عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 20-03-2012
الصورة الرمزية لـ abomeret
abomeret abomeret غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 2,345
abomeret is on a distinguished road
مليونية مصرية لتشييع البابا!

مليونية مصرية لتشييع البابا!

بقلم محمد أمين - المصرى اليوم

لا تخافوا على مصر.. مصر تغيرت بعد الثورة.. مصر المسجد والكنيسة.. مصر المشيخة والكاتدرائية.. مصر البابا والإمام الأكبر.. اليوم تقدم مصر درساً جديداً على وحدتها فى وداع البابا.. ستبقى عصية على دعاة تخريبها وتقسيمها.. ستبقى كياناً واحداً.. لاشك أن جنازة البابا استفتاء على وحدتنا.. فاليوم مليونية مصرية جديدة، تشيّع البابا إلى مثواه الأخير!

أتصور أن تخرج هذه الملايين لتؤكد أنها ليست فى جنازة، ولكنها تحمى الوطن.. تحمى وحدته الوطنية.. لا تعلن عن حبها لرمز من رموزه فقط.. وإنما تعلن عن حب الوطن.. تحميه وتفتديه.. أتصور أن يرفع المشاركون علم مصر، يرسلوا رسالة محددة: مصر فى جنازة البابا.. وأظن أن الرسالة وصلت.. دموع المسلمين على البابا هى نفسها دموع «ساويرس» على شيخ الأزهر!

لا «ساويرس» كان يمثل.. ولا المسلمون الذين يبكون الآن يمثلون.. «ساويرس» ليس فى حاجة إلى تمثيل.. الذين يعرفونه يدركون أن مشكلته فى صراحته.. كان يقبل يد الإمام الأكبر بصدق، كما يقبل يد والده الرائع.. كثيرون لا يعرفون تقبيل اليد.. يظنون أنها عبودية.. نقبل يد آبائنا وأمهاتنا، ولنا الشرف.. فى الأزهر يقبلون يد الشيخ.. المريد يفعل أكثر من تقبيل الأيدى!

سألنى أصدقاء: هل نرفع الأعلام فى جنازة البابا؟ أم نشيعه صامتين؟.. قلت: ارفعوا علم مصر أولاً.. وإن شئتم ارفعوا أعلام أحزابكم.. نريد أن يعرف العالم عبر الفضائيات أن مصر كلها كانت فى الجنازة.. نريد أن نكرم مصر، ونحن نكرم البابا.. كان حكيماً وكان وطنياً.. لا هو جارى المطالبين بالتدخل الأجنبى لحماية الأقباط.. ولا هو زار القدس حتى يكون مع إخوته المسلمين!

كثيرون لا يدركون هذه المعانى.. لم يشربوا من النيل.. لا يعرفون قيمة ماء النيل.. ماء جمع بين المسلم والمسيحى.. جعلنا كلنا أقباطاً.. هم أقباط مسيحيون، ونحن أقباط مسلمون.. يجمعنا إله واحد، وتجمعنا مصر العظيمة.. شاء الله أن تتجدد هذه الوحدة، فى وداع البابا.. شاء الله أن يبعث رسالة أخرى إلى العالم.. ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين.. لا تخافوا منها، ولا تخافوا عليها!

مصر تتحدث عن نفسها، فى جنازة البابا.. تستعيد روح الميدان من جديد.. ملايين ترفع الأعلام، تهتف باسم مصر.. تردد النشيد الوطنى.. بلادى بلادى لك حبى وفؤادى.. مصر التى ضحى من أجلها كل رجالات مصر العظام.. لا تفرق بين البابا، ولا شيخ الأزهر.. مدنية مدنية.. الدين لله، والوطن للجميع.. رسالة خالدة يبعث بها المصريون، من على ضفاف النهر الخالد!

احتفالية كبرى يمكن أن تكون لها آثار اقتصادية وسياحية كبرى.. يمكن أن يستغلها الوزير منير عبدالنور فى تنشيط السياحة.. الآلاف يتدفقون لإلقاء نظرة الوداع على جثمان البابا شنودة.. صور ومشاهد لها دلالة كبرى فى الخارج المسيحى.. يمكن أن تكون الكاتدرائية مزاراً سياحياً كبيراً.. فى الخارج نزور الكنائس الأوروبية، أول ما نزور.. تحتضن القادم من الشرق!

روح الميدان تعود مرة أخرى.. روح الثورة تتجلى من جديد.. ليست مليونية طائفية، كما يرى قصار النظر.. وليست مليونية استعراض عضلات.. إنها مصرية خالصة، تحمل رسالة واحدة.. المسلمون يحمون المسيحيين فى القداس، كما كان يحمى المسيحيون إخوتهم المسلمين، فى صلاة الجمعة، فى التحرير.. هيه دى مصر من الآخر.. المسجد والكنيسة.. البابا والإمام الأكبر!
__________________
(( افتحي يا كنيسه زراعك لكل متنصر جذبه المسيح اليه .. احتضنيه و اعترفي به فهو ابن لك و انت ام له ))

((فأنت الصدر الحنون له في محيط المخاطر و الكراهيه و الظلم و الارهاب الذي يتربص به ))
الرد مع إقتباس