عرض مشاركة مفردة
  #29  
قديم 25-12-2004
Peace4All Peace4All غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 1,081
Peace4All is on a distinguished road
لا أدعي أنني استطيع الوصول لقرار نهائي بخصوص جمهور عمرو خالد، هل هو أقرب لجمهور شعبان عبد الرحيم (النجم الذي يغني أردأ أنواع الألحان بأقبح صوت متاح مستخدماً أغبى كلمات في العالم) أم لجمهور أحلام مستغانمي (الكاتبة الرديئة التي حازت شهرة أدبية مرعبة بسبب فهمها العميق لنوع الأدب الذي تتطلبه ربات المنازل قرب الفرن أثناء ال 25 دقيقة التي يوصي بها كتاب الطبخ)
فلسبب غير مفهوم حتى الآن انحرف قسم من الجمهور العربي عن قدره المحتوم بعد أن كاد يصبح جمهوراً متفاعلا بحرارة مع شعبولا، وبالخطأ نفسه تقريباً انحرف قسم أكبر من النساء العربيات عن مصيرهن المنطقي: قبل الظهر قارئات لأحلام مستغانمي ولفناجين قهوتهن، وبعد الظهر مشاهدات مستلبات أمام كراهية مريم نور للباذنجان وحبها للتسامح.
ليس من قبيل المصادفة أن يلمع نجما الداعية الإسلامي عمرو خالد والمطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم في الوقت نفسه ولدى شرائح الجمهور المتشابهة، فكلاهما جاء من مهنة لا تمت بصلة إلى ما يفعله (شعبولا من كي الملابس، وعمرو من شركات المحاسبين القانونيين) وكلاهما ينتميان للمدرسة الرائدة نفسها: مدرسة الأستاذ أحمد عدوية.
وليس من قبيل الارتجال أن يستخدم الداعية "المودرن" كل تقنيات العصر بدءاً من روح الفيديو كليب، ومروراً بتكنيك الإضاءة السينمائية، ومهارات الإلقاء المسرحي، وانتهاءً بتعبوية الأحزاب العقائدية.
عمرو محمد حلمي خالد ولد في الإسكندرية سنة 1967(تباً لهذه السنة كم عليها أن تحتمل من مآسي تاريخنا المجيد)، بدأ رحلة البحث عن النجومية لاعباً في فريق الناشئين بالنادي الأهلي لكرة القدم، ثم رئيساً لاتحاد الطلاب في كلية التجارة، ثم نائباً لرئيس اتحاد كليات جامعة القاهرة، تخرج من كلية التجارة، قسم المحاسبة عام 1988 وباشر عمله الأول خلال أشهر من تخرجه في البنك الأهلي فرع لندن (؟)، وفي عام 1990 باشر عمله الهام في مؤسسة حازم حسن ( المعروفة باسم KPMG وهي شركة مصرية عالمية للمحاسبة لها فروع في عدة دول في العالم) وتدرج في المناصب لينتقل خلال سبع سنوات من مراجع مبتدئ إلى نائب مدير عام، ليترك المؤسسة ويطلق مؤسسته الخاصة بالشراكة مع ثلاثة من أصدقائه وهي "مكتب المحاسبون العرب" الذي يقدم خدمات مالية ومحاسبية متنوعة منها مساعدة الشركات على تخفيض حجم ضرائبها (لم نقل التهرب الضريبي)، ومنها احتساب نسبة الزكاة المتوجبة على هذه الشركات.
خلال عمله هذا حقق نجاحات مهنية كبيرة، ليس أقلها أنه كان مشرفاً على حسابات شركات كبرى (بينها ثلاث على الأقل من الشركات التي طالب فيما بعد جميع المسلمين في العالم بمقاطعتها لأنها تناصر عدو الله إسرائيل مثل بيبسي كولا، وبالموليف، وكولجيت، ومنها لونج مان و داول شلمبرجير للخدمات البترولية).
وفي لحظة مباغتة ولأسباب غير مفهومة، أجرى عمرو خالد تغييراً في مسار حياته، التي كانت حتى تلك اللحظة سائرة باتجاه محدد، مسيرة حياة مثالية للنموذج الذي فرضه العصر: الطموح النهم المتجه نحو القمة دون تلكؤ.
بدأ في إلقاء الدروس الدينية في أحد المساجد الهامشية الصغيرة، لينتقل إلى مسجد المغفرة بين حيي المهندسين والزمالك، والكيت كات ، لينتقل بعد ذلك إلى مسجد ضخم في مدينة ٦ أكتوبر قبل أن تفتح في وجهه شاشات القنوات الفضائية، ويتابع مسيرة المجد والشهرة والثراء لكن عبر سلم آخر هذه المرة.
في تلك اللحظة ربما أمكن لمتتبع سيرته أن يفهم سر التحول خاصة إذا علم أن عمرو خالد استطاع خلال ثلاث سنوات أن ينجز 250 ساعة تلفزيونية (قدم فيها أنجح ميلودراما دينية في التاريخ منذ العرض المبهر للمسيح حين نطق في مهده وأسر الجمهور) و144 محاضرة مسجلة بيع منها ملايين النسخ على أقراص مضغوطة وأشرطة كاسيت (هناك شركة خاصة لطبع وتسويق هذه المحاضرات سنتعرف على بعض أرقامها) وألّف ستة كتب لا يعرف عدد النسخ المباعة منها سوى الله وأرقام الحسابات المصرفية، ويكتب بشكل منتظم(وما زال) ثلاثة وعشرين مقالاً في الشهر لسبع صحف ومجلات، شارك وألقى عشرات المحاضرات في عدد من الدول لم يصل إليه الأخضر الابراهيمي، أدار ويدير مشروعات خيرية مثل صناع الحياة، أوصلته خلال شهر آب الماضي لدارفور على رأس قافلة مساعدات (تضم فيما تضم مليون ونصف مليون بقجة من الملابس المستعملة) وسط صهيل إعلامي لم يحلم به ديغول.
في هذه المعمعة الروحية والاعلامية والخيرية وجد عمرو خالد الوقت الكافي ليتبع دورة في إدارة المشاريع (؟) بانجلترا (جامعة لافبرا) 2002، وليستجيب لطلب البي بي سي بتدريس مذيعيها دورة بعنوان " كيف تقدم برنامج تليفزيوني تفاعلي"
أشرطة عمرو خالد تعرضت خلال العام الماضي لعملية قرصنة، أدت لمعارك ومطاردات قضائية وبوليسية، واهتمت بها وسائل الإعلام كحدث ساخن انتهى نهاية سعيدة، وقد صرح رامي إمام أحد مسؤولي التسويق في الشركة المنتجة "أثرت الشرائط المزورة في حجم مبيعاتنا، خاصة وأن سعر الشريط المزور لا يتعدى جنيه ونصف مصري بسبب التكلفة المتدنية في طبعه وتوزيعه، في حين يصل سعر الشريط الأصلي ثلاثة جنيهات لتغطية تكاليف الإنتاج المتميز، وتوجيه نسبة من الأرباح لمشروع كفالة اليتيم بناء على اتفاق الشركة مع عمرو خالد".
وعن تأثر حجم المبيعات بعد إلقاء محاضراته في الفضائيات العربية، قال إمام لقد ارتفعت المبيعات بمعدلات كبيرة تصل تقريبا من 20 إلى 25%، مؤكدا أن هناك انخفاض في حجم المبيعات خلال فترة الامتحانات من كل عام تصل إلى 30%، وهي نفس النسبة التي تعوضها المبيعات طوال شهر رمضان ".
الرد مع إقتباس