجداني وفي ضميري ورغبتي الحقيقية في أنه أنا أعمل هذه العمل، تحققت تحققت، ما تحققتش ما تحققتش، لكن أنا لا.. ده زي ابني اللي أنا خلفته بس لسّه ما خدش فرصته أنه ينمو أو يكبر ويجد طريقه يعني. فأنا ما عنديش مشكلة، أنه Ok... طيب ما أنا عندي أكتر من مشروع، ما أنا بقول لك فيلم عن حرب أكتوبر عن يوم ثمانية أكتوبر بأصارع بقى لي سنين أملا في أن أعمله..

سامي كليب (مقاطعاً): معك، ولكن تخليت عن فيلم السيد المسيح؟

فايز غالي (متابعاً): لا، ما تخليتش ومش حأتخلى. بدليل لو أحد جاء الصبح قال لي تعال، أقول له أنا أهه بس يا الله نعمله.

سامي كليب: حتى لو رفضت الكنيسة؟

فايز غالي: حتى لو رفضت الكنيسة، حتى لو صورناه برّه. أنا بالعكس بقى، أنا بتمنى أنه هذا الفيلم يتعمل دلوقت برّه ويتصور برّه مصر، وييجي مصر... الله! يا أخي، ما إحنا شفنا مسلسل الملك فاروق، مسلسل مصري قلبا وقالبا وهو بتمويل سعودي، إيه المانع؟! إن شاء الله يجيني الجن الأزرق يديني فلوس أعمل الفيلم حأعمله.

سامي كليب: في خلال استراحة يوم التصوير الطويل عند كاتب السيناريو المصري فايز غالي، كنا نطّلع على بعض الصور القديمة لديه، وفيها العديد من نجوم السينما المصرية الذين عمل معهم، وفي مقدمهم نور الشريف الذي عرض عليه إنتاج فيلم السيد المسيح. صور قديمة وجديدة لنجوم رحلوا وآخرين بقوا يشكلون عماد السينما العربية. ولفايز غالي ابن أخذ عن أبيه حب السينما فصار ممثلا وصحفيا.

ابن فايز غالي: أخذنا من الأهل حب الفن، أنا تخرجت من فنون جميلة اللي هو كان عايز يخشها، فأنا حققت الحلم ضمنيا لأنه هو كان بيتابعني وكان بيساعدني وكان بيعلمني قواعد الرسم، بجانب الدكاترة. أنا بقيت ممثل، هو كان رافض أنه أنا أبقى ممثل خالص، قال لي يا ابني أنت حتتعذب في الوسط ده. هو كان عنده حق، بس أنا نفذت في الآخر الشيء اللي أنا حبيته منه، يعني أنا مبسوط أنه أنا... أو أنا محظوظ فعلا أنه أنا ابنهم هم الاثنين.

ماجدة موريس: وعلى فكرة أنا قلت له برضه، قلت له ما تطلعش ممثل لأنه متعب قوي هذا الطريق.

الابن الثاني لفايز غالي: بما أنها زيارة خاصة لفايز غالي، أنا كنت عايز أوجه له، وأستغلكم أنه أنا أوجه له رسالة شكر، بص، يعني أنا من أجمل الحاجات اللي في حياتي كورث، ورثتها منه. زي حب الثقافة وحب العلم، لأنه إحنا في وسط جيل زي ده، للأسف، أغلبيته ما بيقرأش وأغلبيته ما عندوش حب لفكرة المعلومات العامة. أنا من خلاله تعلمت أن أحب أقرأ، علشان أنت طبعا أكيد لفيت في البيت فشفت أنه في مكتبة عندنا كبيرة. من خلاله تعلمت فكرة المناقشة، فكرة المنطق، فكرة المحاورة.

سامي كليب: لم يصبح فايز غالي مخرجا، وهو يحلم بأن يصل إلى هذا المصاف. وبانتظار ذلك فإنه لا يزال على حاله كل يوم يأتي إلى هذا المكتب يفكر بسيناريوهات وقصص للسينما والتلفزيون، وكأنما بالكتابة وحدها ينتصر على سيناريو الحياة ومشاكل طوائفها، أو يحلم بأنه سينتصر.


http://www.aljazeera.net/NR/exeres/1...5B3383D44D.htm

آخر تعديل بواسطة john mark ، 31-01-2008 الساعة 12:06 PM
الرد مع إقتباس