عرض مشاركة مفردة
  #22  
قديم 25-12-2004
Peace4All Peace4All غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 1,081
Peace4All is on a distinguished road
ثانيا: ليعلم أنه يجب على كل مكلف أن يتعلم قدرا من علم الدين.. وهذا مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم:{ طلب العلم فريضة على كل مسلم} رواه البيهقي.. وهذا القدر.. منه ما يتعلق بالاعتقاد.. ومنه ما يتعلق بتفسير معنى الشهادتين وفهمها.. وكذلك أن يتعلم الشخص بعضا من أحكام الطهارة والصلاة والزكاة إن كان مستطيعا على الزكاة.. وكذلك شيئا من مسائل الحج إن كان مستطيعا على الحج.. وكذلك بعض أحكام المعاملات وبعض معاصي الجوارح كاللسان وغيره وكذلك كيفية التوبة.. هذا هو القدر الذي يجب على كل مكلف أن يتعلمه.. فمن هنا يعلم أنه لا يجب على كل مكلف أن يتعلم قصص الصحابة ولا قصص الأنبياء ولا غير ذلك من القصص.. إنما الواجب على المكلف أن يعلمه من سيرة محمد أنه صلى الله عليه وسلم ولد بمكة وبعث فيها وهاجر للمدينة ودفن فيها.. وأن أباه اسمه عبد الله وأبو عبد الله اسمه عبد المطلب وأبوه هاشم وأبوه عبد مناف.. وأنه صلى الله عليه وسلم نبي مرسل من عند الله إلى جميع الخلق من إنس وجن.. وغير ذلك من المسائل القليلة.. ولا يجب على كل مكلف أن يتعلم سيرة محمد صلى الله عليه وسلم وسيرة الصحابة واحد بواحد.. ثم التابعين ثم أتباع التابعين.. هذا ليس واجبا.. إنما الواجب الذي تغافل عنه الناس هو تعلم ما ذكرناه سابقا.. فترى الكثير الكثير من الناس من يحفظون سيرة محمد صلى الله عليه وسلم كلها.. ولا يعرفون صفات الله.. ولا يعرفون أركان الوضوء.. وهؤلاء لهم وجود كثير عندنا في بيروت.. وأنا لا أؤلف بل أنا أعرف أشخاصا يحفظون الكثير من سيرة النبي ولا يعرفون فرائض الوضوء.. وأخبرني شخص كان معهم أنه ما كان يعرف ما هو الاستنجاء.. فماذا يقال في هؤلاء.. هل يقال عنهم: هؤلاء هم حماة الدين.. وهؤلاء هم الذين يفهمون بالدين.. وأنتم لا تفهمون.. ومن نظر في حالهم وجد الجهل الذي هم يعيشون عليه.. إذ أنهم يتعلمون ما ليس بواجب عليهم ويهملون ما سيسألون عنه يوم القيامة.. العبد لن يُسأل يوم القيامة: ماذا حفظت من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم؟؟ إنما سيُسأل: ما هو اعتقادك في الله.. ماذا كنت تقول في محمد صلى الله عليه وسلم.. لماذا فعلت كذا؟؟ لماذا فعلت كذا من المعاصي.. ويُسأل: لِمَ لم تتعلم ما فُرِض عليك تعلمه.. ومن ترك تعلم علم الدين الضروري فهو من أهل الكبائر.. وأما من لم يتعلم قصص الصحابة وغيرهم فلا يسأل عنه حتى.. وتعلم علم السيرة ليس من فرض العين كما بيّنا.. أي لا يجب على كل مكلف تعلمه.. إنما هو من فروض الكفاية.. ومن المعلوم أنه أفضل الأعمال التي توصل العبد إلى الدرجات العلى هو أن يؤدّي ما فرضه الله تعالى عليه.. وهذا مأخوذ من الحديث القدسي.. قال عليه الصلاة والسلام:{ قال الله تعالى: وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبَّ إليّ مما افترضت عليه} رواه البخاري.. فبعد هذا يظهر أن عمرو خالد لا يعلم الناس ما هو يجب عليهم تعلمه.. وهل تقولون لي بأن كل من يجلس في مجلسه أو يشاهده في التلفاز يعرف علم الدين الواجب.. بل أنا أكيد أن أكثر من نصف الذين يستمعون إليه لا يعرفون ما هو الربا.. ولا يعرفون أركان الصلاة.. فهنا السؤال.. لماذا لا يدرسهم هو؟؟! لماذا عمرو خالد لا يدرّس الناس العقيدة الحقة.. ولا يدرسهم أركان الصلاة وأركان الوضوء وكيفية إزالة النجاسة؟؟!!؟! الجواب واحد من اثنين: إما أنه لا يعرف العقيدة ولا أركان الصلاة ولا أركان الوضوء.. وإما أنه يخالف العقيدة الحقة.. ويستحي أن يظهر عقيدته لكي لا ينفضح أمام الناس.. فأي واحدة تنطبق عليه؟

ثالثا: من ءاخر أقوال عمرو خالد التي ما سمعناها من أي عالم من قبل.. والتي أتى بها من عند نفسه.. قوله بأنه لا يجوز البصاق في الطريق فإن هذا يؤذي الملائكة.. وأنا أتحداه أن يظهر دليلا من الحديث أو من أقوال العلماء على هذا الأمر.. وهذا يظهر في أنه اخترعه من عند نفسه.. والذي ورد في الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال أن البصاق في المسجد خطيئة وكفارته دفنها.. ولو كان البصاق في المسجد وغيره حراما ما خص الرسول صلى الله عليه وسلم المسجد بالذكر.. بل لقال: البصاق في كل الأحيان خطيئة.. وليس هذا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم.. وكلام عمرو خالد هذا كفر لأنه كذب الرسول وحرم فعل هذا من عند نفسه..

رابعا: وقال عمرو خالد في محاضرته التي ألقاها في بيروت في المدينة الرياضية وذلك بتاريخ 11/3/2002:{ كل واحد يعبد اللي هو عايزه}.. والرد على هذا أن الله تعالى أرسل الأنبياء جميعا لدعوة الناس إلى دين الإسلام.. وهو الدين الوحيد المقبول عند الله.. ولا يجوز لأي إنسان أن يتخذ دينا سواه قال الله تعالى:{ إن الدين عند الله الإسلام} أي أن الدين الوحيد المقبول عند الله هو دين الإسلام.. وكان الأنبياء قبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يجاهدون لإدخال الناس في هذا الدين كما ثبت ذلك عن أتباع عيسى المسلمون حيث أنهم قاتلوا الكفار فانتصروا. قال الله تعالى:{ يا أيها الذين ءامنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريين مَن أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة فأيّدنا الذين ءامنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين}. أي كسروهم وغلبوهم. وكذلك جاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لإدخال الناس في دين الإسلام كما ثبت عنه في الحديث المتواتر:{ أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله} وبعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حارب الصحابة ما سوى عقيدة الإسلام فوصلوا في خمس وعشرين سنة إلى المغرب الأقصى وإلى أطراف الصين لإخراج الناس من الأديان الكفرية إلى هدى الإسلام لا لأجل المال والغنائم ولا لأجل شهوة السلطة والحكم بل تنفيذا لقول الله تبارك وتعالى:{ تقاتلونهم أو يسلمون}.. فيكف بعد هذا يجرؤ عمرو خالد على الادعاء بأن الإسلام يسمح لكل إنسان أن يعبد ما يريد.. وكذلك قوله تعالى:{وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله}.. مخالف لما ادعاه عمرو خالد.. وقول عمرو خالد هذا معناه أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان جاهلا بحكم الدين إذ أنه قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم غزا بنفسه سبع عشرة غزوة أو تسع عشرة. أما السرايا والبعوث الذين أرسلهم ليقاتلوا الكفار ولم يكن هو معهم أكثر من ستين.. فلماذا أرسلهم النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم.. ولماذا جاهد حبيب الحق محمد بنفسه الكافرين؟؟! وكذلك الصحابة لماذا قاتلوا الكفار؟؟ هل على زعم عمرو خالد طمعا بالمال.. أم لماذا؟؟!!؟! طمعا بالأراضي.. حب المال ليس للنبي صلى الله عليه وسلم ولا للصحابة.. حب المال يكون لأمثال هذا عمرو خالد والقرضاوي وغيرهم.. وقول العلماء مخالف تماما لما يقوله هذا عمرو خالد.. إذ أن علماء المذاهب الأربعة نصوا على وجوب الجهاد ففي كتاب المغني لابن قدامة ص367:{ أقل ما يفعل الجهاد في كل عام مرة}. وفي كتاب روضة الطالبين للنووي ص 206:{ الجهاد دعوة قهرية}, وفي كتاب حاشية ابن عابدين ص238:{ بوجوب قتال الكفار على أهل كل قطر}. وفي كتاب المواهب الجليل لمحمد المغربي ص346:{ وإنما يقاتل الكفار على الدين ليدخلوا من الكفر إلى الإسلام}.. وكلام الأخير يظهر فيه خلاف ما ادعاه عمرو خالد.. وءايات القتال كثيرة فمن أراد المزيد فليراجع كتاب الله.. ثم كلامه هذا مخالف لقوله تعالى:{ ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}.. أي جميع الأديان ليست مقبولة إلا دين الإسلام.. وهو الدين الذي ارتضاه الله لعباده..
الرد مع إقتباس