عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 04-07-2008
Med7at Al-Helbawy Med7at Al-Helbawy غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2006
المشاركات: 37
Med7at Al-Helbawy is on a distinguished road
flower الدكتور طه حسين يتكلم

-سيدى طه حسين
- من ينادى ؟
- انا ملاكك الحارس
- وهل انا هنا فى حاجه الى حارس ؟
- لا ، المقصود اننى معك ، يمكن ان تعتبرنى سكرتيرك الخاص
- حتى هذه ليس لى بها حاجه ، لاحظ اننى لم اعد اعمى
- كلفونى بمساعدتك وتنظيم امورك
- وما هي هذه الأمور ؟
- هناك صحفى كبير قادم من الأرض يرغب فى اجراء حوار صحفى معك
- لا بد انه صحفى ماهر حتى يفكر فى ذلك ، من اي صحيفه هو ؟
- مقهى الناقد
- يوميه ، اسبوعيه ، شهريه ؟
- لا ، دائمه ، على الشبكه العنكبوتيه ، الإنترنت
- الإنترنيت ؟؟؟ لم اسمع بهذه الدار الصحيفه من قبل
- هي شبكه الكترونيه تصل الى القارئ فى بيته ، مثل التليفزيون
- وهل هناك تليفزيون ايضآ ، اظن ان علماء الأرض قد اصابهم مس من الجنون بعد ابتكارهم التلغراف والراديو
- لا عليك يا سيدى ، تقدم اهل الأرض كثيرآ بعد ان تركتهم
- عمومآ ماهي المواضيع التى سيطرحها هذا الصحفى الهمام ؟
- اعتقد الأدب ، السياسه ثم العقيده ، كما انهم حاليآ مهتمون بقضايا حقوق الإنسان
- وهل لا يزال اهل الأرض يتشدقون بحقوق للإنسان ؟ على اية حال ، انا جاهز لمقابلته

- صباح الخير
- اهلآ وسهلآ ، مع الأسف لا يوجد هنا صباح اومساء ، ليس هناك اي فرق
- حسنآ يا استاذ طه ، هل نبدأ ؟
- تفضل
- بعد مغادرتكم حصل نجيب محفوظ على جائزه نوبل فى الآداب ، كثيرون قالوا لماذا لم تعطى لطه حسين ؟
- هو يستحقها ، فهو كاتب قصصى كبير وله روايات كثيره كامله الحبكه الدراميه
- انت ايضآ كتبت الأيام والشعر الجاهلى وغيرهما
- الأيام كانت قصة حياتى والباقى دراسات ادبيه ، كثيرون قدموا مثلها ، فى الواقع نجيب محفوط كان مميزآ
- هناك من يقول ان الجائزه اعطيت له لقبوله زيارة اسرائيل
- ربما ، ولو انى لا اعتقد ذلك
- قالوا ايضآ ان قصة اولاد حارتنا من اساسيات الحصول على تلك الجائزه ، لأن فيها خروج عن المألوف ، واهل الغرب يشجعون الكتاب على الخروج على الدين وعلى الموروثات والغيبيات
- يجب على كل انسان ان يبحث وان يستخدم عقله ، وعليه ان يدرس فى جميع الأديان بتدقيق حتى يصل الى الحقيقه ، وقد لا تتطابق الحقيقه مع موروثاته
- وماذا على الإنسان ان يفعل حينئذ ؟
- اذا كان يعتقد فى الخلود والحياه الأخرى بعد الموت ، فعليه الا يخسر ابديته
- كيف ، وماذا يفعل ؟
- عليه ان يتبع الطريق الصحيح ولا يتمسك بما ورثه من ابويه واجداده ، مهما كانت النتائج
- وهل اتبعت انت هذا الطريق
- نعم
- كيف نعرف ذلك ؟
- من كتاباتى وسيرة حياتى على الأرض
- هل تعتقد ان كثيرون بحثوا ودققوا ووصلوا الى نفس النتيجه ؟
- نعم ، كثيرون
- هل تعرف احدآ منهم ؟
- توفيق الحكيم ، وغيره ، وبالأكثر فى ايامكم هذه حيث فتح باب المعرفه على مصراعيه ولن يتمكن احد من اغلاقه
- ما رأي سيادتكم فى قوانين حقوق الإنسان على الأرض ؟
- دول العالم الثالث توقع على اتفاقيات ومعاهدات كثيره ولا تلتزم بها على ارض الواقع ، وعلى العكس دول الغرب المتحضره ترفع من قيمة الإنسان وتهبه حريه شبه مطلقه ، حتى بدأ المتطرفون يستغلون هذه القوانين ليفرضوا مبادئهم المتخلفه على هذه المجتمعات ، على هذه الدول ان تنتبه لهذه الأمور وتعدل من موقفها تجاههم وتحترس منهم ، لان ما بداخل نفوسهم دمار وليس عمار
- وما رأي سيادتكم فى الأوضاع فى بلدكم مصر ؟
- كانت مصر تسير فى طريق التقدم والإزدهار ، وكانت تقود الأمه العربيه ، وعلى ايامى جعلت التعليم للناس كالماء والهواء ، وكنا نمد جميع الدول العربيه بالمدرسين والأطباء والمهندسين وغيرهم ، كما كنا نساعد السعوديه ماديآ ونرسل لهم سنويآ ما يسمى بالمحمل وكسوه الكعبه ، ثم جاءت ثورة العسكر ومع كثرة وعودها بالمساواه والإشتراكيه والعدل والحريه ، ماذا تحقق من كل هذا ؟
- تقدمت مصر واصبحت دوله كبيره
- عسكريآ ، سقطت مصر سنه 67 ، الإشتراكيه كانت لنهب القصور الملكيه وسرقه القطاع العام الذى باعوه اخيرآ بأبخس الأثمان لكل من دفع رشوة لكبار المسؤولين ، حقوق الإنسان مهضومه خاصة الأقباط والمرأه
- الا تذكر للثورة المباركه اية محاسن ؟
- اننى كمنصف اذكر ان الثوره نجحت فى القضاء على الحفاء بين المصريين البسطاء ، ولكن بمساعدة الصين التى خفضت اسعار الشباشب الزنوبه والخدوجه
- حققنا انتصارآ فى حرب 73 وعبرنا القناة
- الإنتصار الحقيقى كان فى معاهدة السلام مع اسرائيل ، لكن ، بعد ذلك ومنذ عصر السادات بدأ التخلف والرجوع الى الخلف ، انتشر التدين الظاهرى مع انتشار الفساد فى كل مرافق الدوله ، هل كانت نساء مصر عاهرات قبل ارتداء الحجاب ؟ ابعد ان حرر قاسم امين المرأه ورد لها اعتبارها وآدميتها ، يأتى من يسلبها منها باسم الدين ؟
- المصريون شعب متدين ويحبون الله كثيرآ
- نعم ، وهل الله يحب الفساد والبلطجه والقتل باسمه وحرق المنازل والمتاجر وخطف الفتيات القاصرات باسم الدين؟ وهل كان المصريون لا يحبون الله ايام كانوا اخوة متحابون ويرفعون شعار ، عاش الهلال مع الصليب ، وشعار الدين لله والوطن للجميع اثناء ثورة 19 ، وبعدها حتى قيام الثوره
- اكيد ، الله لا يحب ذلك
- هل تعرف نسبة البطاله فى مصر ؟ وهل تعرف عدد العوانس ؟ وهل تعرف عدد المطلقات ؟ وهل تعرف عدد الأطفال الذين بلا مأوى ؟ واللقطاء ؟ وهل تعرف اعداد الأسر التى تسكن فى العشوائيات ؟ والتى بلا مسكن ؟والتى تنام بلا عشاء ؟ وهل تعرف عدد الذين يعيشون تحت خط الفقر ؟
- لا اعرف الأعداد ولكن هناك الكثير
- هل تسمع عن العربان الذين يزورون مصر للزواج من فتياتها ثم يتركونهم واطفالهم مقابل بضعة دولارات ؟
- اسمع عن ذلك دائمآ
- هل تلاحظ مناهج التعليم وما تبثه الفضائيات وما يقال فى المساجد وفى خطب الجمعه ؟
- ماذا به ؟
- خطاب واحد واتجاه عام لبث الكراهيه والبغضاء واحتقار الآخر ، الحكومه واغلبية الأحزاب يسيرون فى نفس الطريق ، والدليل كتاب عمارة ومثله الكثير على الأرصفه وفى الزوايا ، اليست ميزانيه وزارة الأوقاف تأتى من جيوب دافعى الضرائب المصريين ومنهم حوالى 15 % اقباط ؟
- الأقباط قوة اقتصاديه لا يستهان بها
- هم اناس مسالمون يرغبون فى العيش بسلام ولا يبغضون احدآ ، والخروج عن القانون نادر منهم ، وليس منهم جاسوس او خائن ، ومع ذلك تمنع عنهم الحكومه جميع المناصب الهامه والحساسه وامن الدوله والأمن العام
- لقد لاحظت انا ايضآ ان الإعلام والصحافه والجامعات ، ومجلس الشعب ، ليس لهم فيها نصيب
- وتمنع بناء الكنائس ، اذا اردت ان تفتح نادى ليلى قد لا تجد عقبات وهو سهل يسير ، اما بناء كنيسه ، فهو الصعب العسير ، وكأن الكنائس هي التى تفرخ الإرهاب وتدعو اليه
- اليس هذا من صلاحيات المحافظين ؟
- لا ، الترميم فقط ، وبعدها لعبه القط والفأر مع باقى اجهزة المحافظه
- تعنى ان هذا الحل لم يكن حلآ جذريآ ؟
- طبعآ لا ، لقد فقد الشعب المصرى اخلاقه ، وتطرف وتخلف عن ركب الحضاره ، وحكومته ايضآ حتى فى دستورها الشاذ عن كل الدساتير ، ثم ان قضاته فقدوا نزاهتهم ، وازداد الظلم والإضطهاد على الأقباط اصحاب البلد الأصليين حتى اصبحوا غرباء فى بلادهم ، والكثير منهم يلجأ الى الهجره للدول الغربيه الحره ، ولكن المتطرفين والظالمين نسوا ان إله هذا الكون عادل وقادر وعنده لكل شئ تحت السماء وقت
- وماذا تتوقع سيادتكم ؟
- ليس لدي ما اقوله سوى ما قاله الشاعر : اذا الشعب يومآ اراد الحياة ، فلا بد ان يستجيب القدر ، ولا بد للقيد ان ينكسر ، ولا بد للليل ان ينجلى
فلا بد للظلام ان ينقشع ليفسح المجال للنور الذى سيأتى ، لأن النور والظلمه لا يجتمعان
منقول
الرد مع إقتباس