عرض مشاركة مفردة
  #58  
قديم 24-12-2004
hmilad hmilad غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 432
hmilad is on a distinguished road
القرآن يشهد بصحة الكتاب المقدس

تابع ما سبق
القرآن إذن هو تفصيل الكتاب وهو عربي . وهي مميزات القرآن عن غيره من الكتب السماوية ولأن الأناجيل كان إما عبرانياً أو يونانياً فإن القرآن جاء عربياً. فيقول (إنا جعلنا قرأنا عربياً) (الزخرف 3) ( إنا أنزلناه قرأنا عربياً ) ( يوسف 2).فالكتاب وتفصيله في القرآن هو تعريبه مفصلاً. ( ولولا جعلناه قرأنا أعجمياً لقاموا لولا فصلت آياته ) (سورة فصلت 44) فتفصيل آيات القرآن تطابق عدم جعله أعجمياً. إذن من أين جاءت تهمة التحريف ؟

( أولاً الكتمان )
1- يقول (يا بنى إسرائيل ... أمنوا بما أنزلت مصدقاً لما معكم ولا تكونوا أول كافر به . ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً إياي فأتقون . ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون ... أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون) (البقرة 40 -44 )
إذن ينحرف اليهود بما يخالف ما هو مكتوب عندهم في قوله أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون .
أيضاً يقول أنتم تتلون الكتاب إذا فالكتاب الذين يتلونه هو آيات الله فنسبها الله إلى ذاته وفيها قول صريح أمر الكتاب غير محرف فكيف ينسب كتاب غير محرف لله. أما قوله ولا تلبسوا الحق بالباطل أي لا تفسروا الكتاب على هواكم فالكتاب هو الحق وما يفعلونه هو الباطل فهم يحاولون إيجاد ما يفعلونه بالباطل ما يتشفعوا به في الحق. أيضاً يقول لا تكتموا الحق الذي في الكتاب وأنتم تعملون. فالموقف أن الكتمان يكون بعدم المجاهرة أي بالصوت ولا أثر في هذه الآية فالمعروف أن الكتمان يكون بعدم المجاهرة أي بالصوت ولا أثر في هذه الآية على شبهة تحريف النص المكتوب . إذن فالخلاف في تأويل النص ولبس في تحريفه.
2- يقول (الذين أتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقاً منهم ليكتموا، الحق وهم يعلمون) (البقرة 146)
الذين أتيناهم الكتاب هم اليهود وال*****. وهم يعرفونه حق معرفة كما يعرفون أبنائهم. وإن فريقاً منهم وليس جميعهم يكتمون الحق وهم يعلمون. وقد جاءت تلك الآية نتيجة الجدال الذي حدث بين اليهود ومحمد(صلعم) وأساس هذا الخلاف هو هل محمد رسول من عند الله ؟. إذن الكتمان لا يعنى أبداً تحريف النص وقد حددت كلمة الكتمان في مواضع كثيرة (البقرة 159 / 89 / 72 /174).

( ثانياً اللي باللسان )
1- يقول (إن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هذا من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون) (آل عمران 78). إذاً الذين يقولون كلاماً وهو غير ما هو مكتوب ويقولون أنه من الكتاب .فيدافع القرآن عن الكتاب وما هو من الكتاب الذي شهد القرآن بصواب ما هو مكتوب فيه.
وإذا فرضنا أنهم يقولون بما ليس مكتوب إذن التحريف تم مشافهة وليس نصاً محرراً في صفحات الكتاب إذن الشبهة على القراءة وليس على النص. كما يذكر في بداية الآية على أن فريقاً منهم وبالطبع هذا الفريق لا يمثل الأغلبية.
2-ويقول أيضاً (من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا وأسمع غير مسمع وراعنا لياً بألسنتهم وطعناً في الدين) (النساء 45) ففريق من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه لباً بألسنتهم .ولا شيء غير ذلك فلم يمس الحرف أو النص بشيء فهو سالم.

( ثالثاً التحريف نفسه)
1- يقول (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون) (البقرة 75) فالتساؤل القائم هو "هل يمكن أن يصدقونكم ..؟ " فمعنى هذا أن هذا الفريق ( وليس الجميع ) اللذين يحرفون الكتاب بمناه عن الفريق الصحيح الذين يحرفون الكتاب إذن فهذه شبهه لا تسرى على كل أهل الكتاب وإنما فريق منهم أما الآخرون فإنهم لهم بالمرصاد. أما الفريق الذي يحرف فهو لا يعرف النص وإنما يحرف تأويله أي تفسيره أي أنهم يؤولونه ويفسرونه بما يشتهون. ومع ذلك لا يوجد في آية البقرة نص يفيد تحريف النص. فيقول (الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به) (البقرة 121) يتلونه بصفة المضارع المستمر أي الإيعاز باستمرار تلاوة الكتاب حق تلاوته. إذن كل الدلائل القرآنية تدل على أن التحريف المقصود هو تأويل المعنى لا تغير النص ففريق من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه والبعض الآخر لا يوافقهم على ذلك لأنهم بنص القرآن القاطع يتلون الكتاب حق تلاوته أي كما أنزل. أيضاً قوله ( سمعنا وعصينا ) أي أن عضواً ما سمعوا به من حق والعصيان هو يخالف الحق. يقول الرازى في تفسير المائدة 44 (لأن الكتاب المنقول بالتواتر لا يتأنى فيه تفسير اللفظ)، يقول أحمد أمين في كتابة "فجر الإسلام". (يحرفون الكلم عن مواضعه أي يزيلونه وليس أحد يزيل لفظ كتاب من الله تعالى ولكنهم يتناولونه على غير تأويله). إذن التلاعب بالألفاظ بالحيل اللفظية لتفسير النص على هوى بعض منهم أو فريقاً منهم والذي يشهد القرآن صراحة بأنهم يأمرون الناس بالمعروف وبنسون أنفسهم ومع كل هذا فإن القرآن ويدافع ويشهد بصحة الكتاب والأناجيل على الأقل حتى زمان محمد (صلعم) أي أن التحريف لم يتم إلى الأبد. فالمعروف أن القرآن كانت نتاج تفاعل الناس مع الرسالة النبوية في زمان محمد.
- يتلونه حق تلاوته :فكيف يقول يتلونه حق تلاوته وهو نص محرف ...؟. ويقول الرازى في هذا "يقرأونه كما أنزل"
- هو كتاب الله ومصدقاً من الرسل: (ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون) (البقرة101)، فالقرآن ينعت الكتاب بكتاب الله على صفة المضاف إليه وليس المفعول به. ويقول أيضاً (إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما أستحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء) (المائدة 44). إن أنزلنا لتفيد التوكيد والإصرار على التنزيل عن الله. فالتوراة بقيت هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا حتى زمان محمد (صلعم). (كما حدث في حادثة الزنا والتحكيم للتوراة التي في يد اليهود ). وظل أهل الكتاب شهداء على الكتاب حتى زمن محمد (صلعم) فالقرآن والكتاب كله الذي أنزل مع النبيين الذين أسلموا هو كتاب الله نص القرآن القاطع وبالطبع لا يستطيع أن يسميه كتاب الله لو كان عليه شبهة تحريف.
ذكرت كتاب الله كثيراً في القرآن ولا مجال لذكرها ونحن نعلم أن ذكر كتاب الله كان المقصود به التوراة والأناجيل وليس القرآن لأنه لم يكن كتب بعد إلا في بعض الصحائف من جلد الحيوانات وكانت لابد أن تذكر صحائف لذلك يسمى القرآن من بعد ذلك بالمصحف أي الجامع للصحائف.
يقول (أمنت بما أنزل الله من كتاب) (الشورى 15) أي أن محمد (صلعم) يؤمن بالكتاب الذي يعلم دين إبراهيم وموسى وعيسى. يقول أيضاً (ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ... الذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك ... أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون) (البقرة 2-5)
ويقول المسلمون : (ها أنتم أولاء تحبونهم وتؤمنون بالكتاب كله) (آل عمران 119)، (كله) تفيد الجمع والشمولية أي جميع أجزاء الكتاب. كما يقول أيضاً (يا أيها الذين أمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل) (النساء136). فالكتاب الذي أنزل من قبل هو التوراة والأناجيل ولاشيء غيره. فالإيمان بصفة التنزيل هو عقيدة راسخة في الإسلام وركن من أركان الدين لا يصح إسلام بدونه في قوله: ( والذين أمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله غفوراً رحيماً) (النساء 152).

آخر تعديل بواسطة hmilad ، 24-12-2004 الساعة 08:53 AM
الرد مع إقتباس